من دروس عاشوراء [4]
على أطراف منطقة في بدايات كربلاء تُسمى شراف إلتقى الجيشان، جيش قوامه ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد الرياحي أخرجهم ابن زياد من الكوفة لجعجعة الطريق بالحسين عليه السلام، وجيش آخر هو ما بقي مع الحسين عليه السلام من أصحابه، كانت الخطة أن يسبق فرسان الحر الحسين عليه السلام للماء في منطقة تسمى (ذو حسم) ليستسقوا منه ثم يمنعوا معسكر الحسين عليه السلام من التزود به أملاً في حضّهم على الإستسلام، ولكنهم تفاجؤوا بأن عَدَل الحسين عليه السلام بسيره، وأسرع بحركة مفاجئة وسبقهم إلى الماء.
.
في ظهيرة ذلك اليوم، وبعد مناورة عسكرية فاشلة وصل الحر على رأس عسكره إلى (ذو الحسم)[1] منهكًا عطشًا بعد المجهود الذي بذلوه، ووقفوا قبال عسكر الحسين عليه السلام، فصدر منه عليه السلام الأمر: اسقوا القوم، وأرووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفًا.
.
هذا الموقف، وما فيه من العبر والدروس لا يمكن اختزاله ببضع كلمات لا توفيه حقه، فجوانبه التي يشير إليها، والدلائل التي يضعها تتفرع لعشرات المواضيع، أهمها هو الإرتباط ما بين السؤال الأخلاقي والسؤال الاجتماعي والسياسي، وهذه قضية إلى يومنا تمثل نزاعًا وخلافًا على مستوى التنظير ومستوى التطبيق.
.
يتمثل السؤال الأخلاقي في الأسئلة التي نطرحها على انفسنا في محاولة لإيجاد التبرير الذي يشير لصحة عملنا أمام نظرات الآخرين مثل: أين تكون حدودي؟ وما هو الأفضل للعمل؟ وهل هناك ضرر؟ وهل النتيجة أولى أم المنهج؟ وما شاكلها من الأسئلة التي نبحث عن إجاباتها بسبب أن المحيط الذي نعيش فيه تختل موازينه الأخلاقية في أحيانٍ كثيرة، ولذا نبحث عن إجابة تبرر لنا فعلنا من خلال طرح هذه الأسئلة، فلا يكون فعل الخير هو للخير بذاته، وإنما هو غلاف برّاق لرغباتنا وإراداتنا وانفعالاتنا التي تشكل الطرف المقابل للـ(ماهيّة) الخيّرة للإنسان.
.
العالم الذي نعيش به ممتلئ بالشر، والشر عارض ينتج من انسحاب الخير، وهذا الخير يعتبره أفلاطون جوهرًا أي أصلاً متأصلاً في الوجود ويصفه بالحياة، ويقول بأن كل حياة هي صورة من صور الخير، فالبقال حياته خير، والشاعر حياته خير، والفارس حياته خير وهكذا كل النّاس حياتهم هي خير بشرط أن يقوم صاحبها بالعمل لتحويلها لوجود فعلي، بدلاً من الصورة اللا متجسدة، بمعنى أنّ الحياة (كل حياة) في ذاتها كصورة نحملها لها في أذهاننا بكل ما فيها من قيم رفيعة هي خير، ولكن صاحبها إذا لم يقم بعمله على أكمل وجه ولم يستطع أن 'يتملك' حياته التي اختارها فإنها تتحول لشر يضر الآخرين، وهو مفهوم فيه الكثير من الصحة ونرى أثره الواقعي.
.
فكل الشرور في العالم هي ناتجة من عدم 'تملك' الإنسان للحياة بل 'تتملكه' الحياة فيتحول إلى أسير لها ولا تصير تلك الحياة إلى شيء متمثل على أرض الواقع، هكذا، نرى عالمًا شريرًا فنتصور أن الشر والظلم بسبب الله وهو في حقيقته منّا ومن قصورنا عن إدراك تقصيرنا، وكم في حياتنا اليومية نرى أشخاصًا (ونحن بطبيعة الحال منهم) بعد أن نقيسهم في أذهاننا نطلق عليهم أوصافًا سلبية لأنهم لم يستطيعوا ان يحولوا حياتهم إلى شيء واقعي يماثل الصورة الذهنية الموجودة لها عندنا، كم مرة قلنا: لم أعتقد بأن فلان (المفكر) أو (الممثل) أو (النائب) ..إلخ سيكون بمثل هذا المستوى النازل! وعلى هذه العبارة وأمثالها قِس الباقي.
.
ثم يأتي أرسطاطاليس ليقول بأن الخير صنفين، مطلق وهو الكمالات النفسية، ومضاف وهي الأشياء التي نعدها لتوصلنا لتلك الكمالات النفسية مثل الصحة والتعلّم وغيرها، والاولى متعلقة بالنفس، والثانية بالبدن، وهنا يذكر المولى النراقي[2] رحمه الله الآراء المتعددة عند الفلاسفة والحكماء والعارفين في التوفيق ما بين السعادة والخير، أي بين النفس والبدن، ولكن اللافت للنظر هو شبه الإتفاق على كون (الأخلاق الفاضلة) هي السعادة، لأن النفس (أو الروح) هي الحاكمة فيه وبالتالي كل كمال في الأخلاق هو سعادة للإنسان.
.
في ظهيرة ذلك اليوم، وبعد مناورة عسكرية فاشلة وصل الحر على رأس عسكره إلى (ذو الحسم)[1] منهكًا عطشًا بعد المجهود الذي بذلوه، ووقفوا قبال عسكر الحسين عليه السلام، فصدر منه عليه السلام الأمر: اسقوا القوم، وأرووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفًا.
.
هذا الموقف، وما فيه من العبر والدروس لا يمكن اختزاله ببضع كلمات لا توفيه حقه، فجوانبه التي يشير إليها، والدلائل التي يضعها تتفرع لعشرات المواضيع، أهمها هو الإرتباط ما بين السؤال الأخلاقي والسؤال الاجتماعي والسياسي، وهذه قضية إلى يومنا تمثل نزاعًا وخلافًا على مستوى التنظير ومستوى التطبيق.
.
يتمثل السؤال الأخلاقي في الأسئلة التي نطرحها على انفسنا في محاولة لإيجاد التبرير الذي يشير لصحة عملنا أمام نظرات الآخرين مثل: أين تكون حدودي؟ وما هو الأفضل للعمل؟ وهل هناك ضرر؟ وهل النتيجة أولى أم المنهج؟ وما شاكلها من الأسئلة التي نبحث عن إجاباتها بسبب أن المحيط الذي نعيش فيه تختل موازينه الأخلاقية في أحيانٍ كثيرة، ولذا نبحث عن إجابة تبرر لنا فعلنا من خلال طرح هذه الأسئلة، فلا يكون فعل الخير هو للخير بذاته، وإنما هو غلاف برّاق لرغباتنا وإراداتنا وانفعالاتنا التي تشكل الطرف المقابل للـ(ماهيّة) الخيّرة للإنسان.
.
العالم الذي نعيش به ممتلئ بالشر، والشر عارض ينتج من انسحاب الخير، وهذا الخير يعتبره أفلاطون جوهرًا أي أصلاً متأصلاً في الوجود ويصفه بالحياة، ويقول بأن كل حياة هي صورة من صور الخير، فالبقال حياته خير، والشاعر حياته خير، والفارس حياته خير وهكذا كل النّاس حياتهم هي خير بشرط أن يقوم صاحبها بالعمل لتحويلها لوجود فعلي، بدلاً من الصورة اللا متجسدة، بمعنى أنّ الحياة (كل حياة) في ذاتها كصورة نحملها لها في أذهاننا بكل ما فيها من قيم رفيعة هي خير، ولكن صاحبها إذا لم يقم بعمله على أكمل وجه ولم يستطع أن 'يتملك' حياته التي اختارها فإنها تتحول لشر يضر الآخرين، وهو مفهوم فيه الكثير من الصحة ونرى أثره الواقعي.
.
فكل الشرور في العالم هي ناتجة من عدم 'تملك' الإنسان للحياة بل 'تتملكه' الحياة فيتحول إلى أسير لها ولا تصير تلك الحياة إلى شيء متمثل على أرض الواقع، هكذا، نرى عالمًا شريرًا فنتصور أن الشر والظلم بسبب الله وهو في حقيقته منّا ومن قصورنا عن إدراك تقصيرنا، وكم في حياتنا اليومية نرى أشخاصًا (ونحن بطبيعة الحال منهم) بعد أن نقيسهم في أذهاننا نطلق عليهم أوصافًا سلبية لأنهم لم يستطيعوا ان يحولوا حياتهم إلى شيء واقعي يماثل الصورة الذهنية الموجودة لها عندنا، كم مرة قلنا: لم أعتقد بأن فلان (المفكر) أو (الممثل) أو (النائب) ..إلخ سيكون بمثل هذا المستوى النازل! وعلى هذه العبارة وأمثالها قِس الباقي.
.
ثم يأتي أرسطاطاليس ليقول بأن الخير صنفين، مطلق وهو الكمالات النفسية، ومضاف وهي الأشياء التي نعدها لتوصلنا لتلك الكمالات النفسية مثل الصحة والتعلّم وغيرها، والاولى متعلقة بالنفس، والثانية بالبدن، وهنا يذكر المولى النراقي[2] رحمه الله الآراء المتعددة عند الفلاسفة والحكماء والعارفين في التوفيق ما بين السعادة والخير، أي بين النفس والبدن، ولكن اللافت للنظر هو شبه الإتفاق على كون (الأخلاق الفاضلة) هي السعادة، لأن النفس (أو الروح) هي الحاكمة فيه وبالتالي كل كمال في الأخلاق هو سعادة للإنسان.
.
والكمال ليس كالطعام أو الشراب أو كأي شهوة أخرى موجودة في الإنسان، فهو يأكل حين يجوع وإذا شبع لا يعود بحاجة لمزيد من الطعام، وإذا عطش شرب الماء فلا يعود بحاجة لمزيد الماء بل لا يقترب منه إلا إذا عطش مرة أخرى، بينما الكمال لا يشبع منه الإنسان، لأنه شيء لا محدود والنفس الإنسانية لا محدودة ما هو محدود فيها هي قواها الغضبية والشهوية و «مشكلة المجتمع هي الأمراض النفسية من خوف وكسل وحب الذات والانشداد الى الدنيا والروح المصلحية، هذه الاشياء هي التي تجعل الناس يخضعون للسلطات الطاغوتية»[3]، فيحاولون تبرير ذلك بإشغال أنفسهم بطرح الأسئلة الأخلاقية.
.
عالمنا اليوم على صعيده السياسي، والإنساني بكافة جوانبه يُعاني من هذا المأزق، وهو تشويه مفهوم الأخلاق والخير فما يقابل قولهم بنسبية الأولى إلا قولهم بأن الخير هو مجرد (موضوع تفضيل)[4]، فغدا حتى السؤال الأخلاقي مفصولاً ومُبعدًا وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة، وأصبحت النتيجة التي تحقق المصلحة الذاتية، وترضي الطموح الأناني تمنع وتحجب أي تساؤل عن مدى شرعية أو 'خيرية' الفعل الذي نقوم به، فتكاثرت الحروب، والمجاعات، وأصبح عالمنا اليوم عالمًا فوضويًا مليء بالظلم بامتياز وكل ذلك بحجة العدل والحرية والسلام وأول من يطمس هذه المُثل العُليا هي القوى التي تبرر قتل الابرياء وتشن الحروب وتفرض قوانينها على العالم وتتعامل بإزدواجية واضحة بين الجلاد والضحية.
.
واحدة من أهم الدروس التي نتعلمها من عاشوراء هو الدرس الذي علمنا إياه الحسين عليه السلام في موقفه من عسكر الحر، لم يمنعهم من الماء كما فعلوا هم معه، بل أدّى حتى حق الحيوان الذي يستغله أعداؤه في محاربته، لم يضع الامر تحت سقف الحسابات ليرى مدى نفعيته أو مصلحته به، لم يشغل نفسه بالأسئلة ومحاولة الإجابة، بل فعله وأقدم عليه دون تردد، وهدفه من ذلك هو أن يضرب لنا مثلاًً في جعل الخير المطلق منطلقنا، وأن نركز على الخير بذاته أكثر من نفعيته، وأن فعل هذا الخير يجب أن يكون لإرضاء الذات التي تنشد الكمال، وسعي لها نحو الكمالات النفسية، وليس لأجل 'النتيجة' وإلا سيتحول أي عمل نقوم به إلى عمل نفعي أناني، وسيصبح كل ظلمٍ وشقاء قابلٌ للتبرير تحت عناوين متعددة.
والكمال ليس كالطعام أو الشراب أو كأي شهوة أخرى موجودة في الإنسان، فهو يأكل حين يجوع وإذا شبع لا يعود بحاجة لمزيد من الطعام، وإذا عطش شرب الماء فلا يعود بحاجة لمزيد الماء بل لا يقترب منه إلا إذا عطش مرة أخرى، بينما الكمال لا يشبع منه الإنسان، لأنه شيء لا محدود والنفس الإنسانية لا محدودة ما هو محدود فيها هي قواها الغضبية والشهوية و «مشكلة المجتمع هي الأمراض النفسية من خوف وكسل وحب الذات والانشداد الى الدنيا والروح المصلحية، هذه الاشياء هي التي تجعل الناس يخضعون للسلطات الطاغوتية»[3]، فيحاولون تبرير ذلك بإشغال أنفسهم بطرح الأسئلة الأخلاقية.
.
عالمنا اليوم على صعيده السياسي، والإنساني بكافة جوانبه يُعاني من هذا المأزق، وهو تشويه مفهوم الأخلاق والخير فما يقابل قولهم بنسبية الأولى إلا قولهم بأن الخير هو مجرد (موضوع تفضيل)[4]، فغدا حتى السؤال الأخلاقي مفصولاً ومُبعدًا وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة، وأصبحت النتيجة التي تحقق المصلحة الذاتية، وترضي الطموح الأناني تمنع وتحجب أي تساؤل عن مدى شرعية أو 'خيرية' الفعل الذي نقوم به، فتكاثرت الحروب، والمجاعات، وأصبح عالمنا اليوم عالمًا فوضويًا مليء بالظلم بامتياز وكل ذلك بحجة العدل والحرية والسلام وأول من يطمس هذه المُثل العُليا هي القوى التي تبرر قتل الابرياء وتشن الحروب وتفرض قوانينها على العالم وتتعامل بإزدواجية واضحة بين الجلاد والضحية.
.
واحدة من أهم الدروس التي نتعلمها من عاشوراء هو الدرس الذي علمنا إياه الحسين عليه السلام في موقفه من عسكر الحر، لم يمنعهم من الماء كما فعلوا هم معه، بل أدّى حتى حق الحيوان الذي يستغله أعداؤه في محاربته، لم يضع الامر تحت سقف الحسابات ليرى مدى نفعيته أو مصلحته به، لم يشغل نفسه بالأسئلة ومحاولة الإجابة، بل فعله وأقدم عليه دون تردد، وهدفه من ذلك هو أن يضرب لنا مثلاًً في جعل الخير المطلق منطلقنا، وأن نركز على الخير بذاته أكثر من نفعيته، وأن فعل هذا الخير يجب أن يكون لإرضاء الذات التي تنشد الكمال، وسعي لها نحو الكمالات النفسية، وليس لأجل 'النتيجة' وإلا سيتحول أي عمل نقوم به إلى عمل نفعي أناني، وسيصبح كل ظلمٍ وشقاء قابلٌ للتبرير تحت عناوين متعددة.
.
لم يكن الحسين عليه السلام سوى كمالٌ تمثل في امتلاكه لحياته، فحولها لصورة تفوق حتى الصورة الذهنية لنا له كإمامٍ، وغدا أمثولة للإقتداء للناس كافة تبين أن إلتزام الخير هو سعادة لنا، مهما كانت نتيجته علينا، فالسعادة تنبع من ذاتنا لا من مكتسباتنا.
لم يكن الحسين عليه السلام سوى كمالٌ تمثل في امتلاكه لحياته، فحولها لصورة تفوق حتى الصورة الذهنية لنا له كإمامٍ، وغدا أمثولة للإقتداء للناس كافة تبين أن إلتزام الخير هو سعادة لنا، مهما كانت نتيجته علينا، فالسعادة تنبع من ذاتنا لا من مكتسباتنا.
.
«.. ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برمًا ..» *
«.. ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برمًا ..» *
- روى الصدوق في (الأمالي) بسنده، قال الإمام الرضا عليه السلام: من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
_____________
[1] الصحيح (ذي حسم)، ولكن أوردتها بالرفع من باب ذكر الاسم على حقيقته.
[2] راجع: جامع السعادات للمولى مهدي النراقي رضوان الله عليه ج 1 ص 51 وما بعدها في فصل: الأقوال في الخير والسعادة والتوفيق بينهما.
[3] معرفة النفس، حسن موسى، ص 27.
[4] وهو رأي الفيلسوف الإنجليزي "ثوماس هوبز"
* من خطاب الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء.
هناك 7 تعليقات:
يا سلام يا أبا البيض
حروف بيض كتبت بقطرات من الذهب
روح الله ينور عقلك و قلبك و دربك إن شاء الله
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
انت رائع
صباحك ورد :)
احسنت ورحم الله والديك
ماجورين
سفيدان الغالي
عندي تعليق على جزئية ذكرتها
"
لم يضع الامر تحت سقف الحسابات ليرى مدى نفعيته أو مصلحته به، لم يشغل نفسه بالأسئلة ومحاولة الإجابة، بل فعله وأقدم عليه دون تردد، وهدفه من ذلك هو أن يضرب لنا مثلاًً في جعل الخير المطلق منطلقنا، وأن نركز على الخير بذاته أكثر من نفعيته، وأن فعل هذا الخير يجب أن يكون لإرضاء الذات التي تنشد الكمال، وسعي لها نحو الكمالات النفسية، وليس لأجل 'النتيجة' وإلا سيتحول أي عمل نقوم به إلى عمل نفعي أناني، وسيصبح كل ظلمٍ وشقاء قابلٌ للتبرير تحت عناوين متعددة
"
هل ترى بأن نفوسنا ستنعاني عند اختيار الفعل الخير بعد ان تراكمت عليها رذاذات السواد من القصور اليومي لما نفعل؟؟ لسنا مثل الحسين وهو قدوتنا .. فهل التأسي به وحضور مجالسه ينفض عنا تلك الذرات ويعيد الفطرة السليمه الينا؟؟
وعلى فكره
متابعتي للشيخ جعفر الابراهيمي تذكرني فيك ولا تسألني ليش .. فكل مره أدعيله الله يحفظ ذاكرته ومنطقه ولسانه أدعيلك مثله
آجركم الله،
وشكرًا لمروركم،
سأعود إن شاء الله لهذه التعليقات، وذكر عنوان الموضوع، بمجرد ان أفرغ قليلاً.. مع الاعتذار مقدما.
عنوان الموضوع:
شطر من بيت في قصيدة هي أشهر من نار على علم، للعلامة الشيخ حسن الدمستاني البحراني رحمة الله عليه، وفيها يقول مصورًا الخطاب بين النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وحفيده الحسين عليه السلام قبل خروجه من المدينة إلى كربلاء:
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء
انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل بالذي قد اقبلا
فاتخذ درعين من صبر وحزم سابغين
ستذوق الموت ظلما ظاميا في كربلا
وستبقى في ثراها عافرا منجتلا
وكأني بلئيم الأصل شمرا قد علا
صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
.. إلخ
=====
بومحمد،، why me،،bent el deera ،،
أحسن الله إليكم، وآجركم الله.
شكرًا.
Zooz،،
في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام ما مضمونه: لا تطلب العلم بالتعلم قبل أن تطلبه في نفسك
ومعناه أن تصفي نفسك من كل الكدورات ومتى ما تصفت اصبح جاهزة لانعكاس نور الملكوت عليها: وهو العلم والخير.
وأولى خطوات التصفية هي تخلية النفس من رذاذ السوء، ولا شيء يزيحه أفضل من البكاء ومحاولة التطلع إلى ذلك المثال الاعلى للاقتداء به.
حين يكون مثال شخص ما هو طاغوت، أو مجرم، أو سفاح فإنه في احيائه وتقديره له ينتحل صفاته لذلك يزداد قلبه اسودادا وهو يظن أنه يحسن صنعا (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)
بينما حين يكون هذا المثال نوراني يشعر متّبعه بمدى قصور نفسه فيحاول التقرب منه بإزالة الكدورات من نفسه .. والحسين عليه السلام نور منذ خلقه (كما في الزيارة: أشهد أنك كنت نورا ...)
والبكاء عليه هو إحياء لسيرته، ولقيمه، ولما كان عليه لنشعر بقصورنا فنعمل على أنفسنا.
ولاشك أن احياء امره هو كذلك.
الله يحفظكم، ويخليكم، ويقضي حوائجكم، ما نستغني عن دعاؤكم.
كلام من ذهب لله درك يا صاحب المنطق الحسيني والمبدأ الحسيني والمنهج الحسيني
عسى الله أن يجعلك ويجعلنا من أنصار الحسين يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
إرسال تعليق