يروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يصف أهل المعرفة :
.
" يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم ، و هم أشدُّ اعظامًا لموت قلوب أحيائهم "
.
.
و معنى كلمته أن العارفين يعظمون و يهابون موت القلب أكثر من موت الجسد بعكس أهل الدنيا و من يركضون خلف ملذاتها ، لأنهم يعلمون أن موت البدن هو حرمان من ملذات الدنيا التي ستنتهي في يوم من الأيام و لن تستمر للأبد ، و لكن موت القلب هو حرمان من السعادة الدائمة في الدنيا و الآخرة ، حرمان من معرفة الله سبحانه و بالتالي خسران الآخرة ، و حرمان من سعادة الدنيا لأنهم لا يشعرون بالراحة النفسية فيها .
.
عندما يمرض أي عضو من أعضاء الإنسان ، أسنانه مثلاً فإنه يشعر بالألم و الضيق ، و لكن هذا الألم و الضيق مختص بالدنيا فقط أي ما دام حيًا و مستيقظًا ، و لكن لو أصيب بأحد أمراض القلب فإنه رغم البلاءات التي ستواجهه بعد الموت ، يعيش في هذه الدنيا بضيق و ألم لا يشعر بلذة النوم و لا اليقظة ، و تضغط عليه هذه الآلام النفسية حتى يصبح مستعدًا أو يفكر أحيانًا بالانتحار .
.
يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام " الحسود دائمُ السُّـقم [ المرض ] و إن كان صحيح الجسم "
.
فالحسود [ و الحسد أحد امراض القلب ] لا ينام و يتألم في داخله لأن فلان أو فلان وصل لمرتبة معينة ، أو ربح جائزة معينة ، أو توفق في مجال معين ، فيعيش بنار تحرقه في داخله حسدًا لهذا الشخص ، و بدل ان يعمل للحصول على مثل هذا المقام ، ينتظر زوال النعمة عن غيره ، و غالبا ما لا يحصل فيموت في كمده و حسرته ، فهو عاش بحرقة و ألم في دنياه ، و فقد آخرته بسبب هذا المرض.
.
و هذا مثاله المروي في الأخبار : لله در الحسد ما أعدله ، بدأ في صاحبه فقتله .
.
نعوذ بالله من موت القلوب و أمراضها .
هناك 9 تعليقات:
قال الصادق (ع) : كاد الفقر أن يكون كفرا ، وكاد الحسد أن يغلب القدر
أحسنت
:)
أحسنت
سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته, سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب, سبحان الرؤوف الرحيم.
اللهم اجعل لي في قلبي نورا وبصرا وفهما وعلما, انك على كل شيئ قدير.
مثلهم
أحسنت :)
اللهم ارزقنا حسن العاقبة
بارك الله فيك
تستاهل الإضافة في الريدر :) موضوعين فلسفيين ورا بعض :)
الروح والقلب مترادفتان في الفلسفة العربية ... فالروح سكناها القلب و القلب مسكن للروح
بالنسبة لي كطبيب اسقم الأمراض سقم الروح فلا علاج لها الا بيد خالقها ومروحاتها روحية ليس لدى الطبيب اداة و لا دواء يداويها
علاقة الجسد بالروح يحددها الشخص ذاته و عزلهما ارتقاء بذاته البشرية و جعلة صافيا كالروح ذاتها
بعض الأمراض الجسدية عندما تصيب بعض البشر تصيب روحهم مباشرة و البعض الأخر ترى روحهم بصحة و جسدهم بالي واحلل هذا بأنه فصل روحة عن جسده و سمى بروحة عن جسدة المادي الفاني
بوركت على نقلك من باب مدينة العلم عليه السلام
Yin , salah , Yang , manalq8
.
.
و أنتـم من المحسنيـن إن شاء الله ،،
شكرًا لمروركم :)
sowhat ،
.
.
في الكافي الشريف رواية أنقلها بالمعنى ، أن أحدهم خاض نقاشا مع وسواسٍ فيه إلى أن وصل لسؤال الوسواس : من خلق الله ؟
تألم هذا الرجل من هذا السؤال فذهب مسرعا للنبي الأكرم - صلى الله عليه و آله - و قال : هلكت .
فقال له الرسول الأعظم - صلى الله عليه و آله - : ذاك و الله محض الإيمان .
.
.
كيف يكون الشك محض الإيمان ؟
.
.
الجواب بسيط أن خوف هذا الرجل من هذا الوسواس هو دليل إيمانه ، لأن قلبه سليم و لا يتآلف مع أمثال هذه " الأمراض القلبية " حتى و إن زارته فيه .
علماء الأخلاق يقولون بأن " أمراض القلب " أو الذنوب القلبية كما يسمونها إنما هي حادثة باختيار الإنسان و رغبته ، و بفعل " الجنبة الأمارة بالسوء " فيه .. و طالما أنها باختياره و إرادته فالتغلب عليها وارد و لكن بشرط .. العلم و العمل .. و أولى خطوات العلم هو الاعتراف بالمرض .
.
.
شكرا لمرورك ، و شكرا للإضافة :) ..
يقول الامام الشافعي :
ثلاث هـن مهلكـة الأنـام
أو داعية الصحيح إلى السقام
دوام مـدامـةٍ ودوام وطءٍ
وإدخال الطعام على الطعام
اشاركك هذة القصة
هناك امرأة تملك كل ما يتمناه الانسان من مال وسلطان .. لكن لا تشعر بالسعادة ولا تجدها ودائما تشعر بالكآبة والحزن الشديدين .. وحين سؤالها هل تشكرين الرب على هذة النعمة على الدوام ؟؟ جاوبت بلا
حينها فقط عرفت سبب هذا الحزن الذي يشل قلبها .. ( إلا بذكر الله تطمئن القلوب )
ثمار ذكرك للرحيم..
( ضياء قلبٍ..وسعة عيشٍ..وتفريجٍ للكروب..)
وبه الدواء لكل داء..وبه شفاء للسقيم..
وهو السبيل إلى النجاة..وهو الطريق المستقيم..
واشتري الجنات بالذكر العظيم..
لا يكن حظك منه..
كحظ مسكين عقيم..
ودمتم بخير وسلام
الموت يعشق فجأة ،،
.
.
طرقت بابًا لليوم هو مورد خلاف :)
باب كنت حاط في بالي أن اكتب عنه في يوم من الأيام .. و قريبًا إن شاء الله .
.
.
للشافعي أبيات جميلة ، منها ما يقول فيها :
.
ولا حزن يدوم ولا سـرور و لا بؤس عليك ولا رخـاء
.
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ فأنت ومالك الدنيـا سـواء
.
شكرًا للمرور .. و لهذه البصمة .
إرسال تعليق