12 أبريل 2009

ليش مو الخبـز؟


- اخذ هالرواية .. عجيبة
- ما أحب الروايات .. زين اطل فيها
- بس هذي غير .... طيعني و اخذها راح تعجبك ، انا اعرف انت شنو نظامك
- امري لله باخذها بس اذا ما عجبتني بطقها براسك
- انت اخذها و راح تبوس راسي
.
حوار بالمعنى جرى بيني و بين احد اصدقائي في المكتبة و امام احدى الروايات ، رغم عدم حبي لها – للروايات طبعًا- اشتريتها و قراتها ، أعجبتني بدايتها جدًا .. غوصها في رحاب تساؤلات البشر عن أنفسهم و علاقاتهم و التساؤل الذي تطرحه ما بين تنازع قيم الإنسان مع قيم الإلوهية ، حب الإنسان لنفسه و حبه لربه و لغيره ، و لكن فجأة انقلبت الرواية لتطل الإباحية برأسها !

.
لم تكن مركزة .. و لكنها كانت موجودة !

.
عندها أغلقت الرواية و وضعتها على الرف مستذكرًا كلمة عبد الملك بن مروان حين أطبق المصحف بعد أن أتاه خبر الخلافة: هذا فراق بيني و بينك !*

.
كتابة الروايات تعتمد على مخاطبة عاطفة الإنسان و أحاسيسه لأن الإحساسات ترتبط بالمخيلة و قدرة "الوهم" عند الإنسان ، و بما أنها ليست فلمًا مصورًا فهي تعتمد بشكل كبير على التأثير الذي تضفيه الكلمة لخلق الصورة المناسبة في مخيلة القارئ ليستمر في انغماسه بهذه الرواية و قراءتها ، أذكر أن باولو كويلو في "الزهـير" يقول أن رواياته يُفضل أن تكون أفلاما يصنعها القراء في مخيلاتهم لا في هوليوود ، هكذا تحتفظ بتميزها لأن كل قارئ يصورها و يخرجها حسب ما يشاء و وفق ما يريد .

.
العاطفة و الأحاسيس عند القارئ تتولد من الغرائز و الحواس المُـدركة ، يولد المرء و فيه حواس و غرائز فطرية كثيرة بعضها تنمو معه و بعضها تخبو إلى أن تختفي من عنده ، لكن تظل هناك الأساسيات ، تبقى كما هي لا تتغير لأن استمرارية الحياة مرتبطة بها ، الجوع و العطش و الرغبة و الأمان و الإجتماع هي غرائز و أحاسيس تقود الإنسان لتوفير البيئة المناسبة له لكي يستمر الجنس البشري في الوجود .

.
و لكنها كلها تقف على مسافة واحدة من عقله ، و تقوى إذا سُمح لها بالعبور ، لذلك تخاطب الروايات هذه الغرائز بالتوافق مع خطابها للعقول ، منها تجذب انتباهه و تشوقه و من خلالها تجبر العقل على استيعاب الرسائل التي توضع فيها ، لذلك تحتل الروايات جانبا لا بأس فيه من خانة "محركات" الثورات كما هي التنظيرات و النظريات السياسية بل و ربما تتفوق على أي وسيلة كتابية أخرى في إيصال الرسائل لانها تقدمها في أسلوب قصصي يتواصل معه معظم القرّاء أفضل من تواصلهم مع الكتابات الجامدة و التنظيرات الخطابية .

.
غريزة الجنس هي كغريزة الجوع رغم أن الثانية تهدف للابقاء على حياة هذا الإنسان بينما كل ما توفره الاولى هي استمرار أجيال هذا الإنسان ، فهو قادر على الإستغناء عنها مع هذا يركز الروائي على قضية الجنس كمحور في رواياته ، و يحولها إلى أفلام إباحية تهمل كل غرائز القارئ و تحصره في غريزة واحدة فقط ، لماذا لا نرى روايات تتحدث عن قدسية الطعام ؟

و عن لحظات التلذذ في أكله ؟
عن الخبز و لحظات اكله التي تتوج مغامرات العشق و الهيام و الإحتياج له؟

.
على رغم كل الفقر الذي في العالم ، و كل الجوع الذي ينهب الشعوب ، و كل العطش الذي يشعر به الناس يوميًا، لا يتم التركيز على هذه اللحظات ، بل يتحول التركيز إلى "الجانب الغرائزي" في الإنسان ، و يتحول إلى صناعة قائمة بذاتها.

.
حين تتحول الرواية إلى هذا الجانب ، اعلم أن كاتبها فشل بدراسة الإنسان ، و فشل في معرفته، و أنّ القصة التي يكتبها لا يحاكي فيها القارئ كإنسان صاحب عقل بل كـمخلوق صاحب غريزة تعلقت أقدامه بالمرحلة الثانية من حياته و هي (المرحلة الحيوانيةclick)، و هذا يذكرني بمجلة الجريمة و جرائد التابلويد التي راجت لفترة في الكويت و مسيرها على هذا الدرب!

حينها إعلم أنّ كاتبها لم يستطع أن يخاطب الإنسان أو أن يوظف غرائزه الأخرى لجذبه و تشويقه لضعفه و قلة حيلته، لذلك فضّـل دغدغة أقوى غرائزه ليثيرها فتطغى على عقله ويترك لها المجال حينئذ لجذب القارئ.

.
قوة الغزيرة التي تصنف على أنها قوة بجانب العقل ، أي موازية و مساوية له هي التي يخاطبها الكاتب في كتابه و يلعب على حبالها و ليست قوة المنطق و العقـل ، حتى قصص الحب و العشق التي يجعلها المسوغ لهذه الامور، و يبرر بها أحداثها ليست سوى حبًا و عشقًا ماديًا بحتًا يتولد من الغزيرة الحيوانية في الإنسان ، غزيرة الرغبة و المتعة و التكاثر، هذا النوع من الحب يُطلق عليه (قـاتل الفضيلـةclick) لأنه لا يبنى و لا يضع أي أسس سليمة للعلاقات الإنسانية بل يحصرها بلحظات المتعٍ اللحظية.

.
قد أتفهم أن يلجأ كاتب غربي لمثل هذا الخطاب و لكن أتعجب من كتابنا الذين ينحون نحوه ، الفارق بين الثقافتين في مفهوم الكلمة يعطي ذريعةً للغربي بأن يتصور أنه بمثل هذه الإباحية يصور الحب و يتوجه، و لكن ثقافة الكلمة و معناها عندنا لا تعتبر هذا التصور سوى غريزة حيوانية وضعت في الإنسان و وضع قبالها قوة توازيها حتى تسيطر عليها.. فما الذي يريده هؤلاء؟

.
من أسباب عدم حبي للروايات هو اشتمالها على هذا الجانب، و هذا ركن من أركان موقفي الذي ذكرته في الموضوع السابقclick، و قليلة هي الروايات التي تنجو من هذا الفخ و لهذا "لاعت جبدي" منها.
و حتى أجد رواية يستطيع كاتبها أن يجعل من لحظة تناول لقمة الخبز رائعة فنيّة يخاطب فيها الإنسان و غرائزه بما يستحق الإحترام ، و يحولها القارئ لفيلم جميـل في مخيلته، بقدر ما يحوله هؤلاء إلى سينما إباحية في مخيلات القراء سيظل موقفي ثابتًا منها.

.
إلى ذلك الوقت أنا بانتظار رؤية صديقي "عشان أطقها براسه"!




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* البداية و النهاية لابن كثير ج 12 ص 380

هناك 24 تعليقًا:

Yin مدام يقول...

بوست قوي ورائع

لهذا لا أقرأ الروايات العربية وعندي تحفظ نحوها
وأقرأ روايات أجنبية ولكن بعيدة كل البعد عن الروايات الرومانسية وغيرها مما ذكرت في مقالك
ولا أقرأ الروايات المترجمة بتاتا لأنها تفقد ثقافتها وتضيع مع الترجمة

أأسف لعدم وجود روايات تخاطب العقل والوجدان والفكر في عالمنا العربي ولا أستطيع أن ألوم العديد من محبي القراءة الروائية وذلك لقلة الخيارات المتاحة مما يضطره إلى قراءة ما هو موجود.
وهذا رفيجك يستاهل تطقها براسه !!

قواك الله يا أخي الكريم المفيد سفيد وثبتك وسدد خطاك
:))

MakintoshQ8 يقول...

صح كلامك
في فتره من الفترات كنت بمصر ومن الملل لانه كنت مسافره مع امي واخوي بروحنا .. شريت لي مجموعه كبيره من روايات نجيب محفوظ .. وقريتهم وكلهم كان فيهم هالسوالف .. مره يصف جسد المرأه بالتفصيل .. ومره يصفها مع الرجل .

وتبقى خولة القزويني ملكه الروايات السنعه :)

Yang يقول...

صراحة ماكو أحلى من مجلة ماجد وسعد وقصصهم :)

لاتقولي روايات ولا بطيخ.

أعتقد فائدة الروايات حسب إعتقادي الشخصي البسيط هو تجميع وعمل قاعدة للمفردات من خلال القراءة فقط لاغير.

غير معرف يقول...

في كثير من الروايات بعيدة كل البعد عن الاباحية .. و هي انجح الروايات العالمية .. بل اغلب الروايات الناجحة لا علاقة لها بالاباحية

انصحك ياخوي انك تعيد النظر في فكرتك عن الرويات ..

فلا تحرم العقل الجميل الذي تملكه من متعة الراويات الجميلة ..

سيدة التنبيب يقول...

أوافقك تماما .. إقحام الإباحية و الغرائز في الروايات العربية هو سبب عزوفي عنها .. كنت أقرأ لإحسان عبدالقدوس و نجيب محفوظ و توفيق الحكيم في فترة من فترات عمري .. في النهاية صفيت على الروايات البوليسية مثل رجل المستحيل و تختخ !

bakah يقول...

العزيز سفيد ..
الروايات مو حق الناس الي مثلك :) ..
هناك اشخاص يحبون التعرف على المعلومة بأدلتها وبراهينها وتسلسلها المنطقي , مثل مسألة الوجود , فأنا لا اتصورك تبحث في قصة او رواية عن مسألة اثبات وجود الخالق , لأنك تملك المزاج والعقل والمقدمات المعرفية على اكتساب هذه المعلومات من امهات الكتب الفلسفة والعرفانية والروائية وغيرها ..
اما القسم الآخر من الناس فلا يملكون المزاج ولا المقدمات المعرفية لإكتساب هذه المعرفة , لهذا هم بحاجة إلى القصة والرواية والتبسيط لتصل لهم المعلومة ..
يعني مثل موضوع الأعرابي , لما قال البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير , افلا يدل هذا الكون الكبير على الخالق القدير ..!
يعني عملها مثال توضيحي , وهذا هو ما تمتلئ به القصص والروايات ..
حتى بعض الإباحية يوجد بها رمزية , طبعا وللأسف الشديد ان كتابنا العرب فشلوا بالرمزية فشلا ذريعا , فهم بين امرين , إما رمزية مفضوحه وسخيفه تخليك تمل وانت تقرأ , مثل كاتب رمز لقائد عربي بالكلب وكتب رواية كاملة عنه وهي رواية فاشلة ورمزيتها مفضوحه ومكرره وسخيفه , او ان يكتب بلا رمزية نهائيا , فإن كتب عن الجنس فهو اما يحاول معالجة او مقاربة ظاهرة اجتماعية مثل ما حصل مع الأسواني في عمارة يعقوبيان , او هي كتابات جنسية لجذب القارئ لا غير , وهو ما تمتلئ به مكتباتنا الفاشلة ..
انا ما قرأت لكاتب كتب عن الجنس اكثر من غارسيا ماركيز , لكنه يمارس رمزية عظيمة في كتاباته , منها روايته مئة عام من العزلة , التي تطرق فيها لنظرته لنشوء الإنسان وتطوره في محيطة الإجتماعي بطريقة رمزية وقصة عن مدينة تولد وتموت ويتقلب فيها الناس من البدائية إلى المدنية الكاملة إلى البدائية مرة اخرى حتى يصلوا إلى درجة الحيوان ..!
انصحك بقراءتها إن لم تفعل لكنها مليئة بما سوف يزعجك فلا تضربها برأسي بعد الإنتهاء منها :)

Mohammad Al-Yousifi يقول...

كل ما توفره الاولى هي استمرار أجيال هذا الإنسان

حرام عليك, شهالكآبة ؟

عمرك 23 و هذي نظرتك للجنس؟ لو 60 جان قلت معذور

انا شخصيا لا امانع عنصر الجنس في الروايات و بالعكس يلطف جو الرواية

أيضا لا ارى في الجنس غريزة حيوانية شيطانية هدفها فقط مواصلة الجنس البشري

شكرا

تلميذ يقول...

السلام عليكم

أيهما أشطر وأكثر استحقاقا للإحترام : تاجر فهم الشطارة على أنها (أي حاجة تجيب فلوس المهم بالآخر ما يتمسكش) فجمع ثروته نتيجة عدم اكتراثه بالزكاة والخمس والصدقة واللقطة بالإضافة الى اعتدائه على حقوق الناس (سرقة – نصب - احتيال – تزوير) ناهيك عن مسحه الأجواخ ، أو تاجر آخر فهمها على أنها تكوين ثروة مع مراعاة حقوق الله عز وجل وعباده ؟ وأي الطريقان أسهل ؟

كذلك بالنسبة للفن عموما ، مثلا أيهما أنجح : مسلسل طاش ما طاش الذي يكاد يخلو من الإعتماد على (البضائع ذوات الأرواح) أو بعض المسلسلات الكويتية الأخيرة الزاخرة بها بحجة عدم التغاضي عن الواقع (شطارة) ؟

كم رواية أو فيلما سينمائيا أو مسلسلا تلفزيونيا سيصمد لو تمت إزالة مقطع أو إثنين منه (حتى يخيّل للإنسان أن العمل كله كان من أجل تسويق تلك المقاطع وليس العكس !) ؟

يعني باختصار : لا تصير عسر يا سفيد القلب ، فهو مجرّد اختلاف في تفسير الشطارة وآليات التسويق

وتقبل تحياتي

بو محمد يقول...

سفيد
بداية، أنا لم أقرأ في حياتي كلها رواية واحدة لأنني لم أختبر مذاقي لهذا الضرب من الكتابة حقيقة، الصورة العامة التي لدي بالنسبة للرواية هي ذاتها التي عندك، و لكن الفارق هو أنني لا أتعامل مع الرواية ككتاب، بل أتعامل معها ككشكول خواطر منظم

الكتاب دائما مبني على فكرة أو محور فكري واحد، و أما الرواية فهي مبنية على مزيج فكري، و لذالك تجد فيه ما قد لا تستيغه شهيتك الفكرية أو القرائية

لديك القدرة على فلترة الفكرة من الرواية و هذا أمر استخلصته من خلال متابعة كتاباتك، و لذالك غن كنت تملك الشهية و الوقت للقراءة فأنصحك بقراءتهاإن أحببت، أنا قد لا أنصح من مثلي من هم ليسوا بمستوى التحصين و الوقاية الفكرية المطلوبة و لكن ما شاء الله تبارك الرحمن أنا أرى فيك ورعا فكريا مميزا أدامه الله عليك و حصنك و الجميع من أي تلوث فكري

انا أتألم يوميا لأنني فاقد للوقت و الشهية لقراءة الكتب لكثرة تنقلي بين صفحات الحقل الدراسي مجبرا

أسأل الله العلي القدير ان يبلغنا و إياكم و سائر المسلمين مقاصدنا في يسر و عافية و سلامة في جميع أمورنا

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

Bloggerista يقول...

و ليش مو العيش؟ المعدس تحديدا

حاطب ليل يقول...

مساء الخير:)

انا ارى ان الروايات بوابة القراءه
وقراءة الروايات تختلف عن قراءة الكتب المعرفيه..
فالكتب المعرفيه تعرف اين اتجاهك تبحث عن معلومه
اما الروايات فيحكمها الاسلوب
والمساله اذواق بكل اسلوب
فكل اسلوب له من يتذوقه بطريقته الخاصه
..
اتفق معك بتخمة الروايات بتطعيمها بالايحائات الجنسيه الغير مبرره...
لكن هذا لايمنع بوجود روايات مؤثره ومهمه بتوثيق حياة الشعوب
الروايات تروينا تجارب ..لم نتمرسها
وازمان لم نعهدها .. واماكن لم نطئها
هي مكمله للكتب المعرفيه ..لاتساع الافق ..وتلمس احساس الاخر
الاخر البعيد جدا جغرافيا
القريب منك انسانيا
كامثله
...
"بجعات بريه" روايه صينيه تتحدث عن ثلاث اجيال عاصرو قيام الشيوعيه حتى انهيار قيمها(الصين بالتفصيل)
"كل ماكتبه" غازي القصيبي
"كل ماكتبه" توفيق الحكيم
"موسم الهجره الى الشمال" للطيب صالح
"باولا" تلك الفتاه وهي بالغيبوبه وامها "الكاتبه" بجانبها ..ملازمه لها
...
شكل تعليقي طويل:)
اعتذر مقدما

Safeed يقول...

شكرًا للجميـع ،

قبل أن أعقب على ما تفضلتم بذكره ، فقط ملاحظة بسيطة أعيدها و قد ذكرتها في الموضوع السابق.

المسألة باختصار هي أن الروايات بحرٌ غني ، يعتمد على ذوقية الناهل منه ، لكنها بحر بما هو معروف ، و ليست بحارًا مجهولة يخرق عبابها الراكب لاكتشاف المجهول ، هي وجبات ثقافية لكنها ليست إدامًا معرفيًا ، موقفي منها لا يعني أني أحاربها ، و لكن يعني أني لا أفضلها كمنهل معرفي أساسي ، هي بأحسن الأحوال إعادة تبسيط للواقع المعقد بأسلوب شيق.

يحبها الكثيرون ربما لأن بعضها يحكي عن مكنونات النفس البشرية بما يقارب ما في نفس القارئ لذلك هو يحبها لأنه يجدها نطقت بما يستطع نطقه ، رواية كـ"الزهير" مثلاً صورت واقع حياة المؤلف ، ما لم يستطع أن يعبر عنه بقلمه المباشر جعل منه أحداثًا للرواية ، و قد تناولت هذا الأمر سابقًا في موضوع : لماذا باولو كويليو ؟ .
.

من هذا باب ، تملك الروايات قدرة كبيرة على التأثير بقرائها لانها تتملك قوة الوهم عندهم (المخيلة) ، و من يملك قوة الوهم امتلك العاطفة و استطاع بها أن يصل إلى درجة محاربة العقول و التأثير بها، أنا شخصيًا ما غيّر حياتي هو رواية قديمة جدًا للشهيد عبد الكريم هاشمي ، و أنا متيقن من ملامسة العديد منها لنفوس الغير، إنما هذا لا يعني أبدًا أن تصبح منهلاً واحدًا أو أنّ تشكل موردًا معرفيًا يجب على المرء أن يحبه و يقرأه.


خلاصة هذا الموضوع أبيّن فيه جانبًا من موقفي تجاه الروايات، الموقف الذي اعتقده و أؤمن به من حيث كونها لا تقدم معرفة تخصصية أو تاتي بكشفٍ جديد و أنها ممكن الإستغناء عنها ببساطة و لا تستحق مقامًا تمسي فيه أفضـل من غيرها من الكتب.


هذا الموقف هو "استغـلال" الإباحية في الروايات دوافع ذلك و أسبابه و هذا هو ملخص كل الموضوع، صحيح أن الكاتب له الحق في كتابة ما يشاء و لاخلاف بذلك و لكن من الوجهة المقابلة للقارئ أن يقرا ما يشاء و يحكم على ما يشاء و يؤمن بما يشاء، أعتقد أن من يلجا لها هو فقيـر معرفيًا مهما كانت الرسالة التي أراد إيصالها لأنه سلك السبيل الأسهل في ترميزها و بثها.


نُـبل الرسالة و الهدف ، يستشف من نُبـل الوسيلة لها ، و هذا هو الفارق بين من يستطيع أن يجعل من غريزة صعبة كتناول الطعام تحمل وجها شيقًا يوصل به رسالته ، و بين من يفضل الإنزلاق لمدارك الإباحية اختصارًا لجذب القراء.


إذًا المسألة ليست عداوة مع الروايات فانا لا أنكرها و لا أمحيها و لا أحرقها .. و لكن لا أميل لها.

Safeed يقول...

Yin ،،
-----

القضية تشمل جميع الروايات العربية منها و الأجنبية، تختلف ألفاظها و لغاتها و قصصها و لكن تبقى عوامل الجذب محددة و دائمًا أسهلها هو اللعب على غرائز الإنسان الأقوى.

هذا يذكرني بطريقة الدعاية الامريكية لأفلام الصيف و كيف أنها تنتج عدة دعايات (تريلرز) للفيلم الواحد إنما كل منها يركز على جانب معين من الفيلم لجذب أكبر عدد من المشاهدين ، و غالبا ما تكون الإباحية إحدى أهم الجوانب فيها.

أنا أحب القراءة بانواعها ، رغم موقفي من الروايات إلا أنني أقرأ فيها و أملك مخزونا لا بأس فيه منها و المسالة تعود بالنهاية لهوى القارئ و ميوله، هناك من يحبذها على غيرها و هناك من لا يفعل ، و لكل منهم مبرراته.

من مبررات موقفي هو ما ذكرته بهذا الموضوع :)

و أنا ناطر أشوفه عشان أطقها براسه ، صج :)

شكرًا للمرور.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

Makintish ،،
----------

هناك روائي عراقي أنا أنصح بشدة فيه ، شفت رواياته بمكتبات البحرين و إيران و سوريا و لبنان لكن ما شاهدت له روايات في الكويت! إلا مرات قليلة و بسرعة نفذت .

الروائي هو ( كمال السيـد )، يملك قدرة رهيبة على جذب القارئ في روايات تاريخية و إنسانية ينطلق فيها من أحداث عاصرت الأئمة عليهم السلام .

و هناك رواية للحاج عباس بن نخي اسمها (القربـان) و تباع بالكويت ، للحين ما قرأتها لكن الإشادات التي سمعتها عنها شجعتني لان أشتريها .. و قريبًا إن شاء الله :)

استغلال القدرة الروائية في معالجة التاريخ مثل أمين معلوف و من ذكرتهم ، أو معالجة الإنسان شيء عظيم ، و يكون أعظم لو انه خاطب القارئ باحترام إنسانيته و اعتباره مخلوقًا ذو عقل ، و ليس آلة غرائزية فقـط! كما تعامل معه الكثير من الروائيين بما فيهم نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس مثلا من العرب.

شكرًا للمرور .

Safeed يقول...

Yang ،،
----

انا كنت أتابع "مجلة ميكي" :) .. و فوق قصصهم الحلوة ربحت جائزة منهم مرة :)
مجرد تجميعها للمفردات اللغوية هو فائدة تحسب لها مع هذا تظل في خانة مما لا يضر معرفته من عدمه :)
شكرا للمرور .

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

غير معرف ،،
-----

نعم ، كلام صحيح و أتفق معه.
الإباحية كانت (أحد) أسباب موقفي من الروايات، و ليست كل الموقف.
هناك أسباب أخرى أملكها ، و لكن باختصار أنا لا أرى أن الروايات عديمة الفائدة بالعكس هي جميلة و فيها نقاط إيجابية ذكرتها بالموضوع ، لكن الهوس الحاصل فيها برأيي لا تستحقه أبدًا :)
صار القارئ هو من يقرا روايات بس في عرف مجتمعنا ! و كأن المعرفة اختزلت بها.

شكرا للمرور.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

سيدة التنبيب ،،
-------

المؤسف هو أن التركيز و التعظيم يكون لهؤلاء الروائيين ، لذلك يستحوذون على كل الصورة بينما يختفي الآخرون في غياهب النسيان.

هناك روائيون و روايات جميلة محترمة و تقدم صياغة جميلة للمعارف ، لكنهم مجهولون لان الإعلام يبحث عن السوق الرائج ، و ليس هناك رواج أكثر مما يخاطب غرائز الإنسان "الحيوانية"، إحدى المصائب هي مصيبة الإعلام في دعايته لغير المستحقين.

في الروايات البوليسية ، تتربع أغاثا كريستي في القمة :) قرات كل رواياتها و أنا بالمتوسطة.

شكرا للمرور .

Safeed يقول...

مطعم باكه ،،
-----

بالضبط مثل ما تفضلت ( مثال توضيحي) هذه هي الروايات باختصار ، تقدم أمثلة على المعرفة المعلومة ، و لا تقدم إضافة حقيقة لجانب المعرفة .

نعم ، الإنسان بحسب ميوله يحدد هويته "القرائية" .

لكن القضية هي في طريقة إيصال هذه "الأمثلة التوضيحية " للذهن و توظيف الإباحية في ذلك.

لا زلت أعتقد أن توظيفها هو تعبير عن عجز الكاتب أو الروائي عن سلوك الدرب الصعب في بناء فكرته و "رمزيته" ، هي بالأحرى تعبير عن استغلاله للطريق الأسرع في العبث بغرائز الإنسان القارئ لجذبه نحو ما يكتب، و لا يكاد الامر يخلو من جوانب ماديّة يضعها الكاتب قبل كل شيء.

حتى الأسواني انزلق لهذا المنزلق و وصفه التفصيلي لتلك الأشياء هو دليل على عدم القدرة على إيصال الصورة بطريقة "مهذبة".
وصفه لبعض أحداثها لا يمكن أن يستساغ، فهذه ليست رمزية و لا " لارمزية" إنما إباحية بحتة كمجلات التابلويد و أخواتها في أوروبا التي تجذب الباحثين عن مثل هذه الأشياء.

غارسيا .. أشوة إني ما شريت روايته :)

شكرا للمرور.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

Ma6goog ،،
-----

ليش كآبة :) ؟
تقدر تسميها "واقعيـة" :)

واقع إنّ فيها لذة أو متعة ، لا ينفي هدفها الحقيقي و سبب وجودها .

و لا ينفي كونها " ألما" دفعه يولد شعور السعادة ، فهي ليست ترفا أو هدفا أو غاية ، إنما وسيلة و إن حاول الإنسان أن يصورها بغير صورتها الحقيقية أو أضاف عليها مساحيق التجميل لتجميلها :)

لم أقل أنها " شيطانية" أبدًا :) ، و لكنها حيوانية بامتياز :) الإنسان هو حيوان ناطق ، و الغرائز إحدى مكونات الحيوانات و منها هذه الغريزة فهذا وصف و ليس شتمًا :)

هي ترجع لميول الشخص ، انت لا تمانع فيها بينما أنا لا أستسيغها ..
التركيز عليها ، و عدم التركيز على "شرب الماء" مثلا رغم أن كلاهما غريزة ، يُظهر أن الكاتب يحاول العزف وتر العاطفة لان هذه الغريزة غالبا ما تتعلق بها ، و بذلك يسوق كلماته بناء على هذا الأمر فقـط.
و اثبات الشيء لا ينفي ما عداه :)

شكرا للمرور.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

تلميذ ،،
----

و عليكم السلام و رحمة الله ،

كلامك صحيح ، لكنه ركز على البضاعة المقدمة و انا قصدتُ متلقي البضاعة :)
الخمر و الماء كلاهما متوفران : لماذا يلجأ احدهم للماء و لا يلجا للآخر؟
السبب هو منظومة القيم التي يملكها ، منظومة الاخلاقيات التي تحدد موقفه من كل شيء.
الخداع و الحقيقة بإمكان الجميع أن يمارسهما ، لماذا لا يفضل البعض الخداع و يصر على الحقيقة رغم صعوبتها ؟
طبيعي أن المتجه للماء و المصر على الحقيقة يستحق الإحترام أكثر.
و هذا هو الموقف من الروايات أيضًا .. الذي يستطيع أن يوصل فكرته و رسالته "النبيلة" بطريقة نبيلة هو الأكثر استحقاقا للاحترام من ذلك الذي يستغل غرائز الإنسان بحجة الرسالة النبيلة.
كالزانية التي تكد على الأيتام من اموال زناها و العياذ بالله.


نعم هو اختلاف في التسويق و الشطارة ، أتفق معك بهذا.
لكن هذا الاختلاف لا يبرر أبدا هذا الإنزلاق ، يظل لكل شيء هناك مسميات لا يتغير معناها بتغير هدفها :)
يظل القبيح قبيحا ، و الحسن حسنًا .

اهلاص و سهلاً بك.
شكرا للمرور.

Safeed يقول...

بو محمد،،
-------

وجهة نظر مقبولة جدًا ،
نعم قد تكون "دفتر خواطر" ، و قد تشتمل على عدة أفكـار و هذا صحيح في غالب الاحيان.
لكنها تبقى مجرد أفكار مُعاد صياغتها ، بأسلوب جديد ، و بئس الأسلوب هو الذي ينزلق إلى مخاطبة الجانب الغرائزي على حساب الجانب العقلاني في الإنسان.
أنا لا أمانع من قراءة الروايات، لكن لا أفضلها على غيرها من الكتب لأسباب عديدة و اعتقد أن اختزال الأدب و الثقافة فيها غير صحيح.
أشكر حسن ظنّك فيّ :) .
وفقكم الله و يسر أموركم يا بومحمد بحق محمد و آله عليهم السلام.
شكرا للمرور.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

Bloggerista ،،
----------

لان العدس هو إدام الفقراء ، و الفقراء منشغلون بقوت يومهم عن الروايات ، بينما الخبز طعام "المترفين" :)
حتى شرب الماء ، يستحق الكتابة عنه ، فهو لا يختلف عن تلك التي يحاولون جذب الناس من خلالها من حيث كونها "غريزة" ثابتة :)

شكرا للمرور.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

حاطب ليل ،،
--------

ربما ، المسألة قابلة لوجهات نظر عديدة :)
نعم ، يحكم الروايات الأسلوب ، و يحكمها ميل و هوى القارئ نحو هذا الأسلوب.
فالقضية بالنهاية محكومة برغبة القارئ و ما يريده .
قد تكون بوابة القراءة لكن اعتقد ان القراءة سهلٌ فسيح ليس بحاجة لبوابة لدخوله ، و من يعشقها سيقرا كل شيء :)
...

قرات بعض الروايات و الكتب لتوفيق الحكيم ، و قرات العديد لباولو كويليو و دان براون و جرجي زيدان و غيرهم.
بعضها أعجبتني جدًا و بعضها لم أستطع اكمالها!
أعتقد انها تصلح كـ"معبرة عن المشاعر" أكثر من كونها مخزون معرفي ، لذلك نحس بالقرب مع بعض مؤليفها لأن المشاعر تخلق الروابط أكثر من العقول :)
هي تقدم صورة عن المجتمعات وفق ما يراها كاتبها لا وفق ما تحدده الوقائع.
شكرا على ذكر الامثلة ، سأحاول الإطلاع عليها بقدر الممكن :)

شكرا للمرور.

مستعدة يقول...

موضوع جميل..
واسلوبك بالطرح أعجبني ما شاء الله..

بالنسبة للروايات فأتفق معك على النقاط التي ذكرتها وأعجبتني طريقة ربطك لعنوان الموضوع مع محوره ..

بالنسبة للروايات، انتهيت قبل بضعة أيام من قراءة أول رواية أقرأها في حياتي لما رأيت فيها من إبداع بكل معنى الكلمة..

كاتبها نجيب الكيلاني.. وأعتقد أنه لا يوجد شخص ينكر إبداع هذا الكاتب في طرح القضية، في ذهني خطط كثيرة لقراءة المزيد من رواياته بإذن الله وانصح أن لا تفوتك كتاباته..

مدونة مميزة :)

@alhaidar يقول...

عمت مساء :)

بداية ألفت إلى أن تدويناتك الجميلة دائما ما تضيف لنا معلومة واحدة على الأقل ..
هنا مثلا عرفت صاحب مقولة هذا فراق بيني وبينك ..

ولذا فإنه رغم الانشغال ورغم عدم التعليق أحيانا كثيرة فإن الحرص على قراءتها كاملة يكاد لا يفارقني ..

وبالنسبة لقضية إقحام الجنس في الروايات وغيرها من الكتابات أوافقك أنها غالبا ما تكون بسبب الإفلاس الفكري ..

لاسيما أن الجنس مادة دسمة وخصبة للوصول إلى العقول الباحثة عنها دائما ..

أعان الله صديقك ورأسه :)

تقبل تحياتي ..

تلميذ يقول...

السلام عليكم

(يعني باختصار : لا تصير عسر يا سفيد القلب ، فهو مجرّد اختلاف في تفسير الشطارة وآليات التسويق)

الجملة السابقة كانت مجرد مزحة لا أكثر ولا أقل

:o)

kumarine يقول...

العزيز سفيد :
لماذا نحد قراءاتنا بما يوافق خبراتنا السابقة ؟
لا اعلم عن هذا الكتاب ( م اقرأه بعد )
و لكن لاشك لدي بأنك اكتسبت شيئا و انلم يظهر لديك بعد
لا تحد من قراءاتك
كن البحيرة يصب فيها جميع الروافد
شكرا لك

Safeed يقول...

مستعدة ،،
------

لم تسنح لي الفرصة حتى الآن بان أقرا رواية لـ نجيب الكيلاني سأحاول إن وفقني الله في يوم من اليوم لان اطلع عليه،لكن بشكل عام هناك روائيون يحملون قيما سامية يعبرون عنها بالطريقة التي تستحقها هذه القيم من التعبير قد ذكرت و اشرت لبعضهم سابقا، عكس من ينزلق إلى الدركات السفلى بحجة إيصال سمّو الفكرة!
هناك قياس لامنطقي بين الاثنين.

أهلاً و سهلاً بكم ،
و شكرا للمرور :)

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

أحمد الحيدر ،،
--------

أشكر لك حسن الظن يا بوكوثر :)
و أتفق مع تعليقك، يمكن إلتماس مدى غناء الكاتب و فقره الأدبي من خلال الدرب الذي يسلكه لتصوير المبادئ التي يؤمن بها.

شكرا للمرور .

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

تلميذ،،
----

و عليكم السلام و رحمة الله ،
فهميدم :)
كن على ثقة بان الجملة فهمت بهذا السياق :)
أهلا و سهلا بك مجددًا.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

Kumarine ،،
---------

أهلا و سهلا :)
في الواقع هذا الموقف نابع من احترامي للمبادئ التي آمنت بها ، و اخترتها على علم لتكون إطارا يحيط بقيمي.
أنا لا أدعو أبدا لمفاهيم التعليب و فرض الحظر على العقول، و لكن كما أنّ للكاتب الحق في كتابة ما يشاء فللقارئ الحق في أن يقرا ما يشاء .
أنا شخصيا لا أتحمل و لا احب أمثال هذه المنزلقات فيما أقرأ، اجد فيها استهانة بكيان الإنسان من حيث كونه إنسانا صاحب عقل لا مجرد غرائز تمشي على الأرض.
ربما تكون هناك استفاده ، لا أنكر هذا .. لكنها استفادة مشوبة بالاشمئزاز عندي نظرا لطرحها غير السليم.

شكرا للمرور .

Salah يقول...

أوافقك الرأي يا عزيزي سفيد بأن الرواية ليست لكل الناس!

لكنها تعتبر فرع من فروع الأدب مثل الشعر، وأعتقد أننا فقاره في هذا المجال وأقصد العرب كلهم.

الرواية لها دور مهم مثل ما حضرتك تفضلت، ليس على مستوى الأدب فقط بل لايصال رسائل بطريقة سهلة للمتلقي.

أنا لا أستسيغ الروايات كلها وعدد الروايات اللي بدأت في قراءتها ولكن تركتها بعد أن شبعت مقثة أكثر من الروايات اللي كملتها الى الاخر.

لكن أشجع الجميع على اكتشافها والحكم عليها بشكل مباشر، وكل ما زاد عدد القراء زاد الأمل بوجود كتاب يخاطبون العقل ويبتعدون عن الاسفاف.

Safeed يقول...

Salah ،،
-----

بالضبط ، الرواية سلاح جبار في صياغة و تكوين الآراء و الإعتقادات تجاه قضية ما .

لأن الروايات قادرة على مخاطبة كل العقول و كافة المستويات بشكل مباشر من خلالها أسلوبها و اعتمادها على مخيلة القارئ و فكره الباطن.

لذلك حين تنزلق في مثل هذه المزالق و غيرها ، تشير إلى خلل في كاتبها و رسالته و خلل عند القارئ الذي لا يجد اشكالا في مخاطبته كغريزة لا كعقل!

خلال الشهور الماضية لاحظت أن الموضة الجديدة في الكويت هو التحول لـ"روائي" بسبب السوق المفتوح للروايات بعكس الكتب الفكرية التي تعاني من تضييق ما صار حتى في دول الستار الحديدي بالثمانينات!

هذه الموضة اظهرت روائيين يملكون قدرات مخاطبة عالية و معاني سامية ، لكنها للأسف أظهرت روائيين حالهم و حال محرري مجلة الجريمة واحد!

اندفاع القراء تجاه الروايات كان له أثر ايجابي ، و أثر سلبي .. بالتأكيد التخلص من الأخير مستحيل ، و لكن الامل هو بتقليصه إلى أقل حد ممكن.

شكرًا.

منال يقول...

جميل
جمعت الموضوع من كافة اطرافه :)
http://manalworld.wordpress.com/2009/12/05/%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%84-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA/
له علاقة بموضوعك كتبته قبل فترة :)