25 أغسطس 2009

الطائفية و سؤال : الحريـّة أم النظـام؟

.
مع تزايد دعوى الطائفيّة، و ارتفاع عقيرة المنادين بها، و تحولها إلى حلبة يتصارع عليها الناس، بغض النظر عن تعريفها الحقيقي المجهول عند الغالبية، إلا أن المعنى العام لها هو ما يتم تداوله الآن من صراع مذهبي بين طوائف المجتمع الكويتي. وجدت عدة من الكتّاب يشيرون إلى دولة مجاورة و تجربتها في وأد الطائفية، و كيف أنّ هناك ثلاث فرق إسلامية تملك جعبة مملوءة من العداء المذهبي و العقائدي صارت منصهرة في مجتمع واحد لا تسمع به صوت المذهب، و أنا شخصيًا كنت من المتعجبين من هذا النجاح المذهل في اخفاض صوت الطائفية إلى هذا الحدّ في ذلك المجتمع، و هذا ما دعاني إلى البحث.
.
فماذا اكتشفت؟
.
قبل عدة أشهر – و ربما سنة الآن – نشر أحد الصحفيين في تلك البلاد وثيقة على الإنترنت تدين أحد المدراء بإحدى شركات الإتصالات، لم ينشرها بصحيفة، و لم تكن الوثيقة مزوّرة، و مع هذا فقد حُكم عليه بالسجن، و سُجن لمدة 6 أشهر و لم يفرج عنه إلا بعد وساطات و ترضيات و تدخلات كثيرة. هذه الحادثة دفعتني لاستقصاء الواقع هناك، و منها بدأت الإتصالات بمن أعرف انطلاقًا من هذه الحادثة.
.
منها عرفت أنّ تلك الدولة ليست (دولة تسلطيّة) كما هو الحال عندنا، إنما (دولة استبداديّة) بمعنى الكلمة، ليست هناك حريّة كما نفهمها، و لا هناك مشاركة أو صوت شعبي حقيقي، و مجلس الشورى هو مجرد ذريعة تُسدّ بها أفواه الغرب و مهمته أن يشير للشوارع التي بحاجة للإصلاح! الشعب لا يهتم كثيرًا بعدد الوزراء و طوائفهم، المهم هو إرضاء كافة القبائل بدفعهم للواجهة فقط و هذه هي سياسة السلطة الداخلية هناك، بينما سياسة الدولة و مسيرتها المتحكم بها قلّة قابعون على رأس السلطة، يقودهم شخصٌ واحد، و الشعب ملتهٍ بأكل عيشه، و ممارسة طقوسه اليومية، الوحيدة التي يملك القرار فيها.
.
ليست هناك طائفيّة بسبب عدم وجود صراع على السلطة، ليس هناك حاجة للتجييش الطائفي، أو القبلي بصورته المعهودة عندنا، لأنه ليست هناك حريّة تسمح للطائفة أو القبيلة أن تتبوأ مكانًا في مجال اتخاذ أبسط القرارات، تحولت الوزارات إلى عمل 'وجهائي'، فاقدة لمعناها في ظل المركزيّة الشديدة في إدارة الدولة، ليس معنى ذلك أنّ الحريّة بكافة أشكالها ممنوعة، و لكن كحريّة رأي في السياسة و الإقتصاد فهي شبه معدومة، أما باقي الحريّات سيّما العقائدية فهي متوافرة، ليس هناك تضييق على أحدٍ منهم في ممارسة شعائره، كلهم يمارس ما يريد و ما يشاء دون مضايقة، طالما أنها تبقى في إطار الممارسة و الشعار بعيدًا عن مركز القرار. النظام الشديد الموجود في تلك البلاد، و انعدام التجاذب الطائفي بين أبناء البلد هو بسبب هذا الشيء: فعاليّة القانون الصادر من جهة واحدة غير القابل للمناقشة.
.
نحن في الكويت، نوعًا ما، نملك هامشًا أوسع و أكبر من الحريّة، و ليس هناك بحسب ما أعرف من هو على استعداد للتنازل عنها و التحول إلى رقم في التعداد السكاني فقط. الطائفية عندنا هي بسبب هذه الحريّة. هناك صراع على السلطة في الكويت، و مشاركة – اتفقنا أم اختلفنا على حجمها – في القرار، و هناك سياسات يرسمها الشعب حتى لو كانت على الصعيد الداخلي وحده، هذا الصراع على مراكز السلطة يستلزم أن يستعمل أصحابه كافة اوراقهم فيه، و أهمها الورقة الأقدر على تحفيز الجموع وهي ورقة "الطائفية" أو بمعنى آخر الآيدلوجية، عندنا في الكويت هي شيعة و سنة، الكيانين البارزين.
.
قد يقول قائل بأن هذه الحريّة متواجدة منذ القدم، و لكن هذه الصورة الطائفية حديثة، والجواب أنّ هذا وهم، ليس هناك طوال التاريخ محركٌ للأحداث سوى الطائفية بمختلف أنواعها، و قد وقفت على شواهد تاريخيّة كثيرة ليس هذا مجالها، و لعلّني في يوم من الأيّام اتوفق لأجلعها دراسة مفردة. محصلة الحديث أنّ هذه الطائفية كانت موجودة في الكويت وليست وليدة اليوم، مجلس 1938 و الكانتونات المقسمة داخل السور، هي إثبات جليّ له، الفارق أنّ الطائفية ذلك الوقت كانت محصورة بطبقة واحدة، هي الطبقة السياسية أو الوجهائية الفاعلة، و كانت بعيدة جدًا عن عامة الشعب الملتهين بالبحث عن لقمة عيشهم، لأنّ السلطة كانت مركزيّة و لم يكن دور هؤلاء الوجهاء بمثل الدور الذي أعطاهم إيّاه الدستور بعد الإستقلال*.
.
ما نراه الآن، هو نتيجة حتمية للحريّة، رفضنا إيّاه هو رفض للحريّة، أن نريد النظام و خلع 'الطائفة'، فهذا ممكن، و لكن في الدول التي تعتبر الحرية ترفًا زائدًا، أو في الدول التي تسير على رأي واحد، رغبة واحدة، و مشيئة واحدة، لاغير.
لا يمكن أن ننزع الطائفة أو الطائفية طالما أنّ مراكز السلطة تُقسم و تُعطى بناءً على الثقل الطائفي، وفق آليات مشاركة شعبية حرّة، وطالما أنّ الحصول عليها هو من قِبل رجال لا يمكن لهم أن يصلوا لها دون إمدادٍ طائفي، حتى تفعيل القوانين للقضاء على هذه الظاهرة أصبح شعارًا خاويًا و مضحكًا لأن المسؤولين عن تفعيلها وصلوا لمراكزهم بسبب الطائفية، و لن يحاربوها إذا كانت هي السبيل الوحيد أمامهم!
.

نحن في مجتمعنا الآن، تشكل الدعوات الطائفية أبرز سلالم الصعود، و تحقيق المكتسبات، خصوصًا ما يتعلق منها بما يمكن فرضه و تحقيقه، و التجاذبات الحاصلة حول مناهج وزارة التربية تغني عن ألف كلمة. الصراع الطائفي عندنا انتقل من صراع (الوجهاء) إلى صراع العوام (البسطاء)، بسبب تغذية اولئك للشارع به و دفعهم له و الهدف هو شحنهم للحصول على دعمهم في الإنتخابات، و منها إلى المناصب و مراكز القرار.. و هذا هو الخطر الأكبر، أن ينتقل الصراع إلى العوام الذين هم بمعظمهم مجرد جموع تسيّرها العاطفة، و تدغدغها الكلمة، و لا تلتفت للأهداف الحقيقية لمحركيها إلا نادرًا.
.
أمامنا خياران،و علينا أن نحدد أولوياتنا: إمّا أن نتحول إلى دولةٍ استبداديّة و لكنها نظامية، لا طائفية و لا دعوات طائفيّة بها، أو نبقى في الحريّة و نتحمّل عواقب هذه الحريّة، ونعمل - على أقل تقدير - لتقنينها بجعل الصراع ينحصر مجددًا في طبقة 'الوجهاء' بعيدًا عن 'البسطاء' مثل ما هو الآن.
أما هذا العمل الوجهائي، فهو حكاية بحالها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* راجع مذكرات د. أحمد الخطيب، خصوصًا ج2،ص80-81.

هناك 20 تعليقًا:

Yin مدام يقول...

وجهة نظر منطقية جدا

ولكني لا زلت أرى باعتقادي المتواضع أن المشكلة الأساسية وتفاقم الطائفية هو عدم فهم وتطبيق الحرية وعدم احترام الغير
فما المانع أن نعيش بحرية ويحترم احدنا الآخر؟
لو الاحترام موجود ونمارس الحرية بمفهومها الصحيح ... لم يستطع الساسة استغلال الفوارق الطائفية والمذهبية لمآربهم الخاصة !!ّ

ويعطيك العافية على هالبوست خلاني أعيد التفكير بجم مسألة خاصة الفكرة اللي كونتها عن تلك "الدولة"
بس لا تكثر من هالبوستات نفسيتي ما تتحمل أروح الجمعية وأقرا شي يشغل مخي بيوم واحد وأنا حامل !!!

وعلى فكرة الذهاب للجمعية بعد الفطور بساعة كانت فكرة فاشلة !!
كان الأجدر أن أتبع نصيحتك وأروح الصبح...
:))))

مـغـاتيــــــــــــر يقول...

منطقي جدا ما كتبت هنا ..

لا أحبذ التنازل عن الحرية مطلقا
لكن أطمع في كثير من النظام "والتقنين"

ليس فقط بسبب الطائفية
لكن أيضا الفوضي اللامسؤولة
والتي ظهرت بدعوى الحرية

أحيانا أعتقد أننا لسنا مؤهلين
لممارسة الحرية بعد :-S

المشكلة أن الأمر ليس قصورا في القوانين ، لكن في التزام القانون وتطبيقه ..


تحياتي

جنون الكويت يقول...

اذا اصبح للطائفيه مكان في مجتمعنا ونسيناان الكل يرجع اصله لادم عليه السلام ونسينا اننا مسلمون ونشهد بان لااله الا الله وتذكرنا الاختلافات هنا سوف تجد المشاكل والكوارث والحرب الكلاميه وتزيد المشاكل اشتعالا مع عدم احترام اختيار الاخرين بوجهتهم وتوجيه عقولهم لما رأوه خيرا لهم ..................
شكرا لك موضوع جميل

كبرياء وردة يقول...

اهلا بعودتك

كل عام وانت بخير وعافيه

مبارك عليك الشهر

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

قبل التعليق يجب التنويه بأننا نناقش دون تحرير للتعريفات فالطائفية بنظري قد تكون مختلفة في مفهومك

السؤال يجب أن يكون كالتالي : هل يمكن لنا أن نتخلص من الطائفية ؟ بل هل نريد ذلك حقاً ؟

عندما تتطلع الى حياتك اليومية تستطيع القول بأنك تستطيع و الى حد ما مناقشة ما تريد مناقشته مع أصدقائك دون تجريح أو وقوع في المحاذير. لذا أنا لا أعتقد بأن المشكلة في الكويت طائفية

لم تكن ذلك أبداً و قراءتك التاريخية لا أتفق معها

لنأخذ أحداث 1938 التي حدثت في زمن المشيخة لا زمن الدولة. ما حدث آنذاك كان رغبة من الطيقة التجارية أو دافعي الضرائب من الحصول على نصيبهم في شئون إدارة الدولة و هو ما أنتزعه منهم مبارك الكبير. في الوقت نفسه كانت هناك حركة هجرة واسعة لا سيما بعد الطاعون الذي أصاب المنطقة و الكساد العالمي في أعقاب الحرب العالمية الأولى. نعم هناك أعداد من "العجم" قد وفدوا الى الكويت و معظم هؤلاء قد عملوا كمستخدمين و ولاءاتهم كانت للسلطة كما كانت ولاءات وجهاء الشيعة. لذا فإن منع هؤلاء من الترشح و التصويت كان أمراً مستحقاً من وجهة نظري و فيه من العدالة لأنه لا يمكن مساواة دافع الضرائب المطالب بالحقوق بالمهاجر الذي لا حول له و لا قوة في التصويت. نحن هنا نتكلم عن حقوق مواطنة في مشيخة .. إمارة .. و ليس في دولة.

ما حصل آنذاك هو أمر شبيه لما حصل في السبعينيات من تجنيس سياسي لتزوير الإرادة الشعبية. بل حتى اليوم لا يستطيع المتجنس ممارسة حقوقه السياسية إلا بعد عشرون عاماً من حصوله عليها

لذا فإن التصوير بأن هناك قمعاً طائفياً قد مورس على الشيعة في الكويت (بإستثناء مرحلة الثمانينات) هو أمر غير صحيح.

لسنا في دولة ملائكية و لن نكون كذلك أبداً. لكن دع الشواهد تتكلم

نفس أبناء العجم هم اليوم يتمتعون بحقوقهم الدستورية من تعليم و توظيف و طبابة و فرص معيشية راقية. الحريات الدينية موجودة بنسب معقولة مقارنة مع باقي دول المنطقة.

ما حدث في واقعة الجهراء و إنحياز السلطة و الشعب الى التسامح الديني هو دليل أخير

زيارة المغفور عبدالله السالم للنجف الأشرف و تبادله الرسائل مع العلماء و طرده لبعض من حاول إثارة الفتنة في الكويت هي دليل آخر

لذا أستطيع ان أخلص و بكثير من الثقة بأنه و مع الإقرار بوجود الكثير من الشوائب لكننا حقاً لم نعش هذا الإحتقان الطائفي الذي نعيشه اليوم من قبل.

التمسك بحوادث فردية و إسباغ صفة العموم عليها فيه الكثير من المغالاة. بعضه يمارس من شيعة مغالون في مظلوميتهم. و بعضه يمارس من لا يهمه لا سنة و لا شيعة بل يريد أن يصب الزيت على النار لكي يحقن أفكاره العلمانية و في ذلك فإنه يدوس على مصداقيته و على موضوعيته طلباً لنتيجة كان قد أقر بها قبل المضي في بحثه

إذا ما المشكلة يا سفيد ؟؟

المشكلة تكمن في عقيدة "الإخراج من الملة" التي نعيشها و التي تتلخص في منهجي "التكفير" و "التخوين" و هي ما ابتلينا به منذ أكثر من سنة و حاولنا التحذير منه.

بودي أن أطيل لكن لا أريد أن أحرق ما عزمت على كتابته و ما قد على مقاومة الإستثارة في مقالك هذا.

تمهل قبل أن تحكم و حاول أن تبحث قبل أن تقرر. فقط أريد ان أذكرك بما جرى بيننا من حوار قبل أشهر و أن ترى ما كنت أحذر منه و ما حصل.

هي الفتنة تُزرع بيننا و ما كانت مزروعة !

قاتل الله ممولها !

للتو تذكرت أمراً آخراً ... دائماً إنحاز للنظام .. دائماً .. لا تخدعك شعارات الحرية .. فالحرية شئ .. و العدالة أمر آخر مختلف تماماً .. و هذا هو صراعنا الأزلي بين الحرية و العدالة و هو مبحث منفصل تماماً يحتاج الى حلقات من النقاش فيه

تحياتي و مبارك عليك الشهر

Mohammad Al-Yousifi يقول...

للحرية ثمن

سيدة التنبيب يقول...

فكرة منطقية جدا .. و أراني أتفق تماما مع (الحلم) في رده المنطقي أيضا

دمتم جميعا بخير

Safeed يقول...

Yin مدام ،،

الماء ما يتركب من الاوكسجين لوحده، الأوكسجين مجرد مكون أساسي للماء.
قضية الطائفية نفس الحالة، المشكلة ليست في السياسيين وحدهم، أو في الحرية وحدها، هناك أبعاد كثيرة لها و زوايا عديدة يمكن النظر للقضية من ناحيتها.
لكن التدخل السياسي يشكل مشتركًا أساسيا بين كل هذه الزوايا و يساهم بها بنسب متفاوتة.
الحرية في مجتمعنا مثل ما اشوفها حاليا هي حرية أكل، لا غير و هذي ام المصائب :)
.
الساعة 8.30 او 9 .. الجمعيات ما فيها غير الفراشين و المحاسبين .. أحسن وقت و هو خلاصة سنوات من التجربة :)
.
شكرا.

=========================

مغاتيـــــر ،،

الموازنة بين "النظام" و "الحرية" تستلزم إرادة و عمل.
قبل مدة شاهدت لقاء مع أحد "الريد نيكس" رغم أن كلامه واضح و عنصري بخصوص "أوباما" إلا أنه رفض استعمال كلمة "زنجي" رغم محاولة المذيع ايقاع بهذا الفخ عدة مرات؛ ليس ذلك لأنه لا يؤمن فيها، و لكن لأن هناك قانون يحاسبه، قانون الذي يقوم على تنفيذه لم يصل إلى مركزه بمحاصصة طائفية/فئوية، و لن يستمر بمركزه اعتمادا على التجاذب الطائفي/الفئوي.

لا احد يريد التنازل عن الحرية، و لا احد يرفض النظام، لكن مشكلتنا في الكويت اننا لم نستوعب الوصفة التي تدمجهما معا الى الآن.

شكرا.

==================

جنون الكويت ،،

المشكلة موفي نسياننا، المشكلة في "اصرارنا" على دفع الأمور لحدها الأقصى، طمعا بالمكتسبات.

شكرا.

============

كبرياء وردة ،،

علينا و عليكم، و أنتم بخير
و عافية إن شاء الله :)
شكرا

Safeed يقول...

الحلم الجميل :) ،،

أول شي أخذت هديتك؟
صارلها شهرين معلقة بالمدونة :)
ثانيا، علينا و عليك إن شاء الله، و كل عام و أنت بخير
ثالثا ندخل بالموضوع،
"تحديد المصطلح" لم أقم به إلى الآن، بمعنى أنني لم اذكر تحديدات للمصطلحات التي استخدمتها في الموضوع، لذلك فتفسيرها سيحدث بناء على فهم كل شخص على حسب خلفيته المعرفية.سأحاول بإذن الله أن أحدد تلك المصطلحات بمواضيع قادمة، الطائفية و الاستبدادية و السلطوية و غيرها :)
في البداية هناك فرق بين (الحوار الطائفي) و بين (الخطاب الطائفي)، الاول هو حالة صحيّة من المستحيل أن يجتمع اثنان ينهلون من مشربين مختلفين و لا يتم عندهما النقاش بهذه المسألة، فالامر طبيعي جدا ان يتناقش الشيعي و السني، و غيرهما في أمور العقيدة او الفقه او التاريخ..إلخ.. و هناك عدة حلقات كتبتها بهذا الخصوص:
مقدمة

.

الحلقة الأولى

.

الحلقة الثانية

.

الحلقة الثالثة

.

الحلقة الرابعة

.

هذه بعض الحلقات كتبتها عن (الحوار الطائفي) على أمل أن أكتب حلقات جديدة متى ما استدعى الأمر.
غير الطبيعي هو التحول إلى (الخطاب الطائفي) الذي تصبح فيه الشعارات محل الحوار، و يتم تجييش المشاعر تجاه الاطراف الاخرى، و استعمال كافة (الأسلحة) الطائفية ليس في سبيل حوار طائفي، انما في سبيل احياء جذوة تؤدي الى اصطفاف طائفي، بحيث 'يتحزب' الناس تحت عناوين محددة و ليتحاربوا على مصادر السلطةو القرار.
هذه الحالة مشابهة جدا لما يحدث في لبنان مثلا، من غير المستغرب ان تجد اثنان سني و شيعي لا يعرفان اتجاه القبلة، و لا كم ركعة بصلاة المغرب، و لكن حين يكون هناك خلاف سياسي يصبح الأول مفتي الديار و الثاني آية الله العظمى و يبدا الصراع.
بينما هذا الشيء لا يحدث في سوريا، هناك في الشارع لن تجد طائفية ابدا و لن تجد مثل هذا الاصطفاف الطائفي، ببساطة لا حاجة له! لأنه لن يؤدي بمن يمده بالحطب و البنزين إلى منصب أو محل قرار، فالأمور هناك هي استبدادية و ليست تسلطيّة.
مسمى الدولة لا يبرر أبدا الخطأ، كما أن مسماها لا يغيّر من الحقوق! سيما و ان الدعوتين كانتا من "دستور". و أنا اشكر اعترافك بتأييدك لمثل هذه الخطوات العنصرية التي تدل على أن الأزمة الحقيقية ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة، لكن أعادت "تمظهرها" في هذا الوقت بمظهر جديد.
مجلس 38 .. أن تقول أنه من "التجار"، فأين تجار الشيعة؟
أن تقول أنه من القوميين، فأين الشيعة العرب (الإحسائيون و البحرانيون و أبناء العراق و المحمرة)؟
أن تقول أنه "وطني"، و الوطنية تتعارض مع الشيعة وحدهم.. فانا اشكرك على هذا الاعتراف :)
المسالة باختصار كانت طائفية، حرم (العجم) الشيعة و حرم معهم كافة الشيعة العرب و غيرهم من المشاركة تحت نفس الدعاوى التي تصدر اليوم:التخوين،التكفير،الاخراج من الملة.
الشيخ عبد العزيز الرشيد الذي يصف نفسه بسلفي العقيدة في "تاريخ الكويت" و ذو اللباس الأزهري، لم يسلم من إطلاق الرصاص عليه في معركة الجهراء، المعركة التي قال عنها د.أحمد الخطيب في الجزء الأول من مذكراته أن الكويتيين حاربوها، رغم أنهم تأثروا بفكر أصحابه و كان هواهم معها.

البقية قادمة :)

Safeed يقول...

تابع ..

فالمحاربة كانت لابقاء الوجود، و ليست بالصورة التي تصورها.
مع العلم بأن د.الخطيب هو نفسه زعيم التيار القومي في الكويت، الذي شنّ حملة شعواء على "العيـم" في الستينات رغم تحول الكويت إلى (دولة) بدلا من مشيخة أو إمارة! للدلالة على أن الفكر واحد حتى و إن كانت هناك محاولات ترقيعية بفصل الدولة عن الإمارة و المشيخة.
من الطبيعي أن يكون لهؤلاء الوجهاء أو العوام آراء و ميول، بأي حق تستنكر عليهم اصطفافهم مع أي كان لأن ميولهم لا تعجب أعضاء المجلس؟
مالوا للأسرة الحاكمة لأنهم أعطوهم حقوقهم التي حاول هؤلاء (الأحرار) سلبهم إياها، و ليس لسواد أعينهم.. سيما بعد الرسائل التي أرسلوها للمجلس و رفض المجلس الاستماع إليها.
كما قلت سابقا، و اعيد مجددا مشكلتنا هي في الخطاب (الطائفي/الفئوي/العنصري) و ليس في الحوار.
أن تقول في بداية الحديث أن الشيعة (منعوا) ثم تقول في نهايته لم يوجد (قمع) فهذا تناقض شديد مع احترامي.
عموما، انا اتفق معك بأن الهنّات و الاخطاء ملازمة للعمل البشري و ليست هناك دولة ملائكية، نعم في الكويت نملك هامش أوسع من الحرية، نملك قرار بالمشاركة، لدينا دستور، و لدينا حقوق، ربما أفضل من الكثيرين غيرنا، و لكن لا يوجد ما يمنع من الإشارة للاخطاء و تشخيصها، و النظر للتاريخ بدقة حتى يتم تطوير هذا المستوى العملي، و تجاوز تلك العقبات التي عانينا منها سابقا.
كما اتفق معك، هناك من لا يعرف الفرق بين البرهان اللمي و البرهان الإني و يكتب بما لا يفقه في أمور خدمة لأغراض في نفسه، و لكن هذا كله لا يمنع الوقوف على الحقيقة، بدلا من محاولة تغطيتها أو ترقيعها.

ما اتحدث عنه الآن هو أن هذه الخطابات كانت موجودة، التخوين و التكفير و الاخراج من الملة كلها اسطوانات قديمة، لكنها في السابق كانت تستعمل كأسلحة تقاتل بين طبقات معينة و محصورة بينها، بين العلماء، الوجهاء، المتصارعين سياسيا..إلخ، ما يحدث الآن و بسبب الحرية و الديمقراطية أن من يقرر ليس الوجهاء أو الكبار أو اهل الحل و العقد، بل الشعب و بسطاء العامة، لذلك نقل هؤلاء صراعاتهم إلى داخل هذه الطبقات حتى يضمنوا اصطفافهم خلفهم و يصلوا لمآربهم "السلطوية".. لم نعش هذه الحالة من الإحتقان الطائفي سابقا نعم أتفق معك و لكني اخصصها بعامة الشعب، العامة لم يعيشوا بمثل هذا الاحتقان أو هذه "الروح الطائفية"، و لكنها كانت موجودة بصورة أو أخرى بين الطبقات الأخرى.

هذا النوع من الخطاب،إذا قرات تاريخ العراق و لبنان ستراه يتكرر هناك.. الشعب في العراق و لبنان لا يعرفون الطائفية لعقود، و لكن نظرًا للتغيرات (الجغراسيّة) التي تحدث هناك في كل فترة، يلجأ السياسيون إلى إعادة تفعيل هذه الخطابات و بثها وسط العامة، مثال واضح هو فتنة الدواةدار في الكرخ في أواخر الدولة العباسية ببغداد.
لا يمكنك ان تزيل الفوارق، و لا أن توحد المختلفين، بامكانك أن توجد "توافق" و لكن بشرط، و هو إعادة تأطير الخطاب الطائفي و حصره بطبقة واحدة، بعيدا عن ادخال العامة الذي يفكرون بعواطفهم فيه.
و هذه هي المصيبة التي تحدث عندنا في الكويت.

بالنسبة للنظام أو الحريّة، فأنا لا أوافقك تمامًا، الإنحياز للنظام دائما قد يكون السبب في دماره، الانحياز له دائما يذكرني بمقولة الشيوعيين بأن المجتمع بحاجة لديكتاتورية تنظمه حتى يصل إلى مرحلة استيعاب الأفكار الشيوعية، ثم المجتمع الاشتراكي الكامل!

شكرا :) و اتذكر النقاش الدائر في ذلك الوقت، و لازلت املك منظورا مختلفا نوعا ما عن منظورك.

============

ma6goog ،،

للحرية ثمن .. يجب أن يناسب "المثمن" :)

=============

سيدة التنبيب ،،


شكرا :)

bakah يقول...

قرأت الموضوع .. وتبلور الرد في دماغي :) ..

ثم قرأت تعقيب الحلم الجميل وردك عليه , فنسيت :)

الحرية ام النظام ..

على الصعيد الشخصي - لنفسي - سأختار الحرية , اما لغيري , فسأختار النظام .. :)

موضوع ممتع .. شكرا لك

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

سفيدنا العزيز

وصلت الهدية و طبعتها و قرأتها من الجلدة الى الجلدة. أحسست بأنني قرأت رواية مختلفة لأن كل منا كان يركز على بعد مختلف في تلك الرواية. المهم إن كلانا إتفق بأن الكتاب يعد من أروع ماكتب في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

تحرير المصطلحات أمر لا يهمني لكن وددت الإشارة إليه قبل أن نختلف على أمر لم نتفق على تعريفه في الأساس. فكرت بعض الوقت غي تعريف مناسب للطائفية قبل أن اكتشف بأن الطائفية ليست هي المشكلة بل أمر آخر.

الصراع هنا ليس على السلطة. فلا وجود لسلطة فعلية لكن الصراع على أمر آخر و هو توزيع الثروة و هو أمر يتجلى في التنفيع و الواسطة و المحسوبية و جميع المنافع التي تتحقق بالجنسية الكويتية. لذا ترى أرجو أن نميز بين الطائفيةو بين عقيدة "الإخراج من الملة". الحضر لا يريدون مزاحمة البدو لهم على المناقصات. متطرفي أهل السنة يرون بكفر الشيعة. و عيال بطنها يرون بأنهم اولى من اللفو بخيرات هذا البلد.

لذا ضرب الأمثلة و القياس على حالة سوريا و لبنان أمر في غير محله. ببساطة لأنني لا ارى بان الصراع طائفي. هو ليس كذلك و لم يكن أيضاً.

دعني أركز على مجلس 1938 التي حدثت في غياب النظام أو الدستور الذي تدعيه (كان مجرد مسودة و لو قرأتها لهالك ما فيها). يومها لم تكن هناك جنسية الوثائق تنظم عملية التصويت بل كان الوعي غائباً تماماً في تلك المرحلة. لذا لا يمكنك الحكم على تلك الأحداث بأنها كانت تمثل تمييزاً طائفياً ضد الشيعة. فهذا يعني بأنه كان هناك تمييزاً فئوياً ضد أبناء القرى و القبائل التابعة للكويت أيضاً لأنهم لم يصوتوا. بل إن هذا يشمل الكثير من العرب السنة الذين لا ينتمون الى عوائل تجارية. لا بل إن هذا يشمل العوائل التجارية السنة من قاطني منطقة شرق و الذين عرفوا بموالاتهم التامة للسلطة كالمضف و الرومي و الروضان لأنهم لم يشاركوا أيضاً !!

لكن أتعتقد بأن الشيعة لم يشاركوا في أحداث 1938 ؟؟

لنأخذ ما كتبه الدكتور عبدالمحسن جمال في كتابه "لمحات من تاريخ الشيعة في الكويت". و عبدالمحسن جمال الذي لم يقل بأنه حنبلي المذهب سلفي العقيدة بل أجزم بأنه إثنا عشري المذهب إيراني الهوى :)

كتب الدكتور (ص 81) و بتصرف بسيط

كما إنه من الجدير بالذكر غن كتلة الشباب الوطني كانت تضم شباباً من السنة و الشيعة و منهم : محمد حبيب التتان و عبدالرزاق البصير و عبدالصمد التركي

و مع وضوح أن حركة 1938 قد اشترك بها العديد من المواطنين الشيعة إلا ان البعض يحاول أن يطرح الموضوع بشكل آخر حيث يقول (فلاح المديرس) ك استبعدت الشيعة من الترشيح للمجلس التشريعي الذي أسس عام 1938 و الذي اقتصر حقهم فيه على التصويت دون الترشيح.

هذا يبين مشاركة الشيعة في التصويت و قد ذكر عبدالمحسن جمال أسماء بعضهم في كتابه

الآن لنتجرد يا سيدي الفاضل و أدعوك كما كتبت في السابق بأن لا نسقط حوادث فردية فنسبغ عليها صفة العموم. الأمر الذي رفضته و تمسكت بأدنى خطأ مهما صغر و تلاشى امام هول التمييز الطائفي في باقي دول المنطقة !!

السؤال : هل كان يستحق "الشيعة" التصويت آنذاك. الغالبية غير متعلمة. لا تتكلم اللغة العربية. وضعها المعيشي صعب و يمكن إستخدمها بسهولة لتحوير نوايا كتلة الشباب الوطني.

ببساطة أنا لا أرى أن للمهاجرين حديثاً حقاً في الترشح حيث إنهم لم يكونوا بعد جزءاً من النسيج الإجتماعي الكويتي. بل كان الكثير يرى لحركة الهجرة تلك بعين الريبة

ما تتجاهله يا سفيد إنه الى اليوم فإن المجنس حديثاً لا يحق له بممارسة حقوقه السياسية إلا بعد عشرين سنة و لا يتم توزير إلا أصحاب الجنسية بالتأسيس كما هو الحال بالنسبة للضباط أيضاً.

فهل يكون هذا الأمر تمييزاً عنصرياً في زمن الإمارة و قانونياً في زمن الدولة الدستورية ؟؟

للأسف البعض يريد أن يروج هذه الفكرة رغم إن المساجد الشيعية بنيت منذ منتصف القرن التاسع عشر و مورست الطقوس و الشعار في الحسينيات التي تبرع لها أهل البلد و عاش الجميع دون إقتتال واحد.

يتبع

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

إرجع الى ما كتبه حنبلي المذهب و سلفي العقيدة الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتاب تاريخ الكويت عن العصيان الذي قاده الشنقيطي و حافظة وهبه المصري لمناصرة مبارك خزعل خان الشيعي في نزاعه مع الدولة العثمانية السنية. إقرأ عن إستمرار هذا الخلاف في زمن جابر المبارك و سالم المبارك و أثره على بعض تجار الكويت و وجهائها. إقرأ عن أسباب حرب الجهراء. إقرأ عن السيد مهدي القزويني و علاقته بالسلطة و أحمد الجابر و بأبناء الكويتي و هو الوافد من حي الكاظمية في بغداد.

بل إنني كنت قد قرأت أحد السير عن الشيخ عبدالعزيز الرشيد يتحدث فيها عن نزاعه و صراعه مع المغاليين من أهل السنة الذي طالبوا ببعض الأمور ضد الشيعة و كيف ناصر أهل الكويت من أجل طرد هؤلاء. لقد أهديت الكتاب لزميلي ادراك و سأحاول نسخه لك حتى تقرأ بنفسك من نفس المصدر(الشيخ الرشيد)

هل علمت بأن الشيخ يوسف بن عيسى القناعي (و هو بالمناسبة أحد أخوالنا في الرضاعة) كان يوزع زكاته على الشيعة قبل السنة ؟

هل تعلم بأن سبب إستضافة الكويتيين السنة للعجم الشيعة هي سنة الهيلق التي كان يأكل فيها هؤلاء المشردون الجيف من فرط جوعهم ؟

أما عن سؤالك عن وجهاء الشيعة فهو في غير محله و سيستخدم ضدك. قل بالله عليك : أين هم وجهاء الشيعة اليوم ؟؟ من هم و ما هو موقفهم ؟ ماذا كان موقفهم في عز التمييز و القمع الطائفي الذي أعترف و أقر به في فترة الثمانينيات ؟ ما موقفهم من القروض للبعث العراقي التي وافقوا عليها بإستثناء بعض التيارات المعارضة آنذاك ؟ المصيبة إنهم اليوم يطالبون بإسقاط ذات القروض ! لا بل إن كثيرين منهم شاركفي حملات إعادة تعميير الفاو.

عن أي وجهاء تتكلم ؟؟

هذه فئة لا مذهب لا دين لا ملة لها سوى الدينار و القرب من السلطة. لهذا السبب بالذات تم منعهم عن الترشح. و لهذا السبب نقول بأن لا وجهاء للشيعة و لا من يريد أن ينصب نفسه "وجيهاً" كما هو صاحبنا الذي تناقشنا حوله قبل فترة !

أرجو أن تمسح هذا المصطلح من ذاكرتك يا سفيد

يجب أن نتفق هنا إن الخطاب المشكلة هو عقيدة "الإخراج من الملة" و ليس عقيدة علي أم أبوبكر ؟ فاطمة ام عائشة ؟ فليست بتلك المشكلة ، إنما المشكلة هي في مفهوم المواطنة لدينا و التي يعتقد البعض إنها قاصرة عليه دوناً عن غيره. و هذا لا تتوقف على مسألة السنة و الشيعة بل تمتد لتشمل كافة الخطابات العنصرية من بدو وحضر .. عيال بطنها و لفو .. أصيلين و بياسرة.


كنت قد كتبت عن مفهومي للمواطنة

http://7ilm.blogspot.com/2007/07/blog-post_13.html

لكن هذا الخطاب التكفيري التخويني عاد للساحة مؤخراً منذ أكثر من سنة و تحديداً في زارالتأبين الذي تم برعاية حكومية مباركة. و لو ناقشنا هذه المسألة بتأني لعرفنا الأيدي التي تصب الزيت على النار و التي أتوانى عن القول بأنها أيادي السلطة.

نحن نعيش في عصر "مسرح العرائس" .. فمحرك حسين القلاف هو نفسه محرك محمد هايف ! و اليد التي تحرك دمية المهري هي ذاتها التي تحرك دمية الطبطبائي ومن يمول الجويهل هو نفسه من يدعم مسلم البراك. بالضبط كما لو نكون في مسرح للعرائس !

أما مسألة التكفير لا تقتصر على السنة دون الشيعة. بل هي أمر لا نستطيع التخلص من كامل آثاره لعدم وعينا بخطورة إسقاط معتقداتنا الشخصية على معتقدات الآخرين و الحكم بانها خاطئة.فالسني ليس ابن زنا لأن اباه لم يقم بطواف النساء و الشيعي ليس كافراً لأنه قام يزيارة قبور الأولياء الصالحين و المسيحي لا يجوز أن نحكم عليه بالكفر لأنه يؤمن بأن الله واحد ثلاثة.

للأسف لا أحد يمتلك الشجاعة الكافية لأن يعلن شن الحرب على عقيدتي التكفير و التخوين رغم إن هذا هو الفاصل الحقيقي بين الدول المدنية و الدولة الدينية.

اما بالنسبة للنظام و الحرية فإسمح لي بأن اخالفك الرأي. لا حرية مطلقة و إلا أصبحنا كالبهائم. كل حرية هي مقننة بضوابط وسط نظام. و لقد كتبت عن هذا الشئ مقالتين قبل سنتين

http://7ilm.blogspot.com/2007/08/blog-post_18.html

http://7ilm.blogspot.com/2007/08/blog-post_28.html

لدي الكثير من الأمثلة على صحة ما اقول لكن الناس صيام و لا تصح أمثلتي في هذا الشهر الفضيل. لكن أكتفي بالقول بان الحرية غير المقننة أو خارج النظام هي حرية بوهيمية ذات منشأ حيواني. كما إن العلاقة بين الحرية و العدالة هي مكمن الخلاف بين العلمانية و الإسلام كما تفضل بشرحها الدكتور محمد خاتمي في العديد من كتبه.

عقلية الشرقيين دائماً ما تلقى باللوم على النظام لأنهم لا يعترفون بالخطأ الكامن في أعماقهم ونفوسهم. ولهذا تجد إن لا النظام الإسلامي في ايران و السعودية ينفع و لا النظام العلماني في العراق و سوريا و تونس و اليمن يجدي. العيب دائماً في النظام و ليس فينا !! بينما العكس هو الصحيح

أكتفي بهذا القدر لأن حاشني حارج من فرط الكتابة و فعلاً حرقت علي الكثير من الأفكار التي تكاسلت عن كتابتها.

و السلام ختام

Safeed يقول...

حلمنا الجميل ،، :) ،،

بييييه إنتَ وين رايح الله يهداك!
كلامك الأخير هو كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء، لأنّ معظمه مردود عليه بأصل الموضوع.
خلني ناخذها حبة، حبة، و شــوف.
أصل الإختلاف بيني و بينك في هذا الموضوع هو أنك دخلته بفكرة مسبقة متكونة عندك أردت ان تضعها و تعتبرها أمرا مسلما به، بينما هي في الواقع ليست سوى تفسير للماء بالماء، اما كيف هذا، فهو يظهر من خلال قولك بان (الصراع ليس على السلطة)، ثم بعدها بكلمات تقول أنه صراع على (توزيع الثروة)، يا عزيزي جوهر السلطة هو صراع، أي صراع على أي مكانة تضفي قيمة و تعطي فسحة للتسلط هو صراع على سلطة، مظاهر السلطة كثيرة حكم أو اقتصاد أو اجتماع أو غيره، حتى منصب المفتي هو منصب "سلطوي" يجري عليه الصراع و تاريخ الأمة حافل بهذا، و الصراع الطائفي دائما له غاية و هدف، كما هو الحال بباقي أنواع الصراع، و لا يخرج الهدف عن فرض و تسلط عن طريق القوة أو الثروة التي تحكم بالتبعية.
الصراع على (توزيع الثروة) هو صراع على السلطة في احدى مظاهره، لذلك انا وصفت الكويت بانها دولة (تسلطية) و لم أقل بأنها (دولة استبدادية)، و الفارق بين السلطة و الاستبداد أن في الاولى هناك مراكز قرار تؤثر آراء أصحابها بالآخرين، خذ وزارة التربية أو الاوقاف كمثال و انظر لتصارع التيارات عليها و السبب هو قدرة المسيطر عليها على فرض آرائه و تسليطها على الآخرين،، و أزمة المناهج عندنا ليست سوى نتاج مباشر لهذا الأمر.
توزيع الثروة هو أحد أشكال السلطة، الصراع على مراكز الثروة هو صراع على الاستحواذ على منصب يفرض من خلاله صاحبه رؤاه على الآخرين بحكم قوة المنصب أو قوة الامكانيات التي توفرها هذه الثروة، الصراع بين البدو و الحضر ،عيال بطنها و عيال ظهرها .. إلخ،كلها مسميات يحاولون من خلالها تبرير هذا السعي نحو السلطة (او الثروة) عندنا بحكم أن رأس السلطة بحكم الدستور هو منصب ليس بيد الشعب بل ملك للأسرة الحاكمة، و هذا الدستور نفسه الذي يعطي السلطات الأخرى (للشعب) ليمارس من خلالها دوره.
طالما أن (جوهر السلطة هو الصراع)، و أنّ هناك صراع بغض النظر عن تسميته كما اعترفت، إذن فالصراع الطائفي هو مظهر من مظاهره الواضحة، جميع أنواع الصراع الأخرى إذا لم تقم على أساس فكري/ آيدلوجي فهي لا تملك قوة تحريك الجماهير أو تحفيزهم لمدة طويلة، بعكس الفكر، الفكر هو شيء قابل للانتقال من جيل إلى جيل بعكس القيم التي تضفي قداسة على (طبقات) معينة الزمن قادر على تجاوزها.
لذلك قلت سابقا بأن الصراع الطائفي لا يمكن اخماده، كما لا يمكن تجاوزه، كما لا يصح اعتباره مجرد شيء قابل للزوال عندما لا نرغبه، طالما هناك طموح هناك صراع، المهم كيف يدار هذا الصراع، و ليس كيف نوقف هذا الصراع.
الطائفية مشكلة، و مشكلة حقيقية تدخل بصلب الموضوع، أمّا لماذا؟ فهذا ما أجبتُ عنه سابقا حين قلتُ: (هذا الصراع على مراكز السلطة يستلزم أن يستعمل أصحابه كافة اوراقهم فيه، و أهمها الورقة الأقدر على تحفيز الجموع وهي ورقة "الطائفية" أو بمعنى آخر الآيدلوجية، عندنا في الكويت هي شيعة و سنة، الكيانين البارزين.)
مجتمعنا قابل للانقسام الذاتي، و لكن ليس بقوة قابليته للانقسام على أساس مذهبي و استقدام خلافات مذهبية و اعطائها اطارات جديدة و تلميعها لتحفيز الجموع؛ ببساطة شديدة، افتتاحية القبس قبل أيّام فيها نقطة مهمة، ما حاجتنا لتعريف الصحابي بعد 1400 سنة على الإسلام؟
هل السنة لا يعرفون الصحابة؟ أم أن الشيعة إلى اليوم حائرون بمعناهم؟
الواقع يقول أن موقف الشيعة من بعض الصحابة شيء متسالم به، لن يغيره قانون، او يعيد تموضعه من خلال اعادة تعريفه بمذكرة تفسيرية، كما أن موقف السنة من الصحابة ليس سرا باطنيا لا يعرفه أحد، او أنهم إلى اليوم يجهلون معنى الصحابي، هذه الدعاوى مجرد كلام فارغ، الحقيقة هي أنّ هذه الضجة التي تقام اليوم حول (الصحابة) و مفهومهم ليس غايتها (الدين) أو غايتها (الصحابة) بحد ذاتهم، غايتها الكبرى هو استعمالها كسيف مسلط على رقاب النّاس لاقصائهم أو تحجيمهم من خلال القانون متى ما استدعى الأمر ضمن هذا الصراع الدائر الآن هو مراكز السلطة في البلد، هذا القانون سنّه رجال لم يكونوا ليصلوا إلى هذا المقام الذي يشرعون به مثل هذا القانون لولا لعبهم و عزفهم على وتر الطائفة، والتخويف من الطرف المقابل. هل تعتقد بان هايف كان من الممكن أن ينجح لولم يستغل هذه الاسطوانة؟ أو تعتقد أن صالح عاشور كان من الممكن ان ينجح لو استطاع كل شيعي ان يحصل على ترخيص لمسجد او مكتبة بدون تعقيدات تستمر لعشرات السنوات؟

يتبع ...

Safeed يقول...

القياس مع سوريا و لبنان و العراق قياس في محلّه، التاريخ بمجمله ليس سوى (حتمية) يقود لنتائج محددة، و السعيد من اتعظ بغيره، حريّة الكتب في سوريا و عُمان و السعودية هي أضعاف مضاعفة من حريّة الكتب عندنا في الكويت، في معرض الكتاب الماضي مُنع حتى القرآن الذي يُطبع في إيران، بينما في عُمان الدولة التي تحتوي ثلاث فرق تملك عداء تاريخيا متأصلا جميع أنواع الكتب مسموح بها في المعرض، و لا احد يتكلم عن خوف على عقيدة او يتباكى على "تعريف" من هو فلان؟ أو يمسح دموعه حزنا على الضلال المنتشر! اتمنى أن تذهب هناك و ترى بعينك حتى تبكي دما على هذه الحرية التي لم نعرف يوما كيف نستغلها.
لماذا؟
هل تعتقد أن الهدف كان مثلا هو منع القرآن؟ أو أن الهدف هو الحفاظ على عقيدة الناس كما هو الادعاء السائد، و كان الناس يملكون قشورا في رؤوسهم لا ادمغة؟
أنا لا اعتقد أن ذلك، بل رايي و هو ما يؤكده الواقع، أنّ المسألة ليست سوى معركة من حرب دائرة، كل طرف يصل فيها لمركز قرار يحاول أن يكسر أو يطحن عظام الطرف الآخر، حتى يحصل على تصفيق مؤيديه، و من ثم بفضلهم يصل الى مراكز القرار التي تكمن بها المصلحة.
هذه المعركة يتم استعمال كافة الأسلحة بها، لاسقاط الطرف الآخر، من التخوين وصولا إلى التكفير، خدمة لأغراض سياسية.
كيف نفهم مثال سوريا؟
و سوريا و غيرها من الدول، القرار فيها متمركز بفئة واحدة، ليس هناك صراع على أي قرار في الدولة، هناك رأي واحد، و قرار واحد، بالتالي ليست هناك حاجة عند الناس و السياسيون الذين لا يشاركون في صنع القرار إلى ايجاد حافز يقسم الجموع و يجعلهم يصطفون خلفهم في محاربة المعارضين لهم حتى يصلوا لمركز القرار، فليس هناك حاجة لا استخدام ورقة (الفئوية) كما يقوم بها الحضر و البدو، و لا ورقة (الطائفية) بمعناها المذهبي الضيّق و ليس الواسع الذي يشمل كل الانواع الاخرى، و لا ورقة (العنصرية) كما يقوم بها الجويهل، و غيرها من الاوراق.
لذلك هم ليسوا بحاجة لصنع ضجة كبيرة حول بيتين شعر يقولهم رجل دين، أو حول كلمتين يكتبهما متمسح بلباس أهل الدين، لأن الغاية من إثارة هذه الزوبعة (غير موجودة)، و هذا ما أردت ايضاحه.
في العراق يعيش العراقيون جنبا الى جنب، أنا شخصيا اعرف احدهم معرفة شخصية، هو سني، و يعيش في بعلبك بمنطقة شيعية بحتة، 15 سنة لم يعرف احد و لم يهتم احد بمعرفة مذهبه، و لا هو كان مهتما بمذهب من حوله، حتى تحول الأمر هناك إلى اصطفاف طائفي بحت! فالمسألة ليست مذهب بقدر استعمال هذه الاختلافات في تكوين الصراعات بما يخدم الآخرين.
وهذا الذي يحصل عندنا، سواء صراع على ثروة أو نيابة أو حتى منصب وكيل وزير، هو صراع يلجأ أصحابه لأسهل الاسلحة الي توفر لهم اصطفاف شعبي خلفهم بحكم ان من يقود هذه المعارك لا يصلون لمناصبهم إلا بأمر الشعب، و هي الطائفية ( داخلية كما حدث على منصب الوكالة في وزارة الاوقاف،او مذهبية كما حصل في وزارة الصحة)، و لا تنس قضية أبوالحسن في وزارة الإعلام أيضًا :)
مجلس 1938
أي محاولة "ترقيع" لما قام به هذا المجلس، تصطدم بحقيقة التاريخ الذي لا يعترف إلا بالمكتوب به، دعني أزيدك من الشعر بيتا و أذكر لك بان من الوطنيين ذلك الوقت هو سيد عبد الصمد سيد زاهد (المزيدي) والد النائب سيد عدنان! و ممن شارك بالحركة الوطنية، لكن ماذا حدث بعد اقرار المجلس.
انقلب هؤلاء (الوطنيون) على أصحابهم، فكان أول قرارتهم الحفاظ على (قومية الكويت)، فبدؤوا بجمع العجم و حصرهم بالنقعة لتسفيرهم في مشهد بئيس وصفه الخطيب في مذكراته، لكن الانكى من هذا هو اقصائهم لكافة الشيعة، سواء الذي كانوا في زمن المجاعة أو من اتى قبلها، بما فيهم اصحابهم المذكورين الذين توجهوا للمرحوم السيد مهدي السيد صالح (الموسوي) الكاظمي القزويني، و ابنه سماحة السيد أمير علي لازال حيا يرزق الله يطول بعمره و ديوانه بالدسمة، و بامكانك سؤاله عن موقف والده من ذلك المجلس، و السبب الذي دعاه لذلك الموقف، و كيف أتى الشيعة لوالده بعد الانقلاب و الاستقصاد الذي مارسه المجلس تجاههم من خلال رفضه حتى لمقترح انشاء محكمة جعفرية خاصة بالشيعة! و هذا للأسف ما أهمله الدكتور عبد المحسن جمال في كتابه و اعتمد على شهادة الحاج أحمد المحميد فقط، و إذا كنت تملك كتابه فأنا أدعوك لمطالعة ما كتبه في ص 13-14 و مقارنته فيما كتبه مع ص 81، و أخبرني كيف توفق بين الاثنين!!.


يتبع ....

Safeed يقول...

الشيعة شاركوا في حركة المشاركة الشعبية في 38 لكنه أقصوا و أبعدوا عن المشاركة في ذلك المجلس الذي اعتبرهم كافة مجرد (وافدين) على الكويت بعربهم و عجمهم، هناك فرق بين حركة 38 و بين مجلس 38 سيء الذكر، أرجو أن تفرّق بينهما.
و لأزيدك من الشعر بيتا فإن نقاشا دار بين د. عبدالمحسن و بين د. المديرس على صفحات القبس قبل سنة أو أكثر بخصوص هذا الموضوع، اتضح فيه بشكل جليّ أن ما كتبه الدكتور جمال في كتابه بخصوص المجلس لم يكن سوى اعتمادا على ذاكرة الحاج أحمد المحميد، و لم يكن يصمد أمام الوثائق التاريخية، و الشهادات التاريخية الأخرى لمن عاصروا تلك الحادثة، حتى انك لا تجد تعليقا لزميله و صديقه سيد عدنان بخصوص احداث تلك السنة في كتابه رغم أن والده رحمه الله كان من الفاعلين بها، عموما هناك ملاحظات أخرى اتركها لوقتها فليس هذا مجالها.
هل كان يستحق الشيعة التصويت ذلك الوقت؟
نعم.
كونهم لا يتكلمون العربية كما (تقول أنت) يا عزيزي، أو أن وضعهم المعيشي صعب فلم تكن الكويت سويسرا ذلك الوقت،أو أنهم غير متعلمين و كأن المجتمع الكويتي كان جل ابنائه من خريجي هارفرد و كامبريدج ذلك الوقت، لا ينفي كونهم مواطنين شاركوا في بناء الدولة، و أن اول شهيدين بتاريخ الكويت هما منهم (نجم الوزان و مصطفى الشمالي إن لم تخني الذاكرة)، و أن مشاركة بعضهم في الحركة الوطنية يخولهم الحصول على تمثيل خصوصا و انهم يمثلون فئة بعضها نزح الى الكويت قبل معظم المشاركين!
ما تطرحه من قياس بين المتجنس حديثا في الكويت و ما حدث ذلك الوقت يسمى (قياسا مع الفارق) لأنه لا يصح، المتجنس حديثا تجنس وفق قانون أقرّه دستور صوت عليه الشعب (ككل) و انتخب ممثليه (ككل) وفق آليات قانونية محكمة، و أعطاه حق التصويت بعد عشرين سنة من حصوله على الجنسية، و أعطى ابنائه القصر حق الانتخاب و الترشيح.
بينما ما حدث في ذلك المجلس هو (إقصاء) للأغلبية العظمى، و رفض لمطالبهم، ليس من هاجر حديثا فقط، بل لكافة تلك الشريحة، حين يكون الأمر على (المزاج) فهو عنصرية و فئوية، أما حين يكون منظما بقانون مصوت عليه، و هناك طرق لتعديله و اصلاحه فالفرق أوسع من أن يتكلم عنه.
لذلك يا عزيزي أرجوك ألا تحاول اصباغ حكمك المسبق و اتخاذه كأمر مسلّم به، أو اعتبار قراءتك و فهمك الشخصي هو الأمر الوحيد الصحيح.
حتى استشهادك بذكر حافظ وهبة و الشنقيطي لا يخدمك، لأن وهبة و الشنقيطي لم يناصروا (خزعل) بل اعلنوا العصيان و رفضوا امداد مبارك لخزعل بجنود يقاتل بها الثائرين ضده، الثائرين الذين اعلنوا عليه الجهاد لشده أزر المقاتلين للحكومة العثمانية!
حديثي عن الوجهاء كان مختصا بذلك (الوقت)، الميرزا علي و الشيخ حبيب و السيد مهدي و سيد عباس و غيرهم رحمة الله عليهم من الرموز التي التف حولها الكويتيون و كانت كلمتهم مسموعة لا يخالفها احد، تغير مفهوم الوجيه حاليًا لا ينفي وجوده سابقا بمعناه الحقيقي.
باقي كلامك حلمنا الجميل ليس هذا محله و لا مكانه، آل معرفي مثلا فتحوا بيوتهم في سنة الهيلك و اطمعوا الناس، و آل بن نخي فكوا حصار الكويت بالأسلحة التي جلبوها للكويتيين و هناك مواقف عديدة يمكن استحضارها، لكن الهدف ليس تسجيل نقاط لصالح فئة على حساب فئة أخرى كما حاولتَ ان تضع/تصور الأمر.

يتبع ...

Safeed يقول...

المسألة باختصار تبحث في السبب الرئيسي الذي جعل الطائفية تشكل هاجسا عندنا الآن.
لا يهمني إن كان من يحرك القلاف او هايف واحد، أو من يتحكم بعاشور و الحربش واحد، يهمني أننا امام حالة من (الخطاب الطائفي) المتحكم في الدولة، ما سبب وجوده؟ و لماذا هو ليس موجود في دول تملك تعددا طائفيا اكثر منا؟
السبب باختصار، أن الطائفية موجودة طوال تاريخها، هناك فروق و اختلافات لا يمكن تجاوزها، أو اهمالها، رغم ذلك عاش الكويتييون بعيدا عنها و عن آثارها المدمرة، كما قلتُ في أصل الموضوع : (الطائفية كانت موجودة في الكويت وليست وليدة اليوم، مجلس 1938 و الكانتونات المقسمة داخل السور، هي إثبات جليّ له، الفارق أنّ الطائفية ذلك الوقت كانت محصورة بطبقة واحدة، هي الطبقة السياسية أو الوجهائية الفاعلة، و كانت بعيدة جدًا عن عامة الشعب الملتهين بالبحث عن لقمة عيشهم).
عامة النّاس، و العوام لم يكونوا منشغلين بمثل هذه القضايا، عيسى بدينه و موسى بدينه كما يقول العراقيون، لم تكن مفاضلة على اساس الطائفة، او حكم بناء عليها، في ظروف معيشية صعبة، ليس هناك مجال لصراعات فكرية مترفة، و إن هناك هناك وجود لمثل هذا الفكر محصورا في بعض الطبقات المفترض أن تسمى نخبوية، بامكانك مراجعة مقدمة كتاب د.عبدالمحسن بما انك تستشهد فيه حتى تعرف معناها، او أن تقارن بين ما كتبه الراحل الرشيد في تاريخ الكويت! و ما نقله الراحل حسين خلف الشيخ خزعل في تاريخ الكويت السياسي و ترى ما أهمله الاول!
المشكلة التي نعاني منها الآن هي تحول هذا الفكر للاندساس بين العوام، عامة الناس الذين بمعظمهم لا يعرف الفرق بين (البرهان) و (الدليل)، ليصدروا احكامهم بتخوين و تكفير و تفسيق الآخرين! ما حدث هو انه نتيجة لهذا الصراع على مراكز القوة في الكويت عمد اصحابها الى نقل خلافاتهم و بثها بين العوام حتى يوجدوا حالة من الاصطفاف تبرر وجودهم و خطابهم الطائفي/الفئوي/الاقصائي.. إلخ.
و إلا هل من المعقول أنه في سنة 2009 يتكلم الشعب و يصدر احكامه بناء على ان جد فلان (الكويتي) كان في جبلة، و فلان (الكويتي) كان جده بشرق، و فلان الكويتي كان جده بالفحيحيل؟
أو من المعقول أن يناقش شخص متخرج من كلية الهندسة، أقصى علمه بالدين الصلاة و الصيام، في مسائل مثل الشفاعة و التوسل و يكفر الناس و يزندقهم على أساسها و هو لا يعرف ما في كتبه أولا؟
أو من المعقول أن يناقش عامة الناس قضايا تتعلق بمباحث علمية دقيقة، و فلسفية رفيعة مثل الوجود و غيره، و تتحول هذه المسائل الى ساات معارك على الجرائد و المجلات و شاشات التلفزيون؟
كيف حدث ذلك؟
حدث ذلك كنتيجة منطقية لما ذكرتُ سابقا، بالضبط كما كان يحدث في الدولة العباسية، حينما يتصارع طرفان على مصدر سلطة يبدآن باحياء الخلافات المذهبية لانها السلم الاسهل، فتنة الكرخ، وغيرها امثلة واضحة لا اريد التوسع فيها لأن هذا ليس مجالها الآن.
المشكلة عندنا أن الحرية أسانا استعمالها، بحيث حولناها لخنجر في خاصرتنا، و توسعنا في (تضييقها) إلى درجة أصبحت فيها الدول الاستبدادية تملك هامشا فكريا و ثقافيا اوسع مما بتنا نملكه الآن، بسبب سوء استغلالنا لها، و تفضيلنا لاستخدام الحرية في سنّ قوانين تخنقها لا لأجل شيء إلا من أجل "تحييد" و "تهديد" الأطراف الاخرى التي تسول لها انفسها المشاركة في القرار.
قانون المطبوعات و الصحافة و الزكاة غيرهم من القوانين لم توضع لأجل عيون الإسلام و كان الدولة تقع في محيط (بوذي)! و لم توضع من أجل ايجاد تعريف لمن هو (السيد الصجي)، و من هو الصحابي المعصوم بحكم القانون، إنما وضعت لاستغلالها في ضرب الاطراف الاخرى في مظهر واحد من مظاهر الصراع على قرار في دولة باتت الآن متهالكة بسبب هذا كله، فلا هي اليوم قادرة على ايجاد نظام، و لا هي قادرة على تسمية ما بقي من حريّة بـ(الحريّة)!
و هذا هو لبّ الموضوع، الذي أرجو أن تعيد قراءته على هداوة و رواق حتى تستخلص نتيجته الحقيقية، و مغزاه الواقعي، و ليس الطرف الطائفي منه الذي تحول إلى (صراع) اثبات الطائفية في تاريخنا الكويتي :)

و شكرا

الله يهداك اذا انا حرقت مواضيع، فأنت حرقت عليّ كتاب كامل :)
لازال للحديث بقية اخليها لبوستات قادمة ان شاء الله .. تعبت من الكتابة الحين :)

اقصوصه يقول...

مبارك عليك الشهر:)

Safeed يقول...

اقصوصه،،

علينا و عليكم،
كل عام و أنتم بخير ان شاء الله.

Manal يقول...

عيدكم مبارك
:)