12 أكتوبر 2008

موجز : أصل الصفويين .






منذ الحرب العراقية - الإيرانية و أحداثها التي جعلت بعض الحكومات تلجأ إلى تعبئة شعبية تخفز شعوبها للتخندق دون سؤال أو اعتراض خلف حامي الامة العربية و حارس البوابة الشرقية وقتها ، الهالك صدام حسين ، و هناك اسطوانة واحدة لا تفارقهم .




في تلك الأثناء كانت الأموال الحكومية تصرف بسخاء في سبيل ايجاد دوافع خلافية جديدة تبرر لها موقفها من الاصطفاف في هذه الحرب ، حتى لا تظهر بمظهر الشاة المطيعة لراعيها و بطبيعة الحال كان الراعي ذلك الوقت هو العالم الغربي ( و لا زال ) و على رأسه الولايات المتحدة .




حينها بدأت أسطورة " الصفويين " ، و لكن بعد الحرب خبت لتظهر مجددًا مع دخول القوات الامريكية لبغداد في إعادة مماثلة لمسرحية الثمانينات إنما هذه المرة كانت بحماسة أكبر ، و ألصقت في هؤلاء الصفويون كل صفات السوء و ما أنصفوهم !



لا بتاريخهم المشرق ، و لا بالنهضة العلمية التي ابتدؤوها ، و لا بفرض السلطان و إسلام المغول حتى صاروا قوة الهند هناك سيما في عهد الدولة المغولية التيمورية [ من آثارها تاج محل الذي دفنت فيه ممتاز محل و كان من تخطيط محمد خان الأصفهاني ] التي اسلمت على يد العلامة الطوسي رحمه الله و هو المعلم الأكبر لجد الصفويين الذين ينسبون له صفي الدين الموسوي الأردبيلي.



ما هو أصل الصفويين ؟






يختلف المؤرخون في نسبتهم ، و ذلك لأنهم ذوي وقع تاريخي كبير فقد امتدت الكثير من الأيادي لتكتب ما شاءت في نسبهم و أصلهم و أجدادهم ، تماما كما حدث مع الفاطميين في القاهرة ، فأولى خطوات " الحرب الجاهلية " هي الطعن في الأنساب .



الصفويون ينتسبون لـ صفي الدين اسحاق بن أمين الدين الأردبيلي نزيل أردبيل عاصمة اقليم آذربيجان الإيرانية قديمًا ، الشيخ المعروف و الجليل و قد ذكره العلامة فخر العلماء الشيخ بهاء الدين العاملي المعاصر لأحفاده في كتابه " توضيح المقاصد " و لأشار فيه لكتاب كتبه ابن البزاز ألفه في ذكر سيرة الشيخ صفي الدين إسحاق الأردبيلي .






و قد ذكر السيد محسن الأمين العاملي في كتابه النفيس ( أعيان الشيعة ، ج/ 3 ) نسب الشيخ فقال :



" صفي الدين إسحق بن الشيخ أمين الدين جبرئيل بن السيد صالح بن السيد قطب الدين أحمد بن السيد صلاح الدين رشيد بن السيد محمد الحافظ كلام الله ابن السيد عوض الخواص بن السيد فيروز شاه درين كلاه بن محمد شرف شاه ابن محمد بن أبي حسن بن محمد بن إبراهيم بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد العراقي بن محمد قاسم بن أبي القاسم حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام [ ابن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد عليهم السلام ] "






و قد أيد هذا النسب بحسب بحثي و استقصائي الكثيرون ، منهم العلامة السيد محمد باقر الفالي الذي استعمت منه شخصيا لتفصيل شجرتهم في احدى الجلسات، و العلامة الدكتور نجاح الطائي حيث ذكر سلسلة النسب في كتابه ( العصر الذهبي للدول الشيعية ) و أيدها و أقرها و بنى عليها ، و منهم العلامة السيد الميلاني و هذا العلم الجليل يكفي اسمه لاتمام اليقين بسلامة النسب، و للشيخ الكوراني [ العاملي ] فصل كامل يذكر فيه تتبعه و استقصائه لسلسلة هذا النسب الشريف ، و ممن ذهب لهذا الرأي أيضًا د. وجيه كوثراني في كتابه ( الفقيه و السلطة ) ، و الواقع يحكي أن التسليم بهذا النسب هو من المسلمات التي دأب عليها العارفون، إنما شابته الشوائب بسبب ما ارتبط به من قيام الصفويين كدولة خارجة عن المألوف في محيط استقوت به الامبراطورية العثمانية ، التي كانت و يا للعجب تعتمد على نفس العنصر الذي اعتمدت عليه الدولة الصفوية و هم ترك الأناضول و قبائلهم .




و لكن المؤرخ الإيراني الكبير الشيخ رسول جعفريان كما ينقل في كتابه ( نشوء و سقوط الدولة الصفوية ) يعارض الأمر ، و يقول بأن هذا النسب إنما وضع في عهد الشاه طهماسب بن الشاه إسماعيل الصفوي ، معيدا بذلك مقولة بعض مؤرخي التركمان .




و في الواقع فإن في قوله نظر لانه لا يستقيم مع ما كان من قبل ظهور الدولة الصفوية على يد الشاه إسماعيل الصفوي و الذي هو على عكس آبائه و أجداده لم يكن رجل دين بل رجل سياسة و حرب ، حيث استلم زمام الأمور و عمره 13 سنة و بنى الدولة الصفوية من الصفر ، و كان خانقاه [ مجلس ] آبائه و أجداده هو موئل الملوك و طلاب العلم و محط رحال أبناء الترك و الاناضول ، و يذكر التاريخ الكثير عن مضيفهم و يذكر أيضا نزول تيمورلنك فيه بعد إسلامه و عفوه عن الأسرى الترك بعد تدخل حفيد الشيخ صفي الدين .

و إنما يرجع اعتماده على الاتراك الآذريين لكون أمه هي ابنة حسن قوصون زعيم قبائل آق قويونلو التي أحكمت سيطرتها على اقليم ايران الشمالي و عاصمته تبريز ، و لكون جدهم الأكبر " فيروز شاه درين " عين حاكما على أردبيل في بلاد آذربيجان ، و اسمه أضيف إليه لتوضيح مقامه الحاكم في تلك الأرجاء سيما و أن التاريخ يذكر أن مولده و نشاته كانت في العراق ، و انه أتى منها لأردبيل حاكمًا .


و من بعده استمر وجود أولاده و أحفاده في تلك البلاد ، إلى أن ولد الشيخ صفي الدين الذي حاز على مرتبة رفيعة بين الأتراك هناك رغم أن مذهبه هو شيعي ، و ما يذكر عن شافعيته لا يقوم عليه دليل بعكس ما هو مذكور في المخطوطات و الوثائق التركية و الفارسية و العربية ، و كان غالبية هؤلاء الاتراك المحيطين به سنة شوافع يميلون للتصوف و لكون الشيخ صفي الدين من أمثلة العرفانيين كما ينقل الشيخ آغا بزركَـ الطهراني عن المؤلفات حوله في كتابه ( الذريعة ) ، و قد أدى تجمع هؤلاء البسطاء إلى " خانقاه " الشيخ إلى اعتقاد قوي به و بايمانه و روعه و ربما هذا سبب نسبته إلى الشافعية ، و قد توارث أولاده هذا الاحترام و التقدير حتى أتى الشيخ جنيد حفيد الشيخ صفي الدين ليدمج تلك القبائل المائلة نحو التصوف في التشيع و يؤسس القاعدة التي ستقوم بعد سنوات بالدفاع عن حفيده الشاه إسماعيل لتؤسس الدولة الصفوية .


و كذلك فيه نظر لكون الشاه طهماسب كما هو في كتب التاريخ كان أورع الحكام في السلسلة الصفوية ، ميالا للسلم و محبوبا وسط الشعب دون حاجة للنسب ، فكما يقول المؤرخ الشيخ رسول جعفريان ( فإن قداسة الشيخ صفي الدين لم تأت جراء ادعاء نسب شريف بل جاءت نتيجة لقداسة يحظى بها التصوف آنذاك ، و بما امتاز به الشيخ من زهد و تقوى و نزاهة و ما نسبت إليه من كرامات و خوارق و حتى خرافات ، و قد زاد من قداسة الأسرة هو استمرار أبنائه و أحفاده على ذات النهج الذي خطه لنفسه ) ، و مثله لا يقدم على هذه الخطوة لأن ادعاء النسب محرم في الإسلام سيما في وجود رؤوس العلم و الفضل ذلك الوقت في ايران.


بنيان الدولة الصفوية ، ينفي " تركية " النسب !


نشات الدولة الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل ، و بأسلحة و رجال قبائل الأتراك الذين هبطوا من هضبة الأناضول و بدؤوا بدعم الشاه اسماعيل مما شكل تهديدا لأتراك تركيا الذين دعموا السلاجقة و لم يكن لهم بد إلا بمحاولة اغلاق هضبة الاناضول لايقاف التدفق التركي نحو إيران و هذا ما كان بعد هزيمة الشاه اسماعيل لمعركة تشالديران ، ليبدأ بعدها التحول نحو بلاد الآذر و جورجيا و الهند و غيرها في الاتجاهات الأخرى .


تميزت الدولة الصفوية بأن جيشها و قوتها العسكرية كانت تعتمد على الأتراك الآذريين الذين عرفوا باسم ( قزلباش ) أي قبعة الذهب ، فقد كان شعارهم و زيهم الموحد يحتوي على قبعة حمراء بها 12 طية ، تشير إلى عدد الأئمة في المذهب الشيعي .


و لكن كانت الوزارة بيد الفرس ، مع هذا فإن المقام الأعظم في الدولة و هو الأعظم حتى من سلطات الشاه نفسه كان مقام الفقيه الذي كان حكرا على العرب من العراق و لبنان الذين بدأ طلبهم الشاه إسماعيل و استمروا في عهد أولاده و أحفاده حتى أن المؤرخ رسول جعفريان يذكر ( اسناد مناصب حساسة لعناصر عربية لا تجيد غير العربية في التفاهم مع مؤسسات الدولة ) .


و أمثلة هؤلاء هم الشيخ علي بن الحسين الكركي و الشيخ بهاء الدين العاملي و الشيخ حسين بن عبد الصمد و يوسف بن أحمد البحراني و غيرهم حتى بدأ ظهور العلماء الأتراك و الفرس و منهم العلامة المجلسي و العلامة المقدس الأردبيلي في العصور المتأخرة.


سيطرة القزلباش الاتراك استمرت على القوة العسكرية حتى عهد الشاه عباس الذي بدأ في التقليل من نفوذهم و اعطاء المزيد من النفوذ للفرس الذين اعتنقوا التشيع وقتها و أصبحوا عنصرا فاعلا بالدولة بعد أن كان التشيع في ايران مقتصرا على مدينتي كاشان و قم و بعض البقاع المتفرقة في خراسان و الري ( طهران اليوم ) ، و هذا دليل آخر على عدم الانتساب " النَسَبي " .

و بعد الصفويين انتقلت السلطة إلى يد القاجاريين احدى أول القبائل التركية التي ساندت و دعمت الشيخ جنيد الصفوي ، و هذا حديثٌ آخر .

و لكن ملخصه بأن الأتراك لم يكونوا أبدا أصحاب الحظوة كما كان العرب في تلك البلاد ، او كما أصبح الفرس بعد ذلك ، فقد ظلوا منعزلين و مجرد عساكر و قادة عسكريين ، تقلص نفوذهم إلى أقصى درجاته قبل أن يحييه نادر الدين شاه قاجار حين أسس دولته القاجارية التي أسقطها رضا خان بهلوي .



خاتمة .


الحديث حول الدولة الصفوية ممتع و شيّق ، و لكن محل الشاهد هنا هو مناقشة أصل الصفويين الذي يُثبت الدليل انهم كانوا عربا هاشميين بقوا في بلاد الترك ، كما بقي غيرهم حتى أنه في كتب البلدان تذكر بلدة " خوي " الآذرية على أنها ( بلدة العرب ) .


و ما يتعرضون له من هجوم و تشنيع ، سيما في ربطهم بالمجوسية رغم أنهم عربٌ أقحاح ، و اختلطوا مع الترك الشوافع و الجورجيين و الأرمن الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل أن يسلموا ، يثبت أن سبب هذا التهجم إنما له دوافع أخرى تتستر بألبسة القومية و الطائفية ، فالمجوسية كانت دين اعتنقه الفرس دون غيرهم ، و هو دين فيه خلاف عند علماء المسلمين في كونه سماويا أم لا و تفصيلهم في ذلك كثير بكتب الفقه ، و ليس هذا موضوعنا ، يعطينا نظرة على واقع الحال الذي استسهل الكذب في سبيل المخاصمة .


الهجوم على الصفويين من ناحية النسب و الدين يمثل أمثولة ترينا بوضوح مدى الإنحطاط الفكري الذي وصلنا إليه ، في اختلاق ما لا يقوم على بينة و دليل و لصقه بالأبرياء ثم محاكمتهم على أساسه ، لم يكن التهجم عليهم سوى سلما يقود المتهجمين للوصول إلى غاية أمرهم فيما يريدون من طائفية .


ما قاموا به في ايران من نهضة علمية و سياسية أثبتت أنهم كانوا يتحركون من باب الخدمة العامة ، و أن طلب السلطان عند الشاهات العظام فيهم لم يكن لأنفسهم بقدر ما كان لغيرهم كما يحكى عن الشاه عباس الذي وضع لحيته في يوم من الأيام تحت قدم العلامة القمي دليلاً على زهده في الحكم رغم أنه كان واحدًا ممن حكم أضخم رقعة في تاريخ الحكام الصفويين .


مصادر :

  • كيف رد الشيعة غزو المغول - الشيخ علي الكوراني
  • نشوء و سقوط الدولة الصفوية - الشيخ رسول جعفريان
  • الفقيه و الدولة ( الفكر السياسي الشيعي ) - د. فؤاد ابراهيم
  • العصر الذهبي للدول الشيعية - الشيخ د. نجاح الطائي
  • موسوعة أعيان الشيعة - السيد محسن الامين العاملي
  • و غيرها .


هناك 14 تعليقًا:

M. A. يقول...

بداية أقول أن بحثك ممتاز من ناحية الصياغة و الأسلوب ، لا سيما تسلسل الأفكار و ذكر المصادر.

قد نختلف في نظرتنا للصفويين و مكانتهم ، خصوصا أننا نتبع مذاهب مختلفة ، و لكن ما أنا موقن منه تماما أن إدراج اسم الصفويين في هذه الصراعات الحديثة ما هو إلا محاولة مخجلة لتطبيق المبدأ الاستعماري الشهير "فرق تسد" ، فأفضل طريقة لتبرير حرب ما قامت إلا لأسباب دنيوية بحتة هي في تصويرها على أنها امتداد لصراعات تاريخية دفاعا عن المذهب و العرقية.

بالطبع فإني لا أستثني الطرف الإيراني من اللوم ، فالحرب كانت برأيي خطأ يتقاسمه الطرفان ، و الطرح المستفز للطرف الإيراني و المتمثل بالدعوة العلنية لتصدير الثورة كانت أحد الأعذار التي سهلت عملية تصوير الحرب على أنها مذهبية أو عرقية.

خلاصة الحديث بأن أي شخص عاقل (سواء كان يعتقد بصلاح أو فساد الصفويين تاريخيا) يجب أن يرى بأنه لا دور لهم في الصراعات الآن ، بل إن زج أسمائهم ما هو إلا جزء من لعبة التخندق الطائفي القذرة.

secret يقول...

وتر الطائفية مدوزن شد بلاده

ماشالله بعض الاسماء صعب تنقري .. حلجي مرة ينعوي يمين و مرة يسار :)

يعطيك العافية اخوي :)

ZooZ "3grbgr" يقول...

البحث ممتاز
لاول مرة اقرأ عن التاريخ ولا أصاب بالنعاس
يعطيك الف عافيه

بس سفيد آنا قريت شي وودي أسأل!!

بعد أن كان التشيع في ايران مقتصرا على مدينتي كاشان و قم و بعض البقاع المتفرقة في خراسان و الري ( طهران اليوم )

is that true
??

يعني الري هذي اللي عندنا تعني طهران؟

لووول

Yin مدام يقول...

يعطيك ألف عافية سفيد

صياغة وأسلوب مشكور عليهم

ومعلومات جدا مفيدة بالوضع الراهن

ناس وايد ما تدري إنه التشيع إقتصر حصريا في هالمناطق بإيران ..والأغلبية الساحقة تعتقد أن التشيع بدأ من إيران ....

أعيد يعطيك ألف عافية ومشكور
:))

Salah يقول...

عرض جميل

الله يعطيك العافية

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

إقرأ التشيع الصفوي للدكتور علي شريعتي

Safeed يقول...

Mohammad Abdullah ،،

التاجر عندما يفلس يبحث في دفاتره القديمة عمن يطالبهم .

ما يحدث مع الصفويين لا اشكال إن كان يسير في منحناه البحثي أو التاريخي السليم ، إنما المصيبة تكمن في اعادة احياءهم بتصويرهم كوحوش كاسرة مقاربة لحكماء صهيون بالكذب و التدليس .

لا أحد يفكر بنكران التاريخ أو التبرء فحوادثه مسجلة ، و لكن ما يقومون به الآن هو اعادة انتاج هذا التاريخ بصورة مغشوشة و مزيفة ، أصبح الصفويون مطية لكل من يريد أن ينصب نفسه حاكما على الناس ، يستغل اسمهم في تشييد بنيان حربه الطائفية .

الصفويون كالعثمانيين ، تاريخهم أثر في المنطقة و في الأمة بشكل واضح ، و قد مضوا الآن و احياءهم يجب أن يكون من خلال شواهدهم التاريخية و الأثرية ، لا من خلال اعادة كتابة تاريخهم من جديد بصورة مغايرة لخدمة أهداف آنية / حالية !

و هذا ما نعاني منه اليوم ..

شكرا لمرورك .. :)

Safeed يقول...

secret ،،

نحن نملك الإرادة و الرغبة في التحزب و التقسم ، لذلك تفوقنا حتى على الحيوانات وحيدة الخلية في كثرة الانقسام الذاتي ، و كل ما انقسمت أمة لعنت أختها .

الله يعافيك .. :) .. و شكرا على المرور

Safeed يقول...

"zooz "3grbgr ،،

نعم ايران لم تعرف التشيع إلا بعد سقوطها تحت حكم الشاه اسماعيل الصفوي ، ما عدا كاشان و قم اللتان عرفتا بالتشيع منذ فتحمها ، حتى أنه في الاخبار أن قم تسمى بـ عش آل محمد لأنها عارفت بالولاء لهم منذ أيام الأئمة .

من الطرائف التي تذكر عن اهل ايران أنه بعد استلام الشاه اسماعيل للسلطة صدر منه أمر بمنع سب الإمام علي (ع) على المنابر و أن من لا يلتزم بهذا الامر يقتل ، فاتاه بعض رجال اصفهان من الأغنياء بهدايا كثيرة و أموال طائلة كي يجعلوه يعدل عن قراره و يستمروا في شتم الإمام على المنابر !

و كاشان كانت تحدث فيها الكثير من المصادمات الطائفية قبل الصفويين لكونها واحدة من المناطق القليلة التي كانت تجمع مذاهب مختلفة فيها .

يقول فهمي هويدي عن من قام بهذه المسؤولية( أن يقوم بالتنفيذ و بتحمل اعباء المسؤولية عرب قدرهم عددهم بحوالي 120 داعية من جبل عامل و الكرك ( لبنان ) و القطيف ( الجزيرة العربية ) و البحرين ) .. فتشيع الايرانيين لم يمض عليه 400 سنة :)


الري حاليا تسمى بـ طهران ( طهران الحالية أوسع جغرافيا من الري القديمة ) ، و تحديدا تقع في جنوبها الشرقي ، سابقا كانت مدينة قائمة بذاتها ، و مشهورة بثرواتها الطبيعية و جوها المعتدل ، و هي ما وعد ابن زياد عمر بن سعد بملكها إن هو قتل الإمام الحسين (ع) .

النسبة للري بـ " الرازي " ، فكل من ينتهي اسمه بهذا الاسم فهذا يعني ان اصوله من مدينة الري :)

Safeed يقول...

Yin ،،

الله يعافيكم :)

تاريخنا مجهول ، و مع هذا فالبعض يتمادى في جهله ليصدر أحكامه بناء على ما يسمع لا ما يرى و يعقل .

ابتلينا بمخلوقات لا يعجبها من التاريخ إلا ما يوافق امزجتها فقط :)

بلغوا تحياتي لـ Yang ، و موفقين ان شاء الله :)

Safeed يقول...

Salah ،،

الله يعافيك :)

Safeed يقول...

حلم جميل بوطن أفضل ،،

في الواقع فالدكتور علي شريعتي تناول نفس القضية أيضا في كتابه ( فاطمة هي فاطمة ) ، و رأيي الشخصي أن الدكتور شريعتي كان مسكينا أوقع نفسه في مطبات لم يعرف الخروج منها .
كتاب ( التشيع الصفوي ) كتبه بعد أن أصدر كتابه ( محمد خاتم الانبياء ) و وقع فيه بمغالطات كثيرة و كبيرة مما دفع بعض علماء الحوزة للرد عليه و على رأسهم كان العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي ( لبنان ) ، فانفعل الدكتور شريعتي و لم يتقبل النقد فقام بكتابة هذا الكتاب و تهجم على الصفويين بصورة كبيرة و حملهم مسؤولية كل ما يحدث في هذا الزمن و اعتبر أن هؤلاء العلماء هم امتداد لعلماء الدولة الصفوية الذي جمدوا عن خوض الدخول في معمعة المعارضة السياسية و اكتفوا بامور الدين و التقوقع داخله .

كتاب ( التشيع الصفوي ) كتاب لا يرقى لمستوى البحث العلمي فهو مجرد كتابات انفعالية تستند إلى اهواء الدكتور الشخصية ، و من المؤسف حقا أنه لم يتعلم شيئا من والده العلامة محمد تقي شريعتي أو من استاذه الشهيد مرتضى مطهري لأنه تأثر بمبادئ الحداثة و بدعوات من عاصرهم من دعاة القومية العربية في فرنسا الذي أعادوا تكرار اسطوانة الصفويين [ هل ترى لاي زمن تعود معاداة هؤلاء للصفويين ؟ ] ، و لأنه كان معارضا للشاه الداعم للقومية الفارسية ، فقد دمج حربه مع من انتقده و دعاة القومية الفارسية فسماهم بأصحاب التشيع الصفوي .

و أنا من مقامي هذا اتحدى أي شخص بأن ياتيني بدليل واحد يبين فيه اختلاف تشيع العلامة المفيد او السيد الشريف المرتضى او العلامة الصدوق عن تشيع العلامة الكركي او العلامة النراقي او العلامة بهاء الدين العاملي !

و لن ياتي احد به ، لانه لا وجود لشيء سخيف اسمه ( تشيع صفوي ) !.

كتابات الشهيد شريعتي عن الصفوية تنبأ عن ضعف تتبعه العلمي لها ، و أن معاداته لخط العرفانيين الذي كان يراهم بعيدين عن روح الدين جعله يتوهم ان سبب ذلك هو الدولة الصفوية ، و لكنه لم يجب ابدا على سؤال بسيط جدا : كيف تريد من فقيه يمسك زمام الدولة أن يعلن معارضته لها و يحاربها حتى يحصل على صك البراءة من التشيع الصفوي و يدخل في التشيع العلوي ؟
فهل هناك شخص " يعارض " لأجل المعارضة فقط كما يطلب شريعتي ؟

للاسف ان دراسة شريعتي في الخارج و حياته هناك و بعد تخصصه ( علم الاجتماع ) عن المجال الذي كتب فيه ، جعلته يزاوج بطريقة غريبة ما بين نظام الشاه الذي كان يعاديه و بين نظام الصفويين الذي حمله تبعية وصول الشاه للحكم ! رغم انه لم يصل الى الحكم الا بانقلاب ابيه على القاجاريين .


أخي العزيز ،

أدعوك لأن تترك كتابات شريعتي الانفعالية قليلا ، و تقرا في تاريخ الصفوية لترى الفرق الشاسع بين ما توهمه شريعتي و بين ما انصفه الواقع ، لدرجة انه قبل استشهاده بفترة قصيرة ارسل رسالة للمؤرخ السيد حسن الامين يقول فيها بأن هناك بعض الأمور التي جاءت في بعض كتبه و محاضراته خاصة التاريخية و العقائدية بحاجة إلى اعادة تصويب و تدقيق و أنه سيقوم بذلك .. و لكن الموت كان اليه اسرع .

بالمناسبة ، السيد جعفر مرتضى العاملي رد على شريعتي بكتاب سماه ( الصحيح من سيرة الرسول ) و طبع بـ 36 ' مجلد ' ، و قد تم تكريمه السنة الماضية في ايران من قبل رئيس الجمهورية و اهدي له وسام نظير هذا الكتاب النفيس .

سيدة التنبيب يقول...

أعتذر على الرد المتأخر و لكن بالنسبة لكتاب التشيع الصفوي هو كغيره من أغلب مؤلفات الشهيد د. علي شريعتي عبارة عن تفريغ لأشرطة محاضراته ، فهو لم يعش من العمر ما يكفي ليعيد كتابتها بصيغة مناسبة. لكن إذا تغاضينا عن الأسلوب فالأفكار و اقعية جدا ، وتضع الخطوط الرئيسية لأسباب تحول الدين عندنا إلى شعارات دون تطبيق أساسياته ، سواءا كان هذا بسبب الصفويين أم غيرهم .

Safeed يقول...

سيدة التنبيب ،،

لا حاجة للاعتذار :) ..

في الواقع فإن كتاب ( التشيع الصفوي ) كتبه الشهيد شريعتي بيده ، صحيح أنه بدأ كمحاضرة ألقيت في حسينية الإرشاد بطهران ، إلا أن رد فعله على الانتقادات التي وجهت له جعلته يزيد و ينمي هذه الفكرة ليجعلها كتابا يحاجج به من انتقده .

و للأسف فقد كان كتابا إنشائيا أكثر من كونه بحث علمي ، فقد كتبه ليشفي غليله .

المضحك أن حسن العلوي عدَّ الكتاب كرد فعل على " الخمينية " ، و لكنه جهل أن شريعتي كان في الحقيقة هو و والده محمد تقي و زميلهما الشهيد مطهري منظري الثورة و محريكها الأكبر بين الشباب في ذلك الوقت .

الكتاب بأصله كتبه شريعتي لحاجتين ، الأولى كرد فعل على ما وجه له من اتقادات بسبب كتاب " محمد خاتم الأنبياء " حيث اعتبر من رد عليه بأنه عالم يجعل من التاريخ و الفقه حياته و ينسى الدور السياسي و الاجتماعي للإسلام و أن هذا ما أراده الصفويون ( و الاستقراء التاريخي يثبت العكس ) .

و الحاجة الثانية كانت الرد على بعض مدعي الدين الذين ناصروا الشاه و اعتبروا في احكامهم بطلان الخروج عليه .

نعم ، أثروا الصفويون و لا احد ينكر أثرهم الذين يتبين بصورة كبيرة في تحويلهم الفقهاء من منظري للسياسة إلى سياسيين على أرض الواقع و ما تبعه هذا لاشيء من نتائج ، لا غير .

اما ما تحدث عنه في اضافتهم لعاشوراء و غيرها فهي لا يصح أن يطلق عليها " تشيع ممسوخ " لأنها غير داخلة في أصل الاعتقاد بذاته .

و هذا ما لم يدركه الشهيد شريعتي ، فألبس كل سوء وجده برأس الصفويين .