27 مايو 2010

التكرار يعلم .. الحكمة!

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش .. ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
زهير بن أبي سلمى
.

احتاج زهير لثمانين سنة حتى يشعر بالملل من كل شيء بعد أن ملّ رؤية نفس الأمور تحدث مرارًا وتكرارًا. يُقال بأن ينابيع الحكمة تتفجر بعد الأربعين، لذلك سمي النابغة الذبياني بالنابغة فشعره الشهير بالإعتذاريات ظهر للناس بعد الأربعين من عمره! على هذا، يكون زهير قد عاش أربعين سنة من الحكمة ليكتشف في نهايتها أن الحياة مجرد (تكاليف) تارة تعيد نفسها مثلما هي كما يذهب لذلك بعض المهتمين بالتاريخ، وبعضهم مثل 'هيغل' كان يقول بأن التاريخ حلزوني الحدوث لا دائري، يعني أنّ الأحداث في التاريخ تملك تشابهًا لا بأس به ولكن ظروفها وحيثياتها مختلفة، فتكرارها في ظروفها غير متطابق، وإن كان كذلك في نتائجه، في إشارة إلى كون التاريخ لا يعيد (ذاته)، وهي كلها ترى التاريخ كأحداث، ولا تراها كزمان.
.
الإنفجار الذي أحدثه آينشتاين في هذه المفاهيم حين أتى بنظرية «الزمكان» دمر اعتقاد الإنسان بأنّ الزمن مفهوم كمي، أي أننا وإلى اليوم- نفهم الزمان على أنه ليس أكثر من 24 ساعة تنتهي الساعة فيها بمجرد انقضائها، وأن الزمان له وجود منفصل لا علاقة له بالمكان. بينما قال هو بأن الزمان بعدٌ رابع يضاف إلى الأبعاد الثلاثة التي نعرفها إنما الزمان هنا كبُعد رابع، لا ينفصل عن المكان، في مثال يطرح لتوضيحها بشكل مبسط، هو لو أنك كنت تقود سيارتك في شارع متعرج وسط الغابات الكثيفة التي تحجب الرؤية، فإنك بعد 5 دقائق سترى أين ستكون، ولكنك لن ترى أبعد من ذلك فالتعرجات تمنع النظر لما بعدها، بينما لو امتلك أحدهم مكانًا للنظر من الأعلى فإنه سيرى الطريق كله، أي أين ستكون بعد 10 دقائق، وأين ستكون بعد 20 دقيقة، لاحظ في هذه الحالات كلها أنك لا تستطيع فصل الزمان عن المكان الذي ستكون به، فـ"الزمكان" اختصار لمفهوم أن الشيء لن يحدث في مكانٍ ما، إلا بزمنه المرتبط بذلك المكان، فالمستقبل مثل نهاية ذلك الشارع، الوصول إليه يتطلب الوصول إلى (زمنٍ) ما في (مكانٍ) ما، ولا وجود للزمن بدون هذا المكان.
.
إلى اليوم، تعتبر هذه النظرية، وما توّلد عنها من نظريات، غاية في التعقيد ومستعصية الفهم على معظم البشر، لكنها من جهة أخرى تقدم إجابات عديدة أنزلت المجهول إلى خانة المعلوم، وقدمت إجابات للعلماء حول الكثير من الظواهر والمحركات ابتداءً من النيوترونات والتيوترونات وانتهاءً بالأجرام السماوية وما أكبر منها. أصبحت كلها قابلة للتكهن بحركتها، ومعلومةٌ طبيعتها، واشتملت بالإضافة لذلك على معرفة (الإنسان).
.
ومن خصائصه أنًه (متفلسف)، والكلمة بمعناها الأولي تعني محب الحكمة، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، والحكيم هو الذي يرتب الأشياء بترتيبها الصحيح ليصل إلى نتيجة تكشف الواقع الغائب عن أنظار الآخرين، ما يفصل الحكمة عند صاحبها الحقيقي ومدعيها هو أن النوع الأول يلجؤون إلى صياغة نتائجهم وفق ما تقتضيه الأوضاع، ويجعلون آرائهم طوعًا لرغبة الآخرين، فليس من السهل أن تفقد كل ما تملك بسبب رأي، وعلى هذا الأساس يكون ابداء الرأي بما يوافق الآخرين أسلم طريقة للصعود إلى المكانة المرجوة، والشعور بالأمان في وسط المحيط، بل والحصول على الدعم والتأييد منهم، كما قال زهير: ومن لا يصانع في أمور كثيرة.. يضرِّس بأنياب، ويوطأ بمنسم.
.
أضحى التغيير الذي حدث، كما يصفه برهان غليون*، يمس مفهومنا عن أنفسنا ونظرتنا إلى دورنا ومكانتنا كبشر، ونشأت جراء ذلك مفاهيم الفردية والسيادة، وما تشمله من حرية واستبداد وغيرها، وتبعًا لهذا حدث هناك نزوع نحو التفاصيل وباتت النفس، بحسب وصفه، تحت رحمة «الوعي والشعور واللا شعور والأنا والهو، والسلوك والذهان والعصاب والفصام والعظمة والرمز واللغة والمتخيل» وأعطت لكل شيء تأويلات عقلية ومادية، وفككت إلى أبعد ما تستطيع بنية الوعي والعقل والشعور، بحيث افتقدت العفوية، وأهمها عفوية التعبير عن المواقف، التي تحولت من كونها وليدة اللحظة وتعبير عمّا في النفس إلى طقوس هدفها الإستعراض أمام الناس، أي أنها مواقف تُقدّم كمهرٍ في سبيل بلوغ الغاية. إن خسارة الذات في مقابل مواقف مصطنعة يتم ارتكابها لكسب ود الحانقين هو استغفال لهم، لكنهم لا يشعرون.
.
لقد سأم ابن أبي سلمى، لأنه توصل إلى معرفة حقائق الأمور، واستخبر طبيعتها، واستطاع أن يرتب ما يرى، ويربطه بحيث انكشفت الوقائع أمامه، وأضحى يرى «الزمكان» بكل وضوح، فشرح بأبياته حوادث المستقبل بما حدث في زمنه، وأصبح يرى ما حدث بالأمس يتكرر اليوم، في تكرار رتيب للأحداث. وفي مثل زمنه احتاج إلى ثمانين سنة، وبتنا اليوم لا نحتاج لأكثر من أيام معدودات لنرى الأمور. ولذا لا تموت الحكمة، لكونها صالحة لكل زمانٍ ومكان. هناك من يرى التفاصيل ويعلم جيدًا بما تؤول إليه ولكن حقائقه لا تعجب الناس، فهم غالبًا يكرهون الحقيقة وبالتالي الصراحة، لكونها دائما مؤلمة و لا تلبي طموح هذا الإنسان،(وأكثرهم للحق كارهون)، وهناك من يتقافز عليها ليصنع لنفسه مجدًا بدغدغة مشاعر العامّة. الذين يرون، في الحديث عمّا "يريدون الإيمان به" شجاعة لا يملكونها.
.
المؤسف أنّ أصحاب الحقائق تتراجع أصواتهم، في قبال هؤلاء الذي يحولونها إلى سلالم للصعود على أكتاف الآخرين، لأنهم يعلمون أنه بصعودهم ستتوالى عليهم آيات التطهير، والتنزيه ولا بأس من بعض الضريبة. إن الحكمة رأس كل فضيلة، ولذا قرنت بالصمت**، فمن يعلم أنّ حديثه سيجعل الموجة الهادرة للعامة تخنقه، يفضل الصمت لعلمه بأن الأيام، لن تأتي بشيء جديد سوى أنها ستكشف الحقائق للناس، ولكنهم مع هذا لن يكفوا عن السقوط في نفس المطب، فهي سيرورة بشرية، كما قال هيغل: تعلمت من التاريخ : أن الإنسان لا يمكنه أبدًا أن يتعلم من التاريخ!
ومن يرى الأمور تتكرر لن يخالف حاله حال ابن أبي سلمى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*برهان غليون، اغتيال العقل، 146-147.
** روي عن الإمام علي عليه السلام: إن الحكمة عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت ما خلا ذكر الله.

هناك 14 تعليقًا:

@alhaidar يقول...

سلام ..

حقا أخي العزيز صدقت وصدق ..

ولعل من الحكمة أن نستفيد من تجارب الآخرين .. لا أن ننتظر مرورنا بذات التجربة حتى نتعلم ..

لكن التاريخ يخبرنا - أيضا - أننا غالبا لا نشعر إلا إذا دسنا بأرجلنا على النار ..

هكذا هي الحياة .. وهكذا هي الطبيعة البشرية ..

وليس شاعرنا وحده فقط من سئم الحياة وزهدها .. بل كل من فهم حقيقتها .. وعرف أنها طريق لا أكثر ..

دمت بثراء فكري .. وخير دائم

تحياتي ..

بدون تعليق يقول...

كلام جميل ..

Multi Vitaminz يقول...

الحمد الله ..!

إقتباس : هناك من يرى التفاصيل ويعلم جيدًا بما تؤول إليه ولكن حقائقه لا تعجب الناس، فهم غالبًا يكرهون الحقيقة وبالتالي الصراحة، لكونها دائما مؤلمة و لا تلبي طموح هذا الإنسان،(وأكثرهم للحق كارهون)، وهناك من يتقافز عليها ليصنع لنفسه مجدًا بدغدغة مشاعر العامّة. الذين يرون، في الحديث عمّا "يريدون الإيمان به" شجاعة لا يملكونها.
.
كلام جميل وفعلاً هذا الأمر فينا .. ونجن دائماً نضع للحقيقة جدار أو تبريرات موروثة في عقولنا لكي نحجب الحقيقة ولا نريد تقبلها وإن كانت منطقية واقعية وليس فيها لبس ..!

الحكمة ( الحقيقة ) لها تاريخ يصدع ولها واقعها المرير فعلينا مراجعة أخطائنا ومذكرتنا لكي نصل إليها فالله لم يخلقنا عبثاً دون طريق واضح ..!

أعتقد وصلت الفكرة عزيزي وأشتقنالك يمعود مسج بس كلا 20 فلس ولا مانسوى :)

تمتعنا في كتاباتك وبالتوفيق

سيدة التنبيب يقول...

كالعادة .. فكر منطقي و أسلوب جميل

هل من الحكمة أن أخسر ذاتي لكسب ود الحانقين ؟ لا أراها حكمة أبدا بل تنازل و خسارة فعلية .. من الذي يحدد أين هي المصلحة؟ و ماهي الأولويات ؟


دمت بخير

الفيدرالي يقول...

مواضيعك تنعش و تثري العقول عزيزي سفيد

كالعادة مبدع

تقبل مروري أخي العزيز

تحياتي لك

خاتون يقول...

أنني أفهم ما يريده أبي سلمى لانه مر علي و فهمت ما يريده أنشتاين لكنني أخالف أبي سلمى في رغبته بالتخلي عن الحياة التي هي عطاء إلهي ربما لأنه سني لازال تأخذ و لم تتح له فرصة كافية من العطاء أما ابو سلمى كفى و وفى
أأثر أن أخبأ حكمتي لأنه كما تعلمت من جدي "ليس كل ما يعرف يقال" رحمه الله عرف الكثير و أكثر من الكثير لكنه علم الضرر فحجب الكلم ،و قد أتخذت سبيله سبيلا لي لأنني فهمت الزمكان فعرفت قيمة ما يفعله جدي و خبأتها لأصحابها حتى اظل محبوبة و لا يستبدلون اسمي بالمعقدة
إن فهمت ما أعني فأخبرني
موضوع في قمة الروعة و الفردية لم أقرأ منذ زمن شيء بهذا العمق و بأبعاد عديدة هذا الموضوع هو حكمة فقد تم ترتيب المواضيع به لتضع كل شيء في نصابه و يبدو المجهود الفكري واضح
شكرا سعدت بالقراءة و بانتظار المزيد ^_^

بو محمد يقول...

أحسنت أبا البيض

فجر الله ينابيع الحكمة في عقلك إن شاء الله

عزيزي

ما أردت أن أ،وه إليه هو أن معرفة طبيعة التكليف و طريقة التطبيق يجعلان الإنسان في حركة دائمة، و الحركة كما تعلم عزيزي سلوك تفاعلي بين المحرك و المتحرك و البيئة الحركية

فالقارب على البر لا فائدة منه كما أن السيارة لا فائدة منها في البحر

و أما كل ما تفضلت به هو تشريح لبعض مكامن العلل في البدن

شكرا أبا البيض

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

Safeed يقول...

أحمد الحيدر،،
وعليكم السلام ورحمة الله يا بوكوثر :)
يصف الله سبحانه الإنسان بانه (كان أكثر شيء جدلا) .. والجدل في أحيان كثيرة فرع من العناد
فهو لا يحب الإصغاء لخبرات الآخرين اعتقادا منه بأفضليته عليهم .. ووعي (الأكبر) منهم، ولذا تتكرر نفس الأخطاء على مدار التاريخ لكونها نتيجة منطقية لجدل الإنسان في الحقائق الثابتة.
شكرا.
=====
بدون تعليق،،
مرورك أجمل،
شكرا لك :)
=====
Multi Vitaminz،،
الكلام المقتبس له أكثر من وجهة.
إحداها أن الإنسان لانه يكره ان يستمع للحقيقة أو يذعن لها يلجأ إلى ما يسميه اللبنانيون (تزويقها)، وتوريتها تحت مسميات عديدة حتى لا تظهر بصورتها الحقيقية أمام الآخرين. كمن يدعي المعالجة بدواء، دون أن يخبرك أنه سم الأفعى.. في كثير من الأحيان يكون ذلك نتيجة جهل منه، وبعضها نتيجة عناد منه، وإطرف منها توهم منه.
في الواقع، أن كلمات مثل الحقيقة والعبثية وغيرها ظلت تشغل بال الكثيرين وكانت –وياللعجب- هي منفذ الشيطان للإنسان في الغالب. إن إنشاد الحقيقة بدون وعيها، وبدون معرفة ماهيتها، وسبيلها، ولما هي؟، ودون وقوف حقيقي على مفهوم العبث أوقع الإنسان إلى اليوم في مطبات لازال لا يعرف الخروج منها. إن محاولة فك رموز العبث وإيجاد سبيل الحقيقة المطلقة قاد إلى الإلحاد! فكرة القضاء عليها هي التي أنتجت فكرة العدم التام أفضل من الوجود الناقص وإلا لصرنا مخلوقين (عبثا)! لا تظن أن (كل) الملحدين أو الضالين أو المنحرفين وغيرهم استيقظوا في الصباح وقالوا: اليوم سنلحد! إنما كثير منهم أرادوا الوصول إلى الحقيقة لكنهم أخطؤوها.
لو قرأت من ما نقلته قبل مدة في هذه المدونة من محاضرة للشيخ الخراساني دام ظله، وتصديري لها لرأيت أن شعار (البحث عن الحقيقة) و شعار (القضاء على العبثية) كانت هي الحجة لأغلب الضلالات، فهي التي أوصلت ابن عربي إلى القول بإيمان فرعون، وأوصلت المسيح إلى القول بالأقنوم، وأوصلت العرب إلى عبادة الأصنام، وأوجدت الواقفية والفطحية والكيسانية ثم أولدت ابن أبي حمزة والشلمغاني والسياري وهلم جرًا. بعضهم وقف على الحقيقة لكنه عجز عن هضمها فظنها عبثا أو ناقصة لأنه لم يفهم آليتها، وبعضهم رأى الحقيقة لكنه وصل لها من غير طريقها، قال المشركون الله إله، تجلى في أصنامهم! وقال المسيحيون لا إله إلا الله .. إنما هو ثلاثة في واحد، و واحد في ثلاثة! وقالت الواقفة الخلاف على الإمام يعني الوقوف! وهكذا رأينا آلهة قائمة على الطبيعة وأخرى على الحسابات الرياضية فكلهم أخذ جانبا لانه لم يستطع (هضم) ما يراه، ولم يستوعب أن (الخلاف) ضمن أطر محددة هو مشيئة إلهية مؤكدة أثبتها الخالق سبحانه في كتابه، وأحكامه.
هناك فرق بين (ما يعيه الإنسان) وبين (ما يصبح واعيا له) فالأول غالبا هو مجرد تخييلات وزخارف (إن تسمعها تعجب لقولها، وما هي إلا خاوية على عروشها)
رحم الله الباصر بنور الله الشيخ الأجل الفضل بن شاذان حين أصل قواعد الأصول في قاعدة (النهي يقتضي الفساد)، وكم في الروايات من نهي عن إلباس منائر الكلام لغير مقاصدها :)
حياك مولانا، واعذرني .. كلش مو راعي مسجات أنا :) وتلفوني ما فيه إلا دعايات حملات :) .. وزين!

شكرا

Safeed يقول...

سيدة التنبيب،،
ما الذي يدفع صحفيا أو مثقفا أو مطلعا على أقل تقدير في دولة دكتاتورية لأن يتماهى ويدافع عن هذا النظام، وبإمكانه على الأقل السكوت؟
الناس يرون فيه الحكمة لكونه ذو مكانة علمية أو أكاديمية أو دينية، لكنه استغل هذا التصور عند الناس في التدليس عليهم وخداعهم لعلمه ببطلان مع يقوله.
هكذا تارة، وتارة أخرى يتخذ موقع العكس (المعارضة) لشعوره بالاضطهاد فهو يخدم ذاته إنما من طرف آخر، ولا يخدم (الرؤية الحقيقية) للأمور.
كل إنسان يبحث عن مصلحته (راجع هنا)، إنما المعيار هو كيف أوفق بين مصلحتي الذاتية، ومصلحة المجتمع؟
بطبيعة الحال مصلحتي أحددها أنا، ومصلحة المجتمع تتحدد عند الحكماء من خلال رؤيتهم لما لا يراه الناس. لذلك كما عن الإمام الرضا عليه السلام: الصمت باب من أبواب الحكمة.
لأن الصمت أفضل من التحدث بما لا يراه الناس فيكون مصير الحكيم كمصير زرقاء اليمامة.
البعض يظن هذا الصمت خوف، ولكنه في الحقيقة (ملل) من تكرار نفس الاخطاء جراء عدم الاعتبار من قِبل الآخرين.
شكرا :)
=====
علي إسماعيل الشطي،،
شكرا عزيزنا أبو الحسن :)،
======
خاتون ،،
أهـلاً،
وصلت الفكرة.
يمكن القول « من يرى المنظر من أعلى الجبل ليس كمن يراه من بطن الوادي، وهذه نقمة في بيئة مثل بيئتنا، أن تقف على مرتفع، لأن وقوفك على الكثير من التفاصيل الدقيقة يعني مزاملتك لشيطانٍ يجبرك على أن تغير تقييمك للعديد من الكتاب والمتحدثين، الذين ينخدعون بذواتهم، ويخدعون الناس بكلامهم. وشيطانٌ يجبرك على أن تصمت على تفاهة ما يقولون: الصمت والإبتعاد في أحيانٍ كثيرة يكون في حد ذاته .. موقف وإجابة، وليس هروبا كما نتصوره في الأحيان، أو يتصوره غيرنا.» المزيد.
شكرا
وحياكم الله.
=====
بومحمد،،
أحسن الله إليكم،
وأسعد الله أيامكم بمولد النور بنت النور الزهراء البول صلوات الله وسلامه عليها.
هناك حراك إيجابي، وسلبي، وحيادي.
في كثير من الأحيان تتصف العديد من المواقف بأنها (باهتة) لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، فهي حراك إيجابي. تماما مثل الحال إن رأيت ابنك يقارب فعلا خاطئا فتتركه حتى يتعلم من ارتكاب الخطأ ألا يعيده. أنت تعلم أنه خطأ لكنك فضلت الصمت حتى يصل للرسالة، بدلا من ان يكتفي باستقبالها.
شكرا

ولد الديرة يقول...

السلام عليكم ملا :)

شلونك

كتب الأصبهاني في كتابه الأغاني ان ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:

خرجت مع عمر (يقصد ابن الخطاب رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها. فقال لي ذات ليلة: يا بن عباس أنشدني لشاعر الشعراء. قلت: ومن هو يا أمير المؤمنين? قال: ابن أبي سلمى. قلت: وبم صار كذلك? قال: لأنه لا يتبع حوشي الكلام. ، ولا يعاظل من المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف، ولا يمتدح الرجل إلا بما يكون فيه.

متأكد التكرارا يعلم الحكمة؟ :)

اشكرك

Multi Vitaminz يقول...

الحمد الله ..!


لو عكست لأصبت والكلام فالآية التي أشرت إليها في السابق عن الإختلاف سنة كونية فقد جهلتها وطافت عليك شغلة مهمة وهي : يقول الله :
(( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ..إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ))فالله يا أخي ختمها إلا من رحم يعني في فئة لا تختلف في حكم الله وفي منهجه وفي أحكامه وإليك التفسير :


قوله: «و لو لا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم» كرر سبحانه في كتابه ذكر أن اختلاف الناس في أمر الدنيا أمر فطروا عليها لكن اختلافهم في أمر الدين لا منشأ له إلا البغي بعد ما جاءهم العلم، قال تعالى: «و ما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا»: يونس: 19 و قال: «و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم»: آل عمران: 19، و قال: «كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه و ما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم»: البقرة: 213.

وعليك مراجعة التفاسير لهذه الآية وسوف ترى :

http://www.holyquran.net/cgi-bin/almizan.pl?ch=11&vr=118&sp=0&sv=118

تحياتي لك والله يعينك في شغلك ويوفقك وصدقني الحياة فكرة وأنت قائم على الفكرة فحياتنا قصيرة والإنسان قصير ..!

غير معرف يقول...

غير معرف يقول...

ايميل يجعلك من اصحاب الملايين

بقلم الدكتور محسن الصفار

جلس سعيد أمام جهاز الكمبيوتر اللذي اشتراه حديثا وتعرف للتو على عالم الانترنت الواسع , اخذ يقرا بريده الالكتروني وأخذ يتفحص الرسائل الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى رسالة باللغة الانجليزية عنوانها (شخصي وسري للغاية) فتح سعيد الرسالة وقرأ نصها فكان مضمونه أن المرسل هو ابن لرئيس أفريقي سابق خلع من السلطة وأن والده أودع مبلغاً وقدره 100 مليون دولار في أحد البنوك وأن الأسرة لا تستطيع استخراج المبلغ إلا عن طريق حساب مصرفي لشخص ثالث ويعرض مرسل الرسالة على سعيد أن يعطيه 40% من المبلغ أي 40 مليون دولار فقط إن كان هو مستعداً لتقبل هذا المبلغ على حسابه الشخصي. لم يعر سعيد أهمية كبيرة للرسالة في باديء الأمر ولكن الفكرة في امتلاك 40 مليون دولار دون أي جهد بدأت تحلو له شيئاً فشيئاً واخذ الطمع يتغلغل في نفسه , أرسل سعيد رسالة رد إلى المرسل وسأله: - هل هنك من مخاطر في هذه العملية؟ جاء الرد بسرعة: - لا لا أبداً ليس هناك من مخاطر أبداً أبداً ولكنك يجب ان تحافظ على السرية الكاملة ضمانا لنجاح العملية . ردّ سعيد على الرسالة: - هل من مصاريف يجب أن أدفعها؟ جاءه الرد: - لا لا أبداً فنحن نتكفل بكل شيء أرجوك يا سيدي ساعدنا وستصبح أنت أيضاً من أصحاب الملايين. من أصحاب الملايين!! كم هي جميلة هذه الكلمة وأخذ سعيد يحلم بأنه يسكن قصراً ويركب أفخم السيارات ويمتلك طائرة خاصة وو...... وفجأة وجد سعيد نفسه وقد أرسل رسالة فيها رقم حسابه المصرفي واسم البنك، وبعد يومين جاءه بريد الكتروني مرفقة به رسالة عليها أختام حكومية تفيد بأن وزارة المالية في ذلك البلد الأفريقي لا تمانع من تحويل المبلغ إلى حساب سعيد.... باقى القصة و المزيد من مقالات الدكتور محسن الصفار الهادفة الخفيفة الظل موجودة بالرابط التالى

www.ouregypt.us

و لا يفوتك الذهاب لصفحة من الشرق و الغرب بنفس الرابط و فيها الكثير من المقالات الجيدة.

|:| DUBAI |:| يقول...

صباح الخير أخوي سفيد

نغيب و نرجع و نرى سفيد
يبدع ..

عجبني بوست الاحلام ..

سبحان الله الافكار متشابهة في جميع المجتمعات ..و لا تحتمل التغيير ما تطور الزمان ..

تحياتي الصادقة

و مبارك عليك اليوم السعيد

Safeed يقول...

ولد الديرة،،
وعليكم السلام ورحمة الله،
يعتمد هذا على ما يتم تكراره! تارة تكون حقائق فتعلم الانسان الحكمة،
وتارة تكون تهيؤات توهمه .. بالحكمة!
وليس (العالم) كـ(المتوهم) .. :) ..
شكرا

========
Multi Vitaminz،،
أ ليس الله سبحانه لم يخلقنا عبثا؟ ولا شاء لنا الاختلاف؟
فلم خلق المجانين؟ ولم أوجد فيهم من الصفات البشرية والطباع ما جعلهم يختلفون، ويبغون، ويفسدون؟ ولم قال (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا)؟ وإن كان الله سبحانه يهدي من يشاء برحمته فلم لم يكتف بنبي واحد يتبع هداه طائفة من البشر حتى يوم الحساب؟ لم كان الأنبياء؟ ثم الأوصياء؟ وبعدهم العلماء؟ لم هذا العدد من (الهداة) المرسلين لهداية البشرية؟ لم جعل لنا العقول لنقطع فيها بوجود الاختلاف ونحن نراه في ذواتنا ورؤانا لقضايا قد تكون مشتركة اشتراكا تاما بيننا؟وإن كان الدين فطرة فكيف تنتكس هذه الفطرة عند البشر؟ ولم لا يهدي الله كل البشر؟ وعشرات الأسئلة مثلها وأشد منها لا يسعني المقام لذكرها.
صديقي عزيزي، إشكالك –في الواقع- سالب بانتفاء الموضوع وهذا من أوليات الأصول، لأن الآية، وظهورها سواء الذاتي أو الموضوعي يؤصلان مفهوم (الإختلاف) وأنه سنة إلهية، بقرينة قوله تعالى (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)، فهي حالة متأصلة والعارض عليها هو الإهتداء، المرتبط بالامداد الغيبي المتعلق بالعمل وهذا بحث آخر يتفرع لعدة بحوث ذكرت بعضا منها في موضوعي (الاستجواب).
ولو قرأت كلام العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه جيدا، لعلمت هذا الأمر، ولو تمعنت بكلامه لوقفت على دقائق الفهم لسبب ذلك.
المشكلة التي تتوهمها صديقي العزيز تكمن في تحرير موضع النزاع عندك وهما ما هي الحقيقة؟ وما هو الإختلاف؟
يروى أن يهوديا قال لأمير المؤمنين عليه السلام: ما مات نبيكم حتى اختلفتم. فكان من جوابه عليه السلام: إنما اختلفنا عنه لا فيه.
يختصر أمير المؤمنين حقيقة الاختلاف، وكم أجاد العلامة رضوان الله عليه في بيانها بتفسير الآية بقوله: ولو شاء الله لرفع الاختلاف من بينهم لكنه لم يشأ ذلك فهم مختلفون دائما. والاختلاف هو (التفرق) بقرينة الآيات المفسرة لمعنى الاختلاف في الدين وهذا من منهج عرض القرآن ولم أظنه يفوت عليك! والتفرق مرده –كما يشرح ذلك العلامة- الإرتياب والشك بدليل قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب). إنه خلاف في الحق وكتمانهم لسبب هذا الخلاف في أنفسهم ليظهروا (آراءهم الباطلة في صور متفرقة تضاهي صورة الحق ليحجبوه عن أفهام الناس بغيًا وعدوانًا) على حد تعبير العلامة. وكم في تاريخنا وحاضرنا، كما هو مستقبلنا، من هؤلاء الذين أظهروا الباطل بصورة الحق تحت شعارات كثيرة زائفة حتى صدقوا ما دعوا إليه وتوهموه حقيقة لا لبس فيها وإليك حال البشرية اليوم لترى بأم عينيك، ولكم فعل ذلك تحت ستار الحقيقة وطلبها كما بينت ذلك مسبقا.
الحق واحد يا صديقي، لا يَختلف، ولا يُختلف فيه عن من هداهم الله سبحانه، ولكن ما هو الحق وما هو مصداق الحق؟ حين تبحث جيدا ويمددك الله سبحانه وتعالى (بلحظة اشراق) :) سترى كم هو أصل الحق ثابت، لا اختلاف فيه، وما يتصور اختلافه هو انطباق الأصل على الفرع لا غير، وكل بحجته التي سيلزمه الله إياها ويحاكمه على أساسها.
على كل حال، إجابة كل هذه الأسئلة بسيطة جدا، تكفيها تأمل بقوله تعالى (خاتم النبيين) الذي أرسله في عهد قريش ونحن اليوم تجاوزنا عهد الذرة وما دونها. عموما هناك بحث جميل يذكره العلماء في (التواتر) له ارتباط كبير بما قيل هنا:)
اعتذر عن الاختصار ولكثرة المشاغل.
شكرا لك عزيزنا، ولا تنسانا بدعائك مولانا :)
=============
|:|DUBAI|:|،،
أهلا وسهلا :)
يبقى (الإنسان) هو الانسان، عاش في الكويت أو دبي، أمريكا أم استراليا كلهم يظلون بشرا
يختلفون، ولكن يحملون نفس الهموم والمشاعر المشتركة.
أسعد الله أيامكم بمولد الزهراء عليها السلام،
ومبروك مجددًا :) جمعكم الله على الخير بإذنه سبحانه