17 فبراير 2010

الجلسة الأولى: بداية الاستجواب

حين تكتب في مدونة، فانت لا تكتب كتابًا، بل مقالة، وفي بيئة ترى القراءة 'مضيعة' للوقت أكثر من مشاهدة مسلسل أو فيلم سينمائي فهذا يعني أن طول المقالة يتناسب طرديًا مع ضعف قراءتها فتكون الأفكار هي الضحية لانها تكبس كبسًا حتى لا يبقى منها سوى الرائحة فيما هو مكتوب.
.
تعقيبين لم يُنشرا هنا، مع بعض أشباههما جعلاني أتوقف قليلاً لأقرأ ما كتبته حتى أستوعب وجهات النظر تلك، بتأملي توصلت لنتيجة مطابقة لما ذكره أحد المعقبين في هذه المدونة مرة بأن لكل شخص زاويته التي يقرأ منها، وبحسب تغير الزاوية يتغير الفهم! البساطة أحيانًا توازي العمق، وهذا هو تصنيفي لهذه العبارة.
.
أفكارٌ كثيرة أدرجتها، أو حاولت إيصالها في الموضوع السابق* ولكن كما يظهر أن جهودي فشلت في التعبير عنها بتمامها، فصارت عرجاء تمشي على رجلٍ واحدة، وهذا التشبيه البلاغي يعني أنها أصبحت تبرز فكرة واحدة 'فقـط' لكل قارئ، لذلك قررت أن أعيد صياغة الموضوع على هيئة سؤال وجواب، أختصر فيه الكثير، وأتجنب التوسع قدر ما أستطيع. وعذري في ذلك أن المقالة السابقة كانت مدرجة للنشر آليًا، ولم أراجعها جيدًا، وأنّ ثقتي –التي تمسي في بعض الأحيان نصلاً بلا مقبض في يدي– قد خانتني في إيضاح قولي وعلّة هذا أنه في تلك اللحظات، كنت خارج الكويت، فلم أتمكن من الإستدراك عليها وتوضيحها.
******




هل مصير الإنسان، متعلق به؟
بلاشك، أنه وحده الذي يقرر الوجهة التي يعتبرها مدرجًا يهبط بواسطته على الأرض التي يريدها.شدة وضوح هذه الحقيقة البديهية قد تجعلنا أحيانًا نقع في فخ عدم إدراك الأسباب المؤثرة بدقة في التحكم بدفة حياتنا. الأسباب التي تقبع في زوايا غير ظاهرة من الشعارات التي تقول أننا بفضل جدنا واجتهادنا أو سهرنا الليالي سنحقق المستحيل.
.
وهل تنكر أن هذه المقولات، برهنت عليها تجارب الحياة؟
التجربة تقدم دليلاً، ولكن البرهان بحاجة لمصداق، والمعنى أن التجربة تعطينا اجزاءً غير مركبة تشكل أدلةً والبرهان يحتاج وقائع ثابتة يصح أن نعتبرها رابطًا صحيحًا لهذه الأجزاء حتى ترتبط مشكلة برهانًا غير قابل للنقض. لقد برهنت تجارب الحياة أن كثرة هطول الأمطار لا تحول الأراضي الواسعة إلى مزارع قمح!
وحدهم الذين يبيعون الوهم، هم الذين يخدعون الآخرين بأن المطر كفيل بتحويل أي أرض إلى جنة زراعية، مثلهم كمثل اللص الذي يخبئ سرقاته تحت ستار مواضبته وجده واجتهاده في عمله.
.
لماذا يختبئ اللصوص خلف شعارات الجد والإجتهاد؟
« لأن مجتمعنا لا يحترم من يعترف بالحقيقة ، و يعشق من يغلف نفسه بالأكاذيب ، و يُحب أن يحكم على الناس بالمظهر و يرفض أن يُصدق الحقيقة إذا خالفت حكمه!»[1].
.
لمَ ينتحل هؤلاء قصص الكفاح والنضال والاجتهاد؟
الإنسان المملوء بالنواقص لا يحب أن يستمع لمن يشير إليها، لذلك يفضل المدح على الذم و إن كان كذبًا لأنه يمثله بصورة الكمال، البعيدة عن نواقصه وسوء طباعه وأفعاله.
.
ما هو مبرر قبول عامة المجتمع لهذه القصص، رغم إدراكهم بأن معظمها غير حقيقي؟
العامة – خصوصًا عندنا – يستعيرون قيمهم وأمثالهم من «النخبة» ولا يضعون قيمًا خاصة بهم.
وهؤلاء – أي النخبة - لا يحترمون الحقيقة ومن ثمّ الصراحة، لأن الحقيقة دائما مؤلمة و لا تلبي تطلعات العوام.
.
لماذا لا تلبي الحقيقة تطلعات العوام؟
الإعتراف بالحقيقة يعني الإقرار بالسرقة، والإحتيال والنصب، وهو ما يعني 'إنهيار المُثل الأخلاقية' في المجتمع، فهم ينكرونها حفظًا -بزعمهم- للمجتمع من الإنهيار.
.
ما علاقة انهيار المُثل الأخلاقية في الاعتراف بالحقيقة؟
المقياس في مجتمعنا أصبح يعتمد معيار الثراء لتقييم الناس.فارتفاع الرصيد البنكي يتناسب طرديًا مع مكانتهم.
وكلما ارتفعت مكانة طبقة ما في المجتمع وأمست من النخبة، كلما أصبحت هي القدوة أو المثال الأعلى لعامة أبناء هذا المجتمع، فإذا كان هؤلاء يقرّون بأنهم سارقون ومحتالون فهذا يعني أنّ ما يتطلع له أبناء المجتمع هي أمثلة على «اللا أخلاقيات» وبالتالي تسقط كل شعارات الجد والإجتهاد والحث على العمل والإلتزام بالقانون، وغيرها. فمن يمنون أنفسهم بالوصول لمستواهم بإلتزامهم بهذه الأشياء، لا يعترفون بها! وإذا سقطت المثل الاخلاقية انهار المجتمع، فالقطيع دائمًا يتبع الخروف الأغبى!
.
الناس يلتزمون بكل هذه الأشياء التي ذكرتها ثم لا يَصِلون لما وصل له هؤلاء، لمَ؟
إنهم حين ينكرون حقيقة هؤلاء، ويعتقدون أن الإدعاء بأن كل شيء على ما يرام كفيل بحل أي مشكلة، تبرز أمامهم إشكالية، وهي انهم يجدون أنفسهم في نفس الخانة في حين ما زال هؤلاء يتقدمون. خشيتهم من الإعتراف بأن الخلل منهم تجعلهم يلجؤون إلى إيقاع ذلك كله برأس ما يسمونه بـ(الحظ).
.
هل معنى هذا أنك لا تعتقد بوجود الحظ؟
أؤمن يقينيًا بالحظ «وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم». ولكن أكفر بما يسمونه حظًا.
.
ما الفرق بين ما تعتقده، وما يسمونه؟
سألوا أحدهم: ما هي وحدة الوجود؟ فقال: إن الله وحده الموجود! وقال آخر: إن الله سبحانه، تتجلى وحدانيته في كل شيء. إنّ المصطلح الواحد قد يكون له أكثر من معنى، تصل في بعض الأحيان إلى درجة أنها تنقض بعضها بعضًا.
لا تقع المشكلة في المصطلح، بقدر ما تقع في المفهوم.
هم يعرفون الحظ على أنه عامل يُسعد أناس، أو يُشقي آخرين اعتباطيًا، بلا مقدمات، وحدها الصدفة التي تقف بصف فلان، وتعادي فلان، وعليها نعلّق كل خيباتنا، وتقصيرنا، وسوء تقييمنا وأحكامنا.
الحظ «هو النصيب من السعادة و البخت»[2]..«وحقيقة الأمر أن مضي الإرادة والظفر بالمراد في نشأة المادة، إلى أسباب طبيعية وأخرى روحية، والإنسان إذا أراد الورود في أمر يهمه وهيّأ من الأسباب الطبيعية ما يحتاج إليه، لم يحل بينه وبين ما يبتغيه إلا اختلال الأسباب الروحية..»[3].
من بين هذين السببين يتوّلد معنى الطول الغيبي والعرض المادي.
.

وللحديث – إن شاء الله – بقية.

.
______________


* انظر: إنك لن تخرق الأرض
[1] راجع:
المفيد من وحي سفيد
[2] الميزان، ج20، ص80.
[3] الميزان، ج4، ص 67.

هناك 15 تعليقًا:

غير معرف يقول...

ان الله يحب المطربات و الممثلات الامريكيات فهن محظوظات

Seldompen يقول...

هكذا بدت الصورة , أو بمعنى أصح " الأفكار " التي أردت توضيحها لنا أوضح ..

.. فقد يكون أحيـانـا من الصعب أن تخط بعض كلمات , تعني بها مغزى , ولكن القارئ يصل إلى مغزى آخر , قد يكون قريب من الفكرة التي تريد إيضاحهـا , وقد يكون بعيد كل البعد ..


أسلوب السؤال والإجابة جميل جداً ..
فهو بذلك يبين وجهة النظر تمـاماً ..

شكراً للأفادة ..

تحياتي ..

Mohammad Al-Yousifi يقول...

nice

mabrook Man U

غير معرف يقول...

احسنت عزيزي سفيد

ولكن سفيد في الولايات المتحده أي شخص يمتلك موهبه وينميها يستطيع ان يصبح مليونير مثل الممثلين ولاعبين ال NBA وكتاب الروايات وغيرهم

المقوع الشرقي يقول...

سفيدان
شكرا
للتوضيح
وخصوصا في مسألة الحظ..وضحت الفكرة لدي بالشكل الصحيح


..

ملاحظة:المجتمعات . وليس مجتمعنا فقط أصبح المقياس هو الثراء
وحتى وأن كان مصحوبا بخواءفكري أو حتى أخلاقي
والله المستعان

غير معرف يقول...

موضوع لطيف مولاي...ليش ما اقدر اكتب بنكي ؟ :S

لا اتفق مئة بالمئة مع هذه المقولات الزائفة واللي على شاكلتها:

لكل مجتهد نصيب .. كل من سار على الدرب وصل .. من زرع حصد .. ومن طلب العلا .. الخ

هذه امثلة فقط تقال لشحذ الهمم وردع اليأس عن البشر ولاثارة الحماسة لديهم لمواصلة رحلتهم في هذه الحياة ..انا لا انكر لما للعمل والمثايرة من اهمية في النجاح.. لكن هناك عوامل اخرى غيبية وربما اجبارية تساهم في نجاح فلان وفشل علان...

كثيرون هم من كدحوا وعملوا وثابروا ووضعوا الخطط وحاولوا تنفيذها بدقة متناهية.. لكن تجدهم في النهاية أقل حظا ونصيبا من اناس لم يبذلوا عشر معشار ما بذله اولئك الذين فشلوا رغم مثابرتهم وعملهم الدؤوب ..

انا لا اتحدث هنا عن نجاح اللي باق وووصل لما وصل اليه باساليب غير اخلاقية وغلف نجاحه بشعارات الجد الاجتهاد واللي ذكرتهم انت في البوست اللي فات .. لان بالنهاية هذا ما اعتبره نجاح

انا اقصد الناس العادييين اللي وصلوا لاهدافهم بسهولة بأقل جهد ( بدون ان يرتكبوا اي مخالفات غير اخلاقية) ... في حين تلاقي نفس الوقت ناس نفس تبذل جهود اضعاف مضاعفة وما توصل للي تبيه

مشكلة الانسان الناجح ينغر بنفسه وايد مولاي .. يحب يمدح نفسه بمجرد ما يوصل للقمة ويبدي ينظر علينا في اسباب النجاح وشلون اجتهد وكافح ويمكن ينزل له كتاب عن اسرار النجاح الخ .. اكرر انا ما اقصد الحرامية ..اقصد اي ناجح حتى اللي وصل المجد بطريقة شرعية

الانسان الناجح ماله ارادة في صنع نفسه الا ضمن نطاق محدود جدا .. امور غيبية واجبارية هي اللي تسيره في اغلب الاحيان..ايضا لا تنسى الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بل حتى الوراثية في نجاح فلان وفشل علان ..

احيانا تلاقي اثنينه بنفس العمر وبنفس معدل الذكاء ..الاول ذو شهادة علمية وظيقة مرموقةورصيد بالبنك .. في حين الاخر مو مكمل تعليمه ومو لاقي قوت يومه ..الاول احاطت فيه ظروف اقتصادية جيدة جعلته يستثمر ذكائه في اكمال دراسته ووصوله الى الوظيفة المرموقة ..في حين قرينه الاخر نشأ في ظروف مزرية دفنت ما عنده من قدرات وجعلته يكدح في طلب الرزق بدون جدوى

هذا فقط الاختلاف في الظروف الاقتصادية ..قس على ذلك بقية العوامل الاخرى من صفات موروثة وعوامل اجتماعية وسياسية بل حتى غيبية مثل ما ذكرت


وسامحني على الاطالة بس لان اول امس كنت في جدال قوي مع احد الاشخاص حول هذه الموضوع سبحان الله ..وما قدرت اوصله فكرتي عدل ..


Maximilian*

غير معرف يقول...

المطربات و الممثلات الأمريكيات لهم محبين و معجبين بالملايين كالعاهرة انجيلينا جولي التي تمارس الجنس الخلاعي كما ولدتها أنها وهي سعيدة جدا بذلك على جميع شاشات العالم !!!

انظر ماذا يمتلكن وهن العاهرات الملحدات :


- حب الناس و احترامهم
- الشهرة و المال
- الزوج الصالح و الأبناء
-السمعة الحسنة باستثناء العهارة فالعهارة اليوم اضحت مثار للفخر و ليس للعار كما في السابق

فمن لم تكن عاهرة فهي غبية ومن لم يكن عاهر فهو غبي والغباء ابتلاء.

مـغـاتيــــــــــــر يقول...

أنا أؤمن بالحظ بشدة

و لكني أؤمن أكثر بأنه من صنع الإنسان



كل انسان يخلق حظه الخاص :-)

Multi Vitaminz يقول...

الحمد الله ..!

أخي سفيد لم ترد علينا في تعليقنا في إحدى موضوعاتك وهذا الرابط :
https://www.blogger.com/comment.g?blogID=8505057928909120958&postID=4385605242760938294

وبالنسبة لموضوعك هذا فلنا كلمة..!

تحياتي فيتامين

SHOOSH يقول...

همممممم


انا ما أذكر اذا في مره قريت لك أو لأ

بس جني اول مره أقرى لك

أو يمكن قاريه مره قبل بس مو بتركيز هالمره

شي حلو

:)

Safeed يقول...

اعتذر منكم جميعًا لهذا التقصير في متابعة التعقيبات، وسأحاول بإذن الله بمجرد التعافي التام ان أعقب عليها تفصيليًا، مع جزيل الشكر.

الأخ Multi Vitaminz ،،

على الرحب والسعة.
راسلني على بريد المدونة، وأنا بخدمتكم إن شاء الله.
شكرا.

غير معرف يقول...

تقوم بالسلامه ان شاء الله

Safeed يقول...

أعتذر عن الأخطاء الطباعية إن وجدت، وأنا أكتب انسكبت القهوة على لوحة المفاتيح، وصارت الطباعة بواسطتها كالحفر على الخشب، ونظرا لاغلاق الاسواق بسبب العطلة: تحملونا :)

------------------

غير معرف (1)، غير معرف (4)،،
اسمحا لي أن أدمج التعقيب على مداخلتكما في تعقيب واحد نظرًا لتشابه الفكرة، وتوّحد الغاية منهما.
إن الله يحب عباده جميعًا، ولكنه يكرم عباده المخلصين، ويعاقب المجرمين، وذلك كله بإقرار النفس على ذاتها، فكل منّا سيلزم طائره في عنقه ونساءل: ماذا قدمنا مقابل ما أُعطينا؟
بعضنا يختار الاستمرار في طريق السوء، الإحتيال، التزوير وغيرها من الأفعال المستقبحة ويتم امداده بالمزيد ليصبح عبرة لمن لا يعتبر في النهاية، والآخر على العكس منه. إذا كان العرفاء يقول بأن الطريق إلى الله سبحانه بعدد أنفاس الخلائق، فإن اختبارات الله سبحانه لعباده بمثلها، وكل بحسب قابلياته.
من جانب آخر، تعرض (كانط) لمثل هذه الإشكالية الأخلاقية، ما هو الذي يحدد القبيح من الحسن؟
دعوني آخذ المثال الذي ضربه غيرف معرف(4) وأبني عليه. ماذا لو أخذنا أفعال وتصرفات وأفكار هلاء اللاتي تستشهد بهن وعممناهن على العالم، ماذا سيكون مصيره؟ المزيد من الغرق بالإباحية وانعدام الأخلاق واستحالة الحياة! هذه النتيجة هي التي يتوصل منها كانط إلى استقباح الفعل، وهو أنه متى ما عممناه وصار أثره سلبيا فهو فعل قبيح وإن كنا نراه على الصعيد الفردي أو المجتمعي البسيط لا بأس به، حتى أبسط الأفعال التي نغض البصر عنها أحيانًا كثيرة تكون مدمرة إذا ما سمحنا بتعميمها.
وفي الواقع فإن مجرد وصفك لهن بالعاهرات يكفي لاظهار استقباحك لعملهن، وأن النفس البشرية مهما تمادت في القبول خوفا من الشعور بالانعزال في محيط العالم، فإنها في داخلها تستقبح وتستنكر هذه التصرفات والأفعال وتعلم مدى زيفها وكذبها.
فهل تنسب الفضل لما تستقبحه؟
انهن لا يملكن مكانة ايجابية، بل يمثل وجودهن سلبية أو بمعنى آخر (سوءًا) خالصا لا يُستغرب بعده مثل هذا التمهيل لهنّ وهذا ما شرحته في الجلسة الثانية من الموضوع، هن يمثلن رقعة ضرورية لتنفيذ الخطة التي لا نشعر بها لأننا نراها من الداخل لا من الأعلى، وشعورك هذا مشترك مع معظم العالم الذي لا يراهن سوى أيقونات جنسية يهملها ببمجرد ازياد عمرها. فهن لا يتمتعن بمثل احترام البشرية لغاندي أو الماما تيريزا!! بل احترام قائم على الاستلذاذ المؤقت.
شكرًا.

=====

..pen seldom،،

الأفكار قد تكون واضحة جدًا في الذهن، ولشدة وضوحها لا نملك الكلمة التي تعبّر عنها بتمامها، فاللغة أحيانا تمسك بخناقنا وتجبرنا على الإلتفاف على نصوصها حتى نستطيع أن نعبر عنها، وهذا عجز يعود علينا لأننا نواجه اشكالية: هل نكتب بالمعنى على حساب اللغة؟ أم نكتب باللغة على حساب المعنى؟ وإن حاولنا التوفيق بينهما سقطنا بفخ عدم الوضوح كما حصل هنا من قِبلي.
شكرًا.

====
Ma6goog،،
Merci
:)

Safeed يقول...

غير معرف،،
كم عدد الأشخاص الذين يملكون موهبة ولم يصبحوا من أصحاب الملايين؟
ربما أكثر.
وكم عدد منعدمي المواهب الذين أضحوا أشهر من نار على علم؟
في جميع المجالات، سواء في التمثيل أو الادب وحتى الرياضة! الموهبة وحدها لا تعطي ضمانة إنما هي بحاجة لاجتماع الظروف المهيئة للنجاح، لو نظرنا للتاريخ لوجدنا أن هذه الظروف يقف الكثيرون عاجزين أمام شرحها. إريك دورتشميد مثلاً حين كتب عن الانتصارات العسكرية في التاريخ وقف حائرًا أمام عدم قدرته على تفسير (التوفيقات) العسكرية التي لم تكن مخططا لها واضطر إلى أن يسميها بـ(دور الصدفة) وأقر بها. ولكن هل هي صدفة؟
لو أردت الذهاب للسالمية مثلاً، وحين وصلت قابلت أحد الأصدقاء سنسميها صدفة لأننا لا نعلم أننا متجهان لذلك المكان، ولو كان هناك صديق ثالث مشترك يعلم بأني ذاهب للسالمية والآخر ذاهب لنا فخبر مقابلتنا لن يكون صدفة بالنسبة له. فالصدفة هي تبرير الجاهل بما حدث، وهذا ما يحدث في العقلية (المادية) الحديثة المسيطرة التي تنفي جميع (اللامحسوسات) لتقع في مطبات تضطر لان تلوي عنق حقيقتها بتسميتها بالصفة أو غيرها من المسميات التي يحاولون بها القفز على الحقيقة.
شكرا
======

المقوع الشرقي،،

في المجتمعات التي تجاوزت عقدة أصحاب المال، لم يعد الثراء هو المقياس الوحيد، ثراء بيل غيتس لم يكن عائقا امام اتهامه بالاحتكار وتطبيق القانون عليه، وثراء باريس هيلتون لم يمنعها من ان تحبس في السجن مع عامة الشعب، وهذا هو المعيار الحقيقي أو المقياس بأن صاحب المال أمام القانون لا يملك اي ميزة عن الفقير امامه، فكلاهما له قيمه حددها القانون، بينما عندنا تلك الطبقة تشكل القانون، وتعطينا القيمة! وكأن عامة الشعب قطعان.
على كل حال هذا موضوع متشعب، يستوجب فهم التطور البشري في صنع القيم واختراع الآداب، ربما أعود له لاحقًا إن شاء الله.
شكرًا.

=======
Maximilian،،
عاش من شافك :)
مدونتك اختفت من الوجود، وينها؟
كلامك صحيح ولا اختلف معك ابدا. وما تتحدث عنه هو ما يشير له د.داريوش شايغمان وهو يتحدث عن مفهوم (التوكل) و(الرضا) ومقاربته لمفهوم اللاعمل في الفلسفة الصينية واعمل غير الهادف في الهندية، فهذه كلها مفاهيم تزرع بالنفس أن الإنسان مجرد مكلف، وعليه أن يؤدي تكليفه، وبقدر اقتناعه بهذا التكليف تكون عاقبة عمله، وملخصها بأن العمل وحده ليس "مخزنا" نستخرج منه ما نشاء برغبتنا، إنما هو "مكان" نصل له إذا صفت الأجواء، والأجواء لا تصفو برغباتنا وأعمالنا .. بل بالمشيئة الإلهية.
بمعنى، أن أعمالنا ومساعينا مرهونة بأشياء من خارجها، وهو ما نسميه بالتوفيق أو النصيب أو غيرها من المصطلحات التي تشير لعالم الغيب.
وكم من شيء نعمل لاجله، ونتأكد أنه سيحصل ولا يحدث رغم تهيئ الأسباب، بسبب غياب التوفيق.
شكرا

Safeed يقول...

مغـاتيــــر،،

أنا أؤمن به أيضًا، ولكن بتعريفي الخاص :)
وأتفق بالجملة الأخيرة معكِ، إنما أؤمن بأنه خلق وفق وصفة موجودة أظهرها الله سبحانه، وليست وصفة اعتباطية استحسانية:)
شكرا
======
Multi Vitaminz،،
ولا زلنا بانتظاركم عزيزي.
شكرا
=====
SHOOSH،،

هذي ثاني مرة :)
شكرا
======
غير معرف،،

الله يسلمك.
شكرا