1 مارس 2009

رائحة بطعم الموت

صفحـة من « مذكرات الديوانيـة »

« ... و اعلم أنك تطلب الدنيا و الموت يطلبك . »

عجيبة هي الحياة بما تشكله في نفوس البشر و كيف تخطط حياتهم و سيرها ، و الأعجب هي البيئة التي تصقل الفرد و تعطيه هويته المنفردة ، نولد كلنا لا نختلف بشيء عن باقي المواليد و لكن خلال سبع سنوات يصبح لكل منّا هويته بعض علماء الاجتماع يقولون بان هوية الانسان الاجتماعية مثل بصمته لا يمكن أن تتشابه مع الآخرين ، عندي .. كذلك رائحته.
.
رائحة الموت ليست كريهة دائمًا رغم أنها تختلف أيضًا كاختلاف البصمة ، هناك من يتعايش معها حتى يألفها و يتعود عليها و يُصبح جزءًا منها ، و هناك من يأنف منها ، أعرف أشخاصًا لا يزورون المقابر و يكرهون المآتم و يشعرون بالخوف من مجرد ذكر كلمة ( الموت ) ، لم يشعروا به و لم تكن لهم به صلات قربى فخوفهم يمكن أن يكون منطقيا ، ليس من السهل أن تفكر في الموت على أنه نهاية رحلة !

.
خوفهم منه لانهم لم يُعايشوه ، لم يشعروا بانه محيط بهم أو قريب منهم و أن أذرعه مثل خصلات الشعر تحيط برقابهم ، في طفولتي كان احد رواد الديوانية يملك "شنبًا" أعتقد انه لو علّق طُعما في نهاية شعيراته و رماها بالبحر لاصطاد بها سمكًا !
شكله مضحك و لكنه يصر عليه ، احدى المرات تجرأت و سالته : ليش شواربك جذي ؟

توقعته أن " يصرخ" بوجهي و لكنه رحم سني و سؤالي الطفولي و ابتسم مجيبًا : تعودت عليه .. ما احس بطعم لحياتي بدونه.

هكذا تصبح حين تتعود على شيء ما ، لا تحس بطعم الحياة حتى تعرف أن الموت هو بداية رحلة لا نهاية معدومة.

.
عندما تولد في أسرة كبيرة جدًا و متشابكة كثيرًا لا تستطيع ان تفرق فيها بين أهل الأم و أهل الأب و الاهل المشتركون بينهم و تكون هذه الأسرة مقارنة بك كأشجار الصنوبر بجانب اشجار البونساي فإنك تصبح مجرد قطعة إضافية في لوحة التركيب و تشعر بوحشة كبيرة لمجرد أن تتخيل نفسك في غير هذا الوضع ، و هذا ما حدث معي حين ولدت في الوقت الضائع أنا و ابن خالتي و ابن شقيقته ثلاثة أصدقاء نعتبر استثناءً في الأسرة لذلك كنّا دوما الثلاثة الذين لا ننفصل ، عمقنا الوحيد هو نحن فقط ، ليس من السهل أن تولد في محيط يكبرك أصغر أبناء أعمامك فيه بعشر سنين أو ترى أبناء خالاتك الآخرين أعمارهم مثل أعمار أعمامك أما اخوانك يملكون أولادًا مقاربين لسنك .
.
أن تقضي طفولتك وسط " الشيّـاب " كما قضيتها أنا يعني أنك ستصبح منحوتة تصقلها الخبرات ، محيط فيه الذي عاش خارج الكويت معارضا و الذي عاش خارجها ( ... ) ، الذي قضى زهرة شبابه ينتقل من مكتبة إلى مكتبة و من درسٍ إلى درس و بين من قضى كل خميس في بداية كل شهر تحت مسرح ام كلثوم ، أظن لو أن لينين كان حيًا إلى اليوم لما وجد مثالاً يؤكد نظرية الديالكتيك في جمع النقيضين إلا في المحيط الذي عشته !
.
لو عاد بي الزمن لما وجدت أجمل من أن أقضي لياليَّ كما قضيتها بين أشخاص يكبرني أصغرهم بـ 15 سنة على الأقل ، في هذا المحيط تشعر بقيمة هذه الدنيا و ما تمثله ، و فيه تستنشق عبير الدروس و تستخلص رحيقها ، و تعرف أن الرابط الذي نبرر به أعمالنا في هذه الدنيا و انجذابنا لها هو رابط وهمي نصنعه نحن فرارًا من واقع أن الحياة منتهية ، و أن الموت يبدأ و لا ينتهي .
.
منهم تعلمت أن الإنسان هو الذي يحدد مصيره ، و أن التعب الذي يشعر به و هو ينتظر مصيره ليس سببه الخوف من العذاب أو انتظار النعيم بل بسبب عدم تقبله لفكرة أن لحظة هي من تفصله عن مواجهة ما اقترفه و مارسه طوال حياته ، لذلك هو يستهلك طاقته في الإنكار ، بدلا من القبول ، فيتعب .
تعلمت منهم أن اغماض العين عمّا اقترفته لا يعني أنني مسحته أو أنه اختفى ، بل يعني أنني أعطيته البيئة المناسبة ليزيد و يكبر و ينمو دون أن أشعر .
.
حين تراهم كبارًا بالسن تتساءل : هل هم مهيئون للموت ؟
تشغل بالك بهم ، و تنسى نفسك مع هذا سألت أحدهم يوما هذا السؤال .. أشار لصورة تعود لمنتصف السبعينات على الحائط فيها أوائل الرواد للديوانية ، نصفهم الآن تحت الثرى ثم قال : من وفاة فـلان و أنا ناطر دوري .
كان فلان صديقه منذ أكثر من 40 سنة و مات منذ 7 سنوات ، أما نبرته فكانت نبرة استسلام للواقع ، نبرة طمأنينة بأن النجاح يُمكن أن يكون في أي شيء إلا بالهروب من الموت .
.
اليقين بأن هناك وجهة على كل إنسان أن يسافر لها نفتقده كثيرًا في حياتنا اليومية ، نحن مغرورون بعمر الشباب و نعتقد أن طول الأمل الذي نتمتع به سيعطينا الوقت اللازم حتى نختار الترتيبات التي نريدها لتلك الوجهة ، و نسقط من ذاكرتنا أن عملنا الحالي يقودنا لوجهة أخرى مغايرة ، نقوم باعمالٍ نوافق عليها في هذه الدنيا و لكن نرفض أن يتم محاكمتنا على أساسها في الآخرة ، هذا ما يمزقنا : عدم قبولنا للوجهة التي اخترناها بقلوبنا ، و مطالبتنا بالوجهة التي ابتعدنا عنها بأعمالنا ، أعتقد أننا لو كنّا قضاة و وقف أحدهم يُطالبنا بهذا الشيء لما ترددنا بانزال أشد عقوبة على استهزائه بحُكمنا بمثل هذه الصورة ! و لكن هل نعتبر؟ .
.
في ساعات الليل أحيانًا أتذكر ' بو عبد الله ' و سؤالي لنفسي : هذا شيبي يسوي بقبره ؟ .
زرته حين كان على فراش مرضه الأخير ، أشعل سيجارته و انبوب الاكسجين في انفه كان متصالحًا مع نفسه مقنعًا أنه وصل إلى نهاية الطريق حينها اكتشفتُ أنه عاش جنبًا إلى جنب إلى هذه الحقيقة لذلك كان مستعدًا و منتظرًا لمصيره بكل صبر و جلادة ، الشجاعة ليست في حمل سيف أو قول كلمة ، الشجاعة في أن تدرك عاقبة أمرك و تقبلها .
.
هذا هو أهم درس تعلمته أن الإنسان ينظر للحياة كالهواء لا يكتفي من شهيقٍ و زفيرٍ و مهما طال عمره سيستمر بذلك ، و لكن وحدهم " الشيّـاب " يرون هذه الحياة كالماء ، في ساعة من ساعات الليل أو النهار يكون الإنسان قد ارتوى بما فيه الكفاية ليُبعد كأس الماء عن فمه ثم يغلقه للأبد .
و هذه هي الحقيقة التي قالها لي بو عبد الله لأحفظها ، أن تكون حياتي مثل كأس الماء .

هناك 25 تعليقًا:

Seldompen يقول...

تحية لك سفيد ..

قادني البحث لمدونتك ..

وأدهشتني كلماتك حد العجب .. !

لك أسلوب رائــع وعجيب في الوقت ذاته .. !

أشعر بأن كل كلمة خططتها تحمل

الكثيــر من الحكمة والعقل الراجح ..

.
.

لم أبآلغ فيما قلته لك أبداً ..

فقلمك من ذهب ..

لا تحرمنا بريقه ..

كانت زيارتي الأولى هاهنا ..

ولن تكون الأخيــرة ..

bakah يقول...

سفيد ايها العزيز ..

احيانا يعيش بعضنا الحياة للحياة فقط , وهذا خطأ , وخطأ ايضا ان نعيش الحياة لنموت ..

فنحن ما خلقنا لنموت , بل خلقنا لنعيش ثم نموت .. !

..

عشت في المستشفى مرافقا لمريض لمدة تزيد على الشهر , وقد ألفت رائحة الموت حتى ازكمت انفي ..

لكنها لم تمنعني من ان اعيش , حتى وانا اعلم انني حياتي في غالبها كتلة من الأوهام ..!

دمت بخير ..

سيدة التنبيب يقول...

هناك من يشم رائحة الموت مؤقتا و تغيره مرحليا .. و هناك من يشمها و تظل ملازمة له و تحدث تغييرا كبيرا دائما في حياته ..

أحيانا أرى الموت مرات عديدة في يوم واحد .. و لا يمكن تلخيص أثر ذلك في نفسي ..لكنني اتساءل دائما ماقيمتنا في هذه الدنيا ؟

Salah يقول...

مثل ما قال ذلك الرجل أنه أصبح وهو يكره الحق... ويقصد طبعا الموت

لا أحد ينكر ان الموت حق لكن من يتعامل معه على أنه حق!

الفيدرالي يقول...

اخي العزيز سفيد

بارك الله في قلمك الطاهر

دائما متألق في كتاباتك

الله يحفظك

|:| DUBAI |:| يقول...

مبدع كعادتك ..

طفولتك و ان كانت بعيدة قليلا عن جو الطفولة ..لكنها صقلت الان شخصيتك ..

فبعضها تدمر .. و لكن أنت كانت مكللة بالنجاح ..

لا أبالغ .. بل هذه هي الحقيقة..

الذهاب لمثل هذه الاماكن .. ترقق القلب .. و تشجعه لملاقاة الرب .. أكثر من أن تخيفه ..

هذا ما أراه أنا ..

سلام الله عليه زين العابدين .. كان كثيرا يذكر الموت ..

هذا يجعله أكثر تواضعا عند الله

: )

ما احلى الموت ان كان رحمة !

Corpse Bride يقول...

لكلمه الموت رنه بالاذن تخوفني..

ترعبني.. اذا فكرت بان الموت ممكن انه يبعد بيني وبين الي احبهم وما اتخيل دنياي بدونهم..

مر الموت في بيتنا فجأه في يوم من الايام ..وخيم علينا الحزن والالم .. مو مستعده لاستقباله ولا اعتقد باني راح استعد ابدا..

يمكن يكون ضعف ايمان..

بس بقناعه.. اذا في يوم دعيت لازم اختمها يا رب تحفظ الغالين علي وتطول اعمارهم .. وتجعل يومي قبل يومهم..يمكن تكون انانيه مني..

ما اقدر اتحمل فقد يديد..

بالنسبه لموتي..انا مؤمنه وموقنه ان الله الغفور الرحيم.. راح يرحمني برحمته الواسعه..الموت ما اهابه لنفسي.. لكني اخاف من مواجهه موت القراب مني..

طرح ولا اروع اخ سفيد..

تقبل مروري وتعليقي..

TruTh يقول...

تسلم ايدك اخوي سفيد على هالمقالة الرائعة و يعطيك الف عافية

بو محمد يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون
العنكبوت 64

روعة كانت الفكرة يا سفيد

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله يا سفيد و جعلك الله و سائر المسلمين ممن يعلمون

ZooZ "3grbgr" يقول...

سفيدان

رائع كعادتك

قلمك الماسي لابد له أن يخرج للنور من جو المدونات

لابد لك أن تنشر عرفانياتك ذات السهولة الممتنعه ليستفيد منها العامة

الموت

يخيفني الآن

ليس لمواجهته

ولكن لأنه يزورني في أحلامي

يذيقني فقد الاحبة

لاصحو واجد انه حلم

او كابوس بالاحرى

عذبتني احلامي

واصبح النوم ملاذا بعيد

ربي يكتب اللي فيه الخير





سفيدان

عندي تساؤل بسيط

ثلاثة أصدقاء نعتبر استثناءً في الأسرة

بشنو؟؟

:")

غير معرف يقول...

تحية طيبة وبعد...

فكم أدهشني أسلوبك في الكتابة وطريقتك في التعبير والطرح, هذا الأسلوب الذي بات نادرا هذه الأيام.

هذا الفكر وهذا العقل الراجح من شاب لايزال صغيرا ولكنه يمتلك الكثير في جعبته, الأمر الذي شدني وبإصرار لأدون تعليقي بعد بضعة أيام من القراءة المتواصلة في هذه المدونة الفريدة من نوعها...

ومثل أخي pen seldom قادني البحث لمدونتك الرائعة.

أسعدني وجود روح مثل روحك في هذا العالم, وهذا يشعرني أن الدنيا لاتزال بخير.

أرجو ان تستمر على هذا المنوال وتسعدنا بالمزيد من فكرك الراقي :)

اعذرني فقلمي قاصر عن الوصف.

تحياتي...

الأوركيدة يقول...

الموت...

كلمة تردد صداها كثيرا في الآونة الأخيرة

السنوات الأربع الماضية كانت الأسوء في حياتي إذ فقدت الكثير من أحبتي.

الموت بات كلمة عابرة لكن لازالت موجعة مع أني بدأت أحس أن قلبي صار جليديا وما عاد يتأثر لها كثيرا.

شعوري به كان مؤلما وصدمة جعلتني أحس أن الحياة توقفت

عام كامل مضى دون أن أحس بطعم الحياة حيث اسودت الدنيا في عيني.

فهم الموت على حقيقته وإدراكه بكل تفاصيله يجعلك دائم السؤال عن حال أولئك الذين رحلو

وتتسائل في ذات الوقت عن مصيرك كيف سيكون

لازلت أرتقب الموت رغم أني لست مستعدة له بعد لكني أفضله على أن أتجرع فقد المزيد من الأحبة لأن خلو مكانهم منهم يؤلمني ويشعرني بالخوف والوحدة

الخوف من فقد من بقي لي...

نعم كوننا في بيت به الكثير ممن هم أكبر منا سنا يعطينا خبرة في الحياة ويكسبنا شخصية مختلفة عمن هم في مثل عمرنا ويمنحنا فكرا مستقلا مليئا بالتجارب لكن أيضا يسلب منا الكثير من الأمور الأخرى...

إنه يجعلنا دائمي التفكير في أحبتنا وكيف أننا في يوم ما سنفقدهم ونتجرع ألم الحرمان منهم بينما الطريق لاتزال طويلة أمامنا مالم يعترضنا الموت حيث لايفرق بين صغير وكبير...

لا أحب التفكير في ذلك لأنه مؤلم...مؤلم ولن أستطيع الإعتياد عليه مهما حاولت

لذا أنا أؤمن بالموت ولكني أفتقد أحبتي ولا أريد الحياة إذا لم يكونوا فيها

لن أستطيع منع دموعي من الإنحدار وقلبي من التأثر لأن الفراق أصعب من أن نتحمله.

ودمتم بود..

مع خالص شكري وامتناني لك سفيد على هذا الطرح الرائع

Safeed يقول...

..pen seldom ،،

أهلاً و سهلاً بكم ، و يشرفني مروركم ،
و يزيدني سعادة أن تكون بهذه الكلمات فائدة تُرجى .

شكرا للمرور .

===========

مطعم باكه ،،

أهلاً بالعزيز :) ،

نحن خلقنا لنزرع ثم لنحصد :)
نعم لم نخلق لنحصد " على طول " ، الشجاعة تكمن في استقبال الموت و الاستعداد لمجابهة ما حصدت هذا ما أتحدث عنه .
" بو عبد الله " راقبت موته ببطئ ، أعتقد أن السنوات التي صلّى بها لا تأتي بثلث عمره ، كان مؤمنا بالله مسلما و قارئا و مثقفا و لكن نادرا ما يُصلي ، أحيانا كثيرة كان يتندر بمصيره ( الأسود ) و لكنه على فراش الموت ملك الاستعداد لأن يجابه مصيره برباطة جأش ، هذه هي الشجاعة المطلوبة ، أن الموت حق و هو قادم و أن عملي سيقابلني مهما فعلت فلماذا الانكار و محاولة الهروب منه !

هذا ما نفتقده بحياتنا اليومية : الإحساس بأن الحياة ناقصة دون مـوت ، و أن ما نعتقده " عيش " و متعة حياتية لم يكن ليأخذ قيمة المتعة لولا عِلمنا بزواله في سكرات المـوت .

عن الأوهام .. أتتني اشراقة بـ مطعم باكه ... و لكن للأسف لا أملك المزاج لكتابتها :(

شكرا للمرور .

Safeed يقول...

سيدة التنبيب ،،

قبل أن نعرف قيمتنا في هذه الدنيا ، علينا أن نعرف أي مقياس نستعمل حتى نحدد القيمة لها .

هذا مضمون ما خطر في بالي و أنا أقرأ موضوع العزيز مطعم باكه في مدونته ، و بعدين يومين من التمحيص توصلت لشبه نتيجة .

قيمتنا نحن من نحددها على حسب المقياس الذي نريده ، " استغن عمن شئت تكن نظيره " هذا مقياس يُظهر ان عدم الاحتياج لشخص يدل على أنك مساوق لهذا الشخص و على هذا المنوال يتم القياس .

هناك قصة عن أحد البهاليل الذي مر عليه الاسكندر و هو في يتأمل في عظام موتى بمقبرة فسأله عمّا يفعل ؟
قال : أحاول أن أجدا فرقا بين عظام الملوك و الفقراء .

عندما أرى من رحل للآخرة ، و أستوعب أن هذا المصير قادمٌ لي و لغيري أتساءل عن حقيقة القيمة التي نعطيها لأنفسنا حتى نتمايز على أقراننا و في النهاية سنصبح كهؤلاء الذين نتمايز عنهم لا فرق بيننا أبدا .

هكذا نصنع الوهم ، و نؤمن به على انه حقيقة و نحاول انكار الموت أو الهروب منه لانه يبين بوضوح أن جميع ما نتخيله هو وهـمٌ تام .

شكرا للمرور .

==================

Salah ،،

قلة من يتعاملون معه على هذا الأساس .
نحن نؤمن بالبديهيات ، نؤمن بالحاجة للمال و الحاجة للدراسة و الحاجة للبيت و المنصب و غيره لأنها كلها طرق للمتعة الدنيوية " المحسوسة " ، و نكره المـوت لأننا عجزنا عن إدراك اللذة فيه و نوعها كما ادركناها في الدنيا .

من طبيعة الإنسان أنه خامل لا يحب الحراك إذا استقر بمكان ، و يدافع عن استقراره و يعطي روحه لأجل ذلك و دافعه في الحقيقة ليس سوى الخوف من الاستقرار لا محبة و لا غيرها .

نخـاف ان نتحرك و يطول بنا الأمد حتى نجد الاستقرار مجددا لذلك نفضل أن " نتمسك بمينونا " و نحبط كل من يفكر بعكسنا خوفا من أن ينجحوا في سعيهم الذي فشلنا فيه بسبب خوفنا لا بسبب قدراتنا .

كم شخص يخوفك من الموت ؟

لأنهم لا يملكون الاستعداد له لا يريدون لغيرهم أن يملكوا مثل هذا الاستعداد .

شكرا للمرور .

Safeed يقول...

علي إسماعيل الشطي ،،

بارك الله فيكم ، و جزاكم خير الجزاء :)

شكرا لكلماتك اللطيفة و لمرورك .

================

|:|DUBAI|:| ،،

ذكرتِ زين العابدين عليه السلام فذكرتُ دعاؤه في ذكر الموت ، و مناجاته .. يقول فيها :
( وَانْصِبِ المَوْتَ بَيْنَ أَيْدِينَا نَصْباً، وَلاَ تَجْعَلْ ذِكْرَنَا لَهُ غِبّاً )

و الغب هو ما يأتي ذكره تاره و يُنسى تارة أخرى .

فدعاؤه كان لأن يكون الموت نصب عينينه لا يغيب أبدا عن ناظريه حتى يقيس كل عمل و أثره عند الموت و بعده .

من يعيش في مثل هذه البيئة ، يرى الموت في كل لحظة و كل ثانية ، يرى أنه حقيقة لا تغيب عن الأذهان .

و الأهم من ذلك يرى شجاعة التكيف معه .. محيط فيه الفاجر و المؤمن / السارق و الامين / الملتزم و غير الملتزم ثم يراهم كلهم ينتظرون الموت بنفس القلوب لأنهم وصلوا إلى مرحلة صار فيها الموت و انتظاره هو ما يعطي نكهة لحياتهم .

شكرا للمرور .

في دعائه أيضا عليه السلام :

وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ صَالِحِ الأعْمَـالِ عَمَلاً نَسْتَبْطِئُ مَعَهُ الْمَصِيرَ إلَيْكَ، وَنحْـرِصُ لَهُ عَلَى وَشْكِ اللِّحَاقِ بِكَ حَتَّى يَكُونَ الْمَوْتُ مَأنَسَنَا الَّذِي نَأنَسُ بِهِ، وَمَألَفَنَا الَّذِي نَشْتَاقُ إلَيْهِ، وَحَامَّتَنَا الَّتِي نُحِبُّ الدُّنُوَّ مِنْهَا... الخ

Safeed يقول...

Corpse Bride ،،


كل البشر رؤوا الموت و زارهم ، و لكن قلة من زارهم و بالغ في الأثر بمحيطهم القريب .

قلة من شعروا بمعنى ( الموت ) في وجهه الحقيقي .

من يتذوق هذا الطعم لا يتمنى أو يرجو تذوقه مجددا ، لذلك هو يعمد للهرب بأي طريقة ممكنة منه .

في كلمة للإمام علي عليه السلام : الموت معقودٌ بنواصيكم ، و الدنيا تُطوى من خلفكم .

تخيلي رؤية سكة حديد طويلة نهايتها مقطوعة و عليها قطار يسير بأقصى سرعة ، وحدهم الذين عينهم على السكة من يرون نهايتها و يهيؤون انفسهم لاستقبال المصير المحتوم وغيرهم لاهٍ بما في يده ، هكذا هو الموت مكتوب على جبين كل شخص ، وحدهم من يستوعبون هذه الحقيقة يعرفون أنه حق و قادم لا مفر منه و على اساسه يتعاملون .. فلا مجال للعودة او للهروب و ما ذهب لن يعود .

لوعة الفقد لا يمكن التغلب عليها ابدا ، مهما تحدث الانسان او تكلم تظل لوعة لا يمكن لشيء ان يمحوها كل ما يمكن للانسان فعله هو ان يخففها لعلمه بانه سيرد عليها في يوم من الأيام ، و لعلمه بأن الموت الشيء الوحيد الذي لا يمكن عمل شيء لايقافه و من هنا تأتيه القدرة على التحمل و الصبر.

أسأل الله أن يعاملنا بلطفه و لا يعاملنا بعدله .

شكرا للمرور :) .

===================


TruTh ،،

الله يسلمكم و يعافيكم ،
شكرا للمرور :)

Safeed يقول...

بو محمد ،،

في وصفه يقول أمير المؤمنين عليه السلام :

الموت مفارقة دار الفناء ، و ارتحال إلى دار البقاء .

فانظر للإنسان كيف يتمسك بمحل الفناء ، و يرفض البقاء !

هذا من عجائب الانسان :)

شكرا للمرور :)

==============================

ZooZ ،،

هناك رجل ينام وسط الثعابين و آخر وسط العقارب .. و أنا لو وضعوني وسط الدجاج لما نمت :)
الفرق بيني و بين هؤلاء الرجال أنهم " اعتادوا " المخاطر ، لم يخشوها و لم يجعلوها في منزلة عالية ، أنهم تعودوا على النوم وسط المخاطر
و أنهم لا يملكون شيئا ليخسروه .. مفهوم الخسارة و الربح منعدم عندهم لعلمهم بان كل شيء هنا زائل
هذه هي الحالة معك : أنتِ ترين الموت هادم اللذات و مفرق الجماعات و أنا أراه مجرد مرحلة اخرى ، رحلة كل انسان لابد و أن يركبها
في مدن الألعاب لا احد يشتكي من طابور قطار الموت لانهم جميعا يعلمون ان الدور سيحين لهم كما حان للذين من قبلهم فلماذا الفزع و الخوف :)
اليقين عندما يحصل عند الإنسان و يتشكل تجاه شيء ما لن يزعزعه شيء و هكذا هو الموت أتى مبكرا أم متأخرا فلا بد له و أن ياتي
و لا حاجة لكل هذا الفزع .. لأنني اليوم افزع للناس ، و غدا سيفزعون عليّ
حين دفن أمير المؤمنين عليه السلام الزهراء عليها السلام قال بيتين :
أرى علل الدنيا علي كثيرة
و صاحبها حتى الممات عليلُ
و إن افتقادي فاطمٌ بعد أحمد
دليل على أن لا يدوم خليلُ
متى ما تآلفتِ مع هذه الفكرة زالت هذه الرهبة .. الموت وجهة مجهولة و لهذا نخاف منها
و لكن إن علمنا باننا سنردها سنعلم انها ستصبح معلومة و ان الخوف لا داع له
( وإن منكم إلا واردها ، كان على ربك حتماً مقضيا )
.
.

نعتبر استثناءً في العمر فثلاثتنا متقاربين جدا بالعمر ، تربينا مع بعضنا و نادرا ما يملك احدنا ذكريات لا تجمعنا ثلاثتنا
سافرنا ، خيمنا ، طلعنا كله مع بعض و إلى اليوم رغم أن اصغرنا خان العهد و تزوج و ما قمنا نشوفه وايد :)
مع هذا فلكل واحد منا صفات و أطباع مغايرة 180 درجة عن الآخر ، يعني ثلاث اضداد تقريبا و لكن مجتمعون
و عرفنا بالعائلة باسم الثلاثي :)

Safeed يقول...

الاوركيدة ،،

أهلاً و سهلاً بكم ،
يشرفني مروركم ،

كنت قبل فترة اشاهد برنامجا عن الإنسان و تكيفه مع بيئته ، و ارتباطه بها .
في اوروبا اكتسب الانسان من البيئة برودة الطبع ، صغر الانف ، دقة العين و بياض اللون .
في افريقيا اكتسب الانسان الانف المفطح الكبير لحاجته للهواء في ذلك الجو الحار الذي يصعد به الهواء للاعلى ، اكتسب رئتين كبيرتين و لونا مناسبا للشمس و حرارتها .
في الشرق الاوسط اكتسب الانسان العصبية لأن الصحراء علمته ألا يثق إلا بمن هو قريب منه .. و هكذا .
على مدار التاريخ تعلم الغنسان كيف يتكيف مع الحقائق الكونية البديهية و لو كانت صغيرة ، لكنه إلى اليوم لم يتعلم التكيف مع حقيقة ثابتة و سنة جارية هي (الموت) .
بل أحاطها بهالة من الخوف و الفزع مما جعلها تقبلها صعبا و لا زال هذا الامر يسير في البشر .

نعم ، حين تولد في أسرة كبيرة و متشعبة و مرتبطة و تكون معظمها كبيرة بالسن ، هذا يعني انك سستعامل مع الموت كزائر دائم و ضيف يحط رحاله غالبا عندكم ، و لكن في نفس الوقت يُكسب الإنسان التسليم له و القدرة على التعامل معه .

من لا يقترب من الموت ، لن يعرف قيمة الحياة .. فالاشياء تعرف باضدادها .

راقبت الكثيرين يموتون ببطء امامي ، ازورهم منذ بداية مرضهم حتى يستفحل و لاقف على قبورهم ، لن انساهم و لن انسى ما تعلمته منهم و اهم شيء هو أن الموت البطيء كالسكينة الغائرة يخلف اثرا لا يعالج ابدا .

اثناء دفن احدهم وقفت بجانب ابن خالتي ، سبحان الله و كأنها توارد خواطر ، اثنينا صحنا بمثل الفكرة : أن يموت الانسان فجأة و هو بكامل صحته أفضل مئة مرة من ان يتعذب و يذوق الموت له و لاحبائه الف مرة كل يوم .

نعم : انا مقصر جدا .. جدا ، و لا اعلم ما هو مصيري و كل أملي هو بالرجاء لا اكثر ، مع هذا فإنه من هذا المحيط تعلمت القدرة على التسليم و على تحملي للمسؤولية هذا الشيء .

8 سنوات شاهدت فيها تساقط اوراق الكثيرين ، و اضفت عليّ الكثير لكنها ابدا لا تعلم الانسان اكثر من الصبر و الرضا و التسليم ، اما المشاعر و الاحاسيس فهي اشياء لا يمكن ابدا أن يتم مسحها و حذفها ، ستبقى مؤثرة بالانسان ما عاش و الامل متعلق بأن تخفف جراء هذا " التعود " ، لا اكثر .
هناك شيء آخر اسمه " الامداد الغيبي " يمد الانسان بصبر عظيم حين المصيبة ، لدرجة يعجب الانسان من نفسه جراءه ، هذا الامداد لا يكون إلا باليقين .

احيانا نضع تصورات مؤلمة عن الموت ، و لكن ننسى أنه قد يكون شرٌ من وجهة نظرنا و لكنه خير عند صاحبه ، فكما قال " ابو عبد الله " لي أحيانا يمل الانسان نفسه من الحياة و يكتفي و ينتظر الموت بينما ننتظر نحن تجرع الغصة .

اجارنا الله و اياكم ،
و دمتم بخير و عافية ان شاء الله .

و شكرا للمرور .

غير معرف يقول...

الموت كلمة تقشعر لها الابدان
وكم هو مخيف عندما تفقد شخصا قريبا وتكتشف حقيقة الموت المرعبة
فيخيل اليك بعدها ان كل من تحبهم سيرحلون او انك سترحل عنهم ..
كم هو مخيف التفكير
بان لقائك بهذا الشخص قد يكون الاخير..
فإما انت اللذي ستودع او هو الذي سيسلم امانته لبارئها..
كلماتك تقطر حكما اخ سفيد ولك من العبارات التي تستحق ان نتوقف عندها..
لك خالص الود
:)

فريج سعود يقول...

اصدق ما قيل في الموت


قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

كبرياء وردة يقول...

تعلمت منهم أن اغماض العين عمّا اقترفته لا يعني أنني مسحته أو أنه اختفى ، بل يعني أنني أعطيته البيئة المناسبة ليزيد و يكبر و ينمو دون أن أشعر .


لم نتجاهل أخطاءنا

خوفاً من النتيجة؟

ام من باب الخوف من خدش غرور النفس؟

أم ظناً منا أن ذلك يحط من قدرنا؟

راق لي هذا الموضوع بشدة

شكرا لك أخي سفيد

lwatan-ajmal يقول...

بوست حلو ومعبر ..
عموما صدقن اخو العزيز دايما ننسى انفسنا وننسى الموت ونحب الحياة ونعتقد انها الحياة الابديه .... لما الواحد فينا ينام ويحلم بحلم حلو او مزعج ويقوم من النوم للواقع والحياه يقول بينه وبين نفسه طلع حلم ... بس باعتقادي انا انه الحياة هي الحلم والموت هو الواقع ...
وفعلا زياره المقابر تعطينه دروس ..

قناة الرحمة يقول...

هنا تحميل الأفلام مجانا

Safeed يقول...

~ضحكة ألم~ ،،

أهلاً و سهلاً بكم .

هل تقشر الأبدان من هذه الكلمة ؟
نعـم ، لا يوجد من لا يستوحش انفراده و بقاءه تحت هذه الأرض ، و لا يوجد من لا يخاف من الوجهة المجهولة التي سيتوجه إليها .
هذا الخوف مشروع ، و مبرر ، و لعله هو الذي يبين سبب خوف الكثير من الموت ، هو خوف لا من مواجهة هذا المصير إنما هو خوف من مواجهة منفردا بعيدا عن كل من احببنا البقاء قربهم ، هو خوف من وحشة العزلة ، و خوف من واقع انقطاع الارتباط بيننا و بين ما تآلفنا عليه من الاستئناس و الاجتماع بالناس في هذه الدنيا .
رائحة الموت موجودة مع كل إنسان ، قلة هم الذين يشتمونها و يعتبرون قدرتهم هذه دليل استعداد على مفارقة كل شيء و التوجه للمصير المحتوم بشجاعة .

شكرا للمرور .

==================

فريج سعود ،،

صدق الله العلي العظيم ،
في تعقيبه على هذه الآية يقول العلامة في الميزان :
" الموت الذي يكرهونه كراهة أن يؤاخذوا بوبال أعمالهم فإنه سيلاقيهم لا محالة ثم يردون إلى ربهم الذي خرجوا من زي عبوديته بمظالمهم و عادوه بأعمالهم و هو عالم بحقيقة أعمالهم ظاهرها و باطنها فإنه عالم الغيب و الشهادة فينبؤهم بحقيقة أعمالهم و تبعاتها السيئة ".

يكره الإنسان الموت لأنه جبان يخاف مجابهة عاقبة اعماله لذلك يحاول نسيانه و التركيز على ما بيده في هذه الدنيا و لكنه ينسى ان تركيزه على هذه الدنيا هو خطأ لأنه يعطيه المجال لأن يزيد بغيه و من ثم يزيد خوفه و قد يصل به الامر إلى كراهية كل شيء يذكره بالموت فيهرب من المقابر و من المآتم و من سيرة الموضوع ككل .

فهم الموت بحاجة لشجاعة كبيرة يجب أن تتوفر بالإنسان ، و أول هذه الشجاعة أن يملك الاستعداد لمقابلته بدل الهروب منه .

شكرا للمرور .

Safeed يقول...

كبرياء وردة ،،

تعبير قرآني جميل استعمله الله سبحانه و هو ( العزة بالإثم ) .
الإنسان حين يرى نفسه يخطئ و يذنب و ينافق بما استبطنه في نفسه و يرى نفسه يتحصل على عزة ظاهرية في هذه الدنيا ، يكره استذكار الموت و ما يترتب عليه من تقوى ، لانه يعتقد إن اتقى الله سبحانه فإن هذا العز الظاهري سيسلب منه أو على أقل تقدير لن يستطيع الحفاظ عليه .
لذلك هو يتهرب من " الموت " كحقيقة ستقابله لأن غير قادر على معايشة هذا المفهوم و ما يزرعه بالنفس من ترك أو بالاحرى عدم الارتباط الوثيق بما في هذه الدنيا .


أحد أعمامي رحمه الله كان دائما و ابدا يقول : متى ما وصل الإنسان لسبعين سنة لازم يلبس كفنه و ينزل بقبره .
و يعقب على من يعترض بقوله : اللي ما يتوب و يصير آدمي و هو واصل السبعين ما راح يتوب بعد .
دائما و ابدا كان يعيش حالة غريبة مع الموت يشم رائحته في كل مكان و مات قبل أن يصل للسبعين .
لا يوجد شخص لا يخطئ في الرواية ما معناه باننا لو لم نخطئ لأذهبنا الله و أتى بأناس يخطؤون حتى يسألونه التوبة و المغفرة ، العبرة في تحلينا بالشجاعة و اعترافنا بأخطائنا ، و أننا بدلا ان نصرف طاقتنا في تبرير هذه الاخطاء و محاولة نسيان المصير المحتوم ، يجب علينا أن نتكيف و نضع نصب اعيننا أن ارتباطنا بهذه الدنيا قابل للانقطاع في أي لحظة.

شكرا للمرور .

==============

lwatan-ajmal ،،

النوم هو الموت الأصغر ، و انظر للإنسان كيف يقبل عليه لأنه يعلم بأن الحياة لن تستمر دون نوم .
و لكن الغريب كيف لا يستوعب حقيقة أن هذه الحياة نفسها لن تستمر إذا لم يمت .
هذا ضرب من ضروب الأنانية في الإنسان ، أنه مستعد للتنازل عن الحياة من اجل راحة قليلة لعدة ساعات ، و لكن غير مستعد لان يتنازل لاجل الراحة الابدية بعد الموت .
نحب الحياة لأن معظمنا سقط باختبارها و انجذب لها و لم يعد قادرا على مجابهة جزاء عمله فيها ، لذلك هو يكره الموت .

لا يملك الشجاعة لمجابهته إلا من عاش معه و تآلفه أو من سئم الحياة و أصبح على استعداد لتركها رغم ما فعل ، كما قال ابن ابي سلمى :
سئمت تكاليف الحياة و من يعش - ثمانين حولا لا ابا لك يسأم

شكرا للمرور .