.
في بعض الأحيان قد تغيب أقرب الأشياء لنا عن أنظارنا، لأننا لا نشاء رؤيتها، بل نتمنى وندعو ونرجو في نفس الوقت أن تكون بعيدة، لذا نبحث في ذلك البعيد، ولا نلتفت لما هو قريب. حين تكتشف أن سببًا ما يُعطلك هو من صنعك، وحدث بإرادتك، وأنك أنت من تتحكم به تشعر بالغثيان، في معظم الأحيان يكون غثيانًا معنويًا -نفسيًا- وليس بمعناه المرَضي.
.
أمراض النفس وأعراضها، ليست كأمراض البدن، قد يزول الصداع بحبة بنادول، ولكن من الصعب أن تزول الكآبة أو يختفي الشعور بالاغتراب بقرص اسبرين. الأعراض النفسية هي باطنية يعيش معها الإنسان بكامل كيانه ويتطبّع بها، وفي غالب الأحيان لا يحب الإنسان أن يتوقف ليُعيد تقييم طباعه وتصرفاته ويُطلق عليها أحكامًا: هذه حسنة وتلك سيئة!
.
فهناك جنبة في كل إنسان، أنه «يتقوقع» على ذاته، ويعتبر أن الأطوار التي يمر بها من سعادة وفرح وحزن واكتئاب وأسبابها هي وحدها التي تعطيه المقياس الأفضل لكل شيء، فهو إن شعر بالفرح أراد للناس كلهم أن يشعروا بذلك مثله، و إن حزن لا يستحمل أن يرى أحدًا يفرح أو حتى يبتسم أمامه. لانه حزين أو مكتئب فعلى النّاس كلهم أن يكونوا مثله وإلا فهم قليلي الأدب، ولا يملكون التقدير المناسب.
.
حاولت طوال الأمس أن أعصر ذهني محاولاً الوصول للإجابة، ولم أستطع! كأنّ هناك حاجزًا يمنعني من التقدم أكثر في ذاكرتي، الإجابة التي أبحث عنها مختصة بسؤال: أين قرأت هذا التعريف للاوقات القذرة؟ باءت كل محاولاتي بالفشل، وبدأت ذاكرتي تلعب لعبتها المفضلة معي، لعبة تشبه تلك التي نمارسها مع الأطفال حين نقرب اللقمة من أفواههم فإذا فتحوها ليأكلوها سحبنا اللقمة بعيدًا.
.
قررت أنني وصلت لمرحلة اليأس، لا يهم أين قرأت ذلك، لم تعد هناك من حاجة إلى التذكر طالما أن المعنى لا زال حاضرًا في ذهني، وأنه يشرح إلى حدٍّ ما هذا الجمود والكسل و عدم الرغبة بإنجاز أي شيء الذي تسلل لي منذ فترة حتى بات يتملكني كما تملّك الغبار أجواءنا، لتحررنا أمطار اليومين السابقين من قيود الغبار، وتشرق في نفسي الحاجة إلى البحث عن طريق العودة إلى «أوقاتي النظيفة»، التي افتقدتها منذ مدة، كما افتقدت قطع الأثاث النظافة قبل أن يصدر (الفرمان) بتنظيفها.
.
تمسح الأثاث بمنشفة، يظهر لمعان أسطحها المفقود من جرّاء هجمات الغبار المتوالية، تكتسب المنشفة بعض الغبار، لكنها تستطيع أن تقوم بنفس المهمة مرة أخرى، وأخرى، وأخرى، حتى لا تعود صالحة لمسح المزيد من الغبار بسبب توسخها، وحين تمطر السماء تستخدم المنشفة لتمسح الماء المتسرب، فينتهي عمل المنشفة، لم تعد جافة ليُعاد استخدامها فإنها باتت مبللة لا تصلح لأن تقوم بنفس المهمة مجددًا.
.
نوعًا ما، نحن مثل هذه المنشفة، نظيفة ومستعدة للعمل، كما أننا مستعدون لأن نكتب، ونضحك، و"نتغشمر"، ونتفاعل مع كل الذين حولنا كما يريدون، ونريد، وما أن نبدأ بهذا الشيء حتى نفقد نقاوتنا شيئًا فشيئًا. كلما ازداد احتكاكنا بالناس، وزاد انهماكنا بأعمالنا، واستغرقنا بتفاصيل الحياة المتعبة والمملة، نفقد شيئًا من نظافتنا لصالح ذرات الغبار التي نكتسبها من هذه التفاعلات حتى نصل إلى مرحلة «الوقت القذر» عندها تتعكر قدرتنا على التواصل و التفاعل السليم ونصبح عرضة للاحتقان و الإنزواء و العصبية، قد يصل بعضنا مبكرًا لهذه المرحلة لأنه استعمل لامتصاص الماء، وقد يتأخر البعض الآخر لانه يكتسب الغبار شيئًا فشيئًا، في النهاية جميعنا نصل إلى خط النهاية هذا.
.
هل قلّت مشاكلنا أم زادت؟ لم تقل ولم تزد، عندما أقرأ كتابًا يتناول تاريخ مرحلة معينة بتفاصيلها، لا أجدها تختلف عمّا نعيشه الآن إلا بدرجتها، لكن الذين عاشوا في الماضي افتقدوا وسائل الإعلام التي أصبحت تحاصر المرء بأنبائها في كل لحظة، وكل مكان، كانوا يملكون فسحة يسعون فيها إلى تنقية أنفسهم بينما أصبحت أوقاتنا القذرة لا تقتصر على وقت العمل وضغوطاته المتعبة، ولا على وقت نشرة السابعة والنصف أو التاسعة مساءً، ولا على مواسم الخطابات السياسية وأيامها، بل دارت عجلتها لتوقعنا في شباكها طوال اليوم حتى صارت قدرتنا على امتصاص المزيد منها معدومة، كالمنشفة التي نستعملها لنمسح بقع الدهن .. أو تسرب مياه الأمطار.
.
وهذا الذي نغيبه عامدين عن أنظارنا، وهو أننا نشغل أنفسنا بامتصاص المعارك الكلامية، وبمواقف الآخرين، بشعاراتهم، وجريانهم نحو مصالحهم التي يلونونها بالأصباغ البرّاقة حتى ننخدع بها، ونعيش في دوامة الشعور بالذنب نتيجة التقصير تجاههم، ويأخذنا الهوس الجماعي بأننا لا نفعل شيئًا تجاه تلك التضحيات الجسام التي يقومون بها، أو أننا لا نجازيهم حق جزائهم عليها، وبسبب وسائل الإعلام التي ' تـزن ' على رؤوسنا لا نفرغ من هذه الضجة لنتساءل عن الدافع الحقيقي لهؤلاء؟ أو هل أن المبدء يتجزأ؟ حتى نصفق ونهلك أنفسنا في يوم لمدعي مبدءٍ كان هو أول من أهمله في زمنٍ مضى.
.
في الواقع، نحن لا نبحث ولا نريد البحث عن الإجابة على هذه الأسئلة، لأنها ستصدمنا بمقدار الوهم الذي نوهم به أنفسنا حين نعتقد أنّ مللنا وغثياننا هو من صنع غيرنا، ونتيجة لأفعالهم، ونفضل إلقاء تبعات عدم تقبلنا لحياتنا الاجتماعية، وسوء تصرفنا مع القريبين من حولنا، وعدم قدرتنا على أن نلتفت لمشاكلنا الصغيرة تحت حجة انشغالنا بالدفاع عن القيم والمبادئ و (المشاكل الكبيرة) ولكن: هل هناك فائدة لقيم عظمى توضع لمجتمع يُهمل أفراده قيمه الصغرى؟
.
حسنًا، من الصعب التفكر قليلاً، فهذه العملية تتطلب إعادة تقييم أفعالنا، وتصرفاتنا، فسهولة إطلاق الأحكام على الآخرين لا يقابلها إلا صعوبة إطلاق حكم قاسٍ على أنفسنا.
أصبحت عملية البحث عن «الأوقات النظيفة» نتيجة «التقوقع» تحمل بين طياتها إتهاماتٍ جاهزة لصاحبها بأنه غير متفاعل، ولا يقر الحرية، ولا ينادي بالديمقراطية، ولا يرفع شعارات حقوق الإنسان، رغم أن المسألة باختصار هي: لقد تم إغراقنا بـ«الأوقات القذرة»، وحُرمّ البحث عن «الأوقات النظيفة»علينا.
.
أمراض النفس وأعراضها، ليست كأمراض البدن، قد يزول الصداع بحبة بنادول، ولكن من الصعب أن تزول الكآبة أو يختفي الشعور بالاغتراب بقرص اسبرين. الأعراض النفسية هي باطنية يعيش معها الإنسان بكامل كيانه ويتطبّع بها، وفي غالب الأحيان لا يحب الإنسان أن يتوقف ليُعيد تقييم طباعه وتصرفاته ويُطلق عليها أحكامًا: هذه حسنة وتلك سيئة!
.
فهناك جنبة في كل إنسان، أنه «يتقوقع» على ذاته، ويعتبر أن الأطوار التي يمر بها من سعادة وفرح وحزن واكتئاب وأسبابها هي وحدها التي تعطيه المقياس الأفضل لكل شيء، فهو إن شعر بالفرح أراد للناس كلهم أن يشعروا بذلك مثله، و إن حزن لا يستحمل أن يرى أحدًا يفرح أو حتى يبتسم أمامه. لانه حزين أو مكتئب فعلى النّاس كلهم أن يكونوا مثله وإلا فهم قليلي الأدب، ولا يملكون التقدير المناسب.
.
حاولت طوال الأمس أن أعصر ذهني محاولاً الوصول للإجابة، ولم أستطع! كأنّ هناك حاجزًا يمنعني من التقدم أكثر في ذاكرتي، الإجابة التي أبحث عنها مختصة بسؤال: أين قرأت هذا التعريف للاوقات القذرة؟ باءت كل محاولاتي بالفشل، وبدأت ذاكرتي تلعب لعبتها المفضلة معي، لعبة تشبه تلك التي نمارسها مع الأطفال حين نقرب اللقمة من أفواههم فإذا فتحوها ليأكلوها سحبنا اللقمة بعيدًا.
.
قررت أنني وصلت لمرحلة اليأس، لا يهم أين قرأت ذلك، لم تعد هناك من حاجة إلى التذكر طالما أن المعنى لا زال حاضرًا في ذهني، وأنه يشرح إلى حدٍّ ما هذا الجمود والكسل و عدم الرغبة بإنجاز أي شيء الذي تسلل لي منذ فترة حتى بات يتملكني كما تملّك الغبار أجواءنا، لتحررنا أمطار اليومين السابقين من قيود الغبار، وتشرق في نفسي الحاجة إلى البحث عن طريق العودة إلى «أوقاتي النظيفة»، التي افتقدتها منذ مدة، كما افتقدت قطع الأثاث النظافة قبل أن يصدر (الفرمان) بتنظيفها.
.
تمسح الأثاث بمنشفة، يظهر لمعان أسطحها المفقود من جرّاء هجمات الغبار المتوالية، تكتسب المنشفة بعض الغبار، لكنها تستطيع أن تقوم بنفس المهمة مرة أخرى، وأخرى، وأخرى، حتى لا تعود صالحة لمسح المزيد من الغبار بسبب توسخها، وحين تمطر السماء تستخدم المنشفة لتمسح الماء المتسرب، فينتهي عمل المنشفة، لم تعد جافة ليُعاد استخدامها فإنها باتت مبللة لا تصلح لأن تقوم بنفس المهمة مجددًا.
.
نوعًا ما، نحن مثل هذه المنشفة، نظيفة ومستعدة للعمل، كما أننا مستعدون لأن نكتب، ونضحك، و"نتغشمر"، ونتفاعل مع كل الذين حولنا كما يريدون، ونريد، وما أن نبدأ بهذا الشيء حتى نفقد نقاوتنا شيئًا فشيئًا. كلما ازداد احتكاكنا بالناس، وزاد انهماكنا بأعمالنا، واستغرقنا بتفاصيل الحياة المتعبة والمملة، نفقد شيئًا من نظافتنا لصالح ذرات الغبار التي نكتسبها من هذه التفاعلات حتى نصل إلى مرحلة «الوقت القذر» عندها تتعكر قدرتنا على التواصل و التفاعل السليم ونصبح عرضة للاحتقان و الإنزواء و العصبية، قد يصل بعضنا مبكرًا لهذه المرحلة لأنه استعمل لامتصاص الماء، وقد يتأخر البعض الآخر لانه يكتسب الغبار شيئًا فشيئًا، في النهاية جميعنا نصل إلى خط النهاية هذا.
.
هل قلّت مشاكلنا أم زادت؟ لم تقل ولم تزد، عندما أقرأ كتابًا يتناول تاريخ مرحلة معينة بتفاصيلها، لا أجدها تختلف عمّا نعيشه الآن إلا بدرجتها، لكن الذين عاشوا في الماضي افتقدوا وسائل الإعلام التي أصبحت تحاصر المرء بأنبائها في كل لحظة، وكل مكان، كانوا يملكون فسحة يسعون فيها إلى تنقية أنفسهم بينما أصبحت أوقاتنا القذرة لا تقتصر على وقت العمل وضغوطاته المتعبة، ولا على وقت نشرة السابعة والنصف أو التاسعة مساءً، ولا على مواسم الخطابات السياسية وأيامها، بل دارت عجلتها لتوقعنا في شباكها طوال اليوم حتى صارت قدرتنا على امتصاص المزيد منها معدومة، كالمنشفة التي نستعملها لنمسح بقع الدهن .. أو تسرب مياه الأمطار.
.
وهذا الذي نغيبه عامدين عن أنظارنا، وهو أننا نشغل أنفسنا بامتصاص المعارك الكلامية، وبمواقف الآخرين، بشعاراتهم، وجريانهم نحو مصالحهم التي يلونونها بالأصباغ البرّاقة حتى ننخدع بها، ونعيش في دوامة الشعور بالذنب نتيجة التقصير تجاههم، ويأخذنا الهوس الجماعي بأننا لا نفعل شيئًا تجاه تلك التضحيات الجسام التي يقومون بها، أو أننا لا نجازيهم حق جزائهم عليها، وبسبب وسائل الإعلام التي ' تـزن ' على رؤوسنا لا نفرغ من هذه الضجة لنتساءل عن الدافع الحقيقي لهؤلاء؟ أو هل أن المبدء يتجزأ؟ حتى نصفق ونهلك أنفسنا في يوم لمدعي مبدءٍ كان هو أول من أهمله في زمنٍ مضى.
.
في الواقع، نحن لا نبحث ولا نريد البحث عن الإجابة على هذه الأسئلة، لأنها ستصدمنا بمقدار الوهم الذي نوهم به أنفسنا حين نعتقد أنّ مللنا وغثياننا هو من صنع غيرنا، ونتيجة لأفعالهم، ونفضل إلقاء تبعات عدم تقبلنا لحياتنا الاجتماعية، وسوء تصرفنا مع القريبين من حولنا، وعدم قدرتنا على أن نلتفت لمشاكلنا الصغيرة تحت حجة انشغالنا بالدفاع عن القيم والمبادئ و (المشاكل الكبيرة) ولكن: هل هناك فائدة لقيم عظمى توضع لمجتمع يُهمل أفراده قيمه الصغرى؟
.
حسنًا، من الصعب التفكر قليلاً، فهذه العملية تتطلب إعادة تقييم أفعالنا، وتصرفاتنا، فسهولة إطلاق الأحكام على الآخرين لا يقابلها إلا صعوبة إطلاق حكم قاسٍ على أنفسنا.
أصبحت عملية البحث عن «الأوقات النظيفة» نتيجة «التقوقع» تحمل بين طياتها إتهاماتٍ جاهزة لصاحبها بأنه غير متفاعل، ولا يقر الحرية، ولا ينادي بالديمقراطية، ولا يرفع شعارات حقوق الإنسان، رغم أن المسألة باختصار هي: لقد تم إغراقنا بـ«الأوقات القذرة»، وحُرمّ البحث عن «الأوقات النظيفة»علينا.
هناك 21 تعليقًا:
لأن هناك نوع من الشر متواصل و يرفض أن يرحل إلا برحيل الشخص الآخر والأخير يضطر للرحيل تجنبا لتكبير المشاكل والنميمة ...
هذه هي الدنيا مصالح..
الأقوياء يسرحوا ويمرحوا أما الضعفاء فيعلقوا على سعيف النخل ليكونوا عبرة لذنب لم يرتكبوا .. سوى أنهم ضعفاء وليس لديهم مصالح مشتركة مع الآخرين
ليست قذرة بل مميتة
أولاً ..
كل عام وأنت بخير ..
وسنة جديدة يارب مليئة بالأوقات النظيفة ..
:)
ثانياً ..
في بعض الأحيان , تمر علي مواقف
أكون فيها في تسائل مع نفسي !!
مالسبب وراء هذا , لما أنا فعلت كذا , مالدافع لترك ذاك , حزني وكئابتي لما !!
وأرى الأجابة في داخلي تتردد , بين نعم أو لا , في ذاك الحين الذي أتردد فيه , أعلم بأن كل ذلك حدث من صنعي , لكني أغض البصر - عن داخلي -
وأبحث عن ألف سبب وأجابة لسؤلي
غير " أنا "
فتلك طبيعة البشر , وأنا منهم , لا أحب أن أكون سبب لمشكلة كانت , حتى لو كانت المشكلة تخصني ..
ذلك العصيان والتَجبر - إن صح القول -أمام النفس كان سابقاً ولله الحمد ,
فالآن أصبحت أقرَ كثيراً بأن كل ما يحدث لي , سببه أنا , من سعادة وحزن وكآبة وتقوقع .. الى آخره من الأمور ..
لا أعلم لها سبب , تقلبات نفسية لا أستطيع التحكم بها ..
لكنني عندما أحزن , وحولي أناس يضحكون , لا أتضايق منهم , بل أنني أحاول أن أبتسم مراعاة لشعورهم - وإن كان ذلك من الصعب -
وأن نفسيتي يجب أن لا تؤثر عليهم أبداً فذاك أمر يخصني فليس من حقي أن أمنع الآخرين من الأبتسامة .
أعجبني تشبيهك كثيراً بكوننا كالمنشفة ..
حقاً أستشعرت حقيقة كوننا كالمنشفة
فأنا حينما أكون في مجموعة أتفاعل معهم " بالسمع أو الكلام والمناقشة "
يمضي الوقت ساعه ساعتنان ثلاثة ..
فأشعر بالأكتفاء " من السمع والكلام "
وربما كما أسلفت , أفقد نقاوتي التي أعطتني في بادئ الأمر الدافع لقبول التفاعل مع من حولي ..
" هل هناك فائدة لقيم عظمى توضع لمجتمع يُهمل أفراده قيمه الصغرى؟ "
بالطبع لا ..
فحالهم كحال البلاد التي تهتم بشعوب العالم وتؤمن لهم المستشفيات والمدارس والملايين التي تصرف لأجلهم .. وتنسى شعبها بقليلٍ مما ذُكر َ!!
حينمـا يزول ذلك الحاجز الذي حال بينك وبين قراءة ما في ذاكرتك ,
لاتنسـى أن تدرج لنا التعريف " للأوقات القذرة " من بعد أذنك ..
:)
بوست رائع كالعادة ..
بكل إختصار أقول الموضووع فوق الممتاز ما شاء الله ..
لقد ذكرت في تدوينتي الأخيرة أهمية العزلة المؤقتة في حياتي.. فوجدت في هذا الموضوع أكثر من تفسير لسلوكي هذا ..
اتفق مع الأخ غير معرف في استخدام لفظ الأوقات الميّتة، فهي بذلك لا تستحق أن تذكر في سجل حياتي فهي مميتة..
أما بالنسبة للشعور وقوقعة الفرد، فقد وصل الحال في بعض الأحيان أن الفرد لم يعد في وسعه ولا استطاعته معرفة حالته النفسية.. هل هو سعيد حقا أم أنها مجرد تصرفات اصطنعها ليبين للحاضر أنه لا يهزم أبدا؟ ولقد شغلت هذه الفكرة ذهني كثيرا في الآونة الأخيرة ولازلت في طور المحاولة لكتاية موضوع عن هذا الأمر..
سؤال أخير: طريقة ربطك لمحتوى المواضيع أو أي إقتباسات خارجية مميزة ما شاء الله ، فأتمني أن تفيدنا ولو بنصائح بسيطة تعيننا في كتابتنا لموضوع أو إلقاء خاطرة مثلا.. أعتذر إن كان سؤالي قد خرج عن إطار الموضوع ولكننا هنا كلنا يريد الإستزادة بما يملكه الآخر :)
عسى الله يبارك للجميع أوقاتهم لما فيه خير وصلاح..
كل عام وانتم بخير ..
أحسنتم بتفكيككم تلك
الأحجية وتبيانكم لطلاسمها
بنصٍّ راق جُلّه الإثراء.
قمة الإدراك أن نعيي مواطئ السوء وبواطن الفشل ولكن قمة الحسرة أن يرتضي البعض بوعيٍ أيضاً أن يتحولوا لـ"ممشة زفر"
كم نحن بحاجة لمثل هذه الرؤى الناصعة اليوم يا سفيد
وعيدك مبارك وعساكم من العايدين والفايزين
مو معيد؟
أوافقك في تقوقع الواجب لتنقية الذات .. لا يمر علي أسبوع بدون الاختلاء بنفسي لتصفيتها والمحافظه على خطي الذي ارتضيته لنفسي ..
لكن ليش أحس الموضوع وراه موضوع :")
موضوع ممتاز .
أحيانا أسأل نفسي ذات الأسئلة ، أنا شخصيا أعتقد أننا نعيش هذه الحياة كما هي في عيوننا ، لا أحد منا يعرف ما هي حقيقة الحياة ، حتى مع أننا قد نتفق مع بعضنا أحيانا في الرؤى و المشاهد . لكن هل يجب أن تخلف هذه النظرة الكثير من الألم ؟ لماذا يجب أن تكون عودتنا إلى أنفسنا مؤجلة حتى نشعر أن الحياة قددنستنا . الحياة هي من صنعنا ، نحن الفوطة القذرة ، و نحن الغبار العالق عليها في آن معا.
غيرمعرف ،،
لا مشاحة بالإصطلاحات،
قدر الذين استضعفوا بالأرض، أن عليهم أن يصنعوا البطولات لغيرهم، ومطلوب منهم أن يعانوا مكان أولئك الذين يدعون البطولة، وأن يعتصموا ويضربوا ويصبحوا وقودا لبطولات غيرهم، ويُعزى الفضل بعد ذلك لأولئك.
الذي يريد أن يصبح بطلاً، عليه أن ينفذ بطولته بنفسه، ولا يستجدي الآخرين لتصويرها!
هي أوقات قذرة، لأنهم يحيطونا طوال اليوم، بشعاراتهم وأهازيجهم وخطاباتهم، كي يقزموا شعورنا بالذات في سبيل التصفيق لهم، اصبحنا كالمنشفة نمسح اغبرتهم حتى نتلوث نحن بها ليظهروا هم بكل نظافة بعد أن كانوا موئل الغبار والأوسخة.
شكرا.
=======
..pen seldom ،،
أصل الموضوع نظرية في علم الاجتماع الأسري، تقول بأن للفرد في الأسرة أطوار متبدلة طوال اليوم، فهو ينهض بالصباح كالمنشفة نقي تماما ثم يذهب إلى العمل ويختلط مع الناس وينهمك بمشاغل الحياة فيتلوث شيئا فشيئا حتى يصل الى "الوقت القذر" ، وتعزى معظم المشاكل في الاسرة الى قضايا تطرح اثناء "الوقت القذر" لاحد افرادها مما يجعل التعامل مع هذه القضية يتم بعصبية وعنجهيةتنتهي في معظم الحالات الى ما لا يحمد عقباه، مثلا: في الساعة3 بعد الظهر وبعد يوم عمل مضني لا يصح ان يتم مناقشة مشاكل الابناء المراهقين لان الذهن وكذلك النفس لا يملكان الاستعداد الكامل للتفاعل الايجابي لحل هذه المشاكل. وهذا هو باختصار الوقت القذر.
اما الوقت النظيف فهو حين يرجع المرء الى "طوره الاول" حين يصبح قادرا على التفكر بصورة صحيحة فيما امامه.
ملخص الموضوع هنا هو أنه بسبب وسائل الاعلام وتركيزها على ما حولنا من سلبيات وبثها على رؤوسنا على مدار اليوم، وكثرة تفاعلنا مع الناس حولنا ومطالباتهم واغراقنا بالمشاكل الكبيرة مثل ميزانية الدولة ومطالبتهم لنا بان نفكر بها ونعيش معها اكثر من انشاغالنا بميزانية الاسرة البسيطة التي نعيلها اصبحت اوقاتنا كلها قذرة.. ومن يحبث عن الابتعاد عن هذه الامور ليعود لوقته النظيف يصبح خائنا فاقدا للادب لا يملك التفاعل مع ما حوله واناني يفضل مصلحته الشخصية على المصالح العامة! وهذا هو أس المشكلة .. انهم يريدون اغراقنا بالاوقات القذرة وان بحثنا عن وقت نظيف نكون قد ارتكبنا محرمًا.
كما يظهر هذه النظرية قابلة للتطبيق على اكثر من وجه من الانسان المجرد الى المجتمع المتكامل.
..
وأنتم بخير وعافية ان شاء الله، وأسعد الله ايامكم.
شكرا
مستعدة ،،
القوقعة الفردية هي أن يشعر كل إنسان بأنه محور الكون، وأن كل شيء إنما يقاس بمقاييسه الذاتية.
هذه الحالة تلاحظ عند الاطفال أكثر، ومع هذا يستصحبها الكبار معهم إذا كبروا وعقلوا بصورة أقل من الأطفال.
كان بنيتي (ولازال) أن أكتب عن العزلة، ولكن استجد شيء جعلني أبتدء بهذا الموضوع أولاً.. أما عن السعادة والحزن قد يفيدكم هذا الموضوع بإحدى النواحي: السـعادة بالـحـزن
- بخصوص السؤال: فابن خلدون ينطلق في فهم كل شيء من قانون (التشابه)، وهو أن كل شيء يحدث في الدنيا يوجد له شبيه قد يختلف بالمظهر ولكن يتفق بالجوهر، أو يختلف بالدرجة ولكن يتفق بالنوع.
لذلك فكل حادثة، وكل فعل، وكل قول، في حقيقة ذاته يمكن إذا تم تفكيكه لعناصره الأولية أن نوجد له عشرات المتشابهات في حياتنا نحن. المهم هو الوصول أو بالأحرى تحديد (الفكرة) التي نريد تشبيهها بدقة، وبعد ذلك بتأمل بسيط سنجد عشرات الامثلة التي تنطبق على هذه الفكرة.
أجمعين بإذن الله، وأنتم بخير وعافية إن شاء الله.
شكرا
==========
ظــامــي ســراب ،،
أهلا وسهلا،
بالضبط، مشكلتنا في هذا الزمن أن الجميع يريدون أن يكونوا أبطالا، وجميعهم ينتظرون من الآخرين أن يعانوا ويعيشوا بدوامات المصائب بدلا منهم.
قد يرضى معظم الناس بذلك، ولكن لهم قابلية محددة كالمنشفة لا يستطيعون بعد ذلك ان يتجاوزوها.. ولكن ماذا تفعل بمن يعتقد ان محاولتك لان لا تكون مجرد سلم لصعودهم هو عدم مراعاة وجبن منك؟
هل من المطلوب مني أن أحمل سيف عنتر وأحارب مكانه ليُسمى هو بالبطل وأحوز انا على رضاه؟!!!
أيامك سعيدة،
وأنت بخير وعافية إن شاء الله.
شكرا.
Ma6goog ،،
عيدي ينتهي الساعة 3 العصر :)
عيدك مبارك :)
==============
ZooZ "3grbgr" ،،
الملا صدر المتألهين رحمة الله عليه اعتزل الناس 15 سنة قبل أن يعود بكتابه (الأسفار).
في موقف رجل مثل هذا بمثل زمنه قراءة ودلالات.. ولكن قلة من يلتفتون.
في الرواية : ( لو علم أبوذر بما في قلب سلمان لقتله ) ..
في مواضيع مو موضوع واحد، ولكن للأسف إن (الجو العام) ما يوحي بفهم رسالة واضحة ..
:)
شكرا
=============
Black Honey ،،
أهلا وسهلا،
وهذا هو الأمر المضحك أننا نريد قياس كل شيء بمقاييس ذواتنا القاصرة والناقصة..
نعتقد أن ما يضحكنا يجب أن يضحك الآخرين، وما يحزننا يجب أن يحزن الآخرين،
وأن ما لا تستوعبه عقولنا ننكره، فالانكار أسهل من الاعتراف بالعجز.
هذا هو المفتاح الذي يفسر لنا الكثير مما حولنا، لكن لا أحد يلتفت إليه .. لأن الاسهل ان نبحث عن شماعة خارجية تتحمل لومنا بدلا من أنفسنا.
وحين يصبح الجو العام من حولنا ممتلكا لقيم أو أفكار معينة يحاول اجبارنا على قبولها غصبا، وإن لم نشأ قبول ذلك عوقبنا بشتى التهم.. دون أن تحترم (قابلياتنا).
نحن نصنع حياتنا، ولكن زمننا الحالي يمتلك مفهوما آخر وهو أن الحياة تصنعنا لذلك علينا ان نؤمن بهذا الشيء وإلا فنحن لا نفهم!
شكرا
أباالبيض
أنا أرى مرماك جليا واضحا
أنت محق، و لكن لكل مقام مقال
دمت و الاهل و الأحبة برعاية الله
صاج والله
مبارك عليك العيدين
Atmna Ashof Ketaab eb aSmk
!!
ياخي موضوعك حلو وصحيح
سلبتنا كل التعليقات
الوقت النظيف يبيله همة و ارادة و تشجيع
و مثل ما قلت العمل و الوظيفة تسلب اروع الاوقات , و هذا اللي نعانيه
أيها العزيز سفيد
السلام عليكم والرحمة ...
هذا الموضوع هو عينه ما أعيشه منذ فترة وحتى الآن
أوقات قذرة تسلب الانسان من حياته
الرؤيا تكون غير واضحة النبض غائم والأفكار غائمة ةكل ما يدور حولنا غائم وكأن هناك نقطة وقفت نهاية السطر وأصبح من الصعب إكمال الكتابة بعدها
ويستوجب بدأ سطر جديد ولكن هذا السطر متى يبدأ لا ندري ...
شعرت بفقدان نفسي غيابي طال كثيرا
وكأني غبت عن الوعي
كأن شيئا سلب مني
حالة صعبة تقوقع يتكوم حتى لا يعرف أول الرأس من أخمص القدمين .. هي ذي حالتي ..
ما أجمل المرور هنا مع أن منشفتي لازالت متسخة ولا أعلم متى يتعين عليي نفض أغبرتها أو غسلها لتعود نظيفة تتحمل أعباء بداية أخرى لسطر جديد ...
كل عام وأنت بألف خير
كم كنت شغوفة للعودة
اشتياقاتي لهنا لا يحدها محيط ولا بر
فهي باتساع أفق هذا الفكر الرائع
تحياتي العميقة أخي العزيز
شكرا
كانك تعلم واقع الحال 24 ساعه نتصارع مع الاوقات القذره و كلمازاد تعلق قلبك مع الله ازادت سوءا :((
وعيدكم مبارك و الحمدلله على اتمام النعمه
i Miss u Sfeed
or should i say i love u ?
بومحمد،،
ويا ليت قومي يعلمون،
شكرا.
======
Salah،،
علينا وعليك إن شاء الله،
أسعد الله أيامكم، ولو إنها متأخرة :)
شكرًا.
====
|:|DBAI|:|،،
ما كل ما يتمناه المرء يُدركه :(
====
dr-maarafi ،،
ما تمارسه وسائل الإعلام، ورجال السياسة بصورة أكبر، هو أحد أسباب استمرار الأوقات القذرة طوال اليوم.
محاولة اشغالنا بقضاياهم (المصلحية)، هو نوع من "تقذير" الوقت الممارس لسلب أي ملكة تفكير نقدي يمكن أن تحدث عندنا.
شكرا.
=====
عقدة المطر،،
وعليكم السلام ورحمة الله،
هي نوع من الحالات التي نفقد بها كل القدرة (أومعظمها) على ممارسة التفكير النقدي الصحيح لواقعنا، لحظة نشعر بها بأننا نقوم باعمال روتينية لا نملك الوقت الكافي للتوقف والتفكر بها، فنحن دائما تحت ضغط مستمر يسلب أي قابلية لنا على التفاعل نع ما حولنا ايجابيا.
وأنتم بخير وعافية إن شاء الله،
شكرا.
=====
sun shine ،،
هو نوع من الاختبار الذي لا ينتهي.
وعلى قدر المجاهدة، تكون الجائزة.
أيامكم سعيدة إن شاء الله :)
شكرا.
======
غير معرف،،
well, as long as i do not know who you are untill now, you can say what ever you want.
merci
:)
Ummm actually i am a big fan of u
o i like u so much
bs ma3ndi aljra`a agol ana mno bcoz i am afraid from rdat f3lik :(
Then, I think you should read tonight's post
especially paragraphs 9 & 10
:)
إرسال تعليق