هذه الدنيا غريبة بمقدار التشابه الهائل بين مكوناتها،تمتلك وجوهًا و وجودات كثيرة لكنها في الحقيقة واحدة، العرفانيون يقولون بأن (الواحد لا يصدر منه إلا واحد) قاعدة أشعلت حربًا بين العلماء بين من يؤمن فيها و بين من وصل به التطرف لتكفير القائل بها،أنا شخصيًا يهمني أحد مصاديقها و هو أن في كل شيء وُجد أو تواجد أو يوجد الآن دليل و مفتاح على أن صانعه هو (واحـد) سبحانه.
.
في وصيته لهشام يقول الكاظم عليه السلام : إن لله على الناس حجتين حجّة ظاهرة وحجة باطنة ... وأما الباطنة فالعقول[1] .
على أساس هذه الرواية العظيمة يكون لكل شيء وجودان وجود ظاهري نراه و نتعامل معه كما هو و يُمثل الحجة الظاهرة و وجود باطني مختبئ لا نلتفت له إلا نادرًا و هو الحجة الباطنة التي عُرفت بالعقل ، ،وجود يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّه مهما اختلفت صورنا فنحن حين نتأمل جوهرنا نجده واحد ،القرد في الغابون الذي يأكل من شجرة تُسقى بماء المطر لا يختلف في دافعه لهذا الفعل عن الجالس في مطعم ماكسيم يأكل أرجل الضفادع بإحدى ضواحي باريس، المغزى و الفعل واحد و إن اختلف الاتيكيت و البرستيج و الديكور، فعلهما واحد و هو مجرد فعل غرائزي تهذب الثاني في فعله بسبب ما تفرضه الأحكام العقلائـية عليه.
.
قبل عدة أسابيع دعيت للعشاء قررت أن أصلي المغرب في المسجد لانطلق بعدها للموعد، وصلت و وضعت نعالي- أجلكم الله- على الرف خارج المسجد ،كان النعال جديدًا و غاليًا و دخلت للصلاة حين انتهيت قابلت عند باب الخروج أحد أصدقائي الأعزاء ممن رافقني بمشوار الدراسة التعيس أخذتنا الأحاديث لأخرج بعدها وأجد أن نعالي اختفى و وُضع مكانه نعال آخر قديم و متهالك لا يصلح لأن يُلمس فما بالكم بأن يُلبس !
.
هكذا يتراءى الباطن لي، على الرغم من أن العلم لا يفصح الكثير عن هويّة الإنسان إلا أنّ التأمل بباقي المخلوقات و الأحداث التي تجري عليها سيعطيك رؤية أشد اتساعًا لحقيقته أو على الأقل سيقودك من خلال ربط القرائن إلى فهم أفضل لأفعاله و تصرفاته و ما يقوم به ، لا بد و أن يوجد له شبيه في الأشياء الموجودة بهذه الدنيا هذه التشبيهات تثبت أنّ كل التعدد الموجود في العالم يتناغم و يتوافق ليُثبت أنه من مصدر واحد حتى الحوادث التي تمر علينا و نخوض غمارها تملك في تفاصيلها ما يمكن تفسير الكثير مما يمر علينا بها.
.
لا يفصل باب ساحة الصلاة عن السور الخارجي للمسجد إلا عدة خطوات، خطوات قليلة تحدد لنا الفارق بين (البـشر) ، تحدده بصورة يُمكن تعميمها على كل الحوادث الأخرى، في الوقت الذي يدخل به المتطهرون ليُصلوا يأتي الآخرون لنفس المكان و لكن لـ'يسرقوا' النعـل!
عجيب أن يرى الشخص أمامه محلاً للتقديس فيفضل أن يستهلك طاقته في التدنيس، أن يترك الفضيلة ليمارس الرذيلة ، كلها اصطلاحات لا مشاحة فيها في توصيف الحال.
.
لا أكتب حزنًا على نعالي الذي لم أتهنى به ، و لكن أكتب لأنني أرى أن الموقف مشابه جدًا للكثير مما يجري حولنا و يفسره بأفضل طريقة، في السياسة و في الإجتماع و في المنزل و في العمل و في قاعات الدراسة و في أي مكان يجتمع به الناس كلها أماكن تتوافر و تختلط بها المناهج و التيارات و المسالك بحسب الموجودين بها فيها الطيب و الرديء و فيها الحسن و القبيح و غيرهم رؤيتنا هي التي تحدد ما الذي نريد استلهامه منهم؟
.
دائمًا ما نوضع أمام خيارين أمام شيئين حين نتخذ قراراتنا ، كما كان هذا "المستعير" أمام شيئين أن يستفيد من محضره ليُصلي أو ليسرق هكذا نحن نملك الخيار بين الجيد و السيء في أحيانٍ كثيرة نختار السيء لأننا نحكم عليه بالظاهر ،و ظاهر الأمر أن المصلحة فيه أكبر ،الذي يصلي لا يرى ثواب عمله بل 'يرجوه' و الرجاء ليس مثل الاستحواذ ،هذا "المستعير" رأى استفادته من "النعال" استحواذ بينما الصلاة عنده كانت "رجاء للثواب" فقط، غياب الجوهر الباطني عنده و عدم احساسه به دفعه لمثل هذا العمل ،قد لا نسرق النعل من عند المساجد و لكننا [كـ بشر] نقارب باختياراتنا في حياتنا اليومية هذا الفعل كثيرًا.
.
الكثيرون يعيبون على سارقي النعل من أمام المساجد ،ولكنهم يغمضون العين عمّن يسرق (حقائق الإنسانية) من البشر على الأرض، لم أعد أتعجب و أنا أرى يوميًا تناقضات كثيرة بالمواقف و الكلمات تعيب على طرف و هي ترتمي بأحضان طرف آخر و لا ترى نفسها كيف تقع بتناقض صارخ بين ما تمارسه و ما تدعو إليه، في كل المجالات :السياسة و الإجتماع و الأدب و الفن.
.
من يُـنـّظر للحريّة أو الكرامة و حين الإختبار يدوس عليها و يطبّل لمن هو ضدها ،و من يعيب على غيره مسألة الشرف و الطهارة ثم ينقلب عليها و يختار أبعد الناس عنها ، و من يدعي الإستقامة و هو لا يعرفها ، و من يدعي الديمقراطية و هو 'فرعون' مصغر ،و من يحلم بالمساواة ثم يكرس التفرقة و غيرهم- ما شئت فعبّر- أولئك كلهم كمن يصل إلى باب المسجد ليسرق نعالاً ،هؤلاء اقتربوا من هذه المعاني السامية (الحرية/الكرامة/المساواة/العدالة/الموضوعية..إلخ) و لكنهم فشلوا في معرفة كنهها ، مثل هذا السارق الذي وصل للمسجد و اتجه للسرقة!
.
سقطوا بالإختبار ، وقعوا بالتناقض ، و مارسوا أقصى درجات التلون ،لمـاذا؟
.
في وصيته لهشام يقول الكاظم عليه السلام : إن لله على الناس حجتين حجّة ظاهرة وحجة باطنة ... وأما الباطنة فالعقول[1] .
على أساس هذه الرواية العظيمة يكون لكل شيء وجودان وجود ظاهري نراه و نتعامل معه كما هو و يُمثل الحجة الظاهرة و وجود باطني مختبئ لا نلتفت له إلا نادرًا و هو الحجة الباطنة التي عُرفت بالعقل ، ،وجود يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّه مهما اختلفت صورنا فنحن حين نتأمل جوهرنا نجده واحد ،القرد في الغابون الذي يأكل من شجرة تُسقى بماء المطر لا يختلف في دافعه لهذا الفعل عن الجالس في مطعم ماكسيم يأكل أرجل الضفادع بإحدى ضواحي باريس، المغزى و الفعل واحد و إن اختلف الاتيكيت و البرستيج و الديكور، فعلهما واحد و هو مجرد فعل غرائزي تهذب الثاني في فعله بسبب ما تفرضه الأحكام العقلائـية عليه.
.
قبل عدة أسابيع دعيت للعشاء قررت أن أصلي المغرب في المسجد لانطلق بعدها للموعد، وصلت و وضعت نعالي- أجلكم الله- على الرف خارج المسجد ،كان النعال جديدًا و غاليًا و دخلت للصلاة حين انتهيت قابلت عند باب الخروج أحد أصدقائي الأعزاء ممن رافقني بمشوار الدراسة التعيس أخذتنا الأحاديث لأخرج بعدها وأجد أن نعالي اختفى و وُضع مكانه نعال آخر قديم و متهالك لا يصلح لأن يُلمس فما بالكم بأن يُلبس !
.
هكذا يتراءى الباطن لي، على الرغم من أن العلم لا يفصح الكثير عن هويّة الإنسان إلا أنّ التأمل بباقي المخلوقات و الأحداث التي تجري عليها سيعطيك رؤية أشد اتساعًا لحقيقته أو على الأقل سيقودك من خلال ربط القرائن إلى فهم أفضل لأفعاله و تصرفاته و ما يقوم به ، لا بد و أن يوجد له شبيه في الأشياء الموجودة بهذه الدنيا هذه التشبيهات تثبت أنّ كل التعدد الموجود في العالم يتناغم و يتوافق ليُثبت أنه من مصدر واحد حتى الحوادث التي تمر علينا و نخوض غمارها تملك في تفاصيلها ما يمكن تفسير الكثير مما يمر علينا بها.
.
لا يفصل باب ساحة الصلاة عن السور الخارجي للمسجد إلا عدة خطوات، خطوات قليلة تحدد لنا الفارق بين (البـشر) ، تحدده بصورة يُمكن تعميمها على كل الحوادث الأخرى، في الوقت الذي يدخل به المتطهرون ليُصلوا يأتي الآخرون لنفس المكان و لكن لـ'يسرقوا' النعـل!
عجيب أن يرى الشخص أمامه محلاً للتقديس فيفضل أن يستهلك طاقته في التدنيس، أن يترك الفضيلة ليمارس الرذيلة ، كلها اصطلاحات لا مشاحة فيها في توصيف الحال.
.
لا أكتب حزنًا على نعالي الذي لم أتهنى به ، و لكن أكتب لأنني أرى أن الموقف مشابه جدًا للكثير مما يجري حولنا و يفسره بأفضل طريقة، في السياسة و في الإجتماع و في المنزل و في العمل و في قاعات الدراسة و في أي مكان يجتمع به الناس كلها أماكن تتوافر و تختلط بها المناهج و التيارات و المسالك بحسب الموجودين بها فيها الطيب و الرديء و فيها الحسن و القبيح و غيرهم رؤيتنا هي التي تحدد ما الذي نريد استلهامه منهم؟
.
دائمًا ما نوضع أمام خيارين أمام شيئين حين نتخذ قراراتنا ، كما كان هذا "المستعير" أمام شيئين أن يستفيد من محضره ليُصلي أو ليسرق هكذا نحن نملك الخيار بين الجيد و السيء في أحيانٍ كثيرة نختار السيء لأننا نحكم عليه بالظاهر ،و ظاهر الأمر أن المصلحة فيه أكبر ،الذي يصلي لا يرى ثواب عمله بل 'يرجوه' و الرجاء ليس مثل الاستحواذ ،هذا "المستعير" رأى استفادته من "النعال" استحواذ بينما الصلاة عنده كانت "رجاء للثواب" فقط، غياب الجوهر الباطني عنده و عدم احساسه به دفعه لمثل هذا العمل ،قد لا نسرق النعل من عند المساجد و لكننا [كـ بشر] نقارب باختياراتنا في حياتنا اليومية هذا الفعل كثيرًا.
.
الكثيرون يعيبون على سارقي النعل من أمام المساجد ،ولكنهم يغمضون العين عمّن يسرق (حقائق الإنسانية) من البشر على الأرض، لم أعد أتعجب و أنا أرى يوميًا تناقضات كثيرة بالمواقف و الكلمات تعيب على طرف و هي ترتمي بأحضان طرف آخر و لا ترى نفسها كيف تقع بتناقض صارخ بين ما تمارسه و ما تدعو إليه، في كل المجالات :السياسة و الإجتماع و الأدب و الفن.
.
من يُـنـّظر للحريّة أو الكرامة و حين الإختبار يدوس عليها و يطبّل لمن هو ضدها ،و من يعيب على غيره مسألة الشرف و الطهارة ثم ينقلب عليها و يختار أبعد الناس عنها ، و من يدعي الإستقامة و هو لا يعرفها ، و من يدعي الديمقراطية و هو 'فرعون' مصغر ،و من يحلم بالمساواة ثم يكرس التفرقة و غيرهم- ما شئت فعبّر- أولئك كلهم كمن يصل إلى باب المسجد ليسرق نعالاً ،هؤلاء اقتربوا من هذه المعاني السامية (الحرية/الكرامة/المساواة/العدالة/الموضوعية..إلخ) و لكنهم فشلوا في معرفة كنهها ، مثل هذا السارق الذي وصل للمسجد و اتجه للسرقة!
.
سقطوا بالإختبار ، وقعوا بالتناقض ، و مارسوا أقصى درجات التلون ،لمـاذا؟
.
لأنهم (خافـوا) من الإفتراض .. خافوا من افتراض تحقق هذه الشعارات لأنهم يجهلونها و لا يعرفون التعامل معها،خوفهم قادهم .. لا يقينهم لا فكرهم لا مبدأهم لا إيمانهم ، كالسارق .. مُسلم يصل إلى باب المسجد لكنه يخاف من الفقر و بدلاً من أن يسأل الرازق سبحانه الذي يؤمن به قاده خوفه إلى تجاوزه ليضمن عشاء ليلته بسرقته لـ "نعال" –أجلكم الله-!
.
في الغابات الضباع و الأسود يأكلون اللحوم ظاهريًا و لكن الأسود يمثلون معنى القوة و الضباع مصداق للخسة ،لأن الأسود لا تأكل الميتة بينما تبحث عنها الضباع، أن تموت جوعًا في الغابات عند الأسود هو أفضل من أن تتخلى عن طبيعتها و كينونتها لتشابه الضباع، مَلكت الأسود الغابات بسبب هذا الشيء لا غيره.
.
فضلت الرجوع للمنزل حافيًا على أن آخذ النعال المهترئ فربما كان هو مسروقًا بدوره، هكذا تعلمت أن الشيء إذا كان في محل الشبهة فتركه أولى ، و أن من أدخل نفسه في موضع الشبهة فلا يلومن من أساء به الظن ، و أن المبدأ لا يتجزأ و الحقيقة لا تنقسم و الطهارة لا تتحول ، أرجع حافيًا و أتأخر على موعدي أفضل عندي من أن أدّعي إلتزامًا بمبدأ أمام الناس و أنا في واقعي أنقضه 'باستعمال' فضلة السارق المهترئة بحجة أن الواقع يرغمني على ذلك ..
.
أنا من أرغم الواقع ، لا هو من يرغمني !
لأنهم (خافـوا) من الإفتراض .. خافوا من افتراض تحقق هذه الشعارات لأنهم يجهلونها و لا يعرفون التعامل معها،خوفهم قادهم .. لا يقينهم لا فكرهم لا مبدأهم لا إيمانهم ، كالسارق .. مُسلم يصل إلى باب المسجد لكنه يخاف من الفقر و بدلاً من أن يسأل الرازق سبحانه الذي يؤمن به قاده خوفه إلى تجاوزه ليضمن عشاء ليلته بسرقته لـ "نعال" –أجلكم الله-!
.
في الغابات الضباع و الأسود يأكلون اللحوم ظاهريًا و لكن الأسود يمثلون معنى القوة و الضباع مصداق للخسة ،لأن الأسود لا تأكل الميتة بينما تبحث عنها الضباع، أن تموت جوعًا في الغابات عند الأسود هو أفضل من أن تتخلى عن طبيعتها و كينونتها لتشابه الضباع، مَلكت الأسود الغابات بسبب هذا الشيء لا غيره.
.
فضلت الرجوع للمنزل حافيًا على أن آخذ النعال المهترئ فربما كان هو مسروقًا بدوره، هكذا تعلمت أن الشيء إذا كان في محل الشبهة فتركه أولى ، و أن من أدخل نفسه في موضع الشبهة فلا يلومن من أساء به الظن ، و أن المبدأ لا يتجزأ و الحقيقة لا تنقسم و الطهارة لا تتحول ، أرجع حافيًا و أتأخر على موعدي أفضل عندي من أن أدّعي إلتزامًا بمبدأ أمام الناس و أنا في واقعي أنقضه 'باستعمال' فضلة السارق المهترئة بحجة أن الواقع يرغمني على ذلك ..
.
أنا من أرغم الواقع ، لا هو من يرغمني !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وصية الإمام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم ( اضغط )
هناك 23 تعليقًا:
اختلاف في المستوى الثقافي + الحاجة
الواحد يحمد ربه على نعمة العقل و الكفاية
((لأنهم (خافـوا) من الإفتراض .. خافوا من افتراض تحقق هذه الشعارات لأنهم يجهلونها و لا يعرفون التعامل معها))
هذي الفقره هي سبب بلاوينا بالبلد ..
دمت بخير يا سفيد ..
والله يهدي اللي في بالي ..! :)
في الحقيقة كتبت فأجدت
موضوع رائع والمدخل وإن كان نعالا فهو الاروع
بوركت الخطوات
لا عدمناك
صحيح كلامك ،،
وايد منا يختار الخيارات السيئة لأنه ما يشوف الوجه الآخر للخيارات الجيدة ،،
مثل الانسان العاصي الي ياكل اكل الحرام ،،
هو يشوف ان ظاهر هالشي متعة بس وجهه الثاني يكون خبيث ،،
(( أنا من أرغم الواقع ، لا هو من يرغمني ! ))
هالعبارة تذكرني بواقعة الطف و تصرف الامام الحسين عليه السلام ،،
الانسان المتمسك بمبادئه يكون انسان قوي من الداخل ،،
و ما يضيع بين التيارات المختلفة ،،
بوست غاوي ،،
بالتوفيق لك أخوي سفيد ،،
دمت بود ،،
أخي السفيد، معرف بأل لغويا و بمحله في القلب وجدانيا :-)
سؤال، ألم تحس بشموخ ممزوج بوقار و أنت تمشي حافي القدمين لتقديمك الأولى؟؟؟
أنا مررت بهذا الموقف مرارا، و في كل مرة كنت أمشي على الأرض و كان سريان حرارتها في بدني دائما ممزوجا برقة في القلب ممزوجة بشموخ لأنني تجنبت محذورا و إن طالتني عيون البشر باستغراب
عزيزي، ما سطرت ما هي إلا مجموعة من الحقائق و هي جزء من التكوين البشري، و لذالك تميز اهل الفعل عن أهل القول
خذ مثلا ما ذكر في كتاب الله سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
السورة : المائدة الاية : 104
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ
السورة : الأعراف الاية : 28
وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
السورة : يونس الاية : 78
قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ
السورة : الأنبياء الاية : 53
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ
السورة : الشعراء الاية : 74
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
السورة : لقمان الاية : 21
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ
السورة : الزخرف الاية : 22
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ
تبرمجت العقول على نحو التبعية العمياء دون تشرب قلبي للمبدأ، لأن القلوب تخضع لما تسمع و لكن العقول الجامدة لا تخوض التجربة و تقدم على المبدأ لأنها عقيمة، سلب العرف الإنساني الجشع إرادتها، فهي بذالك تخشى مخالفته و تقدمه على الحكم الإلهي
فالتمضمض بالمبادئ لفظا أسهل من تطبيقها، لأن تطبيقها سيعزل من يطبقها عن الكثيرين ممن يعايشهم تماما كما هو المبدأ في الآيات سالفة الذكر، و لذالك يصبح البعض مائلا إلى اخضاع نفسه لإرغام الواقع حفظا لشخصه من الأمور الدنيوية و يتناسى سببية و كينونة وجوده الحقيقية، و هي المسيرة ما بين أمرين التوحيد كبداية و المعاد كنهاية
أحسنت يا سفيد، حركت العقل و الله بموضوعك هذا
خارج الموضوع
أنا مغرم بهشام :-)، و من خططي المستقبلية إن شاء الله و أتم علنا نعمه و عليكم و على سائر المسلمين بالتوفيق و إنهاء الدراسة و العودة سأدرس ترجمته و سيرته بكل ما أوتيت من قوة في العقل و البدن، فلا تنسانا بدعائك أخي :-)
المعذرة على الإطالة الشديدة يا سفيد
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
الزمن غدار
جملة يقولها ويرددها الناس
بس انا اقول
نعيب زماننا والعيب فينا
كلامك يا سفيد قمة في الروعة
ما شاء الله
ما سالفة بوقة النعال اجلكم الله
الى مقالة رائعة تصف حال المجتمع في هذا الزمن
الله يصلح الامور
ويقدرنا نقيس الامور بالشكل الصحيح دائما
:)
ترابط موضوع البوست مع الموقف جميل جدا
كالعاده يا سفيد كلامك ذهب
----
هذا يعني ياي المسيد يصلي الله يستر عليه بس
لو قرأ سارقك بوستك
لإنتهى به الامر ان يكون باكيا نادما تائبا يرجو السماحا
حلله فربما حللك من غفلت عن طلب التحليل منه
فهمت شي ؟
تدوينة حلوة وفيها عبرة ..
سبحان الله ..
A bit difficult to read, highly intellectual however
I like the way you almost transparently digress from your main point into more complex theories and conclusions
I disagree in regards to how fear is what debilitates people and prevents them from grasping ideals of equality
It's not fear but lack of knowledge and selfishness; you can only understand equality and humanness if you truly know what it means, otherwise it's just babbling about something you are not well-informed about
The guy who stole your flip flops left you his, lol, that cracked me up; it may also be an indication of poverty for when someone desires something as easily attainable as flops, it reflects great need
Next time round, I advise you to wear an old raggedy pair so as to avoid such situations
ما اتوقع بهالزمن في انسان ما انباقله نعال !
مأجور
استاذي العزيز
موضوع شيق و جميل
رائع هو ذلك الوصل العقلاني بالحوادث حولنا
تسلم الايادي
Ma6goog ،،
الحمدلله على كل حال ، لكن المستوى الثقافي عمره ما كان مسوغ لمثل هالأفعال بعكس الحاجة.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
مطعم باكه،،
المرء عدوٌ .. ما جهَـل !
:)
و الله يهديه (اللي ببالك) إن شاء الله
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
Sara ،،
شكرا :)
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
إنسانة ،،
بالضبط .. هذا هو أحد مصاديق الموضوع.
قد نشمئز من السرقة و نكرهها و نذمها ، و لكننا في بعض أفعالنا نقاربها ..
حين نسرق (الكلمات) و نتفاخر بها و ساعة الفعل نتركها! هذه سرقة لا تختلف عن سرقة النعال
سوى أن الثانية كانت لحاجة و الأولى بسبب "خواء المبادئ".
شكرا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
بومحمد،،
تأخرت على موعدي ، و توصخت دشداشتي ، و تعورت رجلي .. لكن كل هذا يهون لأجل ألا أعيب على سارق النعال –أجلك الله- ثم أقوم بفعل "يـقاربـه" بالمعنى!
ما كتبته يستحق الإشادة و هو بحق موضوع بذاته مكمل للمعنى الذي أردته.
شكرا :)
ملاحظة: الدكتور خضر نبها كانت رسالة الدكتوراه التي قدمها حول شخصية هشام بن الحكم رضوان الله عليه و ما نقله من أحاديث.
أمثال هؤلاء الرجال كحمران بن أعين و محمد بن أبي عمير هذا البطل مجهول القدر و هشام و مؤمن الطاق و غيرهم يستحقون من يتوقف لينثر سيرتهم العطرة.
و انتم من أهل الدعاء إن شاء الله .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
Manal ،،
نعيب الزمن لأنه متهم صامت لا يدافع عن نفسه.
العيب هو فقدان المبادئ ، أو "هـلاميتـها"!
آمين إن شاء الله.
شكرا.
Makintosh ،،
أنا اللي معقدني : اشمعنى نعالي (اكرمكم الله) ؟
:)
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
فريج سعود،،
فهمت :)
و هو "محلل" .. كاد الفقر أن يكون كفرا.
أنا ما زعلت و لا اهتميت و لكن فكرت بمدى "سوء طالع" مستعير نعالي – اجلك الله – هذا !
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
1672008 ،،
أهلا و سهلاً :)
شكرا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
غير معرف ،،
في الأصول يقولون بأن ( إثبات الشيء لا ينفي ما عداه ) الخوف الافتراضي لا ينفي الأنانية و الجهل.. كل أسباب صحيحة تعتمد على الناحية التي تقيّم من خلالها القضية.
هذا الخوف مقصده ليس سارق النعال – أجلك الله- و لكن مقصده هم أولئك الذين ينَظّرون و يدّعون ما ليس فيهم .
السفسطائيون عندهم مثال لطيف ، يقولون : بانه على الرغم من أن الإنسان لا يضع بيضة واحدة طوال حياته إلا أنه يحكم على مذاقها أفضل من ألف دجاجة :)
قد لا أقارب / يقاربون معاني الإنسانية و المساواة بحقيقتها و لكنني اتكلم عمّا وصل لنا من إرث إنساني يتحدث عن هذه القضايا ، لا أعتقد بوجود من لم يطلع حتى على معانيها البسيطة البديهية و مع هذا يعادونها .. بسبب خوفهم من نسبة الجهل الكبيرة .. هو بالنهاية خـوف.
أتمنى أن يكون ما حاولت التعبير عنه وصل ، في أحيان كثيرة الألفاظ (تبدأ) بخيانة الفكرة :)
شكرا
غير معرف ،،
أنا من يومها قمت احتفظ بنعال – اجلك الله- اضافي بالسيارة... :)
لو كان الفقر رجلا لقتلته كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام .. .
شكرا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
Shather ،،
اهلا و سهلا.
المشكلة مو بوقة النعال – اجلكم الله- لكن المشكلة في (مكان و توقيت) البوقة :)
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
dr-maarafi ،،
اهلا و سهلا .
الله يسلمكم .. شكرا :)
اتخذت حادثة ((النعال)) اجلك الله وصنعت منه موضوع رائع فيه صوره لواقع يخاف منه البشر
برأيي السبب وراء فعل الناس مثل هذه الاشياء هو نقص ايمانهم بالله عزوجل فلو كانوا مؤمنين لآمنوا بما قاله الله بأنه مجيب الدعوات ولكن الكثير يدعو الخالق وهو في شك من امره بأن يستجيب له فكيف يستوي من آمن بالحقيقة الباطنيه وآمن بأن الله لن يتركه وسيحميه ومن وزن الامر في نفسه ورأى ان يأخذ ما هو ظاهر على ان ينتظر نزول رحمة الله تعالى فهذان لا يستويان وقس انت على ذلك في الكثير من امور الحياة لا بل الحياة بأكملها
بوست رائع حقيقتاً
أبدعت أخي الكريم
دمت بخير
:)
الحــــٌر ،،
أحسنت أيها الفاضل :) ..
و هذا هو عين الإشارة لإيمان الناس على حرف ، فإن مسهم الخير زادوا ايمانا و إن مسهم الشر جزعوا و كفروا.
و ما سبب هذا إلا غياب معنى الإيمان الحقيقي عنهم ..
انشغلوا بالوجه الظاهري ، عن الوجه الباطني .. بالمظهر .. عن الجوهر !
شكرا .
المصيبة في النعل اللي محطوطة على الأرفف ومحد راضي يشيلها
بالعكس
يتم تلميعها وترقيتها الى جواتي
الله يرحم قطحة
بالمناسبة ترى صار لنا سنين على هالسالفة
دبة السيارة صارت نبوية شبشب
نعال للمقبرة
نعال للمسيد
نعال للمجلس
ما نخلص :)
ولد الديرة ،،
بالمقبرة يبوقون النعل بعد ؟
هذي يبيلها بوست بروحه!!
ربط جميل
بورك قلمك
شيئان جعلاني أتساءل: في أي منطقة بيتكم؟
الأول سرقة النعال
والثاني انك مشيت حافي
:)
Salah ،،
الله يسلمك :)
في "صباح السالم" لكنه انباق في بيان :)
لذلك قلت للشيخ حبيب الله يحفظه : أطالبكم بنعال -أجلكم الله- مقابل اللي انباق مني :)
و لا زلت بانتظار نتيجة المطالبة :))
إرسال تعليق