من دروس عاشوراء [1]
.
هـل الـمحرم فاستهلت أدمعي - وورى زناد الحزن بين الأضلع
مـذ أبصرت عيني بزوغ هلاله - ملأ الشجا جسمي ففارق مضجعي
وتـنغصت فـيه عليَّ مطاعمي - و مـشاربي وازداد فيه توجعي
الله يـا شـهر المحرم ما جرى - فـيه عـلى آل الوصي الأنزع
الله مـن شهر أطل على الورى - بـمصائب شـيّبن حتى الرّضع
شـهر لـقد فـجع النبي محمد - فـيه وأيُّ مـوحد لـم يفجعِ
شـهر بـه نزل الحسين بكربلا - فـي خير صحب كالبدور اللمّعِ
فـتلألات تـلك الـربوع بنوره - و علت على هام السماء الأرفعِ.
.
هذه الأبيات، في كل عام، تصدح بها آلاف المنابر وهي تستقبل شهر المحرم، أبيات كتب لها الخلود كما كتب لآلاف القصائد غيرها التي ارتبطت بقضية الحسين عليه السلام حتى «أنّه لم يُرث شخص في تاريخ الدنيا بأكثر ممّا رُثي به سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليهما السلام»[1].
.
قد لا يعرف غالب النّاس عن قائلها سوى أنّ اسمه هو عبد الكريم العوامي المولود بالقطيف قبل قرنٍ من الزمان تقريبًا والمدفون بكربلاء ، كما أنهم لولا قصائد دعبل والسيد الحِمْيري وأبوهارون والكميت وأبي فراس والشريف الرضي وغيرهم من آلاف الشعراء الذين وجهوا دفة الكلمة إلى إحياء الحزن الحسيني، لربما لم يعرفوهم ولمروا عليهم مرور الكرام أو ربما لتناستهم الدنيا ودفنتهم كما دفنت مليارات البشر الذين انتهى ذكرهم، بذهاب آثارهم.
قد لا يعرف غالب النّاس عن قائلها سوى أنّ اسمه هو عبد الكريم العوامي المولود بالقطيف قبل قرنٍ من الزمان تقريبًا والمدفون بكربلاء ، كما أنهم لولا قصائد دعبل والسيد الحِمْيري وأبوهارون والكميت وأبي فراس والشريف الرضي وغيرهم من آلاف الشعراء الذين وجهوا دفة الكلمة إلى إحياء الحزن الحسيني، لربما لم يعرفوهم ولمروا عليهم مرور الكرام أو ربما لتناستهم الدنيا ودفنتهم كما دفنت مليارات البشر الذين انتهى ذكرهم، بذهاب آثارهم.
.
لقد كانت الكلمة لوحدها كفيلة بكتابة الخلود لهؤلاء، ففي الحين الذي يحفر فيه الآخرون الصخر ليتركوا أثرًا يُبقى ذكراهم حيّة، بقي هؤلاء خالدون ما بقيت الكلمة وبقيت المصيبة تعيش في وجداننا، بقي خلودهم محفزًا إيجابيًا أعطاهم مكانة مستمدة من مكانة الحسين عليه السلام، لأنها حفرت أثرها بالقلوب المتطلعة إلى ذلك «المقدّس» الذي يسعر جذوة المثال الأعلى لنا، لم يكونوا بحاجة لمعاول تبني الجمادات أو لسياط تضرب ظهور العبيد لتختلط دماهم بتلك الصخور التي بقيت شاهدة على مدى ظلم الإنسان، ونسيانه لإنسانيته، كل احتاجوا إليه كلمة هي نفثة المصدور في مصيبة الحسين عليه السلام.
لقد كانت الكلمة لوحدها كفيلة بكتابة الخلود لهؤلاء، ففي الحين الذي يحفر فيه الآخرون الصخر ليتركوا أثرًا يُبقى ذكراهم حيّة، بقي هؤلاء خالدون ما بقيت الكلمة وبقيت المصيبة تعيش في وجداننا، بقي خلودهم محفزًا إيجابيًا أعطاهم مكانة مستمدة من مكانة الحسين عليه السلام، لأنها حفرت أثرها بالقلوب المتطلعة إلى ذلك «المقدّس» الذي يسعر جذوة المثال الأعلى لنا، لم يكونوا بحاجة لمعاول تبني الجمادات أو لسياط تضرب ظهور العبيد لتختلط دماهم بتلك الصخور التي بقيت شاهدة على مدى ظلم الإنسان، ونسيانه لإنسانيته، كل احتاجوا إليه كلمة هي نفثة المصدور في مصيبة الحسين عليه السلام.
.
إنّ قلب الإنسان غافل، فمتى ما اشتغل بالدنيا سحبته لقاعها، حتى يتشتت ويمتنع هذا القلب عن الحضور في حريم المبادئ والمُثل، فيحتاج لتذكير دائم حتى لا يسلب نفسه لدرجة قتلها، فـ«مثل الدنيا كماء البحر، كلما شربه عطشان زاد عطشه حتى يقتله»[2]. وهذا أحد أوجه فلسفة العبادة وهي أنها أداة تذكير دائمة بأن الدنيا مرحلة، وما يليها هو الأدوم والأبقى، فالعمل للآخرة لا يقل عن العمل للدنيا، وهي أداة تذكير بأن دوامة الحياة نحن من يبقيها دائرة لنوهم أنفسنا بأن الحياة ستتوقف إن توقفنا للحظات لنعالج روحانيتنا، ونعيد بناء قيمنا، وشرائط تقييمنا.
إنّ قلب الإنسان غافل، فمتى ما اشتغل بالدنيا سحبته لقاعها، حتى يتشتت ويمتنع هذا القلب عن الحضور في حريم المبادئ والمُثل، فيحتاج لتذكير دائم حتى لا يسلب نفسه لدرجة قتلها، فـ«مثل الدنيا كماء البحر، كلما شربه عطشان زاد عطشه حتى يقتله»[2]. وهذا أحد أوجه فلسفة العبادة وهي أنها أداة تذكير دائمة بأن الدنيا مرحلة، وما يليها هو الأدوم والأبقى، فالعمل للآخرة لا يقل عن العمل للدنيا، وهي أداة تذكير بأن دوامة الحياة نحن من يبقيها دائرة لنوهم أنفسنا بأن الحياة ستتوقف إن توقفنا للحظات لنعالج روحانيتنا، ونعيد بناء قيمنا، وشرائط تقييمنا.
.
يصف الله سبحانه الصلاة بمعناها الحقيقي أنها «كبيرة إلا على الخاشعين»، فهي كأفعال يمارسها الفاسق والملتزم لكن الاول يخضع لها بجوارحه، والآخر يخشع لها بقلبه، فتعطيه أثرها الواقعي. غاية الصلاة ليست الحركات لوحدها، إنما ما يتزامن معها من تمامية الخضوع والخشوع للبدن والروح (القلب)، لذلك هي كبيرة فليس من السهل أن يحضر القلب إذا تعلّق بزخارف الدنيا التي تدنس كل المبادئ في سبيل الأنانية الذاتية.
يصف الله سبحانه الصلاة بمعناها الحقيقي أنها «كبيرة إلا على الخاشعين»، فهي كأفعال يمارسها الفاسق والملتزم لكن الاول يخضع لها بجوارحه، والآخر يخشع لها بقلبه، فتعطيه أثرها الواقعي. غاية الصلاة ليست الحركات لوحدها، إنما ما يتزامن معها من تمامية الخضوع والخشوع للبدن والروح (القلب)، لذلك هي كبيرة فليس من السهل أن يحضر القلب إذا تعلّق بزخارف الدنيا التي تدنس كل المبادئ في سبيل الأنانية الذاتية.
.
إذا كانت العبادة التي نمارسها يوميًا أداة جذب تعطينا فسحة نختلي فيها بأنفسنا، ونرمم فيها اندفاعنا المفرط نحو الإنشغال بهذه الدنيا، فإحيائنا لثورة الحسين عليه السلام جزءٌ يتكامل مع هذه الفلسفة، لأنها ثورة تسحبنا لنبني مواقفنا على مواقفها، ونستلهم منها معنى الثبات على المبدأ، و نعظم دور الفعل في رسم الهويّة الخاصة بنا، نحن نصلي كل يوم، ونصوم مرة بالسنة، ونحج مرة، هناك علاقات بحاجة لتذكير دائم لأنها تؤثر على المستوى الفردي، وهناك علاقات تؤثر على مستوى المجتمع ومبادئه، فعلى قدر الحجم يكون التذكير.
إذا كانت العبادة التي نمارسها يوميًا أداة جذب تعطينا فسحة نختلي فيها بأنفسنا، ونرمم فيها اندفاعنا المفرط نحو الإنشغال بهذه الدنيا، فإحيائنا لثورة الحسين عليه السلام جزءٌ يتكامل مع هذه الفلسفة، لأنها ثورة تسحبنا لنبني مواقفنا على مواقفها، ونستلهم منها معنى الثبات على المبدأ، و نعظم دور الفعل في رسم الهويّة الخاصة بنا، نحن نصلي كل يوم، ونصوم مرة بالسنة، ونحج مرة، هناك علاقات بحاجة لتذكير دائم لأنها تؤثر على المستوى الفردي، وهناك علاقات تؤثر على مستوى المجتمع ومبادئه، فعلى قدر الحجم يكون التذكير.
.
إحياء عاشوراء الحسين هي ترسيم لعلاقاتنا مع المبادئ السامية التي تشكل ضمانة، لكي لا نقف يومًا أمام ظالمٍ نردد معه « دع المساجد للعباد تسكنها .. وقف على دكة الخمار واسقينا»، ولكي لا تتشوش رؤيتنا فنؤيد الظلمة طمعًا بالمصلحة، وحتى لا ننسى أن العدالة هي القيمة الأسمى، ولكي لا تحركنا تلك الأمراض الأخلاقية التي يُعاني منها عالم اليوم. إحياء عاشوراء هو إحياء لمبادئ الحسين عليه السلام، هو جرس التنبيه والتذكير بمعاني التضحية والثبات والشجاعة والأهم من ذلك كله، المقيـاس لتصنيف أفعال الناس والحكم عليها.، ليست المصلحة الشخصية، ولا مصلحة المجتمع المتحولة، هي التي تحكم، بل المبدأ والموقف الثابت القائم على العدل.
إحياء عاشوراء الحسين هي ترسيم لعلاقاتنا مع المبادئ السامية التي تشكل ضمانة، لكي لا نقف يومًا أمام ظالمٍ نردد معه « دع المساجد للعباد تسكنها .. وقف على دكة الخمار واسقينا»، ولكي لا تتشوش رؤيتنا فنؤيد الظلمة طمعًا بالمصلحة، وحتى لا ننسى أن العدالة هي القيمة الأسمى، ولكي لا تحركنا تلك الأمراض الأخلاقية التي يُعاني منها عالم اليوم. إحياء عاشوراء هو إحياء لمبادئ الحسين عليه السلام، هو جرس التنبيه والتذكير بمعاني التضحية والثبات والشجاعة والأهم من ذلك كله، المقيـاس لتصنيف أفعال الناس والحكم عليها.، ليست المصلحة الشخصية، ولا مصلحة المجتمع المتحولة، هي التي تحكم، بل المبدأ والموقف الثابت القائم على العدل.
.
رسم الحسين عليه السلام بثورته حدًا فاصلاً، حيث لا يطلب الحق بالباطل، ولا يطلب الباطل بالحق، إنما الحق لا يُنال إلا بالحق، وإذا كان ثمن ذلك الدماء، فلتكن. هذا هو جوهر الإحياء، جوهر الاستذكار، وجوهر الإصرار على حمل القضية بمثل هذا الحمل، لترفع راية تبقى تذكرنا دائمًا وأبدًا: إنّ عزاء الحسين عليه السلام هو إحياء لمصيبته، واستعبار لرزيته، وإبقاءُ لما نادى به، «ينهض الثائر ثم يموت .. فيثير بموته ثوارًا آخرين. وبهذا تتلاحق قافلة الثائرين جيلاً بعد جيل، وهم في كل مرة يضيفون إلى شعلة النور لهيبًا جديدًا»[3]
على أعتاب المحرّم، نصبغ ملابسنا سودًا لنحيي بها مصاب الحسين عليه السلام.
رسم الحسين عليه السلام بثورته حدًا فاصلاً، حيث لا يطلب الحق بالباطل، ولا يطلب الباطل بالحق، إنما الحق لا يُنال إلا بالحق، وإذا كان ثمن ذلك الدماء، فلتكن. هذا هو جوهر الإحياء، جوهر الاستذكار، وجوهر الإصرار على حمل القضية بمثل هذا الحمل، لترفع راية تبقى تذكرنا دائمًا وأبدًا: إنّ عزاء الحسين عليه السلام هو إحياء لمصيبته، واستعبار لرزيته، وإبقاءُ لما نادى به، «ينهض الثائر ثم يموت .. فيثير بموته ثوارًا آخرين. وبهذا تتلاحق قافلة الثائرين جيلاً بعد جيل، وهم في كل مرة يضيفون إلى شعلة النور لهيبًا جديدًا»[3]
على أعتاب المحرّم، نصبغ ملابسنا سودًا لنحيي بها مصاب الحسين عليه السلام.
- عن الإمام علي بن موسى الرّضا (عليه السلام) قال : كان أبي [ الإمام موسى بن جعفر ] صلوات الله عليه اذ دخل شهر المحرّم لم ير ضاحكاً وكانت كآبته تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام فاذا كان اليوم العاشِر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحُزنه وبكائه ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) .
_______
[1] الشعائر الحسينية – الشيخ د. محمّد جمعة.
[2] مضمون –وليس نص- رواية عن الإمام الصادق عليه السلام
[3] كمة لعلي الوردي متحدثُا فيها عن ثورة الحسين عليه السلام.
هناك 15 تعليقًا:
عظم الله أجورنا وأجوركم بأيام الحسين (ع)
أحسنت يا أبا البيض
مأجور إن شاء الله
الحسين عليه السلام حالة قلبية
نقاوة عقلية و تكهرب سلوكي
ملكة ربانية ترعرعت في حجر النبوة
الحسين حرية، الحسين جمال روحي ونمط تعبدي
أسأل الله أن يحيينا على ما أحيا عليه الحسين عليه السلام و أن يميتنا على ما استشهد عليه الحسين عليه السلام
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
أحسنت
ينهض الثائر ثم يموت .. فيثير بموته ثوارًا آخرين. وبهذا تتلاحق قافلة الثائرين جيلاً بعد جيل، وهم في كل مرة يضيفون إلى شعلة النور لهيبًا جديدًا
true
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيد الشهداءعليه السلام
احسنت عطر الله انفاسك .... سيد مرتضى سيد كاظم أنكي .
عظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب ..
في أيام محرم ..نفعل ما نعتقده
لاتؤثر فينا النظرات والقيل والقال , فما في قلوبنا تجاه سيد الشهداء لا يمكن تحريكه أو زحزحته بمجرد ما يقال ..
الشعور بتوحَد القلوب الحزينه فيه من كل مكان في العالم , يطمئن القلب ..
كلنا بكاء .. كلنا أصحاب مصيبة ..
وكلنا سنصبغ لعزاء مولانا لباسنا بالسواد ..
شكراً لك ..
الخلود الحسيني
أعمق من أي خلود آخر ..
طاهر بطهارة أسمه .. باق الى قيام الساعة ..و الى ذلك الموعد تبدأ ثورة أخرى .. أكثر تضحية و أكثر وفاء و أكثر حب و أكثر ايثار و أكثر ايمانا..
الحسين لم يكن يوما ما سيد عشاق عاشوراء فقط ..و انما هو سيد كل حر و كل شريف و كل غيور و كل مؤمن
يطبق ما جاء به رسول الله ..
و لو افتدى برأس عياله و أحبابه ..
مدينون نحن لسيدنا الحسين .. لولا عاشوراء لم تغيرت شخصيتنا و نفوسنا و فكرنا ..أسأل الله أن نكون بحق من مواليه و محبيه و عشاقه ..
مأجور أخي سفيد .. و مأجور كل من يعشق فلسفة الحسين ..
عظّم الله لكم الأجر ..
في مصاب الحُسين . .
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
لكنما عيني لأجلك باكية
تبتل منكم كربلاء بدم
ولا تبتل مني بالدموع الجاريه
أنست رزيتكم رزايا التي
سلفت وهونت الرزايا الآتيه
ولقد يعز على رسول الله أن
تسبى نساؤه إلى يزيد الطاغيه
ويرى حسينا وهو قرة عينه
ورجاله لم يبق منهم باقيهوإذا أتت بنت النبي تشكو
. لربها ولايخفى عليه شاكيه ربي انتقم ممن أبادوا عترتي
وسبوا على عجف النياق بناتيه
وعظم الله لكم الأجـــــر
حيدر اجرك الله بعالي الرتب
ينهض اشبال وخدام الحسين (ع) في هذه الايام للسعي وبذل جهودهم في خدمة الحسين ولو بالقليل
مأجورين
عظم الله لكم ولنا وللمؤمنين الأجر
ولا أوقف الله لكم قلماً قط
سفيدان
ردي عليك ببوست
http://3grbgr.blogspot.com/2009/12/blog-post_19.html
شكرا لك على هذا البوست الرائع
عظم الله اجوركم
عنوان الموضوع:
بيت من قصيدة للسيد محمد بن مال الله المشهور بالفلفل، القطيفي الكربلائي رحمة الله عليه.
وهي من قصيدة طويلة بلسان حال زينب العقيلة عليها السلام تخاطب أخيها الحسين عليه السلام منها:
اليوم أصبغ بعزاك ملابسي سودًا.. وأجري عليك هاطلات الأدمع
اليوم شبوا نارهم في منزلي.. و تناهبوا مافيه حتى برقعي
اليوم قادوني بذل يا أخي.. والسوط آلمني و أطفالي معي
أنعم جواباً يا حسين أما ترى.. شمر الخنا بالسوط كسّر أضلعي
.. إلخ.
----
آجركم الله جميعا، وأحسن إليكم، وجعلنا الله وإياكم ممن يحيى هذا الأمر.
احسنت فان القصيدة العينيه هي لأية الله الشيخ عبد الكريم بن حسين الفرج العوامي القطيفي الحائري رحمة الله عليه
وهي عندي كامله وصاحبها مشهور كشهرة قصيدته العينيه
تحياتي لكم من حفيد صاحب القصيده
إرسال تعليق