31 ديسمبر 2008

لماذا ينجذب الناس للحسين (ع) ؟

وحي عاشوراء [ 3 ]



يقول أبو الفرج الأصفهاني بأن النقص مستولي على بني البشر .

و من هذا الإستيلاء اتى د. علي شريعتي بنظريته الرائعة حول استيلاد البشر للأساطير و صنعها ، فهو حين يدرس شخصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول بأن دوافع الإنسان نحو صنع الأساطير في مجال ما هو نقصهم في هذا المجال ، فهم يصنعونها ليسدوا هذا النقص ، و يضرب أمثلة على الحب العذري و صنع الناس لأساطير " روميو و جولييت " و " قيس و ليلى " و مثال القوة و يصوره مثلاً بـ" عنتر " و بـ" أخيل " ، فمن سبق ذكرهم إنما كان دافع الناس لسكب هذه القيافة الأسطورية عليهم لكونهم يفتقدون القوة و الحب العذري و صفات الكمال الأخرى في أنفسهم فيلجؤون إلى صنعها في هؤلاء حتى يكونوا مضربًا للأمثال لهم .

د. شريعتي يصل إلى نتيجة مفادها أن الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام - ، كان مثالاً حيًا لا أسطوريا على كمالات البشر فلم تكن هناك حاجة لاسباغ صفاتها عليه ، لذلك يُعتبر هو من أكثر الشخصيات جدلا في التاريخ ، فكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام واصفًا حاله : هلك فيّ اثنان : محب غال ، و مبغضٌ قال .

فالمحب ينجذب إليه لأنه يرى فيه الكمال التام ، و المبغض ينفر منه لأنه يمثل نقيضه الذي يؤرقه ، و هذا ما يشكل قوتي الدفع و الجذب و قد شرحها العلامة الشهيد مرتضى مطهري في كتابه بصورة وافية يندر مثيلها .

كان من المفترض أن يكون وحي اليوم عن شعائر الحسين عليه السلام ، و لكن موضوع قرأته [ 1 ] جعلني أغير الدفة .


  • لماذا ينجذب الناس للحسين عليه السلام ؟

كما ذكرت في ذلك الموضوع ، فإن أبيات المرحوم الملا عبد الرسول محيي الدين لا تفارقني و هو يقول في منتصف قصيدته الخالدة :

ياحسين ارتبطنا ويـاك.. بالـدم بالـــــنفـس بالجيـد

مثل ما قلنـه عالفطـره ..لا صـــــدفـه ولا تعويـد

افرض نشذ عن خطّك.. ونسير على خــــط ابعيـد

افرض يجتذبنه الكاس.. ويســحرنه هـوى التجديـد

افرض ننفتـن بافكـار.. ونتـــــــسمـم وفتـره نحيـد

افرض نلتهـي نقامـر.. ونـــــــتصـرف بـلا تقييـد

اشما تفرض بعد يحسين.. اشما نعـمل بعـد ونزيـد

لابـد ماتجـي الساعـه.. البيهـا نـــــــنتبـه ونعـيـد

لابـد ماهـو الرحمـه.. يدركنـا ونــــــــرد اجديـد

على قاعدة أنهم نورٌ واحد ، فالحسين هو امتداد لأبيه و لسيرته ، و هو امتداد لتلك المبادئ العظيمة ، إنّ أصحاب المبادئ يملكون فيضًا يَشغل الأذهان فيجعلها هائمة فيه ، تنجذب إليه لأنّ فيض هذه الشخصيات يبعث فيها شعور الحب و العشق و يسبغ عليها صفات الكمالات ، هم يرون أنفسهم كُمّلاً باتباعهم لهذه الشخصيات ، هذه الشخصيات ليست وليدة الأساطير لذلك لا يُختلف فيها ، و لكنها وجود حقيقي بكيانها لذا تراها تصبح في محل الخلاف .

يُروى عن الإمام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله الأكرم - صلى الله عليه و آله - : إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً .

هذه الحرارة في قلوب المؤمنين و الإيمانُ كما ينسلخ من الإنسان حين يرتكب معصية و يعود إليه حين يتوب [ 2 ] ، فإن الحسين بكمالاته الأخلاقية ، بصفاته البشرية ، بعواطفه الراقية ، بمجموع ما يمتلكه من درجات العلو هو لباس يُخلع من على أكتاف الناس حين يبتعدون عن حقيقة مبادئه و واقع ثورته و لكن ما أن يذكر اسمه و تتجدد مصيبته حتى يعود ليلف أجسادهم و يغطي فكرهم هيامًا فيه ، لباس حب الحسين هو لباس الإيمان .. يظل مكمونًا في القلوب طالما أنّ الدنيا تأخذ مآخذها ، و لكن حين تحين الساعة ينقلب كيان الإنسان .

إن سبب الإنجذاب نحو الحسين و عشقه ، هو نفسه سبب الإيمان بالله الواحد القهّار عز و جل ، فالحسين هو مظهر صفات الله ، هو بذاته تطبيق أوامر الله سبحانه ، فهو بمجموعه وجه الله في أرضه ، لذلك فإن المرء كلما انجذب لوحدانية الله عز و جل انجذب للحسين لأنه اصطبغ بصبغة الله فعشقته القلوب لذلك { صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً } ، مهما المرءُ ابتعد بإسرافه على نفسه يظل خيط الوحدانية يربطه ، هذا الخيط الذي يخاطب الفطرة الإنسانية التي يشترك بها كل البشر على اختلافهم ، فعشق الحسين عليه السلام يظل بسبب عشق الله عز و جل .

هذا الإنجذاب نقيضه هو ' النفور ' ، النفس المضللة تنفر من النور لأنها ترى فيه تهديدًا لكيانها و قلبًا لمفاهيمها ، فبما يمثله من القيمَ العالية يشكل ضربة تهدم قناعات هذا النافر لذلك يكيد كيده و يسعى سعيه في سبيل تضليل قضية النور و إنفار الناس منها ، حتى لا يطلعوا على الحقيقة التي تكشف زيفه و زيف إدعاءاته ، هو يرى وجودًا كوجود الحسين و أبيه عليهما السلام كيانا حقيقيا يقض مضاجعه فهما ليسا أساطيرًا تصنعهم المخيلة و تبقيهم فيها و تضفي عليهم ما تضفي ، بل هم حقيقة موجودة و قيم ثابتة و راسخة ، مثلُ هذا الشخص " الدونكيشوتي " يلفت إنتباهي إلى من يبذل كل ما يملك في سبيل تضليل جوهر هذه الأيام و فلسفتها لينطبق عليه قول الله عز و جل { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } فهؤلاء يشترون كل لهو بالغالي و النفيس حتى يضلوا عن السبيل لأن في وجود الحقيقة الحسينية تضادٌ لأنفسهم .


  • وصيّة :

من وصيّة الإمام الرضا - عليه السلام - لـ ريان بن شبيب :


" يا ابن شبيب ان كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) فانه ذبح كما يذبح الكبش"



_____________


[ 1 ] حُبك مدرسة .. ( اضغط للقراءة )


[ 2 ] عن النبي الأعظم - صلى الله عليه و آله - : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن‏.

30 ديسمبر 2008

لماذا إحياء ' الثورة ' ؟

وحي عاشوراء [ 2 ]



لماذا نحيي عاشوراء ؟


إجابة هذا السؤال قد تكون بسيطة ، و قد تكون صعبة كلٌ بحسب قابليته لها .


من زاوية أخرى يمكن أن نسأل : لماذا نحيي الأعياد الوطنية ؟


لماذا نحتفل بالجوائز العالمية ؟


لماذا نركز على الأسابيع الثقافية ؟


إلى آخر هذه الأسئلة .


أبسط إجابة تكون : حتى ترسخ في النفس ما تدعو إليه .


قيام الحسين عليه السلام توجه نحو التأكيد على إحيائه منذ صعد زين العابدين عليه السلام على أعواد الشام فقال : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - ... إلخ . ثم بدأ بذكر المصيبة الراتبة.


و ظل هذا الذكر مؤيدًا ، مدعومًا ، مشعًا في كل زمن حتى في أحلك الظروف و الأوقات عندما كان الناس يُقتلون لاسمائهم المجردة [1].


في إحياء هذه المظاهر ، إحياءٌ لقيمها الأصيلة ، و تأكيد على أهدافها السامية ، و إشارةٌ لدعوتها ، و جعلها مركز شحن يعيد للنفوس تهذيبها بما تحمله هذه الأيام من فِكر و عِبر ، بعد أن تلوثت هذه النفوس على مدار عامٍ كامل بما تحمله الدنيا من صراعات و خلافات أبعد ما فيها الأخلاق .


بعاشوراء الحسين - عليه السلام - ، إعادة بث لدعوته الإصلاحية ، و لثورته الحسينية لترينا كيف أن يزيد ليس هو ذلك الموجود في السلطة قبل أربعة عشر قرنًا ، بل هو كل شخص و شيء يحمل فكره الطغياني مهما اختلف لونه أو تغير دينه أو غاب شخصه و ظل فكره ، و لتبعث فينا الرؤية لأن نستلهم قدرة التغيير و تشخيص الباطل من الحق حتى نتخذ الجانب الصحيح ، و لا نخجل من الصدع بهذا الموقف .


إحياء هذه العشرة الحسينية هو إحياء لفكره الأصيل ، و إظهار عربون العرفان لدمه الذي سقى هذه الفكرة حتى تصل إلينا نقية طاهرة ، فلا خير في فكرة لم يتجرد لها صاحبها فما بالك بفكرة غرست في صدر الحسين و سقاها بدمه حتى ارتوت.

تجديد ذكراه ليس تجديدٌ للمصيبة فقط ، بل هو تجديد لمحاسبة النفس ، و تشذيب السلوك و تقويم الفكر ، و شحن النفس بأسباب هذه الثورة و غاياتها و أهدافها و ما دعت إليه و أركزت رماحها فيه.

اليوم لا وجود للإمام الحسين - عليه السلام - بيننا كما أنّ لا وجود ليزيد ، و لكن هناك وجود ثابت لكل معسكرٍ منهما .

معسكر نبراسه الحسين ... و معسكره دليله يزيد .

« معركة كربلاء قائمة بطرفيها اليوم وغداً .. في النفس .. في البيت .. في كل ساحات الحياة والمجتمع .. وسيبقى الناس منقسمين إلى معسكر مع الحسين ومعسكر مع يزيد فاختر معسكرك » [2]

___________________

[1] تاريخ الإسلام - الذهبي - ص 427

[2] من كلمات الشيخ عيسى قاسم .

29 ديسمبر 2008

كل الجهات اليوم .. كربلاء .

وحي عاشوراء [ 1 ]





هَـلَّ الـمُحرمُ فاستهـلــّت أدمعي .. و وُري زنادُ الحزنِ بين الأضلعِ


مُذ أبصَرت عيني بزوغ هلاله .. ملأ الشجا جسمي ففارق مضجعي


و تنــغصّت فيه عـلـيَّ مـــطاعمي .. و مــشاربي و ازداد فيه توجعي


الله يا شــهر الـمُحرّم مــاذا جـــرى .. فيــه علــى آل الوصيِّ الأنزعِ


الله من شهرٍ أطَــَّل عـلى الـوَرى .. بمـصائب شـيَّـبــْنَ حـتى الرُّضعِ


شـــهرٌ قـد فــجع الــنبي محمدٍ .. فــيه و أيُّ مُـوحدٍ لــم يـفـجَـعِ


شهــرٌ به نزل الحسينُ بكربـلا .. بــخيرِ صَــحبٍ كـالبدورِ اللُّمّــعِ


و عــلــت عـلـى هامِ السماء فـ .. تلألأت تلك الربوع بنورهِ الأرفــعِ


للمرحوم الشيخ عبد الكريم العوامي القطيفي - رحمه الله- ( ت 1373 هـ )


أعتذر لأحمد مطر لأنني اقتبست بتصرف عنوان قصيدته ،


و عذري أن معناها واحد فالجنوب ابنٌ لكربلاء !


اليوم تتوجه كل الكلمات نحو ذلك النور الساطع ،


تقتبس من مصيبته دروس العز و الافتخار ،


و دروس الكرم و الإيثار .


اليوم تتعطل كل الكلمات ،


و تعجز كل الحروف ،


عن المدار حول كـربـلاء .


هي عشرة .. أثرها في التاريخ لا يقاس بطولها


و لا بزمنها .. بل بدروسها .. و بقيمها ..


بما تُعلمنا إياه في كل لحظة ..


و بما تقدمه لنا في كل يوم .


منذ اليوم .. نحن ..


في رحاب الإمام الحسين عليه السلام .

.

25 ديسمبر 2008

بهائم البشر .





يُنقل عن سقراط قوله : الإنسان حيوان ناطق .


و سار على هذا التعريف أغلب المناطقة [ أهل المنطق ] ، فالإنسان من حيث كونه مخلوقا فهو متشابه التركيب مع الحيوانات ، إنما يختلف عنه بقدرته على ذاتية النطق ، أي أن منشأ النطق عنده من ذاته و برغبته و إرادته و ليس تقليدًا أو محاكاة كما تقوم بها بعض الحيوانات الناطقة إن صح التعبير ؛ و النطق هو أحد لوازم التفكير فالنتيجة النهائية هي أن الإنسان حيوان من حيث البناء ، بشرٌ من حيث القدرة على التفكير و التعقل و يختصر ذلك بالنطق .


يقول بعض أهل الأخلاق و التربية أن حياة الإنسان مقسمة إلى ثلاثة مراحل :




  • الأولى - المرحلة النباتية :


و هي مرحلة النمو عند الكائن الحي ، فهو مثل النبات كل ما يفعله أن ياكل و ينام لينمو جسمه و عقله ، و هذه المرحلة مرتبطة بالطفولة غالبا فهي مرحلة النمو أو المرحلة النباتية التي لا يحمل فيها همَّ التعقل و التفكير بقدر ما يسعى إلى تكامل جسمه و استعادة توازنه ليمشي على الأرض .





  • الثانية - المرحلة الحيوانية :


و هي المرحلة التي يبدأ الإنسان فيها بالتعرف على غرائزه و أحاسيسه ، و على مهام أعضاء جسده المختلفة ، حيث تتحول من مجرد أحاسيس و مشاعر غير مفهومة متكونة لديه إلى حاجات تكون الدافعية عنده نحو سدها بأي طريقة ، فهو هنا يستلهم قيم الحيوان - أجلكم الله - في حياته اليومية ، يأكل و ينام و يبحث عن سبل اشباع رغباته و الإستئناس بها بعد أن تحولت إلى مشاعر مفهومة تولد اللذة لديه .




  • الثالثة - المرحلة البشرية :


أو الإنسانية ، و هي المرحلة التي يستوعب فيها الإنسان حاجته للعقل و يسلمه زمام الحكم ليشذب غرائزه و يجعلها على الطريق الصحيح ، و يشبع كل منها وفق الأساليب الصحيحة التي تتوافق و كونه إنسانا يملك منظومةً أخلاقية و دينية تحتم عليه أن يرقى بتصرفاته إلى درجة استيعاب كونه عضو في مجتمع إنساني يحاجة لتفاعل أعضائه حتى يتطور و يترقى لمفهوم المجتمع الإنساني ، بدلا من بقائه في إطار التجمّع البهيمي ، و هو القطعان الحيوانية التي يجمعها الكلأ و الماء ، لا الحاجة إلى الانتماء و الامن الاجتماعي و ما يترتب عليهما من أشياء يوافق عليها العقل البشري .



_______________



قلة فقط من ينجحون في التجرد بأوساط محيطهم الإجتماعي الذي بالعاده يدفع الناس للإيمان بأفكاره و قيمه حتى و إن رفضها الباقي بحجة المجاراة و المتابعة و عدم الرغبة بالظهور كشيء شاذ في وسط محيط متناغم ، رغم أنّ التفرد في تاريخ الإنسانية غالبًا ما يُسجل لمن تمرد على الحدود المرسومة له فيكتسب تميزه من ثورته هذه ، كما تفرد نيوتن بقصة التفاحة الشهيرة على عادة معاصريه في أن يأكلها دون أن يجهد نفسه لتفسير سب سقوطها لأسفل بدلاً من صعودها لأعلى !



معظم الناس يتخطون المرحلة الأولى ، لكن أقدامهم تعلق في المرحلة الثانية و إن تعدوها فالكثير منهم ينجذب إليها مجددًا ، فيتم رسم حياتهم كلها وفق شهواتهم و ما يدفعهم إليه هواهم ؛ البهيمية التي يعيشها هؤلاء تتمثل في كونهم أصعدوا الغرائز فوق العقل ، فصارت قدراتهم التفكيرية محصورة في البحث عن طرق اشباع الغريزة ، في عالم الحيوان نرى الشاة مثلاً مزودة بعقل بدائي لا يدلها على أكثر من كيفية أكلها و شربها و تكاثرها كيفما اتفق لأنها ليست بحاجة لأكثر من ذلك ، بينما زُوّد الإنسان بمنظومة فكرية و عقلية متكاملة لا يمكن اختصار قدرتها على سنواته البسيطة التي يحياها و على الرغم من ذلك فإن هناك من يفضل أن يجعل هذه الآداة الخلاقة آلة لتنفيذ الهوى و الشهوات على إطلاقها ، فهذا أسهل و أيسر من أن تُستعمل استعمالها الصحيح.


يصف الله سبحانه و تعالى بعض الخلق بأنهم [ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا ]الفرقان .


إذن ، فهناك صنف و إن كانوا في الصورة الخارجية من بني البشر إلا أنهم في بعض مراتبهم ليسوا سوى أنعام تعلقت أذيال أثوابهم بالمرحلة الثانية و لم يتعدوها ، لأنهم لا يملكون الرغبة و لا الإرادة لذلك فـ " عقولهم مغلقة " و أفكارهم معطلة ، و أهدافهم بالحياة محصورة بما حُصرت به أهداف الحيوان في هذه الأرض .


عقولهم يصبح وجودها كعدمها لأنها موجودة فقط لحفظ كيان الوجود في الحياة لا أكثر ، فلا فكر و لا منطق بل عصبيات تغذيها الحمية الغرائزية نحو محيطها الذي يوفر لها الآمان " القطيعي " و نحو أفكاره مهما كانت منحطة في مقاييس الآدميين ، هذا الوصف لهؤلاء ليس نقيصة أو مسبة بل هو تعبير واقعي و حقيقي عن أنّ هؤلاء الأشخاص لم يصلوا لمرحلة الإنسانية و ما تتطلبه بَعد ، فهم بهائم برغبتهم و إرادتهم و لكن بصورة بشر .


و ما أكثر هؤلاء حين نعدهم في المجتمعات الإنسانية .









14 ديسمبر 2008

حوار مع صديقي العزيز .. [ 2 ] : الحب .





لماذا نشرت الحوار مع صديقي العزيز ؟


سؤال يتبادر للذهن ، الإجابة على السؤال بسيطة جدًا ، في أحيان كثيرة يكون هناك تزاحم للأولويات فيتم تقديم الاولى على الأول ، حديثي مع صديقي كان مهما لأدخل من خلاله على مفردة يُساء استخدامها كثيرًا بصرفها لغير معناها ، و لقيمة هي مجهولة عند الكثيرين ، ما مر به صديقي يُبين معنى الإدراك من عدمه لهذه القيمة.


صديقي العزيز الذي أفتخر بان أتعلم منه كان في كلامه إشارات خفية لهذا الشيء متلازمة بكاء و ضحك الدهر هي نقطة مفصلية في توضيح الفارق بين العاطفة و العقل ، و تصرفه بعد تلك الصدمة تدل على ضرورة الوعي بالشيء قبل أن يتم الحكم عليه ، يعني أنه لا يمكن أن أصف نفسي بأني من أصحاب الوجد إن كنت أجهل في ذاتي معنى هذا الوجد .
الشاعر و الحكيم الفارسي حافظ الشيرازي يقول في أحد أبياته الشعرية :


كسان عتاب كنندم كه ترك عشق بگوي .. به نقد اگر نكشد عشقم اين سخن بكشد

و ترجمة هذا البيت : أن الناس يعاتبوني حتى أترك الحب ، و لكن إن لم يقتلني الحب فسيقتلني هذا العتاب .

كل انسان يملك منطلقين يعتبران أساسا عنده لإطلاق الحكم على الشيء الأول هو ( العاطفة ) ، و الثانية هو ( العقل ) ، كلا المنطلقان يميلان للتطرف حين يتم أخذ أحدهما بمعزلٍ عن الآخر ، و لكن العاطفة تتطرف أكثر لأنها قائمة على المشاعر و الاحاسيس و الميل المطلق نحو الشيء ، هذا الميل يجعل الإنسان يعيش بحالة من التوجيه التام بحيث يلغي كل حواسه الأخرى كما يقول الشاعر : و عين الرضا عن كل عيبٍ كليلة . و الرضا هو أحد مصاديق العاطفة .

أما العقل فسبيله هو التجريد البحت ، يرفض العاطفة تماما و يعتمد على الأشياء المحسوسة في تكوين اتجاهاته و بناء مواقفه ، إن أخذنا الوردة كمثال فإن ترك الحكم للعاطفة سيحاول ربط هذه الوردة بمشاعره الداخلية و ذكرياته السابقة المؤلمة أو المفرحة و يبني موقفه على أساس هذه الذكريات و ما تولده من أحاسيس و مشاعر آنية ، أما إن أحكم الامر بعقله فإنه سيلجأ لتقييم هذه الوردة لا من خلال ما تثيره من من مشاعر بل من خلال تقييمها بمظهرها الخارجي وفق أساليب التقييم المنطقية اللون / الرائحة / الحجم / ... إلخ .


إذن فما قاله حافظ الشيرازي عن الحب و العشق ينبع من نظرته كأديب فهو يوقن بأن العشق أرداه و لكنه كمدمن عليه لا يمكن له أن يتخلى عنه فأصبح بين نارين نار العاطفة التي تحرقه من طرف و نار عتاب الناس الذي يحرقه من طرف آخر لانهم يطالبونه بأن يعيد تحكيم عقله ،هذه النظرة هي نظرة الشعراء و الأدباء ممن يجعلون محركاتهم هي عواطفهم قبل عقولهم لأن منهل الإبداع في الكلمة هو ( العاطفة ) لا العقل ، لذلك تتكرر امثال هذه الأبيات في قصائد الشعراء ذوي الإحساس و تراثنا العربي زاخر بالكثير فهذا قيس يندب حظه العاثر بقوله :


إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ .. أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ
لِلّه قـلبِيَ مـاذا قـد أُتِـيحَ له .. حر الصبابة والأوجاع والوصــب
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت .. يا للرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يؤلمني والشوق يجرحني .. و الدار نازحة والشمل منشعـبُ
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ .. عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ


فمرد هذه الأمراض و الأسقام على المحبين أنهم عمدوا إلى تعطيل عقولهم [ أو قلوبهم الواعية ] و جعلوا أمر ركابهم بيد عواطفهم تقودهم حيثما شاءت .
كلٌ من العقل و العاطفة يعتبران متماثلان في القوة و متضادان في الإتجاه ، فالاستفادة منهما تكون حين يتضاربان ، مثل حجر الصوان الذي يضرب أحدهما بالآخر لتنتج منه النار ، أو مثل الأقطاب الكهربائية التي تنتج الطاقة فيهما من جمع النقيضين ، فرغم تضادهما إلا أنهما يكملان بعضهما ، و في مسائل مثل الميل أو الإنجذاب باتجاه طرف يجب أن يكون الحكم للعقل و العاطفة حتى لا يضع الإنسان نفسه في موضع " الصم البكم " يسبغ صفات و كلمات الحب بدون وعي حقيقي لهذه الكلمة .

أغلب ما يدور من حديث عن الحب هو مجرد كلمات مصففة لا تستقيم مع المعنى الراقي لهذه الكلمة ، الحب قيمة إنسانية سامية ، فوق كل مشاعر الإنسان ، و يتم الإساءة لها عندما يتم اطلاقها على مشاعر تربط بين اثنين فقط.
الحب قيمة تغير كل صفات الإنسان فهي تحوله لنقيضه ، لو كان الإنسان جبانا فإن مسّ شيء يحبه السوء انتفض لا شعوريا ليدفع السوء ، هذه الانتفاضة نتيجة عمل الحب الذي غير معدنه من الجبن إلى الشجاعة و على هذا يمكن قياس كل الصفات .
الحب نفسه يقسم لقسمين :

( 1 ) الحب المادي


( 2 ) الحب المعنوي

الحب المادي هو الغريزة الحيوانية المتمكنة في الإنسان ، الغريزة التي تدفعه أو تجذبه تجاه الطرف الآخر من الجنس البشري عندما يشير الناس إلى هذه الغريزة بالحب فهم يسيئون للحب لأن اقتصار الحب على هذا المعنى يقتل الفضيلة لأنها يختصرها بمظاهر خارجية كوجه جميل أو أخلاق قد تذهب مع الأيام فيختفي هذا الحب أو قد ينتهي الاعجاب فيها فينتهي هذا الحب لأن أسس غير متينة.


أما الحب المعنوي فهو شيء فوق الانجذاب الاعتيادي هو مودة و رحمة و اتباع ، النبي الكريم صلى الله عليه و آله و سلم يقول " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه و أهله .. " ، ما هو سر هذا الحب حتى يكون كمال الإيمان مرتبط به ؟
سره أن هذا النوع من الحب يؤدي لا شعوريا إلى اتباع المُحب لحبيبه و الإقتداء فيه ، كمثال بسيط أضربه :

ما بعد منتصف القرن الماضي بقليل بدأت حقبة ما يُعرف الآن بـ " الهستيريا البريسلية " ، أصبح ألفيس بريسلي فيها الملك الاوحد و المثال الاعلى لفئات الشباب ، ملابسه ، حديثه ، رقصه ، أسلوبه ، أغانيه كلها أصبحت standard يتم قياس الناس من خلالها ، ما حدث من انتحال هؤلاء و استلهامهم لألفيس هو قيمة الحب الحقيقية ، القيمة التي تجعلهم ينسلخون من ذواتهم يتبعوا ذاتًا أخرى و ينتحلوها ، لذلك هي تعتبر قيمة سامية و لكن بشرط أن تتوجه نحو مستحقها .


كسبيل للنجاة نرى الله سبحانه و تعالى يدعونا إلى الحب في قوله : ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) ، لما نوجه حبنا تجاه النبي صلى الله عليه و آله ، أو آل بيته عليهم السلام فنحن نقتدي فيهم و نستنسخ أفعالهم و بالتالي نصل إلى طريق الحقيقة و النجاة و لكن بشرط العمل و هو الإتباع ، أي أن القيمة العاطفية أو العقلية لوحدها ليست كافية .

منطق أرسطو الخالد إلى اليوم ينص على : أن استقراء النتائج يؤدي بك إلى الجواب الصحيح ، و لكن علماء العرفان و السلوك يقولون بدلا من أن تضيع وقتك في معرفة الاجزاء الصغيرة لتكون الصورة الكبيرة ، حُب و اتبع من تحب ممن تتوافر فيه صفات الكمال ، و بالتالي تصل للنجاة و تختصر كل الوقت المطلوب منك في استقراء الاجزاء الصغيرة .
حب الإنسان لأولاده و أسرته يندرج تحت باب الحب المعنوي و يسمى ( عطف و مودة و رحمة ) فالحب المادي هو قيمة ذاتية متعلقة بالانسان ، بمعنى أنه عندما يحب شيءا فهو يريده لذاته فقط كحبه للمال و اكتنازه لها و رفضه مشاركتها مع غيره فهي حب مادي نابع من غريزة حب التملك و الأنانية ، لكن المودة و الرحمة و العطف هي حب مقرون بالفيض أي حب يؤدي إلى انسلاخ الفرد من أنانيته ليعطي و يهب غيره دون اجبار بل برغبة ، و يغير صفاته لارضاء من يحب و يندك معه في شخصية واحدة متناغمة .


هل يتوهم الناس الحب بينهم ، إذن ؟


لا يوجد في الحياة وهم تـام ، كل شيء يرتبط بالواقع بصورة ما ، و لو كان مجرد أساس يستند عليه في بناء خياله ، مثل الأساطير تقوم على أصل حقيقي و لكن الإضافات عليها هي من تحور هذا الأصل لشيء آخر ، الناس لا يتوهمون الحب لان هناك مشاعر موجودة و تكوّن سلوكا ما ، لكنها مشاعر لا تخرج عن دائرة الحب المادي أو ما يصطلح عليه بالإنجذاب نتيجة لحاجة عقلائية ما أو نتيجة لتفعيل دور العاطفة في الميل تجاه هذا الشيء.
غالبا ما تجد هذه الكلمة سوقا رائجة عند المراهقين ، فسن المراهقة الحاكم فيه شيئان الاول ( العاطفة ) و العاطفة تميل للتطرف أكثر من ( العقل ) ، و الثاني الهرمونات النشطة و الهرمونات تميل ( للإعجاب ) بالعالم المجهول للشاب أو العكس ( أي الشابات ) .
بالتالي أغلب القرارات تكون نابعة من عاطفة و اندفاع قائم على الاعجاب و محاولة اكتشاف المجهول فـقـط ، و لتلطيف هذه الحاجة يلجأ إلى تسميتها بغير اسمها و هو ( الـحـب ) .




إلى هنا .. و يكفي صداعا :)

8 ديسمبر 2008

حوار مع صديقي العزيز .. [ 1 ]

.
.
حدث في ليلة قمرية قبل فترة وجيزة :
.

صديقي العزيز : سلام عليكم
سفيد : و عليكم السلام و رحمة الله :)


صديقي العزيز : شلونك ؟
سفيد : بخير الله يسلمك . شخبارك :) ؟

صديقي العزيز : لا شيء انشر الابتسامات مع دعابات " القدر " الثقيلة جدا
سفيد : الابتسامة في وجه أخيك صدقة :) يعني قاعد توزع صدقات .. هنيئا لك:p

صديقي العزيز : أمانة القدر ابكاني وجرحني بعمق لكن بنفس الوقت قدر يخليني انفجر من الضحك
سفيد : صاير من " القدريين " ؟ :P
إن القدريين كانوا ابناء الجهميين :D
اشفيك :) ؟

صديقي العزيز : كنت لمدة سنة ونص مخطط اخطب وحدة وكنت احب هل بنت جدا وكل شيء كان ماشي بتسلسل منطقي لكن كل شيء انتهى فجأة !
بشكل مدهش والله .. احترت شسوي حتى انتشل المتبقي من الموضوع سويت خيرة فطلعلت الخيرة " اضغاث احلام " فبفورة حزني انفجرت من الضحك .. حسيت القدر امطلع لي لسانة ويقولي بالمشمشششش

سفيد : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
قول إنّ السالفة سالفة حب من الأول .. يا ابني .. طلعت مشرك بحكم أهل العرفان :D
ما توقعتك تطيح بهالمطب ، و لكن مثل ما يقولون الرصاصة الخاطئة هي القاتلة .
صديقي العزيز : اي حتى انا ماكنت ادري اني بطيح بهل مطب .. غريب هلقدر يقطك في الحفرة ويرش عليك التراب وهو يضحك ، يحط اللقمة بحلجك و الويل لما تبلعها

سفيد : خـيرة يا اخي ، حاول انك تبحث عن سبعين محمل مشرق .. بس الإنسان كان " أكثر شيء جدلا " :)
في درس حاول القدر انه يعلمه اياك ، لكنك رفضت أن تتعلمه فلجأ " للكيّ " عشان يعلمك إيّاه .
لو كنت من العرفانيين لاصابك برق الاشراق و فهمت الدرس ، لكنك ماديّ شيوعي :) لازم تعيش التجربة المادية عشان تستوعب الدرس و درسك عنوانه العام هو : لوعة الفقد :)

صديقي العزيز : فعلا للحين انا مندهش اقول يمكن بعد شوي يقعدوني من النوم ويطلع الموضوع مجرد حلم وموضوع الخطبة راح يمشي ...

سفيد : انت مشكلتك عويصة حييل .. يعني غرقان في الحب :)
عموما ما في شي مستحيل على الله سبحانه ، إنما هناك خيرة و إسأل الله الخيرة في الأمر. و ما كان ليفوتك فلن تلحقه ، و ما كان من نصيبك فلن تخطئه .

صديقي العزيز : مع كل ايماني ومعرفتي بالاسلام والابتلاء للانبياء واهل البيت وقع الصدمة عزف كل اناشيد الكفر براسي ! .. شي غريب

سفيد : واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأى بجانبه واذا مسه الشر كان يؤوسا .. جانبك الإنساني لا زال أعلى من جانبك العقلاني ، فلجأت لليأس لأنه أسهل طريقة تحصل من خلالها على الشعور اللي تبيه ، و تريح نفسك من عناء صراع عقلك و نفسك على حلبة الواقع التعيس.

صديقي العزيز : الحمدلله على كل حال .. بس فعلا شي رهيب حسيت بهلابتلاء صرت كما ولدتني امي هههه

سفيد : تدري ليش ؟لأنك حطيت اللجام بإيد عاطفتك ، و صكرت عقلك ، و ربطت كيانك بما هو ليس بيدك .. و لما انتبهت اكتشفت أنك نسجت " هدومك " من خيوط الهواء ... تذكرني بالخروف اللي حاول ينحاش من الذيب بانه ينخش في بيت من القش:)

صديقي العزيز : انشالله لما تجرب تعيش سنة ونص على حلم وصراع مرير وكل شي ينتهي بشكل بشع جدا ساعتها بتتذكرني .. على كل حال انا الحمدلله صامد ..
سفيد : الله لا يقول :)
خلني بعيد عن هالسوالف مو مال هالأشياء أنا :)
بس انت الله يهداك قاعد تتكلم بالالغاز ، و انا ارد عليك بمثلها :D

صديقي العزيز : لاني ما اتكلم بتفاصيل الموضوع رأفةً بحالي .. داش قهوة بدسمان اسمها كون ليشه ؟

سفيد : لا ، هذي شنو بعد ؟
باجر ليلة وفاة الصادق ع ،اسأل الله بحقه يفرجها :)
و تنفرج ان شاء الله مثل ما يقول ما ادري منو ( ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت و ما كنت اظنها تفرج )

صديقي العزيز : ما ابيها تفرج لاني ما مت من حزني اخاف هل مرة تجيلي صدمة الفرحة واموت ! هههه

سفيد : لما كنّا صغار ، و نشوف شي يحزنا او يصير لنا شي محزن كانت المواساة الوحيدة قولهم : تكبر و تنسى :)
.. مع الأيام ارتباطك مع ماضيك يخف لما يختفي و يظل مجرد ذكرى .. الحزن على عكس البشر يبدأ كبير و ينتهي صغير .

صديقي العزيز : صحيح

سفيد : المسألة الحين شلون " تهرب للامام " ، في ناس يتعايشون مع حاضرهم و يتكيفون معاه ، و في ناس يغمضون اعينهم و يصمون آذانهم و يركضون هربا لما ينتهي هذا الحاضر .. شلون ؟.
بانهم يشغلون انفسهم و يهلكونها حتى ما تصير عندهم فسحة يستذكرون فيها الحاضر . شوف انت من اي نوع ، من نوع البطاط اللي يتكيف مع الحر و البرد ؟ او من نوع الحديد ما يتكيف الا بالصهر و الضرب :)

صديقي العزيز : من النوع الي يحاول ان لا ينجن هههه
بالقهوة الي اقولك عنها صورة وايد معبرة حق اسماعيل ياسين
تقريبا صايرة جذي



الصورة الي على اليمين

سفيد : ههههههههههههههه ... الله يسامحك ..
شنو المعبر فيها :) ؟

صديقي العزيز : شكل القضاء والقدر ما لقيت تشبيه ابلغ
او تخفيفا للمصطلح نقول ارادة الحياة


سفيد : قول تعامل الحياة :)

دايما توقف بوجه الانسان عشان تحسسه إن قيمته هي مجرد كونه رحّال في مساراتها ، ما عنده القدرة على انه يطوعها بحسب مزاجه و مثل ما يبي .. احنا نعتقد بأنه خلال سنوات قليلة نعيشها على أرض عمرها 6 مليارات سنة بامكاننا أن نفرض أحكامنا غصبا على الكل .. و دايما نصحى على " طراق " محترم ... مثل هذا
لا يعرف الانسان قيمة اي شيء يمتلكه حتى يعرف قيمة الفقد ما هي .. من خلالها يمكن أن نبني التوازن :)

صديقي العزيز : بس للامانة حسيت نفسي شجاع حتى في نهاية المعركة وقت ما العدو شايل سيفة يبي يغرسة فيني كنت اقاوم ! كبرت بعين نفسي مع اني اكلت تبن وانلعن سنسفيل وبعد الغرس ربطوني بالخيول وجروا جثتي بكل قارة اسيا

سفيد : يعني منصدم من نفسك :)

إنت مثلك مثل ورقة الشاي .. ما تظهر قوتها إلا بالماي الحار :p

صديقي العزيز : يعني مت بشرف بصراحة يمكن هذا احلى شي بالجنازة الي صارتلي هههه

على العموم لو فجاة انتكست فهالله هالله بـ "......"

سفيد : شايف فيلم عنوانه : عش بكرامة او مت و انت تقاتل من اجلها .. أو فيما معناه
غريبة هالأفلام شلون تختصر دروس واقعية من الحياة بسطور قليلة .. و تصورها بسذاجة شديدة !
ما اعتقد تنتكس ،، خلاص عديت الصعب و ما ظل الا السهل .. و هو إنك تدور وحده غيرها :p
.
.
.. .. . إلخ .