1 يوليو 2009

إشڱـد إنتوا مؤمنين !



هذه الكلمة قالها لي صديقي أمس عندما أعطيته رابطًا لموضوع في أحد المنتديات يناقش اقتراحًا تقدمت به د. أسيل العوضي عن استخراج الجواز دون إذن ولي الأمر.
في الموضوع شنَّ المشاركون هجومًا لاذعًا لأن هذا القانون خرج من "داعية إفساد " و يهدف إلى " إفساد " مجتمعنا المحافظ الملائكي و الطاهر ! قلة من ردود الأفعال خرجت عن هذا السياق و حام الأغلب حول قيمنا و عاداتنا و ديننا الذي أصبح ينتهك و تقع اعمدته بفعل هذه الإقتراحات و القوانين و " التيارات " التي تستهدف مجتمعنا المتدين المحافظ!
.
و لكن هل مجتمعنا حقـًا كذلك ؟
.
لا أعتقد ذلك ، أول مشكلة في مجتمعنا أنه " يكذب على نفسه " كثيرًا فلا هو مجتمع متدين كما يصور نفسه ، و إدعاء "التحفظ" فيه ليس أكثر من اسطوانة يكررها من يلعب على وتر الدين ضد الآخرين.
.
منذ مدة طويلة و أنا أتابع الساحة الكويتية [1] بإمعان و أرصد ما يدور فيها ، و عندي اهتمام لا بأس به في تشخيص مشاكل هذا المجتمع و الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه العلل على سطحه ، و كلما توصلت إلى قناعات و نتائج و أردت الكتابة عنها تستوقفني "ابتكارات جديدة" أراها تمثل قمة التناقض الصارخ بين هذه الإدعاءات و بين ما يحدث على أرض الواقع.
مجرد طرح تساؤل بسيط في أي مكان على الانترنت و مقارنة الإجابات التي ستنهال عليه بما يحدث في أرض الواقع تظهر هذا التباين العنيف بين الإدعاء و التطبيق.
.
مئات و ربما آلاف المواضيع عن "المشاكل الأخلاقية" في مجتمعنا مكتوبة عبر الإنترنت و الصحف و حبرها لم يكد يجف حتى تلقت التأييدات باستنكارها و مع هذا هي بإزدياد على أرض الواقع ، " فـرّة" بالمجمعات أو الشوارع و ستأتيك الحصيلة أكثر من خراج العراق في عهد هارون العباسي و هي تبصمُ على أن الشعارات ليست أكثر من كلمات تلوكها الألسنة!
.
مثلها عن "الضرورات الوطنية" و "الأموال العامة" و "حقوق الشعب" و "التنمية" و غيرها و هي كل يوم تُسقط أرضًا و "يُداس في بطنها"من قِبل من يدعي رفع راياتها ،لم تعد القضية ، قضية شعارات بل تعدت ذلك الآن إلى كونها أزمة واقعية لا يعيها الناس،أزمة معرفة لهويّة مجتمعنا، و أزمة إنسانية من حيث تناقض الشخص بين إدعائه و فعله، بين مظهره و جوهره.
.
" إن دينًا بعينه ،طالما هو قادر على تحريك السلوك ، ليس مجرد مجموعة معتقدات وشرائع ، ولكنه إيمان مغروس بجذوره في البناء الخاص للشخصية الفردية. وطالما هو دين جماعة من البشر فإن له جذورًا في الشخصية الاجتماعية أيضًا"[2].
.
فالسلوك الإنساني هو "المسطرة" التي تقاس عليه الديانات أو المعتقدات و وجودها في المجتمعات، هذا السلوك يظهر بالتطبيق الواقعي لأوامره و نواهيه و ما يأتي به من شرائع على مستويين ، المستوى الأول هو المستوى الفردي ،و إذا تمَّ على هذا المستوى يتحول إلى المستوى الإجتماعي ، و من ثم يكون علامة مميزة تصف هذا المجتمع،مثل بعض المجتمعات التي توصف بـ"المغلقة" و أخرى بـ"المفتوحة" و ثالثة بـ"المتحررة" و غيرها.
.
على قدر "إدعاءات التدين" التي نحصل عليها كردود أفعال في مثل هذه المواضيع ،يكون الواقع مغايرًا لها ! لا يمكن التغافل عمّا يجري على أرض الواقع، و يحق أن نطرح سؤالاً : إذا كان كل هؤلاء "محافظون" هكذا .. فمن أين أتى هؤلاء الذين نراهم كل يوم في مجتمعنا ؟
نجلس معهم في الواقع و نتعامل معهم ، و نعتبرهم أمورًا مسلمًا بها ، ثم ننكر كل ذلك في الإنترنت و على صفحات الجرائد و المجلات !
.
يشكل الدين "حاجة مغروسة في الشروط الأساسية لوجود النوع الإنساني"[3] فهي غريزة او بالأحرى فطرة تشكل حجر الزاوية في كل إنسان و على هذا الأساس فإن مخاطبة الشعور الديني عنده أسهل من مخاطبة العقل فالأول سريع التهيّج،و هنا تكمن المأساة أننا وقعنا بين إفراط "المنكرين للدين" و تفريط "المدعين له" و لم يعد هناك سبيل بين الإثنين له وجود يذكر في الساحة.
.
بسبب إفراط النوع الأول لم يعد هناك حاجة للنوع الثاني أن يعملوا و يؤسسوا لمفهوم صحيح للدين يتغذى على أساسه المجتمع، و بسبب خوف الناس من هؤلاء الذين ينكرون "شرطًا من شروط وجودهم" و هو الدين يلجؤون إلى أصحاب التدين القشري، أصحاب المظاهر و الشعارات فرارًا من أولئك الذين لا يعترفون به، فتبرز ظاهرة الشعارات و يتحول الدين إلى إحساس شكلي لا داخلي، إلى مظهر يؤكد "ارتباط" صاحبه بالدين الذي هو جزءٌ من هويته النفسية أكثر من سلوك يؤيد "إيمانه" الحقيقي بتعاليم الدين، بمعنى أن هناك انفصال بين (الإعتقاد الباطني) و بين (السلوك العملي) في الذهنية التي تحكم مجتمعنا.
.
في مقابلة شاهدتها مع أحد المغنين الكويتيين كان جوابه عن سؤال وجه له بخصوص احتفاله بعيد ميلاده،أنه لا يحتفل به لأن عيد الميلاد هو "بدعة"! لمّا سمعت الإجابة تذكرت أسلوب العقاد (يا مولانا، هو "الغناء" حسنة؟)، هذا المطرب هو ابن بيئة لازالت تتصارع مع مفهوم "الدين" و مفهوم "المجتمع"، معظم ما يطرحه هؤلاء المحافظون إن صح التعبير ليس أكثر من عادات اجتماعية يحاولون الإبقاء عليها و استعمالها كسلاح ضد أولئك "المتحررين" بنظرهم الذي هم بواقع الحال مجرد "محافظين" إنما "عكس السير" و أفضل طريقة هي بتغليفها باسم الدين فهم يستخدمونه "كسلاح بتار لخداع الناس و صرف أحاسيسهم عن مصائرهم الحالية،...،و تبديل المشاكل الحقيقية الراهنة عندهم إلى مشاكل ذهنية"[4].
.
هل هذا هجوم على الدين أم على المجتمع ؟
.
لا شيء من ذلك، بل هي إشارة إلى خلل في فهم واقع الدين و الفكر كذلك و أنه إلى الآن لم يصل إلى مرحلة "القدرة" على تحريك السلوك عند الكثيرين لاسباب عديدة و لهذا يعوضون ذلك بالهجوم على الآخرين باسم الدين حتى و إن كانوا هم لا يعترفون به على صعيد الممارسة، فالدين و حتى "المذاهب الفكرية الأخرى" لا زالت في المرحلة الشعاراتية عندنا و لم تصل إلى درجة التغلب على الموروث الإجتماعي الفكري، لازال المجتمع يمارس الشعارات على صعيد الحديث و ينساها في معترك الفعل !
فأبناء مجتمعنا الآن "ما عندهم مانع" أن يغازل الشخص في الشوارع ثم يفتي بحكم "الجل" في الشعر طالما أنه يكفر عن ذنبه هذا بتصويته لأحد أصحاب "المظاهر المؤمنة" أو هجومه على "الفسدة الفسقة" الذين يستهدفون مجتمعنا الملائكي!
.
أعود لصديقي الذي كان تعليقي على كلامه هو : عندنا وايد مؤمنين.. بس معظمهم مثل "مؤذن حمص"[5]!



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] و الساحة الكويتية لا تختلف كثيرًا عن جاراتها!و إثبات الشيء لا ينفي ما عداه.
[2] إريك فروم : الإنسان بين الحقيقة و المظهر.
[3] نفس المصدر.
[4] علي شريعتي : مسؤولية المثقف.
[5] في الكشكول ينقل العلامة البحراني قصة طريفة طويلة ، منها ان أحدهم دخل احدى قرى حمص في الشام فسمع المؤذن يقول : أشهد أن أهل حمص يقولون أن محمدا رسول الله!
فلمّا سألَ إمام المسجد عن هذا "الأذان العجيب" أجابه بأن المؤذن مريض اليوم ، فاستأجروا هذا اليهودي ليؤذن مكانه!

هناك 27 تعليقًا:

Deema يقول...

ينصر دينك يا شيخ سفيد !
:)

بلدنا للأسف لا تعرف كيف تختلف، حتى بالملابس لا تستطيع أن تختلف

كلنا مجمعون على أن هناك هويّة واحدة ليست إلا، فتختلط في رؤوسنا فرق الهويّة عن الحقيقة

مقال لابد أن يُقال

مـغـاتيــــــــــــر يقول...

أول ما قريت المقال نويت أكتب في التعليق
"ينصر دينك يا سفيد!"
لقيت التعليق اللي قبلي كاتبها :-)

بس فعلا هذي ردة الفعل المناسبة ،

لم أكن مقتنعة بمستوى أسيل السياسي
لكن علشان هالاقتراح
"ينصر دينها بعد" :-)

أما التعليقات فالجاهل لا ينطق إلا بجهل ..
هذي حدود فهمهم (مع احترامي للكل)

لكننا قوم "ننقل" لا "نعقل"

تحيـــاتي

بو محمد يقول...

أحسنت يا أبا البيض
أتفق مع كل ما ذكرت
حرفا بحرف و كلمة بكلمة

واحد يدافع عن عرضه و لكنه يستبيح أعراض الناس

و واحد يشرب الخمر و العياذ بالله و يزني و لكنه يحكم بضلالة من يخالف مذهبه كائنا ما كان مذهبه

آخر لا يتعدى الدين عنده سجادة الصلاة

ثالث يعتبر المظهر أساس و يتجاهل دور القلب

رابع يفتي و هو لم يبلغ مبالغ أهل الإفتاء

خامسة تعتقد بان الحجاب و اللباس المستور ما هو إلا ملازمة الخرقة القماشية للجلد

سادس يعيش على "إن الله غفور رحيم" و يتناسى أنه جل و علا "شديد العقاب"

واحد يبهر كلامه بالقرآن و الحديث و الحرام قد أخذ مأخذه في حياته

و واحد يؤمن بان التطور الحياتي لا يحدث إلا بمخافة أي أمر له صلة بالدين

و و و و و

عزيزي

مجتمعنا لا هوية له سواءا كانت دينية أو تراثية أو فكرية أو تاريخية حديثة و غير ذالك

لا تستطيع أن تربط أن مظهر اجتماعي تمر به و تقول هذا يمثل الثقافة الكويتية الحديثة سوى أمر واحد

الفـــــوضى

الإنسان الكويتي غير منظم داخليا و هذا ينعكس على المجتمع

نهاية

بالنسبة لقضية الجواز، فلا تعليق لي عليها و لكن سأكتب مقالة عن حادثة شخصية أروع من موضوع الجواز و محزنة حقيقة حدثت لي شخصيا و ذكرتني بها ذكرك بما ينجيك عن المساءلة

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

Ahmed.K.A يقول...

أصبت كبد الحقيقة يا سفيد بهذا المقال ..

فمشكلتنا في هذا المجتمع أن بسبب بعض السلوكيات الغير (قويمة) من اصحاب الدين .. و بالمقابل التحرر و الإنفتاح الذي كان حصيلة الفراغ الفكري و ردة الفعل السلبية إتجاه (أبواق) و (طبول) الإسلام .. هذان الأثنان سببا الكثير من المغالطات في فهم الدين و الديموقراطية و العدالة و المساواة و بقية المفاهيم التي يتغنى بها كل من يدّعي وصالها ..

"
كل يدعي وصلاً بليلى... وليلى لا تقر لهم بذاك " ..

..

مبدع كعادتك حجي سفيد .. أدامك الله و الأحبة على كل ما يحب و يرضى ..

Dark angel يقول...

أمر مخجل أننا في القرن الواحد والعشرون لا نزال نصارع للحصول على حقوق سبقنا بها العالم المتحضر بمآت السنين.. فالشعوب المتحضرةالآن يتفرغون لبناء أكادمية خاصة للعبة كرة القدم وتخريج جيل مبدع فيها . أو مشغولون بتدريب الجمباز للفتيات منذ الصغر ومشغولون بآخر أبحاث الفضاء الخارجي .


بس يالله

أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي ابدا

و لا أتصور أن موضوع استخراج الجواز للمرأة بهذا السوء قد تعاني منها بعض الأسر التي تعاني من انغلاق شديد فهذه المسألة هيّنة ولاتقارن بأمور ضرورية أكثر مثل المادة الثانية من الدستور .

الخلاصة : محاولة تغيير العادات والتقاليد في مجتمع مثل الكويت لن يقابله الترحيب بالأزهار لأن المدافعين عن هذه الموروثات لن يترددوا بتسخير كافة الوسائل المشروعة و الغير مشروعة للدفاع عنها . فهل يستحق الأمر !

Yang يقول...

افا والله يالنور افا, كل شي يهون إلا هالسالفة :((

اقتباس
" في مقابلة شاهدتها مع أحد المغنين الكويتيين كان جوابه عن سؤال وجه له بخصوص احتفاله بعيد ميلاده،أنه لا يحتفل به لأن عيد الميلاد هو "بدعة"
انتهى

انا كان باقي لي بس يومين وأصلي وراك, آخرتها تشوف هالمقابلات :((

انت من قمت تعلق عند صلاح ووايد تزور فريج سعود عرفت انك خربت :))

زهب نفسك بنروح نزور بومحمد, مسكين قاعد عزابي, قام يخم ويطبخ شغل عدل :)



تحياتي

Yin مدام يقول...

مقالة رائعة صراحة
استمتعت بقراءة تحليلك على قدر ما حزنت لأنه واقع


مجتمع اختلطت جميع مفاهيمه مع بعضها إلى أن اختفت وتكون مزيج عجيب غريب لا لون له ولا طعم ولا رائحة

ضاعت الهوية من زمان واستبدلت بأمور ما أنزل الله بها من سلطان

سامحنا أخي الكريم على القصور
ونسألك الدعاء لحاجة في نفسي

قواك الله يا سفيد المفيد
والله يوفقك في كل أمورك ويبارك لك في ما أعطاك ويقضي حوائجك وحوائج زوارك الكرام

:)

دكتور كويتي يقول...

مقال جميل وواقعي
مأجور
والسلام

bakah يقول...

انا توقفت عن الشعور بالإستغراب ..!

وبدأت احاول اتقبل الموضوع .. :)

..
لو صار عند الناس وعي كامل بتدينهم , وربطوه بحياتهم الواقعية , سوف يعاني الكثير من تجار الدين من الإفلاس ..!

تجار الدين حاليا مصدر رزقهم هو هؤلاء , لأنهم يبحثون عن صكوك غفران مبطنة من قبل بعض العمائم او اصحاب اللحى , وهذا ما يحصلون عليه ..!

دمت بخير ..

غير معرف يقول...

You mention the relationship between religion and ethics/morals/behavior, which I believe is the main reason behind all religions; to ensure that we behave as human beings in terms of good intentions towards ourselves and others

Religion in Kuwait, even in many families who proclaim religious extremity, is shallow since there is an absence of this correlation between religion and ethics

This is due to many reasons, mainly the absence of a family life and therefore good family influence on children and secondly it's due to ignorance in a country that goes for the easily accessible

Personally, religion is behavior and only behavior; it has nothing to do with religious rituals, but with confining yourself - or trying to - to doing what's right

@alhaidar يقول...

السلام عليكم ..

ربما هو هجوم على المجتمع .. لكنه برأيي المواجهة والتعرية ومحاولة النظر إليه من الخارج وليس من الداخل فتعمى الأعين ..

لا أحد يستطيع أن ينكر صحة ما سطره قلمك الرائع هنا .. ولا تزعل مني عندما أقول أنه ينطبق علي وعليك وعلى الجميع ..

فالدين المعاملة .. لكنه بالنسبة لمجتمعنا عدم معرفة الآخرين بما تقوم فيه من مصائب ومعاص !

إنها نتيجة تراكمية لسنوات طويلة من التربية الخاطئة القائمة على مفاهيم خاطئة .. فكيف يستقيم الظل والعود اعوج ؟

ملاحظة خارج الموضوع :
اليوم بتنا نفتقد حتى مصداقية مؤذن حمص مع ذاته !

تحياتي ..

غير معرف يقول...

ليش حصرته في الكويت؟!.. بلي من الكويت بأعتبارك أحد مواطنيها.. وإنصافاً منه أخرج إلى بقية الدول العربية.. والله أحنه مساكين العرب:)

الحــــر يقول...

سفيد
أخي العزيز

هذا الامر لم يدخل لمجتمعنا مباشرتا بل هو اتى من نطاق اوسع الا و هو العالم الاسلامي ونحن جزء من هذا العالم فالعالم الاسلامي اليوم قد لبس ثوب لا ينتمي له واصبح يفكر بغير فكره ويسلك سلوك لا يمد للأسلام بصلة وكل هذا تحت عنوان الانفتاح والتطور والحضارة و كأن المسلمين كانوا قبل هذا العهد جهلة لا يعلمون شيء رغم انهم من كانت لديهم العلوم يا صديقي اصبح الغرب يستغرب من بعض السلوكيات بالمجتمعات الاسلامية ومعنى ذللك ان هذه السلوكيات ليست عندهم او ان عندهم بعض ما عندنا

مقال جميل وهذا ليس بالغريب

بارك الله بك وبقلمك

دمت بخير
:)

Safeed يقول...

Deema ،،

ساعات يتملكني إحساس أن الكويتيين مثل النائم الذي أوقظوه من النوم فجأة و أشاروا له إلى (شخص) و طلبوا – أمرًا -منه أن يقلده!
هو يحاول تقليده قدر ما يستطيع ، تارة ينجح و تارة يفشل بسبب صراعه مع "نفسه" ..
و من ذلك نتج عندنا هذه "الخلطة العجيبة"!

شكرا

=================


مـغـاتيــــــــــــر ،،

أهلا و سهلا.
هي مشكلة في (الجهل المركب) عندما لا يعلم الجاهل أنه جاهل!
و عندما يتصور أن "التهجم" دون معرفة الواقع لمجرد كون الاقتراح صادر من شخصية مختلف فيها ، يكفر عنه سيئات ما فعل!

شكرا


===================


بو محمد ،،


و أنتم من المحسنين إن شاء الله .
الواحد شنو يقول يا بومحمد! شيء محير و الله
الظاهرة هذه يسميها د. علي الوردي (الإزدواجية الاجتماعية)..
التصارع ما بين قيم متحضرة و قيم بائدة في داخل ابناء المجتمع ..
هذه احدى النظريات في تفسير هذا التباين بين سلوك المجتمع و صورته العامة و بين ادعاءاته
هذا المجتمع على صعيد الشعارات (مجتمع ملائكي) و على صعيد السلوكيات ( خلني ساكت أحسن!) :)
على عمري هذا بس ناوي اكتب مذكراتي نظرا لتجربتي "الموسعة نسبيا" مع ابناء المجتمع و كيف انه "مجتمع أميبي" منقسم ذاتيا،وقابل للانقسام تحت اي ظرف!
و بانتظار موضوعك.

شكرا

Safeed يقول...

Ahmed.K.A. ،،


أحسنت.
ما بين (عالم متهتك) و (جاهل متنسك) ضاع المجتمع و أبناؤه و فقد هويته..
شكرا.

=============================


Dark Angel ،،


مسألة الجواز مجرد نقطة في بحر،ما أثار استغرابي هو الهجوم الكاسح على د.أسيل لمجرد أنها طالبت بإلغاء وصاية ولي الأمر في مسألة استخراجه..
فتم تحميلها وزر إفساد المجتمع و إنحلاله و تحويله إلى مجتمع غربي سافر ملحد زنديق و ما شئت من الصفات فضع!
طيب يا اخواني : منو قالكم إن مجتمعنا حاليا هو "يوتوبيا" ؟
كما قلت بان مشكلة مجتمعنا أنه يكذب على نفسه كثيرا و يصدق كذبته!الانحلال و الفساد سببهما مشاكل اخلاقية.. و ليست قوانين تنفيذية!
فلا اعلم سبب هذا الربط بين استخراج (الجواز) و (افشاء الفساد)! و كأننا ملائكة بمجرد ما نستخرج جواز نتحول إلى شياطين!
بس يالله .. شنو نقول بعد!
شكرا


================================


Yang ،،


هذا الله يسلمك قبل سنوات كنت أعالج عند دكتور،و كل ما أروح العيادة أشوف الاخ المطرب قاعد هناك ينطر دوره و بإيده أوراق يقرأها حتى يوصل دوره!
فيوم و أنا اقلب بالقنوات شفته قلت اسمع له من كثر الاوراق اللي شفتها بإيده قلت لابد و انه على الاقل يملك اسلوب! لكن اول سؤال سمعته كان سؤال "عيد الميلاد" و جوابه "الايماني" عليه! فصكرت التلفزيون و قررت اني من اشوفه بالعيادة مرة ثانية راح اتجرأ و أسأله عن هالتناقض!
لكن المشكلة من يومها ما شفته بعد هناك ابدا!!

بعدين أنا ما اعرف اسوي إلا بيض طماط أمس تعلمتها من "فريج سعود"،، إذا بومحمد مستعد ياكل هالوجبة ما عندي مانع أروح معاك :)

Safeed يقول...

مدام Yin ،،


و شيئا فشيئا حتى الذي يجمع هؤلاء المختلفين بدا "يختفي" و أحد مصاديقه الذي حدث بالامس.
مسموحين ، و أنتم من أهل الدعاء إن شاء الله .. بإذن الله ما ننساكم.
الله ييسر أموركم و يقضي حوائجكم و حوائج المؤمنين بحق أمير المؤمنين عليه السلام و هذه الليلة المباركة إن شاء الله.


==========================================


دكتور كويتي ،،

اهلا و سهلا.
شكرا لك.

===========================================


مطعم باكه ،،

تجار الدين يستفيدون من "منكري الدين" أكثر من استفادتهم من هؤلاء المتناقضين،
فلولاهم لما لجأ هؤلاء إليهم! و هذه من المضحكات في مجتمعنا أن سبب اصراره على هوية لا يعترف بها على أرض الواقع هو من "ينكرها" بالأساس!
وكم ذا "بالكويت" من المضحكات
و لـكنـه ضـحك كـالبكــاء
شكرا


=========================================


غير معرف ،،

أتفق معك بالكثير مما قلته ، لكن اختلف معك ببعضه أيضا.
صحيح أن الدين جوهره (الأخلاق)،إلا أنه لا يقتصر عليها
الدين منهج كامل وضع ليجيب على الأسئلة المصيرية الثلاث:من أنا؟ و لماذا خلقت؟ و إلى أين أتوجه؟
الأسئلة التي يقول عنها إريك فروم :أن من لا يتساءل عنها ليس بإنسان!
كما لا يخفى عليك أن "الأخلاق" كعلم تعني جميع المناهج التي تختص بحياة الإنسان في الأرض و علاقته بالمجتمع.
فكيف نفهم هذا التناقض ما بين الإدعاء و التطبيق؟
مجتمعنا يدعي التدين بصورة يخيل لسامعها أنه يعيش إما في الجنة و إما في مدينة الفارابي الفاضلة
و لكنه حين يرى الواقع ينصدم بانه يعيش في مجتمع (نيتشوي) حيث أن لا الدين له وجود و لا الاخلاق لها مكانه!
على كلٌ هذا الموضوع يشغل بالي منذ فترة طويلة..و عندي حديث كثير حوله
متى ما سنحت الفرصة إن شاء الله فساتوسع به هنا.
شكرا

Safeed يقول...

أحمد الحيدر ،،

و عليكم السلام و رحمة الله.
يا عزيزي بوكوثر أنا أتحدث عن مجتمع كامل،وطبيعي –من حيث كوني فرد بهذا المجتمع- أن الكلام ينصب عليّ و على غيري و لكن هناك فرق بين نغمة "الانتقاد" و نغمة "التهجم"..
اعتقد أننا وصلنا لمرحلة بتنا فيها بحاجة لنوع من "المصارحة" و كشف الحقائق بعيدا عن "تصديق الكذب" حول الشعارات الدينية التي يرفعها أبعد الناس عنها.
الدين المعاملة،و هو سلوك قبل كل شيء فإذا اختفى الدين عن السلوك .. ما الذي يبقى للشعارات أن تفعله؟
سوى استغلالها في الطعن بالآخرين دون وجه حق..
اعتقد أنّ ما نمر به هو حالة "نكوص" للخلف لأن مجتمعنا عندما سار للأمام نسي مشيته.. و فشل بتقليد مشية الشعوب المتقدمة!
شكرا.

=====================================


غير معرف ،،

كما قلت : المجتمع الكويتي صورة مصغرة عن مجتمع أكبر و هو المجتمع الشرقي :)
بشقيه الآسيوي و الأفريقي :) .. فكل ما يُقال فيه يوجد له تطبيق في غيره :)
شكرا

===================================


الحــــــرُّ ،،


أحسنت، نحن استوردنا هذا العيب و أضفنا له عيوبنا!
و السبب في ذلك أننا نملك (القابلية) لان نكون تابعين لا ان نكون متبوعين..
هناك انهزامية "داخلية" و أول أسبابها :أن أصحابها لا يملكون هويّة تناسب الشعارات التي يدعونها
و من المنطقي انه اذا انسحب شيء حلَّ شيء آخر مكانه .. و هذا الذي حدث عندنا!
في احدى دراسات علم النفس قرأتها قبل مدة نتيجة ملخصها :أن الاقتباس المتكرر من الآخرين يقتل ابداع "الابتكار" و يولد ابداع "الاضافة السلبية" لما يتم اقتباسه!
نحن نقتبس السلوكيات ممن لا يعترف بالدين.. ثم نحارب من يحاول أن يشير لهذا الخلل بحجة "الدين"!
على قولة علي المفيدي بحامي الديار: مشكـل :)

شكرا

مركبنا يقول...

يـــ365ـــوم على اختفاء حسين الفضاله …
ساهم بوضع البنر في مدونتك
http://3.bp.blogspot.com/_xJiMP6a3EM8/Sk0coxUQwFI/AAAAAAAAAhE/7w1Ki9T5DrU/s1600-h/alfodhalah.jpg
وشارك معنا في حملة مدونة نقاط
http://www.nqa6.com/2009/07/blog-post.html

Salah يقول...

طبعا الأخ يانغ مقصر في التدوين الى أبعد الحدود ولهذا يكفر عن تقصيره بتعليقات تكاد أن تكون تدوينات منفصلة مثل تعليقه الاخير على موضوع بو محمد، ودائما هي مالها علاقة في الموضوع. هذا النوع من التناقض موجود حتى في الانترنت...


عفوا عزيزي سفيد على هذه المداخلة ولكن كلمة الحق يجب أن تقال :)

تسلم ايدك as always

:)

The.One يقول...

مبروكيـن مولـد الأمام علـى عليه السلام :)

سراج يقول...

كل التهاني والتبريكات بذكرى ميلاد وصي سيد الأنام عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام.. ولا حرمنا الله وإياكم من شفاعته

جنون الكويت يقول...

حقا كلامك يدل على متابعتك ....الدؤوبه للوضع ككل ..........هناك حقا صعوبه بالفهم لدى مجتمعاتنا بمستوى الدين وكيف نطبقه ........
شكرا لك بوست جميل جدا

علي يقول...

الله يعينكم :)



ابارك لكم ميلاد الأمير ع :)

فريج سعود يقول...

احد الاصدقاء ينقل لي ان احدهم كان في القاهرة فطرقت عليهم الباب احداهن تعرض عليه نفسها مقابل مادي

فعرض عليها ان يتزوجها زواجا مؤقتا

فصاحت
"لأ مش ده الي منهي عنه"


وفي مرة كنت استمع الى مقابلة مع نبيل شعيل وفي آخرها سأله المذيع عن كلمته الاخيرة

فقال
" اوصي الشباب بالصلاة "


صدقت ان هناك من سلوكه الديني مبني على العادات والتقاليد وليس الدين او القربة الى الله

احسنت وتربت يداك

Safeed يقول...

مركبنا ،،
شكرا ، و تم قبول النداء.

======

Salah ،،

الله يسلمك :) ..
و لا تعليق على تعقيبك ( مالي و الدخول بين السلاطين ) :)
شكرا

=======

The.One ،،

و أسعد الله أيامكم ،
شكرا.

=======

سراج ،،

آمين ،
أسعد الله أيامكم :)

========

جنون الكويت ،،

أهلا و سهلا بكم ،
مجتمعنا هو صورة مصغرة عن المجتمعات المحيطة به التي كون أفرادها هذا (المجتمع).
التناقضات أكثر من أن تعد و أن تحصى ، لكن بعضها كالمذكورة في الموضوع تثير العجب و تجبر الشخص على أن يتوقف و يتساءل عن سبب اختلاف الشعار مع التطبيق!
جم موضوع عن (التضبط) و (المغازل)..إلخ بالمدونات! و ما هي ردة الفعل (الرسمية) مقابل من يذكرها ؟
- مجتمعنا ملتزم و محافظ و ما فيه هالسوالف!
عيل هذيل وين عايشين : بالقمر؟
هذا اللي يسمونه (التفكير المزدوج).
شكرا.

=======

علي الملا ،،

أجمعين إن شاء الله ،
و متباركين بالمولد :)

=======

فريج سعود ،،

و أنتم من المحسنين ،
بالضبط ، مجتمعنا قام (بأدلجة الدين) و لم يؤدلجه الدين :) ..
هذي بروحها يبيلها موضوع منفصل إن الله اعطانا عمر و وفقنا نكتب عنها بيوم من الأيام ان شاء الله :)

شكرا.

B.A يقول...

كنت في نقاش مع احد الاخوات ممن يشاهدون المتدينين بمنظار اسود ..

قالت : هذي سوالف المتدينين !

فقلت : اكثر ما يؤلمني هو ان نلبس الدين من ليس له اهل وبدلا من ان تكون صورة الانسان المتدين هي المثالية, يتلبس الشباب بها وتكون ستارا لنزواتهم , بحيث لا يشوهون صورة الدين فحسب بل حتى يشوهون صورة كل الشباب المعتدلين ,


في دفاعي آثرت ان اشرح لها عن الفرق بين الشباب المتدينين وبين الملتزمين وان الاغلب هم شباب عاديون .. فالفكرة السائدة اذا كنت متدين فطوال الوقت انت في المسجد .. خلط عجيب في المفاهيم لا اجد له اي مبرر .. بحيث يترك صورة لدى الطرف الآخر اذا كان هذا حال الشباب المتدينين فالافضل ان نترك حتى التوحيد ..

وفي الوقت نفسه وقعت عيني على هذا الموضوع .. شعرت انه في التوقيت المناسب نفسيا ولو انني اتيت في وقت غير مناسب زمانيا !


اضحكتني كثيرا نقطة جواز المرأة واستخراجه بأذن ولي الأمر وغيرها من الترهات ! تحت ستار الدين ايضا يقمعون نسائهم لأنهم لا يثقون حتى بأنفسهم !

الى متى هذا التخلف !

فوا أسفاه ! على الدين الحقيقي وعلى الوعي ..

شكرا ..

Safeed يقول...

B.A،،

في الحقيقة يكمن الخلط في ما هو الدين؟
هل هو سلوك أم اعتقاد؟

انا شخصيا اعتقد أنه اعتقاد، وهذا الاعتقاد ينعكس على السلوك.

أما ما يحدث في مجتمعنا فهو اعتباره سلوك لذلك تهمم الممارسات الشكلية والشعارات الخطابية اكثر من أي شيء آخر، وهي حالة وصفها الله سبحانه (وما يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون) وعن الامام الباقر عليه السلام أن الشرك هنا بمعنى يؤمنون بالله ويطيعون الشيطان.

ازدواجية بالاحرى ما بين مثاليات فكرية، ومساوئ فعلية.

المجتمع الذي يعتقد أن الدين هو سلوك فقط من الطبيعي ان تكون مقاييسه تابعة لهذا السلوك فهو يدقق جدا بالافعال ويصدر عليها الاحكام، فالمتدين عليه الا يضحك والا يخرج والا .. وألا .. وألا.. الخ
وهي كلها تنبع من قاعدة خاطئة وهي "تنميط المتدينيين" بصورة غير واقعية
وبالتالي كل من يخالف هذه الصورة التخيلية يرمى بتهمة الاساءة للدين!

حياكم الله،

وشكرا