هذا الموضوع هو ( لمحة ) ، و اللمحة جزءٌ من النظرة ، و الجزء كنقطة ماء من صفحة المحيط الهادي .
الموضوع برسم الإهداء للفاضلة ' Yin ' لأنني وعدتها بذلك .
يعتبر أفلاطون مؤسس المدرسة الإشراقية ، المدرسة التي خالفها تلميذه أرسطو حين أطلق مدرسة المشائين التي تعتمد البناء على البراهين العقلية البحتة في العلوم الطبيعية ، مدرسة أفلاطون كانت على جدال دائم مع أتباع المدرسة الأرسطية ، و لم يتوقف هذا الجدال خصوصًا بعد أن بدأت بوادر الفلسفة الإغريقية تدخل في جدالات الفلاسفة المسلمين إلا حين ظهر العلامة الملا صدر المتألهين القوامي الشيرازي رحمه الله صاحب الأسفار بمدرسته التي سماها " مدرسة الحكمة المتعالية " و وفق فيها بين مقالات أفلاطون و تلميذه أرسطو بأسلوب جديد و على مباني ابتدعها لم يسبقه بها أحد.
يقول الشهيد د. مرتضى مطهري : " و لقد توفق [ أي الملا صدر المتألهين ] كل التوفيق في الجمع بين الآراء الباقية من أفلاطون مؤسس مدرسة الإشراق و تلميذه الجليل أرسطو مبتكر منهج المشائين و كان الأوّل من المعلمين داعيًا إلى تهذيب النفس و تصفية الباطن ، قائلاً بأن الطريق الوحيد إلى اقتناص شوارد الحقائق واكتشاف دقائق الكون هو هذا المنهج ليس غير ، و كان الثاني منهما مخالفًا له في أساس منهجه ،قائلاً بأنّ الدليل للوصول إلى الحقائق المكنونة ، و الدقائق المجهولة ، هو التفكير و الاستدلال و البرهنة الصحيحة ، فكان يخطو على ضوء البرهان العقلي من مقدمة لأخرى ، إلى أن يصل إلى الحقيقة التي يتوخاها بسيره النظري "
مع هذا كتب الشهيد مطهري لاحقًا عن مدرسة الحكمة المتعالية للملا صدر المتألهين الشيرازي : من بين العشرات الذين يقضون أعمارهم كلها في فهم مطالب الحكمة المتعالية، لايستطيع فهمها سوى عدد محدود يُعد على عدد أصابع اليد الواحدة.
لماذا ؟
لأنها مدرسة تعتمد على الإثبات العقلي البرهاني ثم تدعيمه بالإثبات الكشفي ( أي المكاشفة / الاشراق ) .
- فلسفة أفلاطون
ترجع فلسفة أفلاطون إلى أستاذه سقراط ، و قبله إلى هيرميس المصري مرورًا بفيثاغورث الرياضي و الفيلسوف الاغريقي المعروف ، و ترتكز فلسفة أفلاطون على شيئين تماما كفلسفة كونفوشيوس الصيني و هما : حب الفضيلة و الفضائل و بغض الرذيلة و الرذائل .
كانت طريقة إجابتهم للأسئلة التي تؤرقهم هي تخلية أنفسهم من الرذائل ، كل الرذائل التي تلازم الإنسان يتخلصون منها و يتمسكون بالفضائل حتى يصبح ظاهرهم كباطنهم لا يقومان إلا على التحلي بكل فضيلة و التخلي عن كل رذيلة ، فتكون أنفسهم صافية كالمرآة تنجلي للحقائق فتعكسها كما هي مما يحدث لهم حالات الكشف أو الإلهام التي تجيب مسائلهم .
فهي فلسفة أخلاقية بحتة تعتمد على الروحانية في إجابة الأسئلة ، على العكس من فلسفة أرسطو القائمة على البراهين و الإستدلالات العقلية ، و رغم أنّ هذه الفلسفة [ أي فلسفة المشائين لأرسطو ] نقلت طريقة التفكير الإنسانية من مجال الخرافات إلى مجال البراهين ، أي صعدت بالفكر و ارتقت فيه من تفسير كل شيء عن طريق الخزعبلات و الأساطير إلى تفسيره وفق الحقائق و الطرق العلمية إلا أنها ظلت بدائية و لم تستطع القضاء على فلسفة أفلاطون الإشراقية التي شقت طريقها و أثبتت وجودها.
- السهروردي يحيي أفلاطون .
شهاب الدين السهروردي ، الذي اشتهر بلقب الشيخ المقتول حتى عند الغربيين بعد أن قتله حكام الدولة الأيوبية في مصر و هو لم يتعد الأربعين من عمره .
يعتبر السهروردي شيخ الإشراق في العالم الإسلامي ، يأخذ منه الصوفي السني و العرفاني الشيعي و كلاً يتقاتل على نسبته إليه كما يحدث لابن عربي صاحب الفتوحات المكية و الحلاج و الهروي و غيرهم ، تبقى مسألة مذاهبهم أو اعتقاداتهم الفكرية غير مهمة ، إنما المهم هو أثرهم الذي غرسوه في وجدان المتبعين لهم . كان السهروردي مغرما في فلسفة أفلاطون ، ينقل السيد المدرسي قوله - أي السهروردي - : إن مدى فهم الفلاسفة المسلمين لافلاطون كنسبة الواحد الى الألف .
ثم ينقل قول البعض عنه : إن السهروردي من أكثر فلاسفة المسلمين الذين صرفوا أوقاتهم في تفسير كلمات أفلاطون. فالفضل الأول في إعادة احياء طريقة الاشراقيين بلباس إسلامي في المشرق العربي ترجع للسهروردي الذي خالف الفارابي و باقي الفلاسفة في اعتماده على " تنقية الذات " كطريق للوصول إلى الحقائق .
- ما هو الإشراق ؟
متى تشرق الشمس ؟
حين يصبح وجه الأرض أمامها فيضع نفسه في موضع المستقبل لأشعتها ، و لولا هذا الأمر لبقينا تحت رحمة القمر .
ينقل الشيخ القريشي : فالإنسان إذا صفّى هذه الكدورات وهذه الشبهات الغريبة من جسده تصفوا مرآته فتنعكس على الملكوت الأعلى فيشرق عليها النور .
هكذا هو الإنسان ، لا ينال مدارك العلم إلا بالإمداد الغيبي ، ولا يكون الإمداد الغيبي إلا لمن يجعل في نفسه القابلية لأن يسمع صوته ، و لا يسمع صوته إلا حين ينقي بدنه و نفسه من المكدرات و الرذائل ، حتى تصبح روحه شفافة خفيفة قادرة على سبر أغوار عوالم اللا شعور .
هناك سؤال لا يزال يحيّر العقول و الألباب : كيف ينتقل العلم ؟
بحسب فهمي القاصر ، فعند العرفانيين العلم هو نور يقذف للإنسان حين يصل إلى درجة ( الحب ) و هي الدرجة التي يندك فيها الشخص مع محبه فيصبح شخصًا واحدًا ، و لهم استدلال قرآني لطيف ، سيأتي في سياق موضوع آخر إن شاء الله .
حين يحدث هذا التوحد يتجلى العلم فيكون أثره ما ينفع المسلمين بشكل خاص أو ينفع البشرية بشكل عام ؛ يُقال بأن إسحاق نيوتن كان ( مندكا ) في علومه الطبيعية لدرجة عدم إحساسه بالموجودات حوله ، فكم من مرة نسى طعامه أو طبخ ساعته !
فكان عاقبة ذلك أن حدثت له المكاشفة حين فكر : لماذا سقطت التفاحة للأسفل ، و لم تصعد لأعلى ؟
و حينئذ لمعت الفكرة برأسه .
هي نفسها اللحظة التي جعلت بيرسي سبينسر يكتشف المايكروويف من لوح شيكولاتة كان يأكله .
و الأمثلة أكثر من أن تحصى ، فما بالك إن كان هذا الشخص توجه نحو الأعلى أو نحو نفسه فما تكون نتيجة إشراقاته ؟
يقول الشيخ القريشي : إذن هناك جملة من الفلاسفة يستمدون معلوماتهم من الإشراق والكشف ، يعني ينقّون أنفسهم و يجردون ألواح عقولهم عن الكدورات حتى تنكشف لهم الحقائق ، [ إلى أن يقول .. ] ، فيكتبونها في طواميرهم كما فعل صدر المتالهين في كتابه الأسفار الأربعة بعد أن انقطع عن الناس لمدة خمسة عشر سنة ، وكذلك ابن عربي في الفتوحات المكية ، بغض النظر عن صحة هذه الحقائق وعدمها وكذلك ما فعله "الدربندي" في أسرار الشهادة عندما يتكلم عن قضايا الإمام الحسين عليه السلام فهو يتكلم عن طريق الكشف والإشراق .
و يتحدث عن واحد من شروط الإشراق و هو إذا أراد الإنسان أن يأخذ إلهاماً أو كشفاً جديداً لا بد له أن يترك جميع المسبقات الفكرية حتى يحصل له شيء جديد ، فهو إذا تعصب لرأي معين مسبق قبل الكشف فهذا التعصب يؤثر عليه فلا يجعله يرى الحقيقة صافية .
- مراتب الإشراق
يروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، كما في شرح النهج قوله :
« قد أحيى عقله ، وامات نفسه ، حتى دق جليله ، ولطف غليظه ، وبرق له لامع كثير البرق ، فأبان له الطريق ، وسلك به السبيل ، وتدافعته الابواب الى باب السلامة ، ودار الاقامة ، وثبتت رجلاه بطمانينة بدنه في قرار الامن والراحة ، بما استعمل قلبه وارضى ربه »
على ضوء هذه الكلمة ، يُقسّم العرفاء مراتب الإشراق إلى :
1. التوبة :
أولى مراتبها هي الإقرار بالخطأ ، و معرفة النفس ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) .
لا يمكن لأي شخص أن يخطو خطوة واحدة باتجاه شيء لو لم يشعر بالحاجة إليها ، فالحاجة تولد الدافعية ، و الدافعية تعطي القوة و الجاذبية للعمل ، فتصفية النفس بأن يقف الإنسان على سوء مسكلها ، و بُعد طريقها هو يرسم له الدرجة الثانية في مجال تعلية النفس.
2. البرق :
هي لحظات خاطفة ، تلمع في وجدان الإنسان فتغذي عقله بدقائق ما خُفي عنه لأمر ما .
هي لحظات يشعر فيها الإنسان بالخفة بعد الثقل ، فتظهر له خفايا ما أخفاه ثقله ، و لكنها متقطعة و خاطفة كالبرق.
3. المكاشفة :
اليقظة بعد الغفلة ، و كم من غافل عمّا بين يديه لا يراه حتى تنتابه لحظة البرق فيستوعب فيها أن حقيقة ما يبحث عنه إنما هو تحت أنفه و ليس بيد غيره ، و أن راحته في مدفونة في عميق ذاته ، متى ما استيقظ من غفلته و وعى انتبه للمكاشفة .
فهي مثل أشعة الشمس تحت الحمراء ، محيطة بنا و لكننا لا نسعى إليها بسبب ربط أذهاننا بسعادة الغير لا سعادة أنفسنا ، و أننا نبحث لما هو بين يدي الغير و ليس ما بين أناملنا .
4. الصعق :
هي الحقيقة الواضحة ، في حديث الإمام علي - عليه السلام - لتلميذه كميل بن زياد النخعي - رضي الله عنه - : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة .
فهي الحقيقة على صورتها الواقعية لكل شيء فالمؤمن يرى بعين الله سبحانه و تعالى ، يقول السيد الخميني :
« وفي عالم ما بعد الموت - سواء في البرزخ أو القيامة - إذا كانت خلقة الإنسان في الباطن والملكة والسريرة إنسانية، تكون الصورة الملكوتية له صورة إنسانية أيضا، وأما إذا لم تكن ملكاته ملكات إنسانية، فصورته - في عالم ما بعد الموت - تكون غير إنسانية أيضاً، وهي تابعة لتلك السريرة والملكة، فمثلاً إذا غلبت على باطنه ملكة الشهوة والبهيمية وأصبح حكم مملكة الباطن حكم البهيمة، كانت صورة الإنسان الملكوتية على صورة إحدى البهائم التي تتلائم وذلك الخلق. وإذا غلبت على باطنه وسريرته ملكة الغضب والسبعية وكان حكم مملكة الباطن والسريرة حكما سبعياً، كانت صورته الغيبية الملكوتية صور أحد السباع والبهائم. »
5. الإفاقة :
و هي خاتمة المراحل ، حين يكون اليقين سيد الموقف فيكون الاشراق مستداما في هذا العالم الفاني، فلا الحقيقة صاعقة لأنها أصبحت متوالفة مع الإنسان ، و لا هناك برق يبرق في روح الإنسان لأنه تنقى إلى درجة تماثل ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في حديث كميل أيضًا : نور يشرق من صبح الأزل، فيلوح على هياكل التوحيد آثاره.
- خاتمـة
كم مرة كنت جالسًا غارقا بفكرك في مسألة ما ، و فجأة يتفتق ذهنك عن حل مسألة لا تتعلق بما كنت تفكر فيه ؟
كم مرة تلتف فجأة لشيء بسيط جدًا لتتساءل عن حقيقة ( عظمة ) هذه البساطة التي كانت محجوبة عن ناظريك ؟
كم مرة ترى مسائل عالقة تؤرق ليلك و تتعب نهارك تحل بفكرة بسيطة تلمع برأسك؟
و كم مرة تتخذ خطوة جبارة بسبب لمعة صغيرة برقت في ذهنك ؟
و كم مرة ، و كم مرة .. إلخ . قد لا تكون كل الكلمات أعلاه مفيدة ، بل قد تكون مجرد حروف سخيفة ، و لكن هذه التساؤلات ستوصل لك المعنى بتمامه إن عجزت عن ذلك كل الكلمات السابقة ، لأنني لا أظن أنّ هناك إنسانًا في هذه الأرض لم يشعر في لحظة من اللحظات بصفاء ذهني و نفسي تـام تكون نتيجته أن يرى الواقع على حقيقته { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } ، هي لحظة لا تقدر بثمن و المغبون من لا يعمل على بقائها .
رغم أني أميل شخصيا أكثر إلى رأي النجفيين بعدم وضع اعتبارية لهذه الأشياء ، إلا أنني لا أنفيها و لا أزيحها عن مكانتها فهي ثابتة محسوسة و ملموسة ، و لكن مشكلتنا أننا وقعنا إما في افراط ( التأكيد ) أو تفريط ( النفي ).
- مصادر :
1/ أسس الفلسفة - الشهيد د. مرتضى مطهري
2/ منطق ابن خلدون - د. علي الوردي
3/ مبادئ الحكمة - السيد محمد تقي المدرسي
4/ أصول الفلسفة - العلامة محمد حسين الطباطبائي
5/ الأربعون حديثًا - السيد روح الله الموسوي الخميني
6/ مقالات : الشيخ الأحسائي ونظرية المعرفة - الشيخ سعيد القريشي
7/ wikipedia
و غيرها .
هناك 26 تعليقًا:
أولا
مشكور يا سفيد على الموضوع الشيق وجدته أكثر من مجرد لمحة
ومشكور على الإيفاء بالوعد
ومشكور على الإهداء
ثانيا
وايد عجبني الموضوع
قريته مرتين
ولي عودة للتعليق بعد أن أمحصه جيداً :))
"لأني مضطرة أطلع الحين "
يعطيك ألف ألف عافية :))
موضوع شيق
و لكن لدي سؤال : هل العرفان يعتمد على الفلسفة أو يشتق منها ؟
موضوع حلو
ودسم جدا صراحه
مشكور ع الطرح المميز
أثرت عندي الفضول حول الفلسفة وحول أمور أخرى لا مجال لذكرها الان.
أتمنى أن يكون عندي الوقت الكافي والقدرة أيضا على البحث في هذا المجال.
بالنسبة إلى تجربتي أستطيع أن أقول بعد ان قرأت الموضوع " أنا وين والإشراق وين"
الله يرزقنا السلامة في القلب والإخلاص في النية والعمل ويعيننا على جهاد النفس
...
حاولت الربط بين الإشراق ومصدره في الإسلام بمعلوماتي المتواضعة جدا جدا
وجدت المسألة تعتمد على تطهير النفس والوجدان وهو المحور الذي تقوم عليه النظرية
تطهير النفس مطلوب وحث عليه الدين الإسلامي وتجده أساس كل الواجبات والتعاملات للوصول إلى مرحلة الخشوع والحكمة والنورانية
تطهير النية ومن ثم السريرة ومن ثم التصرفات .. إلخ
يجب أن تكون خالصة لله تعالى
وفي حال الأمور الدنيوية خالصة لغرض ما. فالعلم ليس كثرة المعرفة وإنما نور يقذفه الله في قلب من يشاء ولكن هذا القلب يجب أن يكون طاهر ونقي "سلامة الباطن"
قال الله تعالى :"يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"
وأذكر حديث بما معناه:
" من أخلص لله 40 ليلة .. أجرى الله الحكمة على لسانه"
وأن يجري الله الحكمة على لسان شخص ما ..نعمة عظيمة تدل على وصوله إلى مراتب عليا
وهناك أيضا حديث لرسول الله (ص):
" لولا تمريج في قلوبكم، وتكثير في كلامكم؛ لرأيتم ما أرى، ولسمعتم ما أسمع"
فالمكدرات عائق وحاجب يمنع النورانية والإلهام ويعمي البصيرة والسمع القلبي
(أعرف أن الكثيرين سيعتقدون بأن المدة قصيرة ولكن لو جرب الإنسان الإخلاص لمدة أسبوع سيرى مدى صعوبة الأمر,)
وفهمت أن تطهير النفس من المكدرات ومن الشهوات ومن الرذائل .. يجب أن تسبق أول مرحلة للوصول إلى التوبة الفعلية !!
وبالاستمرار بالتطهير وتنقية النفص تتوالى المراتب إلى أن يصل الإنسان إلى أعلى هذه المراتب ويتصل بمصدر النور في هذا الوجود
صراحة موضوعك شيق ووافي ويفتح أمام الإنسان الآفاق ليتفكر ويثير فضوله ليبحث
يعطيك ألف عافية يا سفيد
أدري أن تعليقي لم ولن يعطي البوست ولو جزء من جزء من حقه بس حبيت أكتب اللي استفدته وتذكرته
أحسنت يا أخي الكريم
:)
موضوع شيق.
العديد من هذه المفاهيم الفلسفية التي تفضلت بذكرها يتم الأخذ بها اليوم على نطاق واسع ، فالكثير من المناهج التي تركز على تنمية الإبداع تدعو إلى إعادة اكتشاف الذات بالتفكر و تجاوز التعصب و الانحياز المسبقين ، مما يؤدي إلى رؤية جديدة للأمور من زوايا غير منظورة سابقا.
أتذكر أن أحد أساتذتنا في الجامعة كان يقول بأننا و من خلال نمونا و احتكاكنا بالمجتمع نكتسب عادات و أفكار هي أشبه بالغيوم التي تغطي شمس الحقيقة ، و مع أننا نلتقط في بعض الأحيان -صدفة- إشعاعا بسيطا من الحقيقة يتسلل ما بين الغيوم ، فإن السبيل الوحيد لبلوغها -أي الحقيقة- هو التخلص الكلي من الغيوم ، و لا سبيل لذلك إلا بهبوب رياح التغيير من الداخل. كنت أشعر أن مقولته هذه مسرحية أكثر من اللازم (أو clichéd كما يقولون) و مع ذلك فهي لا تخلو من صحة.
شكرا على هذه اللمحة اللطيفة :)
اعتقد بان محاسبة النفس وتصفية النية جدا ضرورية للوصول لهذه المراحل.
وشكرا على الموضوع الجميل.
دراسة غير الظاهر متعبة خصوصا اذا كانت محسوسة و غير معلومة بعلم
يعطيك العافية على الموضوع الجميل
الغالي سفيد
قرأت بوستك ثلاث مرات
وفي كل مره أنوي التعليق
أرى أني سأقلل من حقه
لا أريد التعليق مع المرض
بعد شفائي سأكتب ما أفضل
ولو بعد حين
دمت سالما
موضوع مرة حلو
أفلاطون من الشخصيات المحببة لي
استمتعت يقرائة البوست
دمت بود & دام عطاؤك
شكراً لك
Yin ،،
وعد الحر دينٌ عليه .
أصل الإشراق فطرة إنسانية ، ترى أن العلم هو فيض من الله سبحانه ، يشعه في كل الأنحاء و لا يستقبله إلا من لديه الاستعداد له ، مثل الترددات الموجية حولنا في كل مكان و لكن لا يستقبلها إلا الجهاز المهيء لها .
الإسلام أكد على هذه الحقيقة ، لذلك دائما نقرأ في القرآن الكريم أن العلم " يجيء " للإنسان أو " يؤتى " له :
( ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين )
( وما اوتيتم من العلم الا قليلا )
و لكن الإسلام أضاف قيمة للعلم حتى يكون ذو فائدة و هي ( العقل ) :
( وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وابقى افلا ' تعقلون ' )
فكم من حامل للعلم ، و هو كالحمار يحمل أسفارا لأنه لا يعقل ما بهذا العلم .
هذا الفيض الإلهي ، لا يكون إلا لمن له القدرة على استقباله ولا يكون هذا إلا حين ينقي نفسه فتصبح كالمرآة قادرة على أن تعكس أشعة الشمس لشدة نقاوتها ، فالمرآة القذرة المكدرة لا تعكس شيئا .
هناك أحيان كثيرة تمر على الإنسان يكون فيها منقطعا عن كل ما حاوله ، نقيا في الظاهر و الباطن لأنه للحظة تخلى عن كل شيء و انقطع لشيء واحد لذلك تلمع الأفكار في رأسه ، فيرى أشد الامور تعقيدا بسيطة في باطنها و ظاهرها و لكن كان هناك شيء يحجب عنه هذه البساطة و للحظات زال هذا الشيء ، ما مررت به مشابه لهذه اللحظة ، و أسفي علينا بأن حرمنا منها إلا للحظات .
سيدة التنبيب ،،
في الواقع فالعرفان ينقسم لقسمين :
عرفان عملي :
و هو المتعلق بالعمل فيما ورد من نصوص ، فهو عرفان سلوكي إن صح التعبير ، يتعلق بسلوكيات الإنسان و ممارساته ، و بأثر الأمور الوضعية عليه .
أولى مراتبه هي الابتعاد عن مظاهر الكبر ، و التمسك بالزهد في الملبس و المطعم ، و أهم شيء هو الابتعاد عن أكل كل ما فيه شبهة ، أو يورث بعض الصفات ، في وصية الإمام علي عليه السلام لكميل بن زياد :
" يا كميل ، اللسان ينزح من القلب ، و القلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك و جسمك ، فإن لم يكن حلالا لم يقبل الله تسبيحك و لا شكرك "
و أنا شخصيا أؤمن بدرجة كبيرة بأثر ما يأكله الإنسان على نفسه و طباعه و حياته و فكره .
و لبعض العرفانيين حالات عجيبة و غريبة رأيتها و سمعت عنها .
النوع الثاني هو العرفان النظري :
هنا يظهر سؤال : ما هي الغاية من الفلسفة ؟
الغاية من الفلسفة كما يقول الفلاسفة هي الإجابة على التساؤلات .
في ضوء هذا الجواب يمكن أن نعرف سبب تعلق العرفان النظري بالفلسفة بشكل عام ، هم تعمقوا فيها و أقاموا للعرفان أساسات و جذور فلسفية حتى يصلوا من خلالها للإجابة على سؤال : لماذا تكون هذه الحالات العجيبة للعرفانيين ؟
لذلك اشتهر الفلاسفة العرفانيون ، و أشهرهم هو الملا صدر المتألهين الذي لا أعتقد أن هناك من أتى بمثل ما أتى به من براهين و أدلة ، جعلت حتى " هنري كوربون " يضم ركبتيه و هو يتعلم ما قاله الملا صدرا في الأسفار الأربعة .
المؤسف أن البعض منهم تبحروا في الفلسفة و بنوا عليها ، لدرجة أصبحت توضع في قبال النصوص الشرعية فهم يستدلون بها أكثر مما ورد .
و لكن تظل الفلسفة علم لا غنى عنه .
اقصوصه ،،
أهلا و سهلا بكم في مروركم الأول .
المهم أن تكون هناك استفاده من الموضوع و هذا غاية أملي منه :)
شكرا للمرور .
Salah ،،
أول العلم : الفضول .
ربما تصيبك لحظة " إشراقية " تكون نتيجتها : تساؤل بسيط يقود لكشف عظيم .
Mohammad Abdullah ،،
هناك شعر عرفاني فارسي يقول معناه :
من شع نور العقل في جبهة استعداده
نفذ شعاع شمس العقل إلى منور قلـبه
و أظنه قريب من قول استاذكم ، و هو صحيح .
مشكلتنا أننا نغرق في المادية ، و نـُحجب عن الكثير من الأشياء ، ثم ننكرها لأننا غير قادرين على أن نراها أو نتلمسها .
فالنكران عندنا أسهل من محاولة البحث و التقصي عنها .
هذه المفاهيم الفلسفية الرائعة ، و قدمها الزماني يؤكد على أنها موجودة مع الإنسان منذ القدم ، و أكدتها الأديان السماوية ، و لكن مع التقادم و دخولنا في دوامات العصور الحديثة سلبنا منها حتى وصل فينا الأمر إلى النظر إليها على أنها كلام ( دراويش ) تخطرتهم الحياة العصرية .
و هذا مما يؤسف له :( .
Yang ،،
من حاسب نفسه ربح ، و من غفل عنها خسر ، و من خاف أمِن ، و من اعتبر أبصر ، و من أبصرَ فهم ، و من فهِم عَلِم .
شكرا للمرور :)
Sowhat ،،
من حسنت علانيته ، فنحن لسريرته أرجى . الإمام علي (ع) .
فباطن كل شيء قابل للقياس لأنه سيظهر على ظاهره في وقت ما .
فالعبرة بنقاء العلانية ، لأنها دليل على نقاء السريرة .
الله يعافيك ، شكرا على المرور .
Beram ElMasry ،،
عفارم :)
" zooz "3grbgr ،،
شافاكم الله و عافاكم ،
سنبقى في الانتظار .
بنت أحمد ،،
شكرا لمروركم :)
موضوع قيم ورائع
بشكل عام احب الفلسفه
قرات مره مقتطفات من كتاب (هكذا تكلم زرادشت)
وبصراحه ماحسيت اني استوعبت كل شي وضعت بين السطور
وموضوعك شجعني اني ابدي قراءه بالفلسفه
الاخ العزيز سفيد
يعطيك العافية على الموضوع الشيق و المفيد
الصراحة قريت الموضوع كلمة كلمة
أرجو أن تستمر بكتاباتك المميزة
انتظر جديدك بفارغ الصبر
أرجو أن تقبلني ضيفا في هذه المدونة الراائعة
بالتوفيق :)
Makintosh ،،
كلامكم ذكرني بمقطع آخر ذكره السيد المدرسي في كتابه " مبادئ الحكمة " يتناول فيه احدى اهم الاعتراضات او المآخذ على السهروردي ، يقول فيه :
[ وربما تتجلى لنا الافكار التي تأثر بها شيخ الاشراق من خلال بعض عبارات كتاب له حيث يقول: "كانت في ايران القديمة امة تدار من قبل الله، وحكماؤهم الشامخون كانوا يختلفون كليا مع المجوس، واني سجلت الاصول السامية لعقائدهم التي هي أصالة النور، وقد كملتها تجربة أفلاطون الى مرحلة الشهود، وذلك في كتابي المسمى بحكمة الاشراق، ولم يسبقني الى هذا العمل أحد".
فالذي يبدو واضحاً من هذا القول ان هذا الرجل قد تجاوز رسالة الاسلام وارتبط بالفرس القدماء، وهذه الحقيقة يؤكدها الفيلسوف المعروف الملا صدرا الشيرازي حيث يقول: "الرجل - يعني شيـخ الاشـراق السهروردي - كان متأثـراً بفلسفة النور عند المجوس". ]
و في الواقع فإن فلسفة المجوس [ الزرادشتية ] في جوهرها غير منطقية أبدا خصوصا ما يرتبط منها بالنور ( الخير ) في قبال الظلام ( الشر ) .
و للشهيد مطهري كتابات كثيرة في نقد هذه الفلسفة .
الفلسفة جميلة و لطيفة و تفتح الذهن و لكن في حدودها المعقولة ، ما يقوم به الكثيرون من استغراق تام بها هو عين الإنحراف عن التفكير و المنطق السليم عند البشر .
شكرا للمرور .
a7mad Nabeel ،،
حللت أهلا و نزلت سهلا :)
تشرفني المتابعة :)
موضوع مميز و سرد جميل للنقاط المراد التطرق لها ..
اول مرة استانس و انا اقرأ هالمواضيع .. إسلوبك وايد مريح و مميز ..
أحسنت و لا ان شاءالله نرا منك الأفضل و الأفضل في المستقبل ..
تقبلني ضيفاً يومياً لهذه المدونة المميزة حجي (سفيد) :)
Ahmed.K.A ،،
و أنتم من المحسنين إن شاء الله ،
هذه المدونة تتشرف بمتابعتكم لها .
وأنا أقرأ هنـا ..
حاولت أن أصفي ذهني من كل شيء ,
أثارني الكثير مما كتب ..
كل شيء يدعو للأعجاب والتعجب !!
وقفت أمام بعض الكلمات طويلاً ..
شدتني وأبحرت في عمق معناها ,
فأنا أعجـز من أن أصف ما شعرت به ..
.. عن نفسي , أستشعر أحياناً ذلك
الشعور بتصفية النفس والأرتحال إلى عالم نقي ..
ولكن ذلك لايعني بأني خالية من الذنوب
أو أني وصلت إلى مرحلة صفاء الروح ..
لـكن ما أفعله فقط هو ..
أني أحاول أن أرحل بفكري وروحي
بعيداً عن رذائلي ..
أفصل أحداهما عن الآخر
فأستطيع حينها الأستشعار بذلك الألهام
الذين يزورني عادة ..
الآن أصبحت بعض النقاط واضحة بالنسبة
لي ..
ولك الفضل أخي سفيد في ذلك
:)
شكراً ,, قليلة في حقك على هذا
البوست الرائع والقيَم جداً , بحق ..
الحمد الله ..!
أخي سفيد تحية طيبة وبعد ..!
فعلاً أصبت الحقيقة وفعلاً هذا الأمر لو يدركه كل شخص لما وصل حالنا إلى الكسل والخمود , نعم أخي المحترم أني أكتب موضوع من سؤال قد أرقني وجعلني في حيرة من أمري , وكنت كل ما أسل شخص عنه سواء كان رجل دين لا يهتم بسؤالي ويقول لي هذا السؤال حرام وفي شبهات وتشكيك , والرجل الثاني هم أقربائي فهم ينفروني منهم ويوبخوني من هذا السؤال , وإذا ذهبت إلى العوام فأراهم لا هثين في دنياهم ومصالحهم والإئمة ع ينهونا من سؤال من لا خبرة له , وكان السؤال الذي جعل أكتب فيه موضوعي وموضوعك الذي وصلني لجزئية كانت غائبة عني هو :
نحن في الحياة وسيلة أم غاية لله وهل الله يحتاجنا لكي يعرف عن نفسه ..؟
وعنوان موضوعي هو حقيقة المعرفة ..
أخي سفيد هل أستطيع في المستقبل لقاءك لكي أتشارك مع الحوار وأبني ذاتي وأسعى في حقيقة معرفتي ..!
شكراً لك صديقي وآسف على الإطالة ..!
فيتامين
..pen seldom،،
ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: إن لربكم في دهركم نفحات فتعرضوا لها.
قد تأخذنا الدنيا كثيرًا في مجاريها حتى ننشغل بتوافهها وننسى أنفسنا، ولكن كما أننا أحيانا في حر الهجير نتعرض لنفحة هواء باردة تعطينا الأمل، كذلك في وسط هذه الانشغالات نتعرض لنفحات إلهية تجعلنا ننعزل عن هذا العالم وما فيه للحظات، فنترك الكثرة .. ونتجه للواحد الأحد سبحانه وتعالى.
هي لحظات لا تقدر بثمن، وهنيئا لمن استطاع ان يجعلها دائمة، بدلا من كونها متقطعة ..
شكرا
====
Multi Vitaminz،،
وهل الله بحاجة لأن يعرف نفسه؟
الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة لغاية، وليس بحاجة لوسيلة، نحن من نحتاج للوسيلة حتى نصل للغاية.
إن كرامة ولطف الله وسبحانه أفاضت علينا بالوجود حبا منه لنا، وحتى نستحق هذا الوجود نحن أمام مفترق طرق إما ان نتصعد وإما أن نتنزل، وكل طريق في نهايته غاية لنا، فعلينا نحن أن نساءل أنفسنا كيف نرد هذه الاعطية العظيمة بالوجود لله سبحانه وتعالى؟ كيف نشكره عليها؟ هل نتكامل في قوس الصعود؟ أم يكون شكرنا بالغرق في مستنقعات هذه الدنيا؟
من أراد العلو، فعليه ان ينجح باختبارات الصعود، وهذه هي فلسفة الاختبارات حتى تفرز الذي يرغب بالتكامل من ذلك الذي يرضى بالذي هو أدنى.
كما قلت لكم سابقا، أنا بخدمتكم بحسب استطاعتي وما أملكه من بضاعة ناقصة قاصرة متواضعة كلها في خدمتكم، وبريد المدونة موجود.
شكرا
إرسال تعليق