9 سبتمبر 2009

علي، إنهم لا يستحقونك!



لم يكد تراب القبر يغطي جثة الديكتاتور صدّام حسين، حتى تحوّل بين ليلة و ضحاها إلى رمز للشجاعة العربية و أمثولة للبطولة 'الإسلامية' و أصبح اسمه، و هو الهارب المجرم السفّاح، مقرونًا بلفظة الشهيد، ليدل على سمّو المكانة التي حازها في نفوس الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كلّ ناعق.
.
و الإنصاف يقتضي ذكر أنه ليس الوحيد الذي حصل على هذه المكانة في الوجدان 'الشعبي' لأبناء هذه (العقليّة) في هذه الأمّة المنكوبة، تاريخ المنطقة حافل و زاخرٌ بأمثاله، منذ فجر الحضارة و الإسلام إلى يومنا هذا، و الله العالم إلى متى في المُستقبل. الفارق أنّ جرائم صدام لم يستطع المؤرخون طمسها، كما فعلوا مع من سبقه، و لم يستطع (عُبّاده) أن ينكروا كل ما وقع منه من مصائب و كوارث، لأن مقتضيات العصر و ظروفه لم تعد كما سبق، و لم تعد الحقيقة مقصورة على ما يشاء عبد السلطان كتابته، و مع هذا لم يستنكر الوجدان الشعبي العام هذا التناقض بين هذا الإجرام و الطغيان، و بين اسباغ صفة الشهادة و البطولة و الإيمان عليه، لأنّه تعوّد أن أبطاله دائمًا هم على نفس شاكلته!
.
لم يكن الإنسان منذ بداية عهده كما يقول وِلْ ديورانت إلا بمثل هذه الصيغة، الولع بالاكتساب و الميل إلى القتال و الاستجابة التامّة للغريزة، بتعبير آخر أنّ هذه الغرائز التي اعتاد الإنسان البدائي على جموحها، ظلّت مغروسة فيه و لم يستطع إلى يومنا هذا التخلّص منها تمامًا، فخسرت القوانين مضاءها نتيجة تكاثرها و انحيازها و فساد المشرّعين لتعود الغرائز منفلتة و جامحة لتتفشى الجريمة و يستشرى الفساد و كسب المال بلا وازع من الضمير، على حدّ تعبيره.
.
و الحال أنّ هذه الصفّات لم يستطع ان يتخلّص منها البشر، و لا زالت إلى يومنا هذا تحكمهم بصورة أو أخرى، فـ«الحضارة الحاضرة ليست إلا مؤلفة من سنن الوثنية الأولى» على حسب تعبير العلامة الطباطبائي رحمه الله. و على هذا الأساس كلما توغّل الناس بإنسانيتهم شعروا بالإغتراب و الإختناق، فهم يضعون القوانين ليكسروها، و يشذبوا الغرائز ليطلقوها أشدّ مما كانت. شعورهم بالنقص الناتج من الإغتراب يدفعهم إلى صنع الأبطال و إلى إعطائهم هالات قدسيّة تغطيهم، حتى يضعوا لأنفسهم أمثلة يعتبرونها نجومًا ذهبيّة على صفحات الإرث البشري، يتطلعون لها!
.
كان الأنبياء و المرسلّون غاية كمال الإنسانيّة، مثال الصفاء و النقاء و الطهارة، أبطال التاريخ الحقيقيين، و لكنّهم بدلاً من أن يوضعوا في أماكنهم العاليّة، و أن يصبحوا هذه النجوم الذهبيّة للبشر، قُتلوا و عذّبوا و شردوا، في أوضح مثال على التعامل البشري مع ما يُعارض هواه!
.
قتلوهم، و عذّبوهم، لأنهم يمثلون حالة معاكسة للطبيعة البشريّة التي اعتادت على أن تكون مستعدة للقتال على الدوام حرصًا على مكتسباتها الأنانيّة. إنّ وجود مثل هؤلاء الأنقياء هو خطر عليهم، لأنه يشير إلى مكمن الخلل فيهم، و يفرض عليهم أن يلتزموا بقواعد أخلاقيّة مزعجة لهذه الطبائع 'الشـرسـة'، لذلك فضّلوا أن يصنعوا أبطالاً مما يحبّون، و لأن «الحب المشاكلة» كما يقول الشيخ الرئيس، كان الأبطال على شاكلة هؤلاء: الحجاج و صدّام و ابن عقبة و المتوكل و جنكيز خان ولينين و بني أميّة و بني العبّاس و الآلاف المؤلفة من الشخصيات التي تنحني لها الرؤوس اليوم لأنّ (ذواتها المقدسّة!) تزخر بالدماء و استعمال القوّة و اللصوصيّة، و تبرر للإنسان استماعه لصوت وحشيّته و غرائزه، و تدغدغ تلك (الأنا) الأنانيّة في ذاته، فعظمّوها و جعلوا منها (أساطيرًا للأبطال الخارقين) الذين يتم التطلع لهم كمُثل عُليا.
.
القلب الذي يتطلع للطهارة لا يمكن له أن يصل لها و هو يلوث نفسه بالنجاسة، كان 'عـلـيّ' الصفة المعاكسة للنّاس، فانفضوا من حوله، و تركوه دون أن يفهموه، لأنّ صرامته و عدله أقسى من طبيعة الإنسان، التي ترفع راية العدل، لتغمض عينيها عن العهر الذي يُمارس باسمها، همّشوه و أداروا ظهرهم له، جعلوه كواحد من أولئك الدراويش على هامش التاريخ خوفًا من الروحيّة التي يشعها، و لاحقوا أبنائه حتى صاروا بين سجينٍ و مشرد و شهيد.
.
أن يعيش الإمام عليه السلام زاهدًا كما يقول شريعتي «الزهد من أجل أن يبقى الإنسان خفيف المؤونة، و من أجل ضمان لقمة الناس و اقتصادهم و من أجل العدالة، أن لا يكون عنده شيء يخشى عليه و لا يخاف فقدانه، فيضطر إلى المساومة و المراوغة و التحفظ» و هو يقول «ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه»، لا يناسب زهد البشر ممن تعاف انفسهم الدنيا لأنها ليست بأيديهم، و ليس لأنهم لا يطلبونها.
.
أن يأتيه رجل يسأله مبلغًا من بيت المال، فيلتفت له قائلاً: خذ بيدي إلى سوق الصيارفة و مُرْني أنْ أسرق لك أحدهم!
حتى يبيّن له عظيم ما يسأله: أن يسرق صيرفيًا فهو يسرق (فردًا) يطالبه لوحده، أمّا أن يأخذ من بيت المال دون وجه حق فهو يسرق (أمّـة) بأكملها، بما في ذلك حق الجنين في بطن أمه، و كلهم سيُطالبوه! .. أين هذا مما يجري عندنا اليـوم!

.
في يوم الجمل، أتاه أعرابي فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إنّ الله واحد ؟
في وسط المعركة، يتوقف النّاس ليسمعوا مثل هذا السؤال! لم يصدّقوا فحملوا على الرجل : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب!
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم *.
.
الإنسانيّة: هي المبادئ التي تكوّن الضمير الأخلاقي، و المبدأ لا يتجزأ في سلم أو حرب، لم يكن من الغريب على رجل مبدئي أن يكون موقفه هكذا، القتال ليس غاية، و المُلك ليس غاية، و لا السلطة غاية، فهذي «أهون في [عينيه] من عِراق خنزير في يد مجذوم»، إنّما الغاية مبدأ هي « أن أقيم حقًا أو أدفع باطلاً» ** .
.
« مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ »، إن قلبًا يتطلع نحو عليّ لا يجتمع فيه تعظيم 'نقائص البشريّة' مع كمالاتها، أمة تملك 'عـلي' ثم تقدس طغاتها، لا تستحق الحياة! «عليٌّ إنسان من ذلك النمط الذي كان ينبغي أن يوجد و لا يوجد»، أن يوجد ليعطينا التمثـّل الوجودي (للأسطورة الخالدة)، و أن لا يوجد لأنّ عادة البشر جرت على قولهم: لا كرامة لنبي بين قومه!
.


السلام عليك يا أوّل مظلوم .. وإنّا لله و إنّا إليه راجعون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في كتاب التوحيد، للشيخ الصدوق رحمه الله :
عن شريح ابن هاني، عن أبيه قال: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إن الله واحد ؟
قال: فحمل الناس عليه قالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ؟ !
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): دعوه، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم،

ثم قال: يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه: فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال إنه ثالث ثلاثة.
وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز عليه، لأنه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك وتعالى.
وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه، كذلك ربنا. وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا عز وجل.

** في نهج البلاغة :

عن ابن عباس (رضي الله عنه): دخلتُ على أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: ما قيمة هذه النعل؟

فقلتُ: لا قيمة لها!

فقال (عليه السلام): واللّه لهي أحب إليّ من إمرتكم إلاّ أن أقيم حقّاً أو أدفع باطلا.

هناك 28 تعليقًا:

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم ..

أحسنت وأجدت ..

سلمت الأنامل ..

حقا .. أمير المؤمنين ( ع ) لم يعرفه أحد ..

قال رسول الله (ص) : ياعلي .. لا يعرفك إلا الله وأنا ..


عظم الله اجوركم بهذه المناسبة الأليمة ..

Dr. Ali Maarafi يقول...

احسنت يا سفيد
و طيب الله كتاباتك

علي هدم اركانهم وبارز كل رذائلهم و هزمهم , و مثل ما اسلفت لان علي كان مع الحق لابد ان يكرهوه لانهم كرهوا الحق من اساسه ( الرسول ) و لكن ما استطاعوا ان يظهروه الا بعد استشهاده

سلام الله عليك يا امير المؤمنين

الفيدرالي يقول...

سلمت يداك الطاهرة أخي العزيز سفيد

أحسنت بارك الله فيك و الله يجعله في ميزان اعمالك

عظم الله أجورنا و أجوركم

و انا لله و انا اليه راجعون

Mohammad Al-Yousifi يقول...

عليٌ علي

عظم الله اجر العالم بفقده

سيدة التنبيب يقول...

سيظل الدهر يحكي و يحكي .. دون أن يعطي عليا حقه ..

عظم الله أجوركم

Ahmed.K.A يقول...

علي (ع) .. و من مثل علي (ع) !!!

أخي سفيد .. عنوان المقال يحوي الكثير !!

و عظم الله أجورنا و أجوركم بإستشهاد عظيم البشرية و بطل الإسلام الخالد .. أول مظلوم في الإسلام !!

إنهم كانوا يريدون لعلي .. أن يكون على أهوائهم .. و لكن هيهات .. فهو أب الأيتام و الأرامل !!

غير معرف يقول...

بوست روعة... بدون مبالغة
رابط له علاقة بالموضوع
أستمع إلى شهيدنا الحسين شهيدكم صدام
http://www.manbr.net/up/hussain.ram

عظم الله أجوركم
ولد جبلة

عقدة المطر يقول...

أخي العزيز سفيد ..
لحظات كثيرة أجد بداخلي سؤالا يجول ويصول ..
لو لم تحوي العراق أعمدة أهل البيت وبراعمها فهل ستظل قائمة بعروشها ؟!
لا أعتقد أبدا ..
وكأنها مهد خيانات متتالية من جذورها وحتى هذه اللحظة
ورغم أن محابرالعراق كتبت بأهل البيت وبسطت خيراتها بهم لكن منذ امد بعيد وأهلها يمجدون من لا يستحق التمجيد ويطيحون بمن هو أولى بكل مجيد


"
مقالة رائعة أخي العزيز سفيد
وعظم الله لك الأجر في مصاب أهل البيت بمقتل منبر الحق ودعامة الدين ..

مودتي

TruTh يقول...

عظم الله اجورنا و اجوركم

و يعطيك الف عافية على المقالة الجميلة

Seldompen يقول...

في كل مره أقرأ ما تكتب ..

أشعر بأني أحضى بقليل من كثيـر ..

من فيض ما تملك ..

سلم قلمك .. وصدق بوحك ..


....

وعظم الله لنا الأجر في أمير المؤمنين ..

هيفاء بهبهاني يقول...

عظم الله لك الأجر

غير معرف يقول...

الموضوع وفحواه رائع تبارك الرحمن وزادك من علمه.. وليس هذا بالجديد,, فقد إعتدنا على أسلوبك وابداعك بالطرح..

ولعل عندي لفتة صغيرة في أنه ليس العجب إلا فيمن يملك رجاحة العقل وقوة في المنطق كشخص مثلك وينتهج منهج يقدس الأفراد ويتقرب بالضريح ويرى أن الرسول صلى الله عيه وسلم لم يصب في إختيار أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ..

دعوة صغيرة لك أن تدعو الله في هذه الأيام المباركة بهذا الدعاء..
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه..


لم أطلب منك سوى أن تطلب من الله أن يريك الحق على بينته بعيدا عن معتقداتنا وأهوائنا الفكرية..

بارك الله فيك

أخ محب..

another day يقول...

سيـــــــــدي
منذ كنت طفلا قلبي بك قد شغف ،،
يتمنى بك وصلا لمنارات النجف ،،
كلما صاحوا (ياعلـــــــــي) لب قلبي قد رجف 
عظم الله أجوركـــــــــم
لأستشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
وبارك الله فيك

bakah يقول...

شعوب تحب جلاديها ..

عظم الله لكم الأجر ..

sun shine يقول...

عظم الله لكم الاجر
بوست رائع
بالتوفيق و جعله الله في ميزان حسناتك (رحم الله من أحيى أمرنا)

أهل شرق يقول...

عظم الله اجرنا واجركم واجور المسلمين

جميعاً بذكرى استشهاد أمير المؤمنين

عليه السلام

Hussain.Makki يقول...

علي،
عاد إلى دياره ..

Paris يقول...

عظم الله اجورنا و أجوركم

علي حيدر النويسندي يقول...

نجوم متلألأ كالامام امير المؤمنين سلام الله عليه مو من فراغ التعتيم التاريخي على مواقفه ولكن مصداق للأيه الكريمة

"تلك الدار الآخرة نجلعها للذين لا يريدون عُلُواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين "

شخصيات لا تريد علو في الدنيا وذكر وتمجيد و وضع الزخارف وغيرها

فآطِمهْ يقول...

مهمآ قآلوا و مهمآ قلنآ لن نفي لـ عل حقه ،،
يكفي أن " علي " هو " علي"
:
عظم الله أجوركم بـ هذآ المصآب الأليم و السلآم عليك يآ سيدي و مولآي يآ أبآ الحسنين و رحمة الله و بركآته ،،

Safeed يقول...

غير معرف،
dr-maarafi،
علي إسماعيل الشطي،
ma6goog،
سيدة التنبيب،
Ahmed.K.A،
(ولد جبلة) غير معرف،
TruTh،
..pen seldom ،
إيثار،
another day،
مطعم باكه،
Sun shine ،
أهل شرق،
Hussain.M ،
Paris ،
Q8_Q8 ،
ٵنثے ملآئكيـﮧ ~،


آجـركم الله جميعًـا.

Safeed يقول...

عقدة المطر،

أهلاً و سهلاً،،

أعتقد أن أهل العراق (ككل) ظلموا بهذا الوصف، الواقع يقول أن الطيور على أشكالها تقع: كل طاغية في بيته و مع نفسه من المستحيل عليه أن يشخص بصره ليتبع مثالا أخلاقيا رفيعا، بل سيبحث عمن هو على شاكلته؛ فأهل العراق لا يصح تعميم هذا الحكم عليهم، فقد قدموا من أنهار الدماء ما يثبت عكس هذا، و يكفي انهم من احتضن 7 من أئمة آل البيت عليهم السلام، و كانوا عونا لهم، لذلك وجه الظالمون و الطغاة طوال التاريخ سهامهم تجاههم.

هناك رواية مضمونها (لا يحب الضال إلا الضال)، فليس غريب على كل مسخ أن يتبع مسخا مثل صدام و أضرابه، سواء في العراق أو خارجه .. و ما أكثرهم!
هي أزمة امة مصابة .. بازدواجية المعايير.

آجركم الله، و شكرًا.

=====================

(أخ محب) غير معرّف،

آمـيـن،

غاية الوجود للإنسان (العاقل) هو الوصول للحقيقة، الدعاء ليس سوى طلب امداد إلهي (غيبي) يطمئن الإنسان، أما اليقين فلا يكون إلا بالعمل و السعي نحو الحقيقة، لأنّ عالمنا هذا يتكون من بُعدين غيبي و مادي.

الله سبحانه يقول في كتابه (ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا..).

(تبيـن) فعل و الفعل هو حدث مقترن بزمن، أين أنّ هناك (حدوث) يشترط أن يكون في(زمن معين)،بالتالي يجب ان يكون هناك (سعي) و (إرادة) يتحولا إلى فعل للوصول إلى الحق، أو اليقين و هو الشق المادي، و ذكرٌ الذي هو البُعد الغيبي حتى يتم الإيمان بالحق إذا تم الوصول له، و لا يُترك كما فعل أهل الكتاب ..

و اعلم رحمك الله أنّ هذا هو ما سعيت و أسعى لأجله، و لأجل ذلك أرجو أن تقبل نصيحتي بأن توّسع من مطالعتك قليلاً حتى تقف على خطأ المنهجية التي أردت التحذير منها.
كمثال: النبي صلى الله عليه و آله لم يخطئ، و إلا للزم القول بأن عيسى عليه السلام أخطأ لكون يهوذا من حواريه، أو أن موسى عليه السلام أخطأ لأن السامري كان من قومه، أو ان نوح عليه السلام أخطأ لأن ابنه كان عملا غير صالح، و الحال أن هؤلاء هم الذين ضلوا بإرادتهم و رغبتهم، أما الرسل فليس عليهم سوى البلاغ ثم كل نفس بما كسبت رهينة.

شكرا مجددا لكلماتك اللطيفة، و أرجو أن تقبل نصيحتي بصدر رحب، فهي نتاج سنوات في مطالعة و دراسة العقائد و غيرها.

و شكرًا :)

مـغـاتيــــــــــــر يقول...

مقــال مؤثر في ذكر شخصية عظيمة

تحيـــاتي

غير معرف يقول...

الله أعلم أني لم أفتح هذا الموضوع معك ولم أكتب تلك الكلمات إلا على علم أني أتحدث مع شخص محترم ويتقبل الجميع بصدر رحب.. وأنا هنا لا مانع لدي في أن أناقشك بما لديك وتناشقني بما لدي.. فليس منا في هذه الحياة من لا يبحث عن الحقيقة..

صدقت القول.. لكني هنا لا أقول أن نعتمد على الدعاء فقط.. ولكن إمداد العون من الله حاجة لا يستطيع أن يستغني عنها أي مسلم,,

هناك فرق بين من تختار ليكون معك وبين من إختار الله أن تولد وأنت معهم.. فصحابة رسول الله لم يكن الرسول صلى الله عيه وسلم ليرضى على أي منهم وقد إختارهم بنفسه..

بارك الله فيك..

Safeed يقول...

مـغـاتيــــــــــــر ،،

شكـرًا.

===============

غير معرف ،،


طلب الدعاء من الله عز و جل، هو طلب للعون و الإمداد .. فهو (طول) غيبي، بحاجة لـ(عرض) مادي وهو العمل أو العزم على تأكيد هذا الدعاء ومن هنا تأتي فلسفة "تأخير" الاستجابة للدعاء.

على كلٍ، القاعدة التي تحاول اثباتها لا تستقيم مع صحيح القرآن و السيرة النبوية و كذلك التاريخية و أيضًا العقلائية.

الاختيار إن ثبت لا يعني "اصطفاءً" و لا يعني "اجتباءً" و إلا لكان يهوذا كذلك، أو السبعين الذين (اختارهم) موسى عليه السلام للقاء ربه عز و جل، حتى الاجتباء الإلهي يكون نتيجة لسلسلة من الابتلاءات حتى يكون على قدر مقام (الاصطفاء الإلهي) ابراهيم عليه السلام حاز مقام الامامة بـ(الجعل الإلهي) بعد الابتلاء [واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما] و هي مرتبة حاز عليها ابراهيم عليه السلام بعد النبوة، وهذا هو مفهوم التكامل.

لكل نفس بصيرة على نفسها، و هي رهينة بعملها، اقترابها أو ابتعادها عن مدار الرحمة هو بإرادتها و رغبتها، ومجرد الصحبة ليست عاصمة و مصداق ذلك قوله تعالى [.. وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ]البقرة.

على كل حال، شكرًا لك على هذه الإلتفاتة، ولايوجد ابدا ما يمنع النقاش بأي مسألة، و إن شئت فهذا بريد المدونة موجود و أنا بخدمتكم بحسب الاستطاعة.

شكرا.

|:| DUBAI |:| يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ سفيد

من يتمعن في حروفك .. لابد أن يختم الامر بابتسامة .. حتى لو كانت تلك الكلمات تجر صاحبها الى الحزن ..

ذكر علي عبادة ..كما قالها الحبيب المصطفى ..

و هذه العبادة ان ذكرت لابد أن تكون فيها صعوبات و تحديات .. لا يتوفق ايا كان في سلك طريقها ..وان توفق سيجد من يعاديه .. من يحقد عليه .. الخ

فمن يبحر في عالم علي .. يجد بأنه وضع علاج لكل شيء ..

الحلول عنده قبل المشاكل ..

باب لكل علم .. فهل تعتقد بعد كل ذلك أن يصفق جميع الخلق له..؟

آآآآه .. لو كنا على ذلك الدرب .. لم نرى مظلوم و لا محتاج و لا حزين و لا مهموم و لا ظالم .. في هذه الدنيا ..

لم يعرفك يا علي سوى الله .. و هذا ما قاله الحبيب المصطفى ايضا !!

Safeed يقول...

|:| DUBAI |:| ،،

قاله له رجل يومًا : إني والله لا حبك في الله تعالى.
فقال : إن كنت تحبني فأعد للفقر نجفافا أو جلبابا!

هي هكذا سيرة العظماء القلائل..
كنت قبل أيّام أقرا ببعض كتب التاريخ، لفت نظري سيرة البشر بعد الأنبياء من هبة الله بن آدم عليهما السلام إلى شمعون الصفا وصيذ عيسى عليهما السلام ..

بنفس الكيفية و الحيثية ..

البشر لا يتغيرون، و لازالوا إلى يومنا هذا على نفس ما كانوا عليه.. لذلك كان شعار أمير المؤمنين عليه السلام: لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.

مأجورين.

عقدة المطر يقول...

مرحبا أخي العزيز سفيد

معك حق .. واجب عدم الشمولية فالبعض لا يعني الكل
وان كانت هذه الأرض عمّدت بالأطهار فذلك لن يكون عبثا وكيف أنسى أصحاب الحسين من قايضوا أنفسهم فداءا لروح الحسين ومنهجه وفكره ،،
وانما وددت التخصيص فبعثت التعميم دون ادراك مني

اخي العزيز سفيد ،،
متابعة أنا وكلي آذان صاغية لما تنطق حروفك
مودتي .. وكل عام وأنت بألف خير
ومن العايدين السعيدين ان شاء الله
:)