لماذا نحيي عاشوراء ؟
إجابة هذا السؤال قد تكون بسيطة ، و قد تكون صعبة كلٌ بحسب قابليته لها .
من زاوية أخرى يمكن أن نسأل : لماذا نحيي الأعياد الوطنية ؟
لماذا نحتفل بالجوائز العالمية ؟
لماذا نركز على الأسابيع الثقافية ؟
إلى آخر هذه الأسئلة .
أبسط إجابة تكون : حتى ترسخ في النفس ما تدعو إليه .
قيام الحسين عليه السلام توجه نحو التأكيد على إحيائه منذ صعد زين العابدين عليه السلام على أعواد الشام فقال : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - ... إلخ . ثم بدأ بذكر المصيبة الراتبة.
و ظل هذا الذكر مؤيدًا ، مدعومًا ، مشعًا في كل زمن حتى في أحلك الظروف و الأوقات عندما كان الناس يُقتلون لاسمائهم المجردة [1].
في إحياء هذه المظاهر ، إحياءٌ لقيمها الأصيلة ، و تأكيد على أهدافها السامية ، و إشارةٌ لدعوتها ، و جعلها مركز شحن يعيد للنفوس تهذيبها بما تحمله هذه الأيام من فِكر و عِبر ، بعد أن تلوثت هذه النفوس على مدار عامٍ كامل بما تحمله الدنيا من صراعات و خلافات أبعد ما فيها الأخلاق .
بعاشوراء الحسين - عليه السلام - ، إعادة بث لدعوته الإصلاحية ، و لثورته الحسينية لترينا كيف أن يزيد ليس هو ذلك الموجود في السلطة قبل أربعة عشر قرنًا ، بل هو كل شخص و شيء يحمل فكره الطغياني مهما اختلف لونه أو تغير دينه أو غاب شخصه و ظل فكره ، و لتبعث فينا الرؤية لأن نستلهم قدرة التغيير و تشخيص الباطل من الحق حتى نتخذ الجانب الصحيح ، و لا نخجل من الصدع بهذا الموقف .
إحياء هذه العشرة الحسينية هو إحياء لفكره الأصيل ، و إظهار عربون العرفان لدمه الذي سقى هذه الفكرة حتى تصل إلينا نقية طاهرة ، فلا خير في فكرة لم يتجرد لها صاحبها فما بالك بفكرة غرست في صدر الحسين و سقاها بدمه حتى ارتوت.
تجديد ذكراه ليس تجديدٌ للمصيبة فقط ، بل هو تجديد لمحاسبة النفس ، و تشذيب السلوك و تقويم الفكر ، و شحن النفس بأسباب هذه الثورة و غاياتها و أهدافها و ما دعت إليه و أركزت رماحها فيه.
اليوم لا وجود للإمام الحسين - عليه السلام - بيننا كما أنّ لا وجود ليزيد ، و لكن هناك وجود ثابت لكل معسكرٍ منهما .
معسكر نبراسه الحسين ... و معسكره دليله يزيد .
« معركة كربلاء قائمة بطرفيها اليوم وغداً .. في النفس .. في البيت .. في كل ساحات الحياة والمجتمع .. وسيبقى الناس منقسمين إلى معسكر مع الحسين ومعسكر مع يزيد فاختر معسكرك » [2]
___________________
[1] تاريخ الإسلام - الذهبي - ص 427
[2] من كلمات الشيخ عيسى قاسم .
هناك 16 تعليقًا:
اللهم ثبتنا عند السؤال
عظم الله اجوركم
مع الحسين وإمام زماننا بإذن الله
تجديد العهد كل سنة هو تجديد للفكر الذي يتبع نهجهم الكريم فيروض نفوسنا على طاعه الله واجتناب معاصيه
بعد اذنك سفيدان
غير معرف
مو انت اللي تمر عند الحسينية معلي الاغاني وترقص ... ؟؟
لوووول الله يهداك بس
صج سفيدان
عند منو تروح؟
عظم الله اجرك
اللهم ثبتنا على عهدنا و احشرنا مع من نحب ..
( فمعكم معكم .. لا مع عدوكم )
آجركم الله جميعا ،
كونوا معنا ..
.
.
Zooz Zaibg ،،
أنا تربيت تحت ثلاثة منابر ،
الأول منبر الشيخ الوائلي رحمه الله ،
و الثاني منبر الشيخ المهاجر حفظه الله ،
و الثالث منبر أستاذي و سيدي محمد باقر الفالي حفظه الله ،
طوال 23 سنة هذه أول سنة تخلو الكويت من ثلاثتهم ، الوائلي في رحمة الله و المهاجر في السماوة و الفالي يقرأ في حرم أبي عبد الله صاحب المصيبة العظمى و الرزية الكبرى ، لذا فطعم هذا الشهر ازداد مرورة .
هذه الأيام كالتائه ، و لكني موجود في الكربلائية عند الدكتور الشيخ محمد جمعة .
أنا تيتمت من بعد وفاة الشيخ الوائلي رحمة الله عليه
والله يا سفيد من أطريه تدمع عيني
ماني عارفه اروح واستمر عند أحد
أخيتي ين قالتلي جربي سمعي للبالدي
مع اني استمع للكل ولا قصور فيهم
وربك كريم
Zooz ،،
الشيخ جعفر الابراهيمي يملك نفس الحس الموسوعي و الدقيق للمرحوم الوائلي ، و يقرأ في تمام الساعة 9.15 في حسينية الرشيد بسلوى .
و لكن يظل هناك فارق " التعود " ، و القدرة الخطابية .
أمرنا لله ، و حسبي الله و نعم الوكيل .
أمس شفت السيد الفالي يقرأ بالحرم ، قلبي تقطع .. فتذكرت المثل : لا كرامة لنبي بين قومه .
جده طلبه هالسنة ... و ظلينا احنا المساكين .
أروح أسمعلك انشاالله
بس وين حسينية الرشيد؟
:\
حسينية مسلم بن عقيل عليه السلام .
سلوى مقابل الرميثية ، بالضبط بعد ما تدخلين الشارع الفاصل بين سلوى و الرميثية ( الشارع اللي فيه حسينية سيد محمد ) الحسينية تكون على يمينكم ثالث أو رابع بيت على الشارع إذا كان الجسر وراكم و انتِ باتجاه البحر .
راح تشوفين الزحمة بس توصلين جريب الساعة 9 ساده الشارع .
و لا تنسوني من دعاؤكم ، رحم الله والديكم .
اكيد باذن الله
واوصي الوالده بعد
انت اخيي سفيدان الغالي
بس اوصيك
الوالده مهي بخير
اوصيك بالدعاء لها
:")
و أنتم من أهل الدعاء إن شاء الله ،
و ما ننسى الوالدة عافاها الله و شافاها بحق محمد و آل محمد ، و أوصي عليها الجماعة بعد بإذن الله .
بالحُسين .. بالحُسين .. بالحُسين ..
الفالي أعطى و هو هوَ يُعطى ..
رغم إني أعيش لحظات مُرّة جداً ..
فبدونه أنا تائه جداً جداً ..
فالفالي له طريقته التي أعشقها ، منذ صعوده المنبر إلى نزوله إلى رحيله إلى بيته .. هو مميز جداً .
بعض وفاء منا لرسول الله نحن نفعل ما نفعل
إحياء الثورة هو إحياء للقيم والنهج المحمدي
حتى نثبت إننا لا زلنا على عهدنا باقون
بعد احتلال العراق، قام باحث -لست متيقنة من هويته- بدراسة كيفية تكيف وتعايش الطوائف والمذاهب والأديان داخل دائرة الاحتلال
وخلصت نتيجة الدراسة إلى أن جميع الطوائف والمذاهب انصهرت وتأثرت قيمها ومبادئها بالاحتلال إلا الطائف الشيعية وذلك لتمسكها بالمدرسة الحسينية ومبادئها
أحسنت إذ ذكت هذه الكلمة للشيخ عيسى قاسم
ففي كل عصر تتجدد واقعة الطف، وإن اختلف الزمان والمكان والشخصيات
إلك أنا بحبي العضيدك أنتمي
أقسم بالله الأعز الأعظم
ولو ما شقيت احساسي منك بالهوى
ليخضبن اليوم جسمي بدمي
ويوم اللي تطلب يا امامي ناصر
اني حبيب وابي مظاهر
اعرف هالأبيات مالها دخل بس عجبتني وحبيت اشاركم ياها واهي لعبد الله القرمزي
Hussain.M ،،
و تميزه هذا لارتباطه بالحسين عليه السلام .
آجرك الله .
كبرياء وردة ،،
حفظ هذا التراث العظيم إنما كان بفضل هذا الإحياء .
ما ذكر عندنا شيء يختص بإحيائه كما ذكر مُصاب الحسين عليه السلام ، حتى في عزاء الناس البسطاء لفقدان أعزتهم لابد و أن يكون للحسين عليه السلام نصيب .
لهذا نحييه ، لأننا به نحيا .
إرسال تعليق